كذبة إبريل
محمد البدر
1434/05/24 - 2013/04/05 01:57AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد : عباد الله : قال تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ سورة التوبة/119.
وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً . وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّاباً )مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»رواه البخاري .وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قَالاَ الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » رواه البخاري .
فإن الكذب داء عظيم إذ يُعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَذِبِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِذْبَةَ ، فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً "صححه الألباني .
وعن أبي سفيانَ صَخرِ بنِ حربٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويلِ في قصةِ هِرَقْلَ ، قَالَ هِرقلُ:فَمَاذَا يَأَمُرُكُمْ يعني :النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أبو سفيانَ : قُلْتُ :يقولُ : ( اعْبُدُوا اللهَ وَحدَهُ لا تُشْرِكوُا بِهِ شَيئاً ، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ ،ويَأْمُرُنَا بالصَلاةِ ، وَالصِّدْقِ ، والعَفَافِ ، وَالصِّلَةِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
عباد الله : تعلمون أن الكذب حرام إلا في بعض الأحوال منها الكذب في الحرب والكذب في الإصلاح بين الناس والكذب على الزوجة فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا وَالْكَذِبُ فِى الْحَرْبِ وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ»رواه الترمذي وصححه الألباني.
ومن صور الكذب والتقليد الأعمى في هذه الأيام ما يعرف بكذبة ( ابريل ) نيسان ، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت ،وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع .
والعجيب أن من يكذبون من خلال نشرهم لخبر أو مقال أو قصة يقولون هذه "كذبة ابريل" ، وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة فعن بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ قال حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « وَيْلٌ لِلَّذِى يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ فَيَكْذِبُ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ » رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الإِيمَانَ كُلَّهِ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِى الْمُزَاحِ وَالْمِرَاءِ وَإِنْ كَانَ صَادِقاً » رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني .
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا. قَالَ « إِنِّى لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا » رواه الترمذي وصححه الألباني. مَعْنَى قَوْلِهِ ِنَّكَ تُدَاعِبُنَا إِنَّمَا يَعْنُونَ إِنَّكَ تُمَازِحُنَا.
وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :(وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ ، لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونونَ عِنْدِي ، وَفي الذِّكْر ، لصَافَحَتْكُمُ الملائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفي طُرُقِكُمْ ، لَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وسَاعَةً ) ثَلاَثَ مَرَات . رواه مسلم .
أقول قولي هذا .........
الخطبة الثانية :
عباد الله : قال تعالى{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (105) سورة النحل.
قال ابن كثير: ثم أخبر – تعالى- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليس بمغتر ولا كذاب؛ لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم – شرار الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس، والرسول محمد - صلى الله عليه وسلم – كان أصدق الناس، وأبرهم وأكملهم علماً وعملاً وإيماناً ويقيناً، معروفاً بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم بحيث لا يدعى بينهم إلا (بالأمين محمد) .
فاحذَرُوا مِنَ الكَذِبِ إخوةَ الإيمان وحَذِّرُوا مِنْه فإنَّهُ عادَةٌ خبيثةٌ إنْ دَلَّتْ على شىءٍ فإنها تَدُلُّ على خُبْثِ طَبْعِ صاحِبِها فاَّتقُوا اللهَ وَكُونوا معَ الصَّادِقين. اللهمَّ احْفَظْنَا مِنَ الكذِبِ والحرَامِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين.
ألا وصلوا ...
[/align]
أما بعد : عباد الله : قال تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ سورة التوبة/119.
وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً . وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّاباً )مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»رواه البخاري .وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قَالاَ الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » رواه البخاري .
فإن الكذب داء عظيم إذ يُعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَذِبِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِذْبَةَ ، فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً "صححه الألباني .
وعن أبي سفيانَ صَخرِ بنِ حربٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويلِ في قصةِ هِرَقْلَ ، قَالَ هِرقلُ:فَمَاذَا يَأَمُرُكُمْ يعني :النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أبو سفيانَ : قُلْتُ :يقولُ : ( اعْبُدُوا اللهَ وَحدَهُ لا تُشْرِكوُا بِهِ شَيئاً ، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ ،ويَأْمُرُنَا بالصَلاةِ ، وَالصِّدْقِ ، والعَفَافِ ، وَالصِّلَةِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
عباد الله : تعلمون أن الكذب حرام إلا في بعض الأحوال منها الكذب في الحرب والكذب في الإصلاح بين الناس والكذب على الزوجة فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا وَالْكَذِبُ فِى الْحَرْبِ وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ»رواه الترمذي وصححه الألباني.
ومن صور الكذب والتقليد الأعمى في هذه الأيام ما يعرف بكذبة ( ابريل ) نيسان ، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت ،وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع .
والعجيب أن من يكذبون من خلال نشرهم لخبر أو مقال أو قصة يقولون هذه "كذبة ابريل" ، وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة فعن بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ قال حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « وَيْلٌ لِلَّذِى يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ فَيَكْذِبُ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ » رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الإِيمَانَ كُلَّهِ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِى الْمُزَاحِ وَالْمِرَاءِ وَإِنْ كَانَ صَادِقاً » رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني .
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا. قَالَ « إِنِّى لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا » رواه الترمذي وصححه الألباني. مَعْنَى قَوْلِهِ ِنَّكَ تُدَاعِبُنَا إِنَّمَا يَعْنُونَ إِنَّكَ تُمَازِحُنَا.
وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :(وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ ، لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونونَ عِنْدِي ، وَفي الذِّكْر ، لصَافَحَتْكُمُ الملائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفي طُرُقِكُمْ ، لَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وسَاعَةً ) ثَلاَثَ مَرَات . رواه مسلم .
أقول قولي هذا .........
الخطبة الثانية :
عباد الله : قال تعالى{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (105) سورة النحل.
قال ابن كثير: ثم أخبر – تعالى- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليس بمغتر ولا كذاب؛ لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم – شرار الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس، والرسول محمد - صلى الله عليه وسلم – كان أصدق الناس، وأبرهم وأكملهم علماً وعملاً وإيماناً ويقيناً، معروفاً بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم بحيث لا يدعى بينهم إلا (بالأمين محمد) .
فاحذَرُوا مِنَ الكَذِبِ إخوةَ الإيمان وحَذِّرُوا مِنْه فإنَّهُ عادَةٌ خبيثةٌ إنْ دَلَّتْ على شىءٍ فإنها تَدُلُّ على خُبْثِ طَبْعِ صاحِبِها فاَّتقُوا اللهَ وَكُونوا معَ الصَّادِقين. اللهمَّ احْفَظْنَا مِنَ الكذِبِ والحرَامِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين.
ألا وصلوا ...
[/align]