كونوا مع الصادقين(2)-18-2-1438هـ-منصور الصقعوب-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1438/02/17 - 2016/11/17 18:03PM
[align=justify] أما بعدُ: فما أجملَ أنْ يكونَ الصدقُ رائدَ المسلمِ في كلِّ أحوالِه, فإذا تكلمَ صَدَقَ في مقالِهِ, لأنهُ يعلمُ أنَّ في الصدقِ نجاتَهَ, وإنْ ظهرَ لهُ غيرُ ذلك, ويتذكرُ-دائمًا-أنَّ الصادقينَ لهم عندَ اللهِ شأنٌ عظيمٌ, وأنَّ اللهَ يسمعُ حديثَهُ، ويعلمُ صدقَهُ من كذبِهِ.
المسلمُ إذا سُئِلَ عن أحدٍ صدقَ في قولِهِ, ولا يغشُ من سألَهُ, فكمْ من طلاقٍ وَقَعَ, وامرأةٍ زُوِّجتْ لغيرِ كُفئِها, لأنَّ منْ سُئِلَ عنه ما صدقَ في قولِهِ, أو لأنَّ الزوجَ ما صدقَ في حقيقةِ أمرِهِ، وألبسَ نفسَهُ ثوبًا ليسَ لهُ، فغشَّ منْ تقدمَ إليهِم.
المسلمُ يتجنبُ الكذبَ ولو لإضحاكِ الناسِ, ولا يغيبُ عن بالِهِ قولُ الرسولِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-: "ويلٌ للّذي يُحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحَكَ بهِ القومَ، ويلٌ له، ويلٌ له"، والويلُ: الهلاكُ والعذابُ الشديدُ.
اللهُ-سبحانَهُ-أثنى على إسماعيلَ-عليهِ السلامُ-بوفائِهِ بوعدِهِ فقالَ: [واذكرْ في الكتابِ إسماعيلَ إنه كانَ صادقَ الوعدِ]، والمسلمُ يصدقُ في وَعدِهِ إذا وَعدَ, لأنَّ إخلافَ الوَعْدِ منْ صفاتِ المنافقينَ.
المسلمُ يحذرُ من الكذبِ في الأحلامِ والرُؤَى, وأن يُرِيَ عينيْهِ ما لمْ ترَ, قالَ الرسولُ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-:"إنَّ مِنْ أفرى الفِرى-أكذبِ الكذبِ-أنْ يُرِيَ المرءُ عينيْهِ ما لمْ ترَ".
الكاتبُ إذا كتبَ في صحيفةٍ, أو صفحةِ تواصلٍ، أو رسالةِ جوالٍ, فكذبَ فيما كتبَ مازحًا أو جادًا, أو لمْ يتثبتْ فيما نقلَ, فطعنَ في فلانٍ وفلانةٍ, أو اتهمَ ذلكَ الشيخَ أو ذلكَ المسؤولَ, ثم أرسلَ كِذبتَه, فقطعتِ القاراتِ, وتجاوزتِ المحيطاتِ, وطافتِ الدنيا, وقرأَها كثيرٌ, فكمْ تحمَّلَ من أوزارٍ وآثامٍ؟!.
المسلمُ إذا كتبَ كلامًا في أيِّ وسيلةٍ مقروءةٍ، لا يكذبُ فيما يكتبُ، ويتحرى الحقَّ ويتثبتُ منه, لأنَّه يعلمُ أنَّ النبيَّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-أخبرَ أنَّهُ رأى رجلًا يُشَقُ طرفُ فمِهِ وأنفُهُ وعينُه إلى قفاهُ، وحينَ سألَ عنهُ قِيلَ لهُ: "هذا الرجلُ يغدو مِنْ بيتِهِ، فيَكْذِبُ الكِذْبَةَ تبلغُ الآفاقَ".
فرفقًا يا أخي بنفسِك وحسناتِك، وحتى في وعدِك لأولادِك تحرَّ الصدقَ معهم, وأهونُ وأسهلُ من إخلافِ الوعدِ ألا تعدَ أصلًا, عن عبدِ اللهِ بِنِ عامرٍ-رضيَ اللهُ عنهُ-قال: "دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-: وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟، فقَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا, فَقَالَ لَهَا: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِيهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ".
أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...
أما بعدُ: فإذا كانَ ما مضى مِنَ الحديثِ هو في الصدقِ في الأقوالِ فإنَّ هناكَ أنواعًا أخرى من الصدقِ يجدرُ ذِكرها, وهي أساسُ الصدقِ في الأقوالِ ومنها:
الصدقُ في النيةِ والقصدِ, بأنْ يتعاملَ العبدُ مع اللهِ بالصدقِ, فلا يُظهِر للناسِ خِلافَ ما يُبطِنُ, ويصدقُ مع اللهِ في نيتهِ الخيرَ وطلبَه له, فكمْ مِنِ امرئٍ يُخبر بلسانهِ أنهُ يريدُ الخيرَ, لكنَّ القولَ سهلٌ, ويحتاج إلى دليلٍ يصدقُهُ بالفعلِ والعملِ, واللهُ يُوفِقُ للخيرِ مَنْ صدقَ في طلبِهِ, فكنْ صادقًا مع اللهِ في كلِّ أُمورِك, في توبتِك, في دعواتِك, في أعمالِك, ترى التوفيقَ-بإذنِ اللهِ-حليفَك, وفي الحديثِ: "أنَّ رجلًا من الأعرابِ جاء إلى النبيِّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-فقالَ: أُهاجرُ معكَ، فكانَ معَ رسولِ اللهِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-, ولما كانتْ غزوةٌ من الغزواتِ غنمَ النبيُّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-سَبْيًا، فَقَسَمَ للجميعِ، وقَسَمَ لهذا الأعرابيِّ، فقالَ: ما هذا يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ: قَسَمْتُهُ لكَ، قالَ: ما على هذا اتبعتُك، ولكني اتبعتُك على أنْ أُرمى بسهمٍ ها هنا-وأشارَ إلى حلقِهِ- فأموتَ، فأَدْخُلَ الجنةَ، فقالَ: إنَّ تصدقِ اللهَ يَصْدُقْكَ، فلبثوا قليلًا، ثُمَّ نهضوا في قتالِ العدوِ، فأُتي به يُحْمَلُ إلى النبيِّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-، قدْ أصابَهُ سهمٌ حيثُ أشارَ، فقالَ النبيُّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-: أهوَ هوَ؟ قالوا: نعمْ، قالَ: صدقَ اللهَ فصدقَهُ اللهُ، ثم كفنَّه النبيُّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-في جُبَّتِهِ-ثوبِهِ-، ثم قدَّمَهُ فصلى عليهِ، فكانَ من دعائِه لهُ في صلاتِهِ: اللهم هذا عبدُك، خرجَ مهاجرًا في سبيلِك، فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك".
ما أجملَ أنْ يكونُ المرءُ صادقًا مع اللهِ في سائرِ أحوالِهِ, فإذا دعا ربَّهُ صدقَ في سؤالِهِ, وإذا خافَ اللهَ أو رجاه أو أحبَه أو عَظَّمَهُ صدقَ في ذلك, فليستِ الأُمورُ بالكلامِ, بل بالحقائقِ, فكلٌ يقولُ: إنَّهُ يُحبُ اللهَ، لكنَّك حين تبحثُ عن الصادقِ في محبتِهِ لربِهِ, الذي يتركُ ما نهاه اللهُ عنهُ، ويفعل ما أمرَهُ اللهُ بهِ ولو صَعُبَ، لا تكادُ تجدُهُ إلا قليلًا.
وما أجملَ أن يكونَ المرءُ صادقًا مع الله، يرضى عن اللهِ في أقدارِه, يَصْبِرُ عندَ بلائِه, يعبدُ ربَّهُ في علانيتِهِ وسِرهِ، رُوِيَ عنِ السلفِ-رحمَهُمُ اللهُ تعالى-قولُهم: إذا استوتْ سريرةُ العبدِ وعلانيتُهُ فذلك النَصَفُ-العَدْلُ-، وإنْ كانتْ سريرتُهُ أفضلَ من علانيتِهِ فذلك الفضلُ، وإنْ كانتْ علانيتُهُ أفضلَ من سريرتِهِ فذلك الجورُ-الظُلمُ-.
وبعدُ: فإنَّنَا كلَّنَا بحاجةٍ إلى الصدقِ لتستقيمَ أمورُنا.
فالمربي بحاجةٍ إلى الصدقِ في تربيتِهِ؛ فيسعى لتخريجِ نَشْءٍ ينفعُ اللهُ بهِ, ويَرْبِطُه بمعالي الأمورِ.
والداعي إلى الله-سبحانَهُ-بحاجة إلى الصدقِ في دعوتِهِ, فلا يبغي بدعوتِهِ أمرَ دنيا, توافقُ أفعالُهُ أقوالَه, ولا يقولُ إلا صدقًا، ولا يتكلمُ إلا بما فيه صلاحُ الناسِ.
والمسلمُ يصدقُ في كلامِه ووعودِه, وأفعالهِ وقلبِهِ, فلا تنطقُ شفتاهُ بكذبٍ وإنْ قلَّ, وطوبى لمِنْ رأى في صحفيتِهِ صدقًا, ويا خيبةَ مَنْ سوّدَ صحيفتَهُ بالكذبِ، وإذا كانَ اللهُ سيسألُ الصادقينَ عن صدقِهِم فماذا سيكونُ حالُ الكاذبينَ؟!.
[/align]
المسلمُ إذا سُئِلَ عن أحدٍ صدقَ في قولِهِ, ولا يغشُ من سألَهُ, فكمْ من طلاقٍ وَقَعَ, وامرأةٍ زُوِّجتْ لغيرِ كُفئِها, لأنَّ منْ سُئِلَ عنه ما صدقَ في قولِهِ, أو لأنَّ الزوجَ ما صدقَ في حقيقةِ أمرِهِ، وألبسَ نفسَهُ ثوبًا ليسَ لهُ، فغشَّ منْ تقدمَ إليهِم.
المسلمُ يتجنبُ الكذبَ ولو لإضحاكِ الناسِ, ولا يغيبُ عن بالِهِ قولُ الرسولِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-: "ويلٌ للّذي يُحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحَكَ بهِ القومَ، ويلٌ له، ويلٌ له"، والويلُ: الهلاكُ والعذابُ الشديدُ.
اللهُ-سبحانَهُ-أثنى على إسماعيلَ-عليهِ السلامُ-بوفائِهِ بوعدِهِ فقالَ: [واذكرْ في الكتابِ إسماعيلَ إنه كانَ صادقَ الوعدِ]، والمسلمُ يصدقُ في وَعدِهِ إذا وَعدَ, لأنَّ إخلافَ الوَعْدِ منْ صفاتِ المنافقينَ.
المسلمُ يحذرُ من الكذبِ في الأحلامِ والرُؤَى, وأن يُرِيَ عينيْهِ ما لمْ ترَ, قالَ الرسولُ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-:"إنَّ مِنْ أفرى الفِرى-أكذبِ الكذبِ-أنْ يُرِيَ المرءُ عينيْهِ ما لمْ ترَ".
الكاتبُ إذا كتبَ في صحيفةٍ, أو صفحةِ تواصلٍ، أو رسالةِ جوالٍ, فكذبَ فيما كتبَ مازحًا أو جادًا, أو لمْ يتثبتْ فيما نقلَ, فطعنَ في فلانٍ وفلانةٍ, أو اتهمَ ذلكَ الشيخَ أو ذلكَ المسؤولَ, ثم أرسلَ كِذبتَه, فقطعتِ القاراتِ, وتجاوزتِ المحيطاتِ, وطافتِ الدنيا, وقرأَها كثيرٌ, فكمْ تحمَّلَ من أوزارٍ وآثامٍ؟!.
المسلمُ إذا كتبَ كلامًا في أيِّ وسيلةٍ مقروءةٍ، لا يكذبُ فيما يكتبُ، ويتحرى الحقَّ ويتثبتُ منه, لأنَّه يعلمُ أنَّ النبيَّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-أخبرَ أنَّهُ رأى رجلًا يُشَقُ طرفُ فمِهِ وأنفُهُ وعينُه إلى قفاهُ، وحينَ سألَ عنهُ قِيلَ لهُ: "هذا الرجلُ يغدو مِنْ بيتِهِ، فيَكْذِبُ الكِذْبَةَ تبلغُ الآفاقَ".
فرفقًا يا أخي بنفسِك وحسناتِك، وحتى في وعدِك لأولادِك تحرَّ الصدقَ معهم, وأهونُ وأسهلُ من إخلافِ الوعدِ ألا تعدَ أصلًا, عن عبدِ اللهِ بِنِ عامرٍ-رضيَ اللهُ عنهُ-قال: "دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-: وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟، فقَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا, فَقَالَ لَهَا: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِيهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ".
أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...
الخطبة الثانية
الصدقُ في النيةِ والقصدِ, بأنْ يتعاملَ العبدُ مع اللهِ بالصدقِ, فلا يُظهِر للناسِ خِلافَ ما يُبطِنُ, ويصدقُ مع اللهِ في نيتهِ الخيرَ وطلبَه له, فكمْ مِنِ امرئٍ يُخبر بلسانهِ أنهُ يريدُ الخيرَ, لكنَّ القولَ سهلٌ, ويحتاج إلى دليلٍ يصدقُهُ بالفعلِ والعملِ, واللهُ يُوفِقُ للخيرِ مَنْ صدقَ في طلبِهِ, فكنْ صادقًا مع اللهِ في كلِّ أُمورِك, في توبتِك, في دعواتِك, في أعمالِك, ترى التوفيقَ-بإذنِ اللهِ-حليفَك, وفي الحديثِ: "أنَّ رجلًا من الأعرابِ جاء إلى النبيِّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-فقالَ: أُهاجرُ معكَ، فكانَ معَ رسولِ اللهِ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-, ولما كانتْ غزوةٌ من الغزواتِ غنمَ النبيُّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-سَبْيًا، فَقَسَمَ للجميعِ، وقَسَمَ لهذا الأعرابيِّ، فقالَ: ما هذا يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ: قَسَمْتُهُ لكَ، قالَ: ما على هذا اتبعتُك، ولكني اتبعتُك على أنْ أُرمى بسهمٍ ها هنا-وأشارَ إلى حلقِهِ- فأموتَ، فأَدْخُلَ الجنةَ، فقالَ: إنَّ تصدقِ اللهَ يَصْدُقْكَ، فلبثوا قليلًا، ثُمَّ نهضوا في قتالِ العدوِ، فأُتي به يُحْمَلُ إلى النبيِّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-، قدْ أصابَهُ سهمٌ حيثُ أشارَ، فقالَ النبيُّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-: أهوَ هوَ؟ قالوا: نعمْ، قالَ: صدقَ اللهَ فصدقَهُ اللهُ، ثم كفنَّه النبيُّ-عليهِ وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-في جُبَّتِهِ-ثوبِهِ-، ثم قدَّمَهُ فصلى عليهِ، فكانَ من دعائِه لهُ في صلاتِهِ: اللهم هذا عبدُك، خرجَ مهاجرًا في سبيلِك، فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك".
ما أجملَ أنْ يكونُ المرءُ صادقًا مع اللهِ في سائرِ أحوالِهِ, فإذا دعا ربَّهُ صدقَ في سؤالِهِ, وإذا خافَ اللهَ أو رجاه أو أحبَه أو عَظَّمَهُ صدقَ في ذلك, فليستِ الأُمورُ بالكلامِ, بل بالحقائقِ, فكلٌ يقولُ: إنَّهُ يُحبُ اللهَ، لكنَّك حين تبحثُ عن الصادقِ في محبتِهِ لربِهِ, الذي يتركُ ما نهاه اللهُ عنهُ، ويفعل ما أمرَهُ اللهُ بهِ ولو صَعُبَ، لا تكادُ تجدُهُ إلا قليلًا.
وما أجملَ أن يكونَ المرءُ صادقًا مع الله، يرضى عن اللهِ في أقدارِه, يَصْبِرُ عندَ بلائِه, يعبدُ ربَّهُ في علانيتِهِ وسِرهِ، رُوِيَ عنِ السلفِ-رحمَهُمُ اللهُ تعالى-قولُهم: إذا استوتْ سريرةُ العبدِ وعلانيتُهُ فذلك النَصَفُ-العَدْلُ-، وإنْ كانتْ سريرتُهُ أفضلَ من علانيتِهِ فذلك الفضلُ، وإنْ كانتْ علانيتُهُ أفضلَ من سريرتِهِ فذلك الجورُ-الظُلمُ-.
وبعدُ: فإنَّنَا كلَّنَا بحاجةٍ إلى الصدقِ لتستقيمَ أمورُنا.
فالمربي بحاجةٍ إلى الصدقِ في تربيتِهِ؛ فيسعى لتخريجِ نَشْءٍ ينفعُ اللهُ بهِ, ويَرْبِطُه بمعالي الأمورِ.
والداعي إلى الله-سبحانَهُ-بحاجة إلى الصدقِ في دعوتِهِ, فلا يبغي بدعوتِهِ أمرَ دنيا, توافقُ أفعالُهُ أقوالَه, ولا يقولُ إلا صدقًا، ولا يتكلمُ إلا بما فيه صلاحُ الناسِ.
والمسلمُ يصدقُ في كلامِه ووعودِه, وأفعالهِ وقلبِهِ, فلا تنطقُ شفتاهُ بكذبٍ وإنْ قلَّ, وطوبى لمِنْ رأى في صحفيتِهِ صدقًا, ويا خيبةَ مَنْ سوّدَ صحيفتَهُ بالكذبِ، وإذا كانَ اللهُ سيسألُ الصادقينَ عن صدقِهِم فماذا سيكونُ حالُ الكاذبينَ؟!.
[/align]
المرفقات
كونوا مع الصادقين(2)-18-2-1438هـ-منصور الصقعوب-الملتقى-بتصرف.docx
كونوا مع الصادقين(2)-18-2-1438هـ-منصور الصقعوب-الملتقى-بتصرف.docx
محمد بن سامر
https://www.periscope.tv/w/av1whDFYSmprZGJlTmRuRUx8MXlOeGFBdkRxbXJ4aszzf5axiP3Ow6dJ_SExru-pPB8guBdgE9bmoRkjMCZN
تعديل التعليق