كن مباركاً أينما كنتَ

هلال الهاجري
1433/08/08 - 2012/06/28 21:05PM
إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومن سيّئاتِ أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه وسلّم تسليمًا كثيرًا .. أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
عبادَ الله ..
هل سمعتم بصاحبِ الرغيفِ؟ .. فمن هو يا تُرى صاحبُ الرغيفِ؟ .. وما قصةُ الرغيفِ الذي اُشتهرَ به؟.. عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رحمه اللهُ تعالى قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا مُوسَى الْوَفَاةُ .. وهو أبو موسى الأشعري صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا بَنِيَّ، اُذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ، فَقَالُوَا: يَا أَبَانَا مِن صَاحِبُ الْرَّغِيف؟ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ سَبْعِينَ سَنَةً، لاَ يَنْزِلُ إِلاَّ فِي يَوْمِ أَحَدٍ، قَالَ: فَنَزَلَ فِي يَوْمِ أَحَدٍ، قَالَ: فَرأى امْرَأةً جَمِيلةً زَيَّنَها الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ، فَكَانَ مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ في الحَرَامِ، قَالَ: ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ فَخَرَجَ تَائِبًا، فَكَانَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً صَلَّى وَسَجَدَ، قَالَ: فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا، فَأَدْرَكَهُ الإِعْيَاءَ، فَرَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ .. وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ بِأَرْغِفَةٍ، فَيُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا، فَجَاءَ صَاحِبُ الرَّغِيفِ فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا، وَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الَّذِي خَرَجَ تَائِبًا، فَظَنَّ أَنَّهُ مِسْكِينٌ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا،فَقَالَ الْمَتْرُوكُ لِصَاحِبِ الرَّغِيفِ: مَا لَكَ لَمْ تُعْطِنِي رَغِيفِي؟ مَا كَانَ إِلَيَّ عَنْهُ غِنًى، قَالَ: تُرَانِي أُمْسِكُهُ عَنْك؟ سَلْ: هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: إِنِّي أَمْسِكُ عَنْك، وَاللهِ لاَ أُعْطِيك شَيْئًا اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَعَمَدَ التَّائِبُ إِلَى الرَّغِيفِ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُرِكَ، فَأَصْبَحَ التَّائِبُ مَيِّتًا، قَالَ: فَوُزِنَتِ السَّبْعُونَ سَنَةً بِالسَّبْعِ اللَّيَالِي فَلَمْ تَزِنْ، قَالَ: فَوُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ اللَّيَالِي، قَالَ: فَرَجَحَ الرَّغِيفُ، فَقَالَ أَبُومُوسَى: يَا بَنِيَّ اُذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ.
هَذَا الرجلُ قَد نَجَا برغيفٍ تقبلَه اللهُ تعالى منه.. فهَلْ في مِيزانِ حسَنَاتِنَا مثلُ هذا الرغيفِ نلقى اللهَ تَعَالَى به؟
عبدَ اللهِ ..
هل تدبرتَ قولَ الله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) .. هل سمعتَ قول النبيِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَحْقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئاً) .. فلا تدري ما هو العملُ الذي يكونُ سببَ نجاتِك .. لا نعلمُ ما هي الحسنةُ التي يتقبلُها اللهُ تعالى ثم يغفرُ بها كلَ ذنبٍ ولو كان عظيماً ..
تعبَّد إلى الله تعالى بإماطةِ الأذى عن الطريقِ .. فلقد رأى النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ رجلاً يتقلبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطعها من ظهر الطريقِ كانت تؤذي الناسَ .. إن هذا العملَ وإن كان نراه في أعينِنا حقيراً ولكنه عندَ اللهِ عز وجلَ عظيماً .. فإماطةُ الأذى عن الطريقِ شعبةٌ من شُعبِ الإيمانِ .. وصدقةٌ من الصدقاتِ (وتميطُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ).
لا تحتقرْ صدقةً .. فليسَ العبرةُ بماذا وبِكم تصدقت .. ولكن العبرةَ بنِيَّتكَ عندَ الصدقةِ .. لِمن قدمتها؟ وماذا أردتَ بها؟ .. ألم تسمع قول المولى عز وجل: (وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فبدأ بالنفقةِ الصغيرةِ قبلَ الكبيرةِ لئلا تُحتَقر.
قد يكون للصدقةِ أثرٌ لا يعلمُه إلا اللهُ تعالى .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ تعالى عنه, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ, فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ, قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ, لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ, فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ, قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى غَنِيٍّ, لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ, فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ, فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ وَعَلَى سَارِقٍ, فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ, أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا وَلَعَلَّ الْغَنِيَّ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَلَعَلَّ السَّارِقَ يَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ سَرِقَتِهِ)
(اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) .. قَالَتْ عَائِشَةُ رضي اللهُ تعالى عنها: (جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ).
الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ فلا تنسَها .. كم من كلمةٍ تغيَّرت بها أحوالٌ .. قال زاذان : كنتُ غلاماً حسنَ الصوتِ ، جيِّدَ الضربِ بالطُّـنْـبُـور –وهي آلةٌ وتريةٌ من المعازف_، فكنت مع صاحبٍ لي، وعندنا نبيذٌ، وأنا أغنِّيهم؛ فمر ابنُ مسعودٍ فدخل فضرب الباطِيَةَ - كل إناء يجعل فيه الخمر - بدَّدَها ، وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما يُسمَعُ من حُسنِ صوتك يا غلامُ بالقرآن كنت أنتَ أنتْ، ثم مضى. فقلتُ لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابنُ مسعودٍ صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأُلقيَ في نفسي الَّتوبة، فسعيت أبكي، وأخذتُ بثوبِه، فأقبل علي فاعتنقني وبكى، وقال: مرحبا بمن أحبه الله، اجلس؛ ثم دخل وأخرج لي تمراً .. فأصبحَ زاذانُ المغني من خيارِ التابعين، وأحدُ العلماءِ الكبارِ، ومن مشاهيرِ العبادِ والزهادِ بسببِ كلمةٍ واحدةٍ.
هل تعلمون أن سببَ تأليفِ كتابِ البخاري الذي هو أصحُ كتابٍ بعد كتابِ اللهِ تعالى كلمةٌ .. قال البخاريُ رحمه اللهُ تعالى: كنا عندَ إسحاقَ بنِ راهويه فقال: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيحِ سنةِ النبيِ صلى اللهُ عليه وسلم، قال: فوقعَ ذلك في قلبي فأخذتُ في جمعِ الجامعِ الصحيحِ.
يا أهلَ الإيمانِ ..
إن فاتكم العملُ .. فلا تفوتَنّكم النيةَ .. فإن النيةَ أجرُها كثيرٌ وخيرُها وفيرٌ .. قال عليه الصلاة والسلام: (وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ثم قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: -وذكر منهم- عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ ِللهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ).
كان رجلٌ يُقالُ له عمرو بنُ الليثِ الصفار .. كان قائداً في أيامِ الدولةِ العباسيةِ .. رُئيَ في المنامِ بعد موتِه، فقيل: ما فعلَ اللهُ بك؟ قال: أشرفتُ يوماً من جبلٍ على جيوشي، فأعجبني كثرتَهم، فتمنيتُ أنني كنتُ حضرتُ مع رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -، فنصرتُه وأعنتُه، فشكرَ اللهُ لي، وغفرَ لي .. فانظروا ماذا فعلتِ نيةُ نصرِ النبيِ عليه الصلاةُ والسلامُ بعد موتِه بمائتين وتسعٍ وسبعينَ سنة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرالحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمِيْنَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى نبيِّنَا مُحَمَّدٍوعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ والتابعينَ .. أمَّا بَعْدُ :
عبادَ الله ..
تأملوا معي هذا الحديثَ العظيمَ .. قالَ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلم : (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عز وجل سرورٌ تدخلُه على مسلمٍ، أو تكشفُ عنه كربةً، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطردُ عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُ إليَّ من أن أعتكفَ في المسجدِ شهراً، ومن كفَّ غضبَه سَتَرَ اللهُ عورته، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيَه أمضاه، ملأ اللهُ قلبَه رضاً يومَ القيامةِ، ومَن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجته حتى يثبتَها له، أثبتَ اللهُ تعالى قدمَه يومَ تزلُّ الأقدامُ، وإن سوءَ الخُلُقِ ليُفْسدُ العملَ كما يُفْسدُ الخلُّ العَسَل)
دعوني أقربُ لكم أجورَ هذا الحديثِ بقصةِ البغي الزانيةِ من بني إسرائيل .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا –أي خفها- فسقته، فَغُفِرَ لَهَا به .. الله أكبرُ .. كم أغوت من رجلٍ .. وكم أضلت من شابٍ .. وكم من ليالي حمراءَ عصت اللهَ تعالى بها .. ومع ذلك فقد غفر اللهُ لها بسقيها لكلبٍ .. فما أحلمَه .. وما أرحمَه .. فكيف بكَ يا عبدَ اللهِ لو سقيتَ إنساناً في يومٍ حارٍ ترجو رحمةَ اللهِ ومغفرتَه .. كيفَ بك لو قدمتَ له أكثرَ من ذلك من كشفِ كربةٍ أو تقضي عنه دَيناً.
إذاً فلا ننسى إخواننَا المسلمين .. فهم من أعظمِ مصادرِ الحسناتِ ..
(تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ) ..
(تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا أَو تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ) ..
(مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) ..
تجاوز عن معسرٍ لعلَ اللهَ تعالى أن يتجاوزَ عنك .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ تعالى عنه, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكَ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلاَمٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى، قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ.
دافع عنه في غيّبته إذا ذُكرَ بسوء ..(مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ) ..
(تَحَابُّوا .. أَفَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ : أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ) ..
(خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) .. (إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا) .. (مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَل فِي الْمِيزَان مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ) .. (إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ) ..
كان لعبدِ اللهِ بنِ المبارك جارٌ يهودي .. فأرادَ اليهوديُ أن يبيعَ دارَه فقيلَ له: بكم تبيع؟ قال: بألفين، فقيل له: لا تساوي إلا ألفاً، قال: صدقتُم، ولكن ألفٌ للدارِ .. وألفٌ لجوارِ عبدِ اللهِ بنِ المبارك، فأُخبرَ ابنُ المباركِ بذلك فدعاه فأعطاه ثمنَ الدارِ، وقال: لا تبعْها .. ولولا ما لقيه اليهودي من ابنِ المباركِ من حسنِ الخلقِ لما قالَ ما قال .. هذه أخلاقُهم مع أهلِ الذمةِ فكيف بأخلاقِهم مه أهلِ الإسلامِ.
أخي المسلم ..
كن مباركاً أينما كنتَ .. كنْ كالنحلةِ .. فإنها تأكلُ طيباً، وتضعُ طيباً، وإذا وقعت على عودٍ لم تكسرْه, و إذا وقفت على زهرةٍ لا تخدشْها.
اللهم إنا نسألُك من الخيرِ كلِه، عاجلِه وآجلِه، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذُ بك من الشرِ كلِه، عاجلِه وآجلِه، ما علمنا منه وما لم نعلم .. اللهم إنا نسألُك من خيرِ ما سألَك منه عبدُك ونبيُك، ونعوذُ بك من شرِ ما استعاذَ منه عبدُك ونبيُك .. اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونعوذُ بك من النارِ وما قرّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونسألُك أن تجعلَ كلَ قضاءٍ قضيتَه لنا خيراً .. اللهم أعز الإسلامَ والمسلمين .. وأذل الشركَ والمشركين .. ودمر أعداءكَ أعداءَ الدينِ .. واجعل هذا البلدَ آمناً مطمئنًا وسائرَ بلادِ المسلمين برحمتك يا أرحمَ الراحمين .. اللهم آمنا في أوطانِنا .. وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا .. واجعل ولايتَنا فيمن خافَك واتقاك واتبعَ رضاك يا ربَ العالمين .. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم .. اللهم أصلح له بطانَته يا ذا الجلالِ والإكرام .. اللهم فرج همَّ المهمومين من المسلمين .. ونفس كربَ المكروبين .. واقض الدينَ عن المدينين .. واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
المشاهدات 5369 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا