كلمة في أحداث غزة المؤلمة للـشيخ عز الديـن رمـضـانـي
احمد ابوبكر
1435/09/16 - 2014/07/13 11:53AM
كـلـمـة فـي أحـداث غـزة الـمـؤلـمـة
لـلـشـيـخ عـز الـديـن رمـضـانـي
لقد تكاثرت نكباتُ الأمَّة، وتوالت عليها الأحداث والعبر، وتفتَّقت فيها الجروح، وسالت منها القُروح؛ ففي كلِّ يومٍ نسمع عَمَّا يلحق بأبناء أمَّتنا من مظاهر الهوان والإذلال في كثيرٍ من أجزاءها ومواقعها؛ من أذيَّة في دينهم واستعمارٍ لأرضهم واستغلالٍ لخيراتهم وهتكٍ لأعراضهم وتدنيسٍ لمقدَّساتهم، حتَّى صار هذا الأمر مألوفًا على الأسماع والأبصار، فلا تكاد فتنةٌ تَخْبُو نارُها حتَّى تهبَّ فتنةٌ أخرى، وتتعرَّض أمَّةُ الإسلام لبليَّةٍ عُظمى تُنسي ما تقدَّمها من مِحَنٍ وَرَزَايَا، وتمحو ما سبقها من فتنٍ وبلايَا.
ولم يسجِّل التَّاريخ قضيَّةً تجمَّعت فيها الأحقادُ العالميَّة، وبرزت فيها المتناقضاتُ الدّوليَّة، وتجلَّى فيها التَّلاعب، وتمادى بها التَّماطل؛ مثلمَا سجّل في قضيَّة فلسطين المسلمَة وقُدسها المقدَّسة.
وليس يخفى على أحدٍ مِنَ العالم في هذه الأيَّام ما يَحْدُث لأهالي غزَّة العُزَّل؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وحصارٍ خانقٍ، وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين محاربٍ ومسالم، دُبِّر لها على مَسْمَعٍ مِنَ العالم، وتحت أنظاره، من طرف يهودِ صُهْيُون؛ إخوانِ القردة والخنازير، بسبب ما أسْمَوْهُ بملاحقةِ الجماعات الإرهابيَّة لإبادتهم واستئصالهم، ولا مَنْ يُحرِّك ساكنًا لإنقاذهم وتخليصهم من آلات الدَّمار الحاصد للأرواح، المخرِّب للعمران؛ لأنَّه في منطقِ ملَّة الكفَّار وأشياعهم، كما قِيلَ:
قَتْلُ رجلٍ في غابة جريمةٌ لا تُغْتَفَر * وإبادةُ شعبٍ بأكمله مسألةٌ فيها نَظَر
وقد يتساءل كلُّ مسلم غيورٍ عمَّا يجب أن يقوم به اتِّجاه إخوانه المضطرِّين؟! وما هو السَّبيل الأمثل لنصرهم وردِّ عدوان المعتدين عليهم؟!
وهذا هو المحكُّ الَّذي تُخْلَطُ فيه الأوراق، وتتباين فيه الحلول، وتكثر فيه الشِّعارات والمبادرات، وتُثَمَّنُ فيه المواقف أو تُبْتَذَل.
وقبل الحديث عن واجبِ المسلم حيال هذه المحنة؛ لابدَّ أن نبيِّن أنَّ قضيَّةَ فلسطين محنةٌ امتحنَ اللهُ بها جميعَ مُسْلِمِي هذا الزَّمان ضمائرَ وَهِمَمًا، وأموالاً ومواقفَ، فليستْ فلسطينُ لعربِ فلسطين وحدهم، وإنَّما هي للعرب كلِّهم، بل لجميع المسلمين.
ولستُ أدْرِي سِوَى الإسلام لي وَطَنًا * الشَّام فيه ووادي النّيل سيَّان
وحيثما ذُكِرَ اسمُ الله في بلدٍ * عَدَدْتُ أرجاءه من لبِّ أوطاني
وحتَّى لا نغالط التَّاريخ يجب أن نذكر أنَّ فلسطين حقٌّ مُضَاع، فرَّط أهلُه في الحفاظِ عليه.
ابْكِ مثل النِّساء ملكًا مُضَاعًا * لم تحافظ عليه مثل الرِّجال
ثمَّ إنَّ هذا الحقَّ المضاع من أرض فلسطين وقدسِه الجريح؛ لا يُنال هِبَةً أو عربونَ صداقةٍ مِنْ أعداء المسلمين، وبلا تضحيةٍ أو ثَمَنٍ، ولا يُنال بالهويْنَا والضّعف والتَّخاذل، ولا يُنال بالشِّعريَّات والخطابات، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والاجتماعات الطَّارئة والتَّنديدات، و.. و..!!! وإنَّما يُنال بالحَزْم والعزم والاتِّحاد والقوَّة وتغيير ما بالنُّفوس والعقول والقلوب.
فلا سبيل لوقف زحفِ الغادرين، ولا سلاحَ يردُّ كيد المعتدين إلاَّ بمعالجة الأسباب الَّتي أوصلتنا إلى الضَّعف والانتكاس، والعمل على إزالتها ومحوها من قاموس مسيرة الأمَّة، وتعويضها بالأسباب الجالبة للنَّصر والغلبة والعزِّ والتَّمكين، فإنَّ القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تُنال بالأقلام والأفلام، ولا بالأعلام والإعلام، ولا بالأماني والأحلام، وإنَّما تُنال بتغيير ما بالنَّفس من اعوجاج وانحرافٍ، وإصلاح العقول قبل خوض المعارك والخُطُوبِ، إنَّ القول لدى الله لا يبدَّل: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ولا يخالفُ عاقلٌ إذا قُلْنَا: إنَّ ما حدث ويحدث من تسلُّط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم، واعتداءٍ على كرامتهم ومقدَّساتهم؛ إنَّما هو بسبب الذُّنوب والمعاصي: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.
ومن أسباب هذا التَّسلُّط ـ وهو من أعظم الأسباب ـ: فشوُّ الجهل بأحكام الدِّين وتعاليمه، وبخاصَّة فيما يتعلَّق بأمور المعتقد، فكثيرٌ من مجتمعات المسلمين قد ترسَّبت فيها كثيرٌ من البدع العقديَّة، فضلاً عن البدع في الفروع، فكم يُرى ويُسمع ويُقرأ عمَّا يحصل في كثير من بلاد المسلمين؛ منَ الذَّبح لغير الله والطَّواف حول الأضرحة وتعظيم القبور، حتَّى أصبح التَّوحيد الخالص غريبًا بين أهله بسبب تكاثر البدع وترسُّب جذورها.
ومن أسباب التَّسلُّط: الإعجاب والتَّبعيَّة لأعداء الإسلام، دون النَّظر في المعايير الشَّرعيَّة في المحاكاة والمشابهة، وهذا مصداق قول النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ؛ قيل: يا رسول الله! اليَهُود والنَّصَارَى؟! قَال: فَمَنْ؟!".
ومن أسباب التَّسلُّط: كثرةُ العصبيَّات لجِنْسٍ أو لَوْنٍ أو لِسانٍ، والانضمام تحت لواء تلك العصبيَّة، والدَّعوة إليها، وتمجيدها، والمنافحة عليها، فاختلَّ عند أكثر المسلمين ميزانُ الولاء والبراء، وغابت معالمه؛ فزادوا الأمَّة فرقةً وتناحرًا، وأَوْقَدُوا بذلك نار العداوة والبغضاء، فلا هم للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا، بل أعانوا أعداءه على تمزيق شَمْلِه وتفريق كلمته.
ومن أسباب التَّسلُّط: تمكُّن روح الانهزاميَّة والشُّعور باليأس والقنوط في نفوس طوائف المسلمين؛ مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾!
ومن الأسباب: تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حِسًّا ومعنًى، حتَّى أصبح المعروفُ منكرًا، والمنكرُ معروفًا، وهذا من أسباب حلول اللَّعنة والعقاب، كما قال جلَّ ذكرُه: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، فأذلَّ الله أمَّةً بسبب تضييعها لهذه الشَّعيرة والتَّقصير في القيام بها على الوجه المطلوب.
وفي المقابل رفع الله أمَّةً بسبب حفظها لهذه الشَّعيرة والقيام بها؛ فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
ومن أسباب التَّسلُّط: الغفلةُ عن مخطَّطات الأعداء ومكائدهم في قهر الإسلام وأهله؛ كإلهائهم وإشغالهم بأنواع اللَّهو واللَّعب؛ لصدِّهم عن ذكر الله واهتمامِهم بالأمور المصلِحَة لشأنهم دينًا ودنيَا، مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.
إنَّ مشكلة المسلمين اليوم؛ ليست في عَدَدِهم، فَهُمْ كما قال النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ)، وقد شبَّه هذه الكثرة بغثاء السَّيل، وهو ما يَبُسَ مِنْ نَبَاتٍ؛ فيجرفه السَّيل ليلقيه في الجوانب؛ إشارةً إلى حقارته ودناءَته، وشبَّههم به لقلَّة شجاعتهم وضعفهم وخذلانهم، وتفريطهم في الأخذ بأسباب النَّصر الحقيقيَّة، والتي منها أنَّ النَّصر والتَّمكين لهذه الأمَّة إنَّما هو ثمرة لإيمانها بالله وإقامة شرعه، فإذا مكَّنوا لدين الله في حياتهم؛ مكَّن اللهُ لهم في الأرض وأظهرهم على أعدائهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ الآية.
ومنها: الإعداد لتقوية شوكة المسلمين مادِّيًّا واقتصاديًّا؛ ليتمكَّنوا من مواجهة أعدائهم، وردِّ العدوان عن أنفسهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ﴾ الآية.
وهذا القتال لا يُمكن أن يكون؛ إلاَّ إذا اجتمعت كلمةُ المسلمين، كما اجتمعت كلمةُ الكفَّار على حرب المسلمين، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَه مَعَ المتَّقِينَ﴾.
قال ابن كثير: «أي كما يجتمعون إذا حاربوكم؛ فاجتمعوا أنتم ـ أيضًا ـ إذا حاربتموهم، وقاتلوهم بنظير ما يفعلون».
والسُّؤال الَّذي يطرح نفسَه في كلِّ مرة:
هل اجتمعت كلمةُ المسلمين اليوم على الحقِّ الأبلج المبين، من الاعتقاد الصَّحيح والمنهج السَّليم والرُّؤية الصَّائبة في معالجة المستجدَّات وقضايا الوضع الرَّاهن، منطلقين من أصول الشَّرع المطهَّر؛ كتابًا وسُنَّةً وإجماعًا؟!
والجواب: إنَّ الكلمة لم تجتمعْ بَعْدُ، ولن تجتمع ما دام في صفِّهم مَنْ يدين اللهَ بسبِّ الصَّحابة والقول بعصمة الأئمَّة والتَّحزُّب للطَّوائف والجماعات!!! وما إلى ذلك من المعتقدات الفاسدة والأفكار والتَّوجُّهات الدَّخيلة على أمَّة الإسلام ودينها.
ولابدَّ أن يَعِيَ المسلمون أنَّ الكفَّار لا يهدأُ لهم بالٌ، ولا يستقرُّ بهم حالٌ، ولا يضعون أسلحتهم ولا يكفُّون ألسنتهم بالسُّوء حتَّى يتخلَّى المسلمون عن دينهم، ويهجروا إلى الأبد شخصيَّتهم، وتذوب هويَّتُهم بين سائر الملل الضَّالَّة.
وما دام حالُ المسلمين اليوم ـ للأسف الشَّديد ـ على هذا النَّحو المذكور؛ فإنَّنا لا نملك لإخواننا في فلسطين ـ وأهالي غزَّة خاصَّة ـ إلاَّ التَّوجُّه إلى الله ـ العليم بحالهم ـ بالدُّعاء لهم في جميع الأحوال، عسى أن يَكُفَّ اللهُ عنهم بأسَ الَّذين كفروا، والله أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلاً.
اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفي كلِّ مكان، انصرهم نصرًا عزيزًا، وافتح عليهم فتحًا مبينًا.
اللَّهمَّ كُنْ لهم عونًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وحافظًا؛ فإنك قلت: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾.
اللَّهمَّ وحِّد كلمتهم، واجمع شملهم، واجبر ضعفهم، وفكَّ أسرهم.
وعليك اللَّهمَّ باليهود الغاصبين، والكفرة المعتدين، اللَّهم احصهم عددًا وفرِّقهم بَدَدًا واجعلهم عبرةً للمعتبرين.
اللَّهم اشْدُد على قلوبهم، واطمس على أموالهم، وأَلْحِقْ بهم عذابك ورجزك؛ إنَّ عذابك بالكافرين ملحق.
اللَّهمَّ طهِّر المسجد الأقصى من حثالة القردة والخنازير، ورُدَّه إلى حوزة المسلمين مُعزَّزَ الأركان، وأَبْهَى ممَّا كان؛ إنَّك نِعْمَ المولى وعليك التُّكلان، وأنت وحدك المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بك، يا كريمُ يا منَّان.
لـلـشـيـخ عـز الـديـن رمـضـانـي
لقد تكاثرت نكباتُ الأمَّة، وتوالت عليها الأحداث والعبر، وتفتَّقت فيها الجروح، وسالت منها القُروح؛ ففي كلِّ يومٍ نسمع عَمَّا يلحق بأبناء أمَّتنا من مظاهر الهوان والإذلال في كثيرٍ من أجزاءها ومواقعها؛ من أذيَّة في دينهم واستعمارٍ لأرضهم واستغلالٍ لخيراتهم وهتكٍ لأعراضهم وتدنيسٍ لمقدَّساتهم، حتَّى صار هذا الأمر مألوفًا على الأسماع والأبصار، فلا تكاد فتنةٌ تَخْبُو نارُها حتَّى تهبَّ فتنةٌ أخرى، وتتعرَّض أمَّةُ الإسلام لبليَّةٍ عُظمى تُنسي ما تقدَّمها من مِحَنٍ وَرَزَايَا، وتمحو ما سبقها من فتنٍ وبلايَا.
ولم يسجِّل التَّاريخ قضيَّةً تجمَّعت فيها الأحقادُ العالميَّة، وبرزت فيها المتناقضاتُ الدّوليَّة، وتجلَّى فيها التَّلاعب، وتمادى بها التَّماطل؛ مثلمَا سجّل في قضيَّة فلسطين المسلمَة وقُدسها المقدَّسة.
وليس يخفى على أحدٍ مِنَ العالم في هذه الأيَّام ما يَحْدُث لأهالي غزَّة العُزَّل؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وحصارٍ خانقٍ، وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين محاربٍ ومسالم، دُبِّر لها على مَسْمَعٍ مِنَ العالم، وتحت أنظاره، من طرف يهودِ صُهْيُون؛ إخوانِ القردة والخنازير، بسبب ما أسْمَوْهُ بملاحقةِ الجماعات الإرهابيَّة لإبادتهم واستئصالهم، ولا مَنْ يُحرِّك ساكنًا لإنقاذهم وتخليصهم من آلات الدَّمار الحاصد للأرواح، المخرِّب للعمران؛ لأنَّه في منطقِ ملَّة الكفَّار وأشياعهم، كما قِيلَ:
قَتْلُ رجلٍ في غابة جريمةٌ لا تُغْتَفَر * وإبادةُ شعبٍ بأكمله مسألةٌ فيها نَظَر
وقد يتساءل كلُّ مسلم غيورٍ عمَّا يجب أن يقوم به اتِّجاه إخوانه المضطرِّين؟! وما هو السَّبيل الأمثل لنصرهم وردِّ عدوان المعتدين عليهم؟!
وهذا هو المحكُّ الَّذي تُخْلَطُ فيه الأوراق، وتتباين فيه الحلول، وتكثر فيه الشِّعارات والمبادرات، وتُثَمَّنُ فيه المواقف أو تُبْتَذَل.
وقبل الحديث عن واجبِ المسلم حيال هذه المحنة؛ لابدَّ أن نبيِّن أنَّ قضيَّةَ فلسطين محنةٌ امتحنَ اللهُ بها جميعَ مُسْلِمِي هذا الزَّمان ضمائرَ وَهِمَمًا، وأموالاً ومواقفَ، فليستْ فلسطينُ لعربِ فلسطين وحدهم، وإنَّما هي للعرب كلِّهم، بل لجميع المسلمين.
ولستُ أدْرِي سِوَى الإسلام لي وَطَنًا * الشَّام فيه ووادي النّيل سيَّان
وحيثما ذُكِرَ اسمُ الله في بلدٍ * عَدَدْتُ أرجاءه من لبِّ أوطاني
وحتَّى لا نغالط التَّاريخ يجب أن نذكر أنَّ فلسطين حقٌّ مُضَاع، فرَّط أهلُه في الحفاظِ عليه.
ابْكِ مثل النِّساء ملكًا مُضَاعًا * لم تحافظ عليه مثل الرِّجال
ثمَّ إنَّ هذا الحقَّ المضاع من أرض فلسطين وقدسِه الجريح؛ لا يُنال هِبَةً أو عربونَ صداقةٍ مِنْ أعداء المسلمين، وبلا تضحيةٍ أو ثَمَنٍ، ولا يُنال بالهويْنَا والضّعف والتَّخاذل، ولا يُنال بالشِّعريَّات والخطابات، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والاجتماعات الطَّارئة والتَّنديدات، و.. و..!!! وإنَّما يُنال بالحَزْم والعزم والاتِّحاد والقوَّة وتغيير ما بالنُّفوس والعقول والقلوب.
فلا سبيل لوقف زحفِ الغادرين، ولا سلاحَ يردُّ كيد المعتدين إلاَّ بمعالجة الأسباب الَّتي أوصلتنا إلى الضَّعف والانتكاس، والعمل على إزالتها ومحوها من قاموس مسيرة الأمَّة، وتعويضها بالأسباب الجالبة للنَّصر والغلبة والعزِّ والتَّمكين، فإنَّ القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تُنال بالأقلام والأفلام، ولا بالأعلام والإعلام، ولا بالأماني والأحلام، وإنَّما تُنال بتغيير ما بالنَّفس من اعوجاج وانحرافٍ، وإصلاح العقول قبل خوض المعارك والخُطُوبِ، إنَّ القول لدى الله لا يبدَّل: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ولا يخالفُ عاقلٌ إذا قُلْنَا: إنَّ ما حدث ويحدث من تسلُّط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم، واعتداءٍ على كرامتهم ومقدَّساتهم؛ إنَّما هو بسبب الذُّنوب والمعاصي: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.
ومن أسباب هذا التَّسلُّط ـ وهو من أعظم الأسباب ـ: فشوُّ الجهل بأحكام الدِّين وتعاليمه، وبخاصَّة فيما يتعلَّق بأمور المعتقد، فكثيرٌ من مجتمعات المسلمين قد ترسَّبت فيها كثيرٌ من البدع العقديَّة، فضلاً عن البدع في الفروع، فكم يُرى ويُسمع ويُقرأ عمَّا يحصل في كثير من بلاد المسلمين؛ منَ الذَّبح لغير الله والطَّواف حول الأضرحة وتعظيم القبور، حتَّى أصبح التَّوحيد الخالص غريبًا بين أهله بسبب تكاثر البدع وترسُّب جذورها.
ومن أسباب التَّسلُّط: الإعجاب والتَّبعيَّة لأعداء الإسلام، دون النَّظر في المعايير الشَّرعيَّة في المحاكاة والمشابهة، وهذا مصداق قول النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ؛ قيل: يا رسول الله! اليَهُود والنَّصَارَى؟! قَال: فَمَنْ؟!".
ومن أسباب التَّسلُّط: كثرةُ العصبيَّات لجِنْسٍ أو لَوْنٍ أو لِسانٍ، والانضمام تحت لواء تلك العصبيَّة، والدَّعوة إليها، وتمجيدها، والمنافحة عليها، فاختلَّ عند أكثر المسلمين ميزانُ الولاء والبراء، وغابت معالمه؛ فزادوا الأمَّة فرقةً وتناحرًا، وأَوْقَدُوا بذلك نار العداوة والبغضاء، فلا هم للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا، بل أعانوا أعداءه على تمزيق شَمْلِه وتفريق كلمته.
ومن أسباب التَّسلُّط: تمكُّن روح الانهزاميَّة والشُّعور باليأس والقنوط في نفوس طوائف المسلمين؛ مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾!
ومن الأسباب: تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حِسًّا ومعنًى، حتَّى أصبح المعروفُ منكرًا، والمنكرُ معروفًا، وهذا من أسباب حلول اللَّعنة والعقاب، كما قال جلَّ ذكرُه: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، فأذلَّ الله أمَّةً بسبب تضييعها لهذه الشَّعيرة والتَّقصير في القيام بها على الوجه المطلوب.
وفي المقابل رفع الله أمَّةً بسبب حفظها لهذه الشَّعيرة والقيام بها؛ فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
ومن أسباب التَّسلُّط: الغفلةُ عن مخطَّطات الأعداء ومكائدهم في قهر الإسلام وأهله؛ كإلهائهم وإشغالهم بأنواع اللَّهو واللَّعب؛ لصدِّهم عن ذكر الله واهتمامِهم بالأمور المصلِحَة لشأنهم دينًا ودنيَا، مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.
إنَّ مشكلة المسلمين اليوم؛ ليست في عَدَدِهم، فَهُمْ كما قال النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ)، وقد شبَّه هذه الكثرة بغثاء السَّيل، وهو ما يَبُسَ مِنْ نَبَاتٍ؛ فيجرفه السَّيل ليلقيه في الجوانب؛ إشارةً إلى حقارته ودناءَته، وشبَّههم به لقلَّة شجاعتهم وضعفهم وخذلانهم، وتفريطهم في الأخذ بأسباب النَّصر الحقيقيَّة، والتي منها أنَّ النَّصر والتَّمكين لهذه الأمَّة إنَّما هو ثمرة لإيمانها بالله وإقامة شرعه، فإذا مكَّنوا لدين الله في حياتهم؛ مكَّن اللهُ لهم في الأرض وأظهرهم على أعدائهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ الآية.
ومنها: الإعداد لتقوية شوكة المسلمين مادِّيًّا واقتصاديًّا؛ ليتمكَّنوا من مواجهة أعدائهم، وردِّ العدوان عن أنفسهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ﴾ الآية.
وهذا القتال لا يُمكن أن يكون؛ إلاَّ إذا اجتمعت كلمةُ المسلمين، كما اجتمعت كلمةُ الكفَّار على حرب المسلمين، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَه مَعَ المتَّقِينَ﴾.
قال ابن كثير: «أي كما يجتمعون إذا حاربوكم؛ فاجتمعوا أنتم ـ أيضًا ـ إذا حاربتموهم، وقاتلوهم بنظير ما يفعلون».
والسُّؤال الَّذي يطرح نفسَه في كلِّ مرة:
هل اجتمعت كلمةُ المسلمين اليوم على الحقِّ الأبلج المبين، من الاعتقاد الصَّحيح والمنهج السَّليم والرُّؤية الصَّائبة في معالجة المستجدَّات وقضايا الوضع الرَّاهن، منطلقين من أصول الشَّرع المطهَّر؛ كتابًا وسُنَّةً وإجماعًا؟!
والجواب: إنَّ الكلمة لم تجتمعْ بَعْدُ، ولن تجتمع ما دام في صفِّهم مَنْ يدين اللهَ بسبِّ الصَّحابة والقول بعصمة الأئمَّة والتَّحزُّب للطَّوائف والجماعات!!! وما إلى ذلك من المعتقدات الفاسدة والأفكار والتَّوجُّهات الدَّخيلة على أمَّة الإسلام ودينها.
ولابدَّ أن يَعِيَ المسلمون أنَّ الكفَّار لا يهدأُ لهم بالٌ، ولا يستقرُّ بهم حالٌ، ولا يضعون أسلحتهم ولا يكفُّون ألسنتهم بالسُّوء حتَّى يتخلَّى المسلمون عن دينهم، ويهجروا إلى الأبد شخصيَّتهم، وتذوب هويَّتُهم بين سائر الملل الضَّالَّة.
وما دام حالُ المسلمين اليوم ـ للأسف الشَّديد ـ على هذا النَّحو المذكور؛ فإنَّنا لا نملك لإخواننا في فلسطين ـ وأهالي غزَّة خاصَّة ـ إلاَّ التَّوجُّه إلى الله ـ العليم بحالهم ـ بالدُّعاء لهم في جميع الأحوال، عسى أن يَكُفَّ اللهُ عنهم بأسَ الَّذين كفروا، والله أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلاً.
اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفي كلِّ مكان، انصرهم نصرًا عزيزًا، وافتح عليهم فتحًا مبينًا.
اللَّهمَّ كُنْ لهم عونًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وحافظًا؛ فإنك قلت: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾.
اللَّهمَّ وحِّد كلمتهم، واجمع شملهم، واجبر ضعفهم، وفكَّ أسرهم.
وعليك اللَّهمَّ باليهود الغاصبين، والكفرة المعتدين، اللَّهم احصهم عددًا وفرِّقهم بَدَدًا واجعلهم عبرةً للمعتبرين.
اللَّهم اشْدُد على قلوبهم، واطمس على أموالهم، وأَلْحِقْ بهم عذابك ورجزك؛ إنَّ عذابك بالكافرين ملحق.
اللَّهمَّ طهِّر المسجد الأقصى من حثالة القردة والخنازير، ورُدَّه إلى حوزة المسلمين مُعزَّزَ الأركان، وأَبْهَى ممَّا كان؛ إنَّك نِعْمَ المولى وعليك التُّكلان، وأنت وحدك المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بك، يا كريمُ يا منَّان.
رشيد بن ابراهيم بوعافية
شكر الله للأستاذ الفاضل عز الدين رمضاني هذه الخطبة المباركة ، وقد أجاد حفظه في تشخيص الداء القديم ووصف الدواء الاستراتيجيّ الفعّال الذي هو الركيزة في تحصيل النصر والتمكين . غير أنّه - للأمانة ، و حتى لا تكون على مستوى الأفهام مغالطات - لا ننسَى أن نشير إلى واجب الوقت فيما يتعلّق بحال إخواننا في غزّة وغيرهم ! .
فالنصرُ الذي أشار إليه الشيخُ هو الأساسُ الدائم المستمِرُّ في الزّمن صلاحًا وإصلاحًا ودُعاءً ، ولا يجوزُ بحالٍ إغفالُهُ ولا التقصيرُ فيه حتّى لا نؤتَى من قِبَلِنَا ، ومع ذلك يجب على المسلمين تفعيلُ كلّ سلاحٍ و قُوّة ممّا يُثخِنُ في الكافرين الجراح و يرُدّ كيدَهم ، ويضمّدُها في المؤمنين و يحفظُ فيهم الأرواح و الدّماء و الأعراض .
من ذلك :
سلاحُ المال : بمعنى دعم الشعب الفلسطيني والغزّاوي دعماً مادياً ، بالمال والأغطية و الأغذية والأدوية ، بما تجود به نفس كل إنسان ، عن طريق الحكومات ، و المؤسسات الخيرية المعروفة ، فبهذا الدعم تزول الكثير من العقبات ، وتتحقق الحاجات ، وتلتئم الكثير من الجروح ، بل قد تنقذ الكثير من الأرواح ! .. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ! .
سلاحُ الإعلام : وما أدراك ما سلاح الإعلام ، نوع من أنوع الجهاد ، ( وخطبة الجمعة من الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري ، وهذه خطبة جمعة نُشرت في موقع راية الإصلاح ! ) ، وحصّة المعلّم منبرٌ من منابر التربية والإعلام ، وكذلك الكتاب و الشعراء و الصحفيون حينما يقوم كل وحد من هؤلاء بنقلالصورة الصحيحة عن واقع قضايا المسلمين و توعية المسلمين بها و بأصحابها وكشف أساليب الأعداء في طمس هوية الأمة ومنع كل وسائل الهدم والتخريب لعقائد الأمة وقيمها ، كل هذا من الجهاد الإعلامي بيقين ! .
وكذلك حين يقوم الإعلام ببث التفاؤل والصمود والدعم المعنوي ، والتعريف بالقضية الفلسطينية، وبيان حقيقة ما يحدث في غزة، وكشف القناع عن المشاركين في المؤامرة الدائرة على الشعب الفلسطيني، ونقل ما يحدث من عمليات إبادة وتدمير وقتل وتشريد للعالم أجمع ، مع تشكيل ضغط إعلامي على الرأي العام العالمي، واستطلاع آراء مشاهير العلماء والمفتين في حكم الإسلام في التخاذل عن نصرة أهل غزة ؛ هذا نوع من أنواع النصرة و القوة الواجب تفعيلها لا تعطيلها ،وهي من القوّة التي تُرهب العدو ! .
وكذلك لو أنّ كـــل إعلامي أو صحفي أو كاتب في جريدة أو صاحب دار نشر امتنع عن بثّ أي حصّةٍ أو نشر كتاب أو مقالة فيها إساءة و تحريف للإسلام و قضاياه ؛ فإنّه بهذا إنما يمارس على التحقيق دوره الجهادي في حماية الأمة والمجتمع الإسلامي من الوقوع في مصيدة الأعداء، وتوفير الأرضيةالتي يصلح فيها الدواء الاستراتيجي الفعّال ! .
سلاح الضغط الدبلوماسي : وهو واجب في أعناق العلماء وولاة الأمور ، لأجل إيقاف آلة العدوان التي تحصد الأرواح وتدمّر الممتلكات و ترهب النساء والأطفال ، فقد أوجب الله على العلماء قول الحق و السعي لتبليغه فيما بينهم وبين ولاة الأمر ، لتبرأ الذمّةُ أوّلاً ، ثم عسَى أن يقفوا وقفة التضامن والنصر و التأييد والضغط على الكيان الصهيوني الغاشم بالوسائل التي تقرّها الدبلوماسية العالمية ، هذا أيضًا من واجب الوقت الذي لا يجوز تأخيره ولا التقصير فيه ! .
ولا ننسى موقف شيخ الإسلام مع سلطان مصر حينما خرج يستحثّهم لنصرة أهل الشام ضد التتار : قال ابن كثير: ( . . وقال لهم فيما قال : إن كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته أقمنا له سلطاناً يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن، ولم يزل بهم حتى جُردت العساكر إلى الشام، ثم قال لهم: لو قدر أنكم لستم حكام الشام ولا ملوكه واستنصركم أهله وجب عليكم النصر، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه وهم رعاياكم وأنتم مسئولون عنهم؟! " ( البداية والنهاية مجلد 15 /14-17 )
على الأقل هذه الميادين من واجب الوقت الذي تقتضيه الحكمة ، كما قال ابن القيم - رحمه الله- يعرّف الحكمة: " فعل ما ينبغي ، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي " ( مدارج السالكين 2/479 ).
فلا يجوز تعطيله بل يجب تفعيله مع الدعاء و بقيّة الوسائل الاستراتيجية الأصلية الأخرى .
فاللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفي كلِّ مكان، انصرهم نصرًا عزيزًا، وافتح عليهم فتحًا مبينًا . [font="]
اللَّهمَّ كُنْ لهم عونًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وحافظًا؛ فإنك قلت: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾ . [font="]
[/font]اللَّهمَّ وحِّد كلمتهم، واجمع شملهم، واجبر ضعفهم، وفكَّ أسرهم . [font="]
[/font]وعليك اللَّهمَّ باليهود الغاصبين، والكفرة المعتدين، [font="]
[/font]اللَّهم احصهم عددًا وفرِّقهم بَدَدًا واجعلهم عبرةً للمعتبرين .اللَّهم اشْدُد على قلوبهم، واطمس على أموالهم، وأَلْحِقْ بهم عذابك ورجزك؛إنَّ عذابك بالكافرين ملحق . [font="]
[/font]اللَّهمَّ طهِّر المسجد الأقصى من حثالة القردة والخنازير، ورُدَّه إلى حوزة المسلمين مُعزَّزَ الأركان، [font="]
[/font]وأَبْهَى ممَّا كان؛إنَّك نِعْمَ المولى وعليك التُّكلان، وأنت وحدك المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بك، يا كريمُ يا منَّان . [/font]
تعديل التعليق