كيف أتخلص من ذنوب الخلوات؟!-18-8-1436-بنت الحرمين-موقع باب التوبة-بتصرف
محمد بن سامر
1436/08/17 - 2015/06/04 21:05PM
[align=justify]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:
فيا أيها الإخوة، هذا حوارٌ دارَ بينَ مسلمينِ: أحدِهما عاصٍ والآخرِ ناصحٍ:
كيفَ أتخلصُ من ذنوبِ الخلواتِ في السرِ؟
هل تحبُ اللهَ؟
نعمْ، بِلا شكٍ أُحبُه.
هلْ تخافُ اللهَ؟
نعمْ، وأخافُ عقابَه، والنارَ، وعذابَ القبرِ.
هلْ يظهرُ حبُك وخوفُك من اللهِ في أفعالِك؟
نعمْ، أصلي وأزكي وأتصدقُ وأدعو.
انتظرْ، أنا لا أَقصِدُ أفعالَك العلنيةَ أمامَ الخلقِ، أنا أَقصِدُ أفعالَك في السرِ، يومَ تكونُ وحدَك، أنت واللهُ فقط، هنا تعرفُ قدرَ حبِّك وخوفِك منه-سبحانه-؟
هلْ يظهرُ حبُك وخوفُك من اللهِ في أفعالِك في السرِ؟
لا، فكمْ عصيتُ اللهَ في خلوتي؟! ضميري يؤنبني، ونفسي الأمارةُ بالسوءِ تُزَيِّنُ لي المعصيةَ، وأستمرُ فيها، وأتناسى نظرَ اللهِ إليَّ! لكني أُحبُه، فأندمُ، وأُعاهدُ نفسي ألا أكررَ الذنْبَ، ولا أعصيه في خلوةٍ، لكني أَعودُ أيضا، وأعصي اللهَ في الخلوةِ من جديدٍ، هل يعني هذا أني لا أُحبُ اللهَ ولا أخافُه؟
أنت تُحبُ اللهَ، لكنك تُحبُ نفسَك الأمارةَ بالسوءِ أيضا، وتُدَلِلُها، وتُعطيها كلَّ ما تريدُ، و تُحبُ الشيطان أيضا؛ فهو يدعوك إلى المعصيةِ وأنت تطيعُه وتستجيبُ له مباشرة!
ما الحلُّ؟ أريدُ أنْ أتوبَ توبةً صادقةً، لا أريدُ أنْ أعودَ وأعصيَ اللهَ في السرِ، أريدُ أنْ يظهرَ حبي وخوفي من الله في أفعالي ولكن كيفَ؟ أريدُ أنْ يرضى اللهُ عني ولكن كيفَ؟ لا أريدُ أنْ أخسرَ كلَّ حسناتي يومَ القيامةِ؛ بسببِ هذه المعاصي الخفيةِ، ماذا أفعل؟
هذه خطواتٌ تعينُك-بإذنِ اللهِ-على ذلك، لكني أريدُ وعدًا صادقًا بالتطبيقِ مباشرةً!
1- إذا وقفتَ بين يديِ اللهِ في صلاتِك فاستشعرْ أنَّك أنت العبدُ الضعيفُ، تقفُ بين يديِ اللهِ خالقِ السماواتِ والأرضِ، مَنْ تقفُ بين يديه هو مَنْ أنعمَ عليك، وأَوْجَدَك من العَدَمِ، ووفقَك لهذهِ الصلاةِ والطاعةِ، وإذا سجدتَ بين يديِه فَجَرِّبْ ما أقولُه لك:
تيقنْ أنك الآنَ في أقربِ مكانٍ مِنَ اللهِ-سبحانه-،وبعدَ أنْ تُسَبِّحَ: سبحانَ ربي الأعلى، اهمسْ للهِ بكلماتٍ لا يسمعها إلا أنت وهو، قل له: إِنَّك تحبُه، تخافُه، تريدُ رضاه، قل: يا رب أنا أحبُك، وأخافُ منك، لكنَّ نفسيَ الأمارةَ بالسوءِ غلبتني، يا رب يا رب يا رب اجعلْ أعمالي في السرِ خيرًا منها في العلنِ، ووفقني للقيامِ بكلِّ طاعةٍ تُرضيك عني في خلوتي، وقُلْ كلَّ ما في نفسِك، وادع اللهَ بصدقٍ، وأّلِحَّ عليه في الدعاءِ أن يعينَك على تركِ ذنوبِ الخلواتِ والسرِ.
2- في بدايةِ الأمرِ حاولْ ألا تبقى في مكانٍ وحدَك، وإنْ بقيتَ وحدَك فاشغلْ نفسَك بأيِ أمرٍ مُهِمٍ ينفعُك في دنياك أو آخرتِك.
3- وهو الأهمُ، إنْ كنتَ وحدَك، ودعتْك نفسُك لمعصيةٍ فجاهدْها، واعملْ أيَّ طاعةٍ مباشرةً في نفسِ وقتِ التفكيرِ في المعصيةِ، مثلا: صلاةُ ركعتينِ، أو قراءةُ القرآنِ، أو ذكرُ اللهِ أو غيرُها...في نفسِ الوقتِ مباشرةً، واجعلْ هذه الطاعةَ عقابًا تُؤَدِّبُ به نفسَك كلما فكرتَ في معصيةٍ، ودعتْك نفسُك إليها، وثِقْ-باللهِ-أنك مع مرورِ الوقتِ سَتُبَدِّلُ كلَّ معصيةٍ في خّلوةٍ بطاعةٍ في خلوةٍ، وشَتَّانَ بين الأمرينِ.
4- لا تفعلْ أشياءَ تنتهي بك إلى أنْ تعصيَ اللهَ في السرِ، مثلا: تشاهدُ مقاطعَ فاسدةً، أو تسمعُ أغنيةً ماجنةً، أو تتصفحُ مواقعَ سيئةً، أو غيرَها من الأشياءِ التي كنتَ تفعلُها لِتُزَيِّنَ المعصيةَ في نفسِك وتعملَها في السرِ، وتخلصْ الآنَ مِنْ كلِّ شيءٍ موجودٍ لديك، يُذَكِّرُك ويُزَيِّنُ لك تلك المعصيةَ.
5- استشعرْ اطلاعَ اللهِ عليك في كلِّ وقتٍ، وأنه يعلمُ سرَّك وعلنَك، وكلما دعتْك نفسُك إلى معصيةٍ رَدِدْ: اللهُ معي، اللهُ يسمعني، اللهُ يراني، اللهُ يعلمُ ما في نفسي، نعمْ، كنتُ أحبُ هذه المعصيةَ، ولكنْ الآنَ اللهُ ربي أحبُ إليَّ.
6- ذكِّرْ نفسَك دائمًا، أنَّ اللهَ هو الخالقُ، وهو مالكُ يومِ القيامةِ، والقاضي بين الناسِ فيه، ومحاسبهُم، وهو مَنْ سيحاسِبُك، ويسألُك عن كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، فإنْ كنتَ تستحي من الخلقِ، وتخافُ أنْ يروك على معصيةٍ، فاللهُ أولى وأحقُ بهذا الحياءِ وذاك الخوفِ، فالخلقُ لا يملكونَ لك و لا لأنفسِهِم نفعًا ولا ضَرًا، لكنَّ اللهَ-سبحانه-هو النافعُ والضارُ، وعنده مفاتيحُ الجنةِ والنارِ، و بيدِه كلُّ شيءٍ، وله أعمالُنا كلُّها.
7- اسمعْ أو اقرأْ قصصَ من ماتوا على سوءِ خاتمةٍ، الذين جاءَهم ملَك الموتِ وهم في غفلةٍ عن مراقبةِ اللهِ، ويعصونه في خلواتِهم، ففضحهم اللهُ بعدَ موتِهم، وكانت لهم سوءُ خاتمةٍ، وسيُبْعثونَ يومَ القيامةِ عليها، وغيرُهم يموتُ ساجدًا يُناجي ربَّه في ظلمةِ الليلِ.
8- تَذَكَّرْ أنَّ هذه الدنيا بكلِّ ما فيها، مهما طالتْ فهي فانيةٌ، ستنتهي-والله-ستنتهي، وتنتهي معها كلُّ الشهواتِ والملذاتِ، فلماذا نَحرمُ أنفسَنا من ملذاتِ الآخرةِ الباقيةِ، مِنْ أجلِ الدنيا وشهواتِها الفانيةِ!
9- إنْ تركتَ أيَّ معصيةٍ كنتَ قادرًا عليها ولا أحدَ يراك، فتيقنْ أنَّ عملَك هذا -واللهِ-لنْ يضيعَ عندَ اللهِ، وسيُعَوِضُك بخيرٍ منها، "مَنْ تركَ شيئًا للهِ عوضهُ اللهُ خيرًا منهُ"، وكمْ مِنْ طائعٍ للهِ في خلوةِ في السرِ، فرَّجَ اللهُ عنه كُرَبًا وأزماتٍ بسببِ طاعتِه تلك.
10- اسالْ نفسَك: هلْ تذكرُ لذةَ معاصي الخلواتِ، التي ارتكبْتَها السنةَ الماضيةَ؟ قطعًا لا، لكنها سُجِّلَتْ في صحيفتِك، وإنْ لمْ تتبْ منها سيحاسبُك اللهُ عليها، ويسألُك عنها يومَ تقفُ بين يديْهِ، إذنْ لماذا تبيعُ الباقيةَ مِنْ أجلِ الفانيةِ؟! ولماذا تتحملُ هذه الذنوبَ، ويغضبُ اللهُ عليك، بسببِ ساعاتٍ تقضيها في حرامٍ، ثم يتْبعُها همومٌ وغمومٌ؟
فيا أخي الحبيب: اسمعْ هذا الحديثَ بتركيزٍ، قالَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وآلِه وسلمَّ-: "لأَعْلَمَنَّ أقوامًا من أمتي، يأتون يومَ القيامةِ بحسناتٍ أمثالِ جِبالِ تُهامةَ بيضاءَ، فيجعلُها اللهُ هباءً منثوراً"، قالَ ثوبانُ-رضيَ اللهُ عنه-: يا رسولَ اللهِ صِفْهُمْ لنا، جَلِّهِمْ لنا لا نكونُ منهم ونحنُ لا نعلمُ! قالَ: "أما إنَّهمْ إخوانُكم، ومِنْ جِلْدَتِكم، ويأخذون مِنَ الليلِ ما تأخذون، ولكنَّهم أقوامٌ إذا خَلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها".
تخيلْ!! كلُّ ما تعملُ، مِنْ أعمالٍ صالحةٍ تنتهي بسببٍ ذنوبِ الخلواتِ في السرِ! هلْ تستحقُ هذه الذنوبُ كلَّ هذهِ التضحيةِ؟!
إنْ كنتَ تريدُ أنْ يُغَيِّرَك اللهُ إلى الأحسنِ والأرقى، والأفضلِ والأجملِ فابدأْ أنت بالتغييرِ، "إنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقومٍ حتى يُغَيِّرُوا ما بأنفسِهم".
كُنْ شُجاعًا، وخُذِ القرارَ الشُجاعَ الآنَ، وقُلْ: مِنْ هذه اللحظةِ سأتوبُ، والآنّ أبدأُ حياةً جديدةً مع اللهِ.
لا لا لا لذنوبِ الخلواتِ، ونعمْ لكلِّ طاعةٍ في خلوةٍ تُقَربُني مِنَ اللهِ، نعمْ لكلِّ عملٍ صالحٍ في السرِ بيني وبين اللهِ، لا أحدَ يعلمُ عنه شيئًا إلا اللهُ.
أسألُ اللهَ خالقَنا-سبحانَه-أنْ يجعلَ خلواتِنا كلَّها طاعةً له، وأنْ يُعَظِّمَ قدرَه في قلوبِنا، وأنْ ينفعَنا جميعًا بما قِيلَ.
[/align]
فيا أيها الإخوة، هذا حوارٌ دارَ بينَ مسلمينِ: أحدِهما عاصٍ والآخرِ ناصحٍ:
كيفَ أتخلصُ من ذنوبِ الخلواتِ في السرِ؟
هل تحبُ اللهَ؟
نعمْ، بِلا شكٍ أُحبُه.
هلْ تخافُ اللهَ؟
نعمْ، وأخافُ عقابَه، والنارَ، وعذابَ القبرِ.
هلْ يظهرُ حبُك وخوفُك من اللهِ في أفعالِك؟
نعمْ، أصلي وأزكي وأتصدقُ وأدعو.
انتظرْ، أنا لا أَقصِدُ أفعالَك العلنيةَ أمامَ الخلقِ، أنا أَقصِدُ أفعالَك في السرِ، يومَ تكونُ وحدَك، أنت واللهُ فقط، هنا تعرفُ قدرَ حبِّك وخوفِك منه-سبحانه-؟
هلْ يظهرُ حبُك وخوفُك من اللهِ في أفعالِك في السرِ؟
لا، فكمْ عصيتُ اللهَ في خلوتي؟! ضميري يؤنبني، ونفسي الأمارةُ بالسوءِ تُزَيِّنُ لي المعصيةَ، وأستمرُ فيها، وأتناسى نظرَ اللهِ إليَّ! لكني أُحبُه، فأندمُ، وأُعاهدُ نفسي ألا أكررَ الذنْبَ، ولا أعصيه في خلوةٍ، لكني أَعودُ أيضا، وأعصي اللهَ في الخلوةِ من جديدٍ، هل يعني هذا أني لا أُحبُ اللهَ ولا أخافُه؟
أنت تُحبُ اللهَ، لكنك تُحبُ نفسَك الأمارةَ بالسوءِ أيضا، وتُدَلِلُها، وتُعطيها كلَّ ما تريدُ، و تُحبُ الشيطان أيضا؛ فهو يدعوك إلى المعصيةِ وأنت تطيعُه وتستجيبُ له مباشرة!
ما الحلُّ؟ أريدُ أنْ أتوبَ توبةً صادقةً، لا أريدُ أنْ أعودَ وأعصيَ اللهَ في السرِ، أريدُ أنْ يظهرَ حبي وخوفي من الله في أفعالي ولكن كيفَ؟ أريدُ أنْ يرضى اللهُ عني ولكن كيفَ؟ لا أريدُ أنْ أخسرَ كلَّ حسناتي يومَ القيامةِ؛ بسببِ هذه المعاصي الخفيةِ، ماذا أفعل؟
هذه خطواتٌ تعينُك-بإذنِ اللهِ-على ذلك، لكني أريدُ وعدًا صادقًا بالتطبيقِ مباشرةً!
1- إذا وقفتَ بين يديِ اللهِ في صلاتِك فاستشعرْ أنَّك أنت العبدُ الضعيفُ، تقفُ بين يديِ اللهِ خالقِ السماواتِ والأرضِ، مَنْ تقفُ بين يديه هو مَنْ أنعمَ عليك، وأَوْجَدَك من العَدَمِ، ووفقَك لهذهِ الصلاةِ والطاعةِ، وإذا سجدتَ بين يديِه فَجَرِّبْ ما أقولُه لك:
تيقنْ أنك الآنَ في أقربِ مكانٍ مِنَ اللهِ-سبحانه-،وبعدَ أنْ تُسَبِّحَ: سبحانَ ربي الأعلى، اهمسْ للهِ بكلماتٍ لا يسمعها إلا أنت وهو، قل له: إِنَّك تحبُه، تخافُه، تريدُ رضاه، قل: يا رب أنا أحبُك، وأخافُ منك، لكنَّ نفسيَ الأمارةَ بالسوءِ غلبتني، يا رب يا رب يا رب اجعلْ أعمالي في السرِ خيرًا منها في العلنِ، ووفقني للقيامِ بكلِّ طاعةٍ تُرضيك عني في خلوتي، وقُلْ كلَّ ما في نفسِك، وادع اللهَ بصدقٍ، وأّلِحَّ عليه في الدعاءِ أن يعينَك على تركِ ذنوبِ الخلواتِ والسرِ.
2- في بدايةِ الأمرِ حاولْ ألا تبقى في مكانٍ وحدَك، وإنْ بقيتَ وحدَك فاشغلْ نفسَك بأيِ أمرٍ مُهِمٍ ينفعُك في دنياك أو آخرتِك.
3- وهو الأهمُ، إنْ كنتَ وحدَك، ودعتْك نفسُك لمعصيةٍ فجاهدْها، واعملْ أيَّ طاعةٍ مباشرةً في نفسِ وقتِ التفكيرِ في المعصيةِ، مثلا: صلاةُ ركعتينِ، أو قراءةُ القرآنِ، أو ذكرُ اللهِ أو غيرُها...في نفسِ الوقتِ مباشرةً، واجعلْ هذه الطاعةَ عقابًا تُؤَدِّبُ به نفسَك كلما فكرتَ في معصيةٍ، ودعتْك نفسُك إليها، وثِقْ-باللهِ-أنك مع مرورِ الوقتِ سَتُبَدِّلُ كلَّ معصيةٍ في خّلوةٍ بطاعةٍ في خلوةٍ، وشَتَّانَ بين الأمرينِ.
4- لا تفعلْ أشياءَ تنتهي بك إلى أنْ تعصيَ اللهَ في السرِ، مثلا: تشاهدُ مقاطعَ فاسدةً، أو تسمعُ أغنيةً ماجنةً، أو تتصفحُ مواقعَ سيئةً، أو غيرَها من الأشياءِ التي كنتَ تفعلُها لِتُزَيِّنَ المعصيةَ في نفسِك وتعملَها في السرِ، وتخلصْ الآنَ مِنْ كلِّ شيءٍ موجودٍ لديك، يُذَكِّرُك ويُزَيِّنُ لك تلك المعصيةَ.
5- استشعرْ اطلاعَ اللهِ عليك في كلِّ وقتٍ، وأنه يعلمُ سرَّك وعلنَك، وكلما دعتْك نفسُك إلى معصيةٍ رَدِدْ: اللهُ معي، اللهُ يسمعني، اللهُ يراني، اللهُ يعلمُ ما في نفسي، نعمْ، كنتُ أحبُ هذه المعصيةَ، ولكنْ الآنَ اللهُ ربي أحبُ إليَّ.
6- ذكِّرْ نفسَك دائمًا، أنَّ اللهَ هو الخالقُ، وهو مالكُ يومِ القيامةِ، والقاضي بين الناسِ فيه، ومحاسبهُم، وهو مَنْ سيحاسِبُك، ويسألُك عن كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، فإنْ كنتَ تستحي من الخلقِ، وتخافُ أنْ يروك على معصيةٍ، فاللهُ أولى وأحقُ بهذا الحياءِ وذاك الخوفِ، فالخلقُ لا يملكونَ لك و لا لأنفسِهِم نفعًا ولا ضَرًا، لكنَّ اللهَ-سبحانه-هو النافعُ والضارُ، وعنده مفاتيحُ الجنةِ والنارِ، و بيدِه كلُّ شيءٍ، وله أعمالُنا كلُّها.
7- اسمعْ أو اقرأْ قصصَ من ماتوا على سوءِ خاتمةٍ، الذين جاءَهم ملَك الموتِ وهم في غفلةٍ عن مراقبةِ اللهِ، ويعصونه في خلواتِهم، ففضحهم اللهُ بعدَ موتِهم، وكانت لهم سوءُ خاتمةٍ، وسيُبْعثونَ يومَ القيامةِ عليها، وغيرُهم يموتُ ساجدًا يُناجي ربَّه في ظلمةِ الليلِ.
8- تَذَكَّرْ أنَّ هذه الدنيا بكلِّ ما فيها، مهما طالتْ فهي فانيةٌ، ستنتهي-والله-ستنتهي، وتنتهي معها كلُّ الشهواتِ والملذاتِ، فلماذا نَحرمُ أنفسَنا من ملذاتِ الآخرةِ الباقيةِ، مِنْ أجلِ الدنيا وشهواتِها الفانيةِ!
9- إنْ تركتَ أيَّ معصيةٍ كنتَ قادرًا عليها ولا أحدَ يراك، فتيقنْ أنَّ عملَك هذا -واللهِ-لنْ يضيعَ عندَ اللهِ، وسيُعَوِضُك بخيرٍ منها، "مَنْ تركَ شيئًا للهِ عوضهُ اللهُ خيرًا منهُ"، وكمْ مِنْ طائعٍ للهِ في خلوةِ في السرِ، فرَّجَ اللهُ عنه كُرَبًا وأزماتٍ بسببِ طاعتِه تلك.
10- اسالْ نفسَك: هلْ تذكرُ لذةَ معاصي الخلواتِ، التي ارتكبْتَها السنةَ الماضيةَ؟ قطعًا لا، لكنها سُجِّلَتْ في صحيفتِك، وإنْ لمْ تتبْ منها سيحاسبُك اللهُ عليها، ويسألُك عنها يومَ تقفُ بين يديْهِ، إذنْ لماذا تبيعُ الباقيةَ مِنْ أجلِ الفانيةِ؟! ولماذا تتحملُ هذه الذنوبَ، ويغضبُ اللهُ عليك، بسببِ ساعاتٍ تقضيها في حرامٍ، ثم يتْبعُها همومٌ وغمومٌ؟
الخطبة الثانية
تخيلْ!! كلُّ ما تعملُ، مِنْ أعمالٍ صالحةٍ تنتهي بسببٍ ذنوبِ الخلواتِ في السرِ! هلْ تستحقُ هذه الذنوبُ كلَّ هذهِ التضحيةِ؟!
إنْ كنتَ تريدُ أنْ يُغَيِّرَك اللهُ إلى الأحسنِ والأرقى، والأفضلِ والأجملِ فابدأْ أنت بالتغييرِ، "إنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقومٍ حتى يُغَيِّرُوا ما بأنفسِهم".
كُنْ شُجاعًا، وخُذِ القرارَ الشُجاعَ الآنَ، وقُلْ: مِنْ هذه اللحظةِ سأتوبُ، والآنّ أبدأُ حياةً جديدةً مع اللهِ.
لا لا لا لذنوبِ الخلواتِ، ونعمْ لكلِّ طاعةٍ في خلوةٍ تُقَربُني مِنَ اللهِ، نعمْ لكلِّ عملٍ صالحٍ في السرِ بيني وبين اللهِ، لا أحدَ يعلمُ عنه شيئًا إلا اللهُ.
أسألُ اللهَ خالقَنا-سبحانَه-أنْ يجعلَ خلواتِنا كلَّها طاعةً له، وأنْ يُعَظِّمَ قدرَه في قلوبِنا، وأنْ ينفعَنا جميعًا بما قِيلَ.
[/align]
المرفقات
707.doc
كيف أتخلص من ذنوب الخلوات؟!-18-8-1436-هـ-بنت الحرمين-موقع باب التوبة-بتصرف.doc
كيف أتخلص من ذنوب الخلوات؟!-18-8-1436-هـ-بنت الحرمين-موقع باب التوبة-بتصرف.doc