كيف نؤثر في أولادنا

الخطبة الرابعة
(كيف نؤثر في اولادنا))
‏ان الحمد لله نستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اما بعد فاتقوا الله عباد الله ‏واستغفروه واستعينوا بالله يعنكم معنا في هذه الخطبة كيف نؤثر في أولادنا وهي مستلهمة من آية عظيمة في سورة ال عمران من كتاب ربنا وهي قول الحق عز وجل (فبما رحمت من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله) ‏ففي هذه الآية خمسة معالم رئيسة سوف نأخذها واحدا واحدا‏أولها اللين والرفق في التوجيه و تعديل الأخطاء واتخاذ الوقت المناسب والأسلوب الرفيق كان النبي صلى الله عليه وسلم سيد المربين لا يواجه أحدا بما يكره قال أحد المقربين ‏البشر مخلوقات عاطفية تجذبهم الكلمة الطيبة وينفرهم التوبيخ والتقريع وفي هذه الآية الكريمةبيان اهمية ترك الفظاظة و القسوة والخشونة في الأقوال والأعمال وفيها بيان نتيجة الفظاظة فقال تعالى ولو كنت فظاغليظ القلب لانفظوا من حولك يعني لذهبوا من عندك وتركوك رغم أنهم الصحابة وهم خير القرون‏وهم الذين يقدمون حب النبي صلى الله عليه وسلم على حب آبائهم وأمهاتهم ومع ذلك حذر الله ونبيه من الفظاظة و الغلظة التي تثمراستيحاش النفوس و نفورها بخلاف اللين والرفق الذي يثمر القبول والرضا والقرب‏أما المعلم الثالث فهو العفو لأن الأخطاء لابد للبشر منها ولأن الاجتهاد ات تختلف بحسب اختلاف العقول و الأمزجه والنفسيات وهكذا خلق الله الخلق مختلفين فكان لابد في معاملة الناس وخصوصا الاولاد لابد من العفو والسماحة وإحسان الظن وغض الطرف وتقدير مستوى عقول الآخرين ‏اما المعلم الثالث فهو الدعاء والاستغفار لهم فإن الدعاء هو أعظم سلاح وأفضل العبادات لأنك بالدعاء لأولادك تلتجيء الى الله الذي بيده القلوب وتصريف الأمور و تغيير الأحوال وذلك لأن هداية الاولاد ليست في أيدي الآباء والأمهات وإنما هي بيد لله وحده وإنما على الآباء البلاغ و التوجيه وسلوك أفضل السبل لاستمالة القلوب فادعوا لاولادكم وهم يسمعون ليطمأنوا انكم عليهم حريصون وانكم بهم مهتمون وعليهم تغارون ومن اجلهم تقدمون كل ماتستطيعون
‏أما المعلم الرابع فهو المشورة والحوار ذلك ان اسلوب الحوار من أعظم المؤثرات في تشجيع الولدوالرفع من قيمته وإعطائه المسؤولية والمشاورة تنفي عن الوالدين الفوقية والكبرياء والغرور فيطمئن الاولاد إن والديهم ليسوا متجبرين ولا متعصبين لآرائهم ، ولكن لابد أن يكون الحوار إيجابيا بمعنى أنه لا يلزم من المحاور الأعلى أن يكون رأيه هو المقدم ولا يلزم من الحوار ظهور النتيجة ولا يلزم من الحوار تسفيه الرأي المخالف ولاحوار في حدود الله ومعاصي الله تعالى ولامنع ان
‏نأخذ أحيانا برأي الولد ولو كان الاقل صوابا جبرا لخاطره ورفعاً لقيمته وتشجيعاً له اما المعلم الخامس فهو التوكل على الله وهو صدق الاعتماد على الله في كل ما نطلب ونحذر مع فعل الأسباب النافعة والاعتقاد بأنها مجردأسباب قد تنفع وقد تضر وقد لا تضر ولا تنفع والعلم الجازم بأن الأمر كله من عند الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،إن التوكل على الله يثمر للعبد أن لا يعجب بنفسه ولا قدرته ولا ثقافته ولا خبرته ‏قال الله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) والتوكل على الله يثمرلنا ان نكون دائما معلقين قلوبنا بالله عز وجل لأن التوكل هو شرط الإيمان وهو ‫نصف الدين وهو الاستعانة بالله في كل الأمور الدينية والدنيوية
قال تعالى( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) و قال تعالى (فاعبدوه وتوكل عليه) أقول هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكرله ‏تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوان أيها الأخوة تبين لنا من معالم آية آل العمران في قول الحق عز وجل( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاًغليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )تبين لنا منها خمسة معالم وهي اللين واجتناب الغلظة التي تنفر النفوس وتجلب البعد والكره وكذلك العفو الذي لابد منه لأن البشر كلهم مجبولون على الأخطاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاءوخيرالخطائين‏التوابون) فلابد أن يوطن الوالدان أنفسهما على الصبروالعفووالمسامحة والائتلاف للأولاد وجذبهم والرضا منهم باليسير وتبين لنا أهمية الدعاء للأولاد فهو سلاح المؤمن و تبين لنا قيمة الحوار الإيجابي الذي يرفع قيمة الأبناء ويشعرهم بأهميتهم وتبين لنا عظيم شأن التوكل وهو الاعتماد على الله تعالى في كل ما نريده ومالا نريده فلابد من تبييت نية التوكل على الله والاعتماد عليه قبل الإقدام على أي عمل فاستعن بالله يعنك واحفظ الله يحفظك وادع الله يجبك
اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته وسألك فأعطيته ‏اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
المشاهدات 407 | التعليقات 0