كيف النجاة من الفتن؟-30-6-1437ه-هلال الهاجري-الملتقى-بتصرف

محمد بن سامر
1437/06/29 - 2016/04/07 16:16PM
[align=justify]أما بعدُ: فقدْ وصانا النبيُّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-وصايا نبويَّةً، ربانيَّةً، لمن أرادَ النَّجاةَ والسلامةَ في أيامِ الفِتنِ والهَلاكِ، فعندما سمعَ عقبةُ بنُ عَامرٍ-رضيَ اللهُ عنهُ-الرسولَ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-يحذرُ أمتَه من الفتنِ، وأن الإنسانَ قد يبيعُ فيها دينَه بثمنٍ رخيصٍ بخسٍ فقالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ-بقليلٍ تافهٍ-مِنْ الدُّنْيَا"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ؟، قَالَ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ"، ثلاثُ وصايا قصيرةٌ، فيها معانٍ كثيرةٌ.
الوصيةُ الأولى: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ" لماذا؟ لأنَّ الفِتنَ إذا جاءتْ اختلطتْ الأمورُ، وذُهلتْ العقولُ، وانطفأَ نُّورُ الفهمِ والعلمِ، "فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ"، فيجبُ على المسلمِ حينها ألا يتكلمَ بغيرِ عِلمٍ مع الجاهلينَ، وألا يخوضَ بغيرٍ تَثبُّتٍ مع الخائضينَ، بل يجبُ عليه أن يُمسكَ لِسانَه من الحديثِ في الأعراضِ والدِّماءِ، فربما يقولُ فيخطئ، ويريدُ الحقَّ فيظلمَ ويتَّهمَ الأبرياءَ، فما أعظمَ خطرَ اللِّسانِ!، بكلِمةٍ واحدةٍ من الشرِ يَغضبُ اللهُ عليه، ويهوي بها في النارِ، قالَ رسولُ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ"، وقال: "وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".
يقولُ ابنُ القيِّمِ-رحمَه اللهُ تعالى-: "وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَهُونُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ وَالِاحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ وَالظُّلْمِ وَالزِّنَى وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الخَمْرِ، وَمِنَ النَّظَرِ المُحَرَّمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ، حَتَّى تَرَى الرَّجُلَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَاتِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَنْزِلُ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ، وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَلَا يُبَالِي مَا يَقُولُ".
واسمع إلى نصيحةِ النَّبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-لحبيبِه معاذِ بنِ جبلٍ-رضيَ اللهُ عنه-بعدما علَّمَه بعضَ شرائعِ الإسلامِ، قالَ له-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-:"أَلا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟"، قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، وقَالَ: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا" فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ(محاسبونَ)بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ، فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ (ثَكِلَتْكَ: مِتَّ وفقدَتْك، كلمةٌ تقولها العربُ ولا تقصدُ معناها ولا الدعاءَ بها)، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟"، وإذا كانَ هذا في أيامِ السَّعةِ والرَّخاءِ واليُسرِ، فكيفَ بأيامِ الفِتنِ التي تموجُ كموجِ البَحرِ؟.
إِنْ كَانَ يُعْجِبُكَ السُّكُوتُ فَإِنَّهُ*قَدْ كَانَ يُعْجِبُ قَبْلَكَ الأَخْيَارَا
وَلَئِنْ نَدِمْتَ عَلَى سُكُوتِكَ مَرَّةً*فَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى الْكَلامِ مِرَارًا
الوصيةُ الثانية: "وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ" فالبيتُ في أوقاتِ الفِتنِ يصبحُ جنَّةً، ويقيكَ-بإذنِ اللهِ كثيرًا-من الشُّرورِ؛ لأن كثيرًا من الخُلطةِ والاجتماعاتِ في أيامِ الفِتنِ، يَغلبُ عليها اللَّغوُ والإشاعاتُ والقولُ بغيرِ علمٍ، فيكثرُ الجِدالُ والمِراءُ والخِصامُ، وتشتبهُ الأمورُ على كثيرِ من الناسِ، فَهُمْ في حِيرةٍ وضلالٍ، ومنهم من يقتنعُ بالباطلِ ويعتقدُ أنه على الحقِّ، فيوالي ويعادي ويبذلُ الجُهدَ وهو من الأخسرينَ.
يقولُ الشَّيخُ ابنُ عثيمينَ-رحمَه اللهُ-: "واعلمْ أن الأفضلَ هو المؤمنُ الذي يُخالطُ النَّاسَ ويَصبرُ على أذاهم، هذا أفضلُ من المؤمنِ الذي لا يُخالطُ النَّاسَ ولا يصبرُ على أذاهم، ولكن أحيانًا تَحصلُ أمورٌ تكونُ العُزلةُ فيها خيرًا من الاختلاطِ بالنَّاسِ، ولهذا صّحَّ عن النبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-أنه قَالَ: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ اَلْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتَّبَعُ بِهاِ شَعَفَ اَلْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ اَلْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ اَلْفِتَنِ"، فهذا هو التَّقسيمُ، تَكونُ العُزلةُ هي الخيرُ إن كانَ في الاختلاطِ شَرٌّ وفتنةٌ في الدِّينِ، وإلا فالأفضلُ أن الاختلاطَ هو الخيرُ، يختلطُ الإنسانُ مع النَّاسِ فيأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ، يدعو إلى حَقٍّ، يُبيُّنُ السُّنَّةَ للنَّاسِ فهذا خيرٌ، لكن إذا عَجزَ عن الصَّبرِ وكَثَرتْ الفِتنُ، فالعُزلةُ خَيرٌ، ولو أن يَعبدَ اللهَ على رأسِ جَبلٍ أو في قَعْرِ وادٍ". انتهى كلامه-رحمَه اللهُ-.
ولذلكَ كانَ البيتُ في الفتنِ أفضلَ لمن أرادَ السَّلامةَ، يحفظُ نفسَه، ويأنسُ بربِّه، قالَ ابنُ القيِّمِ-رحمَه اللهُ-: "إذا اسْتغنى النَّاسُ بالدُّنيا فاستغنِ أَنْتَ بِاللَّه، وَإِذا فَرِحوا بالدُّنيا فافْرحْ أَنْتَ بِاللَّهِ، وَإِذا أَنِسوا بأحبابِهم فَاجْعَلْ أُنسَكَ بِاللَّهِ، وَإِذا تَعرَّفوا إِلَى مُلُوكِهمْ وكُبرَائِهم، وتَقَرَّبوا إِلَيْهِم؛ لينالوا بهم الْعِزَّةَ والرِّفعةَ، فتَعرَّفْ أَنْتَ إِلَى اللهِ وتَودَّدْ إِلَيْهِ، تنَلْ بذلكَ غَايَةَ الْعِزِّ والرِّفعةِ".
وانتبهوا إلى خُلطةٍ حديثةٍ قليلٌ من ينتبهُ إليها، يعتقدُ الإنسانُ أنه اعتزلَ الفِتنَ وهو منغمسٌ فيها، وهي خُلطةُ مواقعِ الإنترنتِ ووسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِ، فهو في بيتِه بجسمهِ، ولكنه بعقلِه ورأيِه وفكرِه خارجَ بيتهِ، ما زالَ يُشاركُ النَّاسَ خوضَهم، فيُرسلُ لهذا، ويردُّ على هذا، ويُويِّدُ ويستنكرُ، وينصرُ ويُنكرُ، ويوالي ويُعادي.
الوصيةُ الثالثةُ: "وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ"، وذلك لأنه في أيامِ الفِتنِ تظهرُ عيوبُ كثيرينَ وأخطاؤُهم، ويظهرُ الخللُ في أقوالِهم وأحكامِهم، فقد يشتغلُ الإنسانُ بعيوبِ النَّاسِ عن عيوبِه، وبأخطائِهم عن أخطائِه، فيُزكِّي نفسَه ويتَّهمُ غيرَه، وقد تكونُ كلمةٌ واحدةٌ في الحُكمِ على الآخرينَ فيها هلاكُه، فعنْ أبي هريرةَ-رضيَ اللهُ عنهُ-قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ(بينهما أخوةٌ ومحبةٌ)، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ ما يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ، فَيَقُولُ: أَقْصِرْ(تبْ)، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ(اللهُ)لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ، وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ(أهلكتْ ودمرتْ)دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.
إذّا شئْت أنْ تحْيا سَليمًا من الأذى*وَحَظّكَ مَوْفورٌ وعِرْضُكَ صَيّنُ
لسانُكَ لا تذْكُرْ به عَوْرةَ امرئٍ*فكُلّكَ عَوراتٌ وللناسِ ألسُنُ
وعيْنُك إنْ أبدتْ إليكَ معايبًا*لقومٍ فقل يا عَيْنُ للناسِ أعْيُنُ
أستغفرَ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ...

الخطبة الثانية
أما بعدُ: فيقولُ الرسولُ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "العِبادَةُ في الهَرْجِ(القتلِ والفتنِ)كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"، فمنْ أرادَ أن يَحصلَ على أجرِ هِجرةٍ إلى رسولِ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-، فيكونَ لهُ مثلُ أجرِ المُهاجرينَ الذينَ تركوا الأهلَ والأوطانَ، وهو في وطنِه وبيتِه ومعَ أهلِه في أمنٍ وأمانٍ، فعليهِ بذكرِ اللهِ وعبادتِه.
نحتاجُ أن نتذكرَ هذا الحديثَ دائمًا ونعملَ به، عندما نرى انشغالَ النَّاسِ بالأخبارِ والتَّحليلاتِ السِّياسيَّةِ في أيامِ الفتنِ، فيغفلونَ عن كثيرٍ من العباداتِ، وينسونَ أن تلكَ الأيامَ لا يسلمُ فيها إلا من اعتصمَ باللهِ-تعالى-والتجأَ إليه، ولذلكَ وصى اللهُ-تعالى-عبادَه المؤمنينَ في وقتَ الحربِ ولقاءِ العدوِ-وهو من مواطنِ فتنةِ الهالكينَ-وصاهمْ بذكرِه-تعالى-فقالَ: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ].
فالمؤمنُ مأمورٌ بالعبادةِ قبلَ الفتنِ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ"، وبالعبادةِ أيامِ الفتنِ: "العِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"، ووعدَه اللهُ الأجرَ العظيمَ على ذلكَ، قالَ عليه وآلهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟، قَالَ: بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ"، وأمرَه اللهُ بالعبادةِ حتى الموتِ، [وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ]، ولعبادتِه-سبحانه-خلِقَ الجِنَّ والإنسَ،[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ].
أخي الكريم: لا تنسَ نفسَك في أيامِ الفتنِ من أنواعِ الذكرِ والعباداتِ، التي تُنجيكَ بإذنِ اللهِ-تعالى-من الوقوعِ في الفتنِ المُهلكاتِ، واعملْ بوصايا النبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-الثلاثِ: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ"، ورَدِّدْ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ.
[/align]
المرفقات

1026.doc

كيف النجاة من الفتن؟-30-6-1437ه-هلال الهاجري-الملتقى-بتصرف.docx

كيف النجاة من الفتن؟-30-6-1437ه-هلال الهاجري-الملتقى-بتصرف.docx

كيف النجاة من الفتن؟-30-6-1437ه-هلال الهاجري-الملتقى-بتصرف.pdf

كيف النجاة من الفتن؟-30-6-1437ه-هلال الهاجري-الملتقى-بتصرف.pdf

المشاهدات 1764 | التعليقات 0