كيف نتّقي السّحر قبل وقوعه ؟..

[font="] كيف نتّقي السّحر قبل وقوعه ؟..[/font]
[font="]
[/font]
[font="]شرّع الله تبارك و تعالى لعباده ما يتّقون به شرّ السّحر قبل وقوعه، و أوضح لهم عزّ و جلّ ما يعالجونه به بعد وقوعه رحمة منه لهم و إحسانا منه إليهم، و إتماما لنعمته عليهم، و في ما يلي بيان للأشياء التي يتّقى بها خطر السّحر قبل وقوعه، وهي من الأمور المباحة شرعا..[/font]
[font="]أمّا النّوع الأوّل: [/font][font="]وهو الذي يُتّقى به خطر السّحر قبل وقوعه، فأهمّ ذلك و أنفعه، هو التحصّن بالأذكار الشّرعية، و الدّعوات و التعوّذات المأثورة، و من ذلك قراءة آية الكرسي خلف كلّ صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السّلام، و من ذلك قراءتها عند النّوم، و آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: " اللهُ لا إله إلاّ هو الحيُّ القَيُّومُ لا تأخذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ له ما في السّماواتِ ومَا فِي الأَرْضِ من ذا الذي يشفعُ عندَهُ إلاَّ بِإِذْنِهِ يعْلَمُ مَا بيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم ولا يُحِيطُونَ بِشيْءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَّ بما شآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السّماواتِ والأَرْضِ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ العَلِيُّ العَظيمُ ". ومن ذلك قراءة " قُل هُو اللهُ أحَدٌ " و " قُل أَعُوذُ بِربِّ الفَلَقِ "، و " قل أَعُوذُ بِربِّ النَّاسِ "، خلف كل صلاة مكتوبة، و قراءة السّور الثلاث، ثلاث مرّات في أوّل النّهار بعد صلاة الفجر، و في أوّل اللّيل بعد صلاة المغرب، و من ذلك قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة و هما قوله تعالى: " آمن الرّسول بما أنزل إليه من ربّهِ و المُؤْمِنونَ كلٌّ آمن باللهِ و ملائكتِهِ و كُتُبِهِ و رسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربّنا و إليك المصري "، إلى آخر سورة البقرة.. [/font]
[font="]و قد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلمّ أنّه قال: " من قرأ آية الكرسي في ليلةٍ لم يزل عليه من الله حافظ و لا يقربه شيطان حتّى يُصبح ". و صحّ عنه أيضا صلّى الله عليه و سلّم أنّه قال: " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه ". و المعنى و الله أعلم: كفتاه من كلّ سوء.. [/font]
[font="]و من ذلك الإكثار من التعوّذ بـ " كلمات الله التّامات من شرّ ما خلق " في اللّيل و النّهار، و عند نزول أيّ منزل في المدينة أو في الصحراء ، أو في الجوّ أو في البحر لقول النبيّ صلى الله عليه و سلم: " من نزل منزلا فقال: " أعوذ بكلمات الله التّامات من شرّ ما خلق " لم يضرّه شيء حتّى يرتحل من منزله ذلك "..[/font]
[font="]و من ذلك أن يقول المسلم في أوّل النّهار و أوّل اللّيل ثلاث مرّات: " بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض و لا في السّماء وهو السّميع العليم "، لصحّة التّرغيب في ذلك، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أنّ ذلك سبب للسلامة من كلّ سوء، و هذه الأذكار و التعوّذات من أعظم الأسباب في اتّقاء شرّ السّحر و غيره من الشّرور لمن حافظ عليها بصدق و إيمان و ثقة بالله و اعتماد عليه، و انشراح صدر لما دلّت عليه.. وهي أيضا من أعظم السّلاح لإزالة السّحر بعد وقوعه، مع الإكثار من الضراعة إلى الله، و سؤاله سبحانه أن يكشف الضرر و يزيل تعالى البأس..[/font]

[font="] علاج السّحر بعد وقوعه[/font]
[font="]و من علاج السّحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من معاشرة أهله، أن يأخذ سبع ورقات من السّدر الأخضر فيدقّها بحجر أو نحوه، و يجعلها في إناء و يصبّ عليه من الماء ما يكفيه للغسل و يقرأ فيها آية الكرسي و " قل يا أيّها الكافرون "، و " قل هو الله أحد "، و " قل أعوذ بربّ الفلق "، و " قل أعوذ بربّ النّاس "، و آيات السّحر التي في سورة الأعراف، وهي قوله تعالى: " و أوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تَلْقَفُ ما يَأْفِكونَ * فوقع الحقّ و بطل ما كانوا يعملون * فَغُلِبُوا هنالك و انقلبوا صاغرين ". [/font][font="]( سورة الأعراف الآيات: 117 – 119 )[/font][font="]، و الآيات التي في سورة يونس، وهي قول الحقّ تبارك و تعالى: " و قال فرعوْنُ ائْتُوني بكُلِّ ساحرٍ عليمٍ * فلمّا جاء السَّحَرَةُ قال لهم موسى أَلْقُوا مآ أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فلمّا ألْقُوا قال موسى ما جِئْتُمْ به السِّحْرُ إنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عملَ المُفْسِدينَ * وَ يُحِقُّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ لَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ ".[/font][font="] ( سورة يونس الآيات: 79 – 82 )[/font][font="]، و الآيات التي في سورة طه، وهي قول الله جلّ وعلا: " قالُوا يا موسى إِمّأ أن تُلْقِيَ و إمّا أن نكونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قال بلْ أَلْقُوا فإذا حِبالُهُمْ وَ عِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعَى * فَأَوْجَسَ في نفسهِ خِيفَةً موسى * قُلْنا لا تخفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَ أَلْقِ مَا في يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صنعوا إِنَّما صنعوا كَيْدُ ساحِرٍ ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ".[/font][font="] ( سورة طه الآيات: 65 - 69 )[/font][font="]..[/font]
[font="]و بعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء و يغتسل بالباقي، و بذلك يزول الدّاء إن شاء الله تعالى، و إن دعت الحاجة لاستعماله مرّتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول السّحر نهائيا.. و من علاج السّحر أيضا، وهو من أنفع علاجه بذل الجهد في معرفة موضع السّحر في أرضٍ أو جبل أو غابة أو غير ذلك، فإذا عُرف و استخرج و أُتلف بطل السّحر..[/font]

[font="] ما لا يجوز العلاج به..[/font]
[font="]العلاج بعمل السّحرة الذي هو التقرّب إلى الجنّ بالذبح أو غيره من القربات، فهذا لا يجوز لأنّه من عمل الشيطان، بل من الشّرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك.. كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة و العرّافين و المشعوذين، و استعمال ما يقولون، لأنّهم كذبة، فجرة، يدعون علم الغيب و يلبسون على النّاس و قد حذر رسول الله صلى الله عليه و سلم من إتيانهم و سؤالهم و تصديقهم كما سبق بيان ذلك في الخطبة.. [/font]
[font="]كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إلى من يسأله من الكُهّان و المنجّمين و نحوهم عمّن سيتزوّج ابنه أو قريبه أو عمّا يكون بين الزوجين و أسرتيهما من المحبّة و الوفاء أو العداوة و الفراق، و نحو ذلك لأنّ هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلاّ الله تبارك و تعالى، فقد روى مسلم في صحيحه أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: " من أتى كاهنا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد "، و في رواية لأبي داود و خرّجه أهل السنن و صحّحه الحاكم عن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: " من أتى عرّافا أو كاهنا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد صلفى الله عليه و سلم ". ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرّافين و أمثالهم و سؤالهم و تصديقهم ، و الوعيد على ذلك.. نسأل الله تعالى العافية و السّلامة من شرّ السّحرة و الكهنة و سائر المشعوذين..[/font]
المشاهدات 2301 | التعليقات 0