كيف تكون بعد رمضان .. للشيخ حمود بن ناصر ..

فهد موفي الودعاني
1433/10/05 - 2012/08/23 07:36AM
كيف تكون بعد رمضان 6 شوال 1433هـ
خطبة للشيخ حمود بن ناصر .. مساهمة منبرية ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
فالحمد لله على الإسلام والحمد لله على الإيمان والحمد لله على القرآن ونسأل الله كما أنعم علينا بإدراك الصيام والقيام أن يمن علينا بالقبول والغفران .
عباد الله ، ألا إنه ومن المؤسف أننا نجد كثيرا من الناس قد تقيدوا من كثير من المحرمات في رمضان ثم بمجرد أن انقضى رمضان وكأنهم تحرروا من الالتزام بتعاليم هذا الدين والائتمار بأوامره والانتهاء عن مناهيه فيا لله العجب أليس الله الذي عبدناه في رمضان هو المعبود في شهر شوال بل وفي كل الشهور أم أنها تحررت مردة الشياطين من تصفيدها فأصبح لها سلطان ولكن ليس على كل الناس , قال تعالى { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } فسلطان الشيطان لا يكون على أهل الإيمان وأهل التوحيد بل يكون على أهل الشرك والبدعة والمعصية بل ولا يكون له سلطان إلا على ضعيفي الإرادة والإيمان فقد ذكر الله عن كيده قوله تعالى {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} فلا يؤثر الضعيف إلا على من هو أضعف منه وإنه لمن العجب العجاب أن ينصح الرجل من الغيبة مثلا في رمضان فينتصح ثم ينصح بعد رمضان فلا يرعوي ولا يلقي لذلك بالا وكأنه قد حلت له المحرمات بعد رمضان أو كأن الله قد أذن له في ذلك فأصبح لا يرتدع عن المنهيات ولا يحافظ على الصلوات مع أنه كان الأولى به أن يقيد تلك النعم بالشكر بل تزداد عليه بشكر الله عليها كما قال تعالى { ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } وهذا هو الكفر بالنعمة وعدم شكرها خاصة أننا نعيش اليوم في وسط لجة تتلاطم بالأمواج بل ونعيش في رغد عيش وأمن لا يكاد يوجد في أي مكان من العالم إلا لدينا وقد شبت أقطار الأرض من حولنا بالحروب وزعزعة الأمن والمجاعات وإنه ليس بيننا وبين الله نسب وإنما هو التمسك بالتوحيد والسنة فهي حبل الله المتين وصراطه المستقيم من تمسك به نجى ومن شذ عنها غوى وهلك أسأل الله أن يديم علينا في هذه البلاد أمننا عقيدتنا ورخاءنا واستقرارنا وأسأله أن يوفقنا لشكرها وحمد الله عليها .
عباد الله : اتقوا الله واعلموا أن من آثار قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها والزموا طاعة ربكم واستقيموا على ما كنتم عليه من خير وطاعة وأتبعوا رمضان بست من شوال لعله يكتب لكم صيام سنة كما جاء عن نبيكم صلى الله عليه وسلم أنه قال " من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر " صوموها متتابعة أو متفرقة ومن كان عليه صيام شيء من رمضان فليصمه أولا ثم يأتي بالست بعده حتى يكون موافقا لما في الحديث ومن كان محافظا على قراءة القرآن فليستمر على ذلك واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ويا أسفاه على بعض الناس الذي كان يختم في رمضان عدة مرات انقطع بعد رمضان وكأن القرآن لا يقرأ إلا في رمضان .
أيها الإخوة بادروا بالأعمال وتنافسوا في الخيرات واستمروا على الطاعات وانتهوا عن المنهيات واعلموا أنكم من هذه الدنيا راحلون وعلى جميع أعمالكم محاسبون ومجزيون " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وصلى الله وسلم على نبينا محمد المجتبى وعلى آله وصحبه النجباء وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بجودك وفضلك يا أرحم الراحمين .
أما بعد :
عباد الله : اتقوا الله حق التقوى واعلموا أن أجسامكم على النار لا تقوى أسأل الله أن يتقبل منكم صيامكم وقيامكم وزكاتكم وتذكروا أن لكم إخوانا في العقيدة حينما أصبحتم يوم العيد ولبستم الجديد وأصبحتم تتقلبون في أنواع من النعم والمآكل والمشارب قد أصبحوا على أزيز المدافع وقصف الطائرات قد مستهم البأساء والضراء وأصبحوا يتقلبون بين تقتيل وتشريد وترميل ويتم وتهديد بل وعلى جوع وأمراض ومصائب تتالى عليهم وتتزايد , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) متفق عليه
وإن لإخوانكم المستضعفين في سوريا وفي بورما وفي فلسطين وفي كل مكان حقوقا عظيمة أعظمها وأيسرها الدعاء لهم فليس الدعاء مقصورا في القنوت في رمضان أو في العشر بل يشرع الدعاء في كل وقت وفي ظهر الغيب وفي جوف الليل وفي الجمع وكما أن من أعظم حقوقهم علينا ألا ننساهم من الصدقة فلعل بضعة ريالات تشبع بها جائع أو تكسوا بها عاريا أو تمسح بها دمعة يتم أو تسكن بها أنين كبير أو تؤمن بها روع أرملة أو يشتري بها دواء لجريح أو كسير أو يشترى منها سلاح ينكأ به المد الصفي والرافضي والمجوسي والعدو البوذي ، فبادروا رحمكم الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال " الصدقة برهان " أي دليل على إيمان صاحبها وصدقه مع الله واتقوا النار ولو بشق تمرة , وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله ......
المشاهدات 2378 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا ونفع بعلمك