كالمستجير من الرمضاء بالنار فيا ويلهم أين يذهبون بها ؟! (2/2)
الفريق العلمي
1435/08/12 - 2014/06/10 09:02AM
أ.أبو الخليل زياد الريسي – مدير موقع ملتقى الخطباء
الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله وبعد،،،
كنت في الجزء الأول من هذا المقال قد أوردت مقدمة تمهيدية عن الثورة وطبيعتها وما زامن ذلك من مرافقات صعبة مع قيام الثورة واستمرارها والآمال التي عليها عقدت والطموحات التي عليها علقت، وفي هذا الجزء نستكمل ما سيتسنى لنا كتابته...
مستهدين بالله الموفق ومصلين على نبيه الهادي صلى الله عليه وعلى أصحابه وآله وسلم..
وإني هنا لن أعرج على كل ما حدث ويحدث مما يدمي القلب من منقصات، ويدمع العين من آهات، ويبعث على الألم من مآس، ويهيج الأوجاع من معاناة، تعيشها بلدي وأزمات خانقة يمر بها وطني؛ لكنها إطلالة سريعة على موقف مخز من مواقف الحكومة الفخرية لا الفعلية، وتصرفات الجندية المثالية في سلك المؤسسة العسكرية التابعة لجيش الزكام الأمريكي.
قضايا كثيرة ومتنوعة منها قائم وحصاد؛ إلا إن أهم وأخطر قضية عالقة وحاضرة هي قضية الإرهاب المبرمج والحرب عليه الممنهج؛ فهذه الحكومة العدومة في كفاءتها والملومة في مزاعمها أنها تحارب الارهاب (القاعدة) كاذبة خاطئة وذلك لعدة أمور:
الأول: ما الارهاب الذي تحاربه الحكومة اليمنية وما تفسيره ؟!
والثاني: هل ما تقوم به الحكومة من حرب على الارهاب (القاعدة) على حد زعمها واجب وطني دفاعي أم هي حرب بالوكالة ؟!
والثالث: هل انتهت مشاكل الوطن المتعددة والمتنوعة والمثيلة فلم يبق سوى الإرهاب (القاعدة) حتى يتفرغ له ويستنفر لأجله ؟!
والرابع: هل ما يقوم به الحوثي إرهاب أم سلام ؟!
والجواب على هذا بالتالي:
أولا: مصطلح الإرهاب وما أعقبه من تعاون دولي وتلاه من استنفار عالمي للحرب عليه ليس إلا خدعة وكذبة لا خطام لها ولا زمام، وهي عبارة عن عباءة أسدلها الغرب وأعوانه على أغبياء الناس وجهلتهم ليلبسون هذا المصطلح متى شاءوا على كل مسلم يراعي حق الله في أفعاله وأمره ونهيه وحكمه؛ والدليل على ذلك إلى اليوم لم يتفق العالم بأسره على تعريف منضبط للإرهاب وإنما جعلوه مصطلحا فضفاضا يقبل الطرق والسحب والمد والجزر.
وبالتالي يدرسون المصالح والمفاسد ويوازنون بينها ويطبقون تلك القواعد الإسلاميةَ الأصل والمنبع على المسلمين فيقبلون بالمفسدة الصغرى ويبتلعونها سياسة واضطرارا حتى يأتي وقتها، وربما كانت رموز بعض هذه الصغرى وللأسف متواطئة بينما يحاربون الكبرى، وهكذا مع من هي دونها، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة: 120]، فهذه الحقيقة هي الهدى وأي زعم غير هذا فإنما هو اتباع للهوى وبعد عن الحقيقة ومغالطة بها حظوظ نفسية.
ثانيا: وأما حرب الحكومة على الارهاب (القاعدة) المزعوم فليس واجبا وطنيا ولا مهمة حكومية يملي عليها ضميرها ولا يفرضه دستورها ونظام حكمها بدليل:
الأول: أن الحكومة لم تتفهم مطالب القاعدة وليست مستعدة للرضوخ للحق الذي يحملونه لتلاشي الخراب وتجنيب اليمن مزيدا من الدمار والانهيار الاقتصادي وتوقيف نزيف الدم والذي لا يعدو أن يكون بين أبناء الشعب الواحد.
الثاني: أن هذه الحروب تزداد حدة وضراوة كلما زار وفد حكومي صانعة القرار وحابكة اللعبة (أمريكا) وحلفاءها في الحرب على الإرهاب؛ حيث يستقون هناك الخطط الاستراتيجية ويتلقون الدعم اللوجستي والمالي والفني، وليست زيارة وزير الصداع الأخيرة ونتاجها ببعيد فقد رأيتم الحملة الشرسة التي طالت تلك المناطق المبغوض أهلها عالميا.
الثالث: أين الحكومة والجيش مما يقوم به الحوثي من إرهاب اجتماعي واقتصادي وفكري يهدد الأمن الوطني والسلام والاجتماعي وهذا ما سنبسطه أكثر في التساؤل الرابع لاحقا.
ثالثا: نحن غارقون في المشاكل والأزمات حتى النخاع ومشاكل اليمن كثيرة ومتنوعة ولا تكاد تنقطع؛ فالمشاكل الفكرية والعقدية حرب تدور رحاها هنا وهناك، وشمال اليمن تأني في المقدمة وكأنها دولة مستقلة لا يجمعنا بها غير الحدود فقط بعيدا عن حضور الدولة إذ لا حضور لها هناك ولا تواجد.
وعن المشاكل الاقتصادية والمالية في ذروتها؛ فالاختلالات كثيرة في النفط والكهرباء والغاز والاتصالات وكثير من مؤسسات الدولة الداعمة للاقتصاد والتي هي ركن ركين في ورادات البلد.
وأما المشاكل الأمنية فحدث ولا حرج؛ اغتيالات وتقطعات وسلب وقتل وتفجير واختطافات وعبوات ناسفة وتهديد وتصفيات وغيرها كثير.
وعن المشاكل الإدارية والوظيفية والحقوقية فلا تسأل عن فسادها من أكبر هرم في سلم الدولة إلى أصغر موظف فيها فساد يتوارثه الهيكل الهرمي كابر عن كابر..
وأما عن المشاكل القبلية والثارات العصبية فكثير من المناطق تعيش حروبا طاحنة لا مراعاة فيها لدين ولا لعرف وكأن ما يحدث في دولة مجاورة وكم من الضحايا جراء تلك الحروب الهمجية في غياب مطبق عن الدولة وتجاهل مستمر.
وكثير هي الكثير مشاكل بلدي وأزمات وطني لم تجد لها مسئولا يعي دوره ولا راعيا يحفظ حق رعيته؛ بل صدقنا إن قلنا إنهم كما قيل حاميها حراميها ومن يصنع الأزمات في بلدي هم أولئك الرؤوس والخمم.
ومن هنا نقول إن مسألة أن الحكومة تتفرغ بكل جهدها وتستنفر كل قواتها وتجلب بخيلها ورجلها على حربها ضد ما تسميه إرهاب (القاعدة) تاركة خلفها شعبا بكامله يتجرع غصصه ويذوق مرارة عيشه لفقدان أدنى مقومات حياته وأبسط سبل عيشه؛ فكل هذا ليس من الحكمة في شيء ولا من التدبير، وإنما هو السفه الذي يقوده التبعية للغرب والذي لا يهمه إلا الحفاظ على مصالحه.
رابعا: ما يقوم به الحوثي هو إرهاب لا أقول من النظرة الشرعية فحسب؛ بل والعرف والعقل وكل القوانين الدولية تجرم السياسة التي ينتهجها الحوثي لو كانت صادرة من المغضوب عليهم من قبل أمريكيا.
فهو إرهاب يعادي كل شيء يعادي الله في حكمه، وقد رأيتم كيف صوتوا في ألا تكون الشريعة هي المصدر الوحيد لكل التشريعات.
وإرهاب يمتهن الشعائر الدينية وأماكن العبادة، فقد رأيتم كم أكوام من المصاحف والكتب التي أحرقت وأهينت وامتهنت في الأماكن التي تسلطوا عليها وداهموها.
وسمعتم ما حدث من تفجير عدد كبير من الجوامع والمساجد ودور القرآن والعلوم الشرعية، وكيف أنهم جعلوا من بعضها أماكن للمقايل والتخزين، بل واللهو واللعب وبعضها مخازن ومستودعات وغير ذلك.
وإرهاب يصادر الحقوق والممتلكات، فكم هجَّر من أناس وكم سلب من أموال وفرض عليها من إداوات وتملك من أراض ومزارع ومساكن وآبار وغير ذلك.
وإرهاب يهدد القرى والمدن بتوسعه وتمدده وإذلالها ونشر الرعب فيها، وهاهم كلما دخولا قرية (أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً) [النمل: 34]، فاسألوا الاحصائيات التي أعدها حقوقيون وجمعتها منظمات ورصدتها وسائل إعلام كلها تنذر بجرائم كبيرة، حيث تقول الإحصائية أن حروب الحوثيين خلفت 28 ألف قتيل و60 ألف جريح و700 ألف نازح ومهجر، ناهيك عن المساجد والبيوت التي هدمت وفجرت والمزارع التي أحرقت أو صودرت والآبار التي دفنت أو أخذت وعدد كبير من المسجونين والمعتلقين والذين يلاقون صنوفا من التعذيب وألوانا من العقاب وفي هذا (1) ما يغني عن كثير من الكلام ومزيد من الكتابة عن جرائم الحوثي المستمرة وسياسته الهوجاء القذرة فعند قراءتك لهذا المقال ستجد أن كل اليمنيين في المرمى وتحت مطرقة الهدم وفوق بارود التفجير.
وهكذا تستمر الحكاية وتزداد المعاناة وكل ما أمعنت بناظريك وأرجعت البصر كرتين سترى عجبا عجابا وتجد تآمرا واضحا صنعة خارجية وطبخة داخلية طعامها ووجبتها اليمنيون ككل وأهل السنة بشكل خاص وأهل العلم منهم والدعوة إلى الله بصورة أخص، فقط اعرف ترتيبك وأي وجبة ستكونها صباحية أم ظهرية أم مسائية ؟!
ومع هذا فأنا على اعتقادي أن الله يجري أسبابا ويقدر مسببات وكل هذا (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) [الأنفال: 42]، كما أعتقد أن المجتهد إن كان من أهل الاجتهاد وذويه وتوصل إلى حكم ما في نازلة ما فكانت النتائج على غير ما توقع وعكس ما تقرر فلا يتحمل في الشرع تبعات اجتهاده ولا يلام في خطأ لم يكن يقدر له؛ لأن الاجتهادات أغلبها خلاصة ما يغلب الظن عليه المجتهد والله هو من يحيط بكل شيء علما وقد ورد من حديث عمرو بن العاص قوله – رضي الله عنه - صلى الله عليه وسلم -:" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر".
قال العلماء: أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهل للحكم، فإن أصاب فله أجران: أجر باجتهاده، وأجر بإصابته، وإن أخطأ فله أجر باجتهاده...
فكم من إنسان جهد في شيءٍ ظاهره خيرٌ وأسرع إليه واستمات في سبيل تحصيله، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد.
نسأل الله أن يهيأ لنا قائد ربانيا يحكم فينا بشريعة ربنا وسنة نبينا، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يجنب بلادنا المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ينزل الأمن ويحقق السلام ويصلح الراعي والرعية إنه ولي ذلك والقادر عليه !!.
كالمستجير من الرمضاء بالنار فيا ويلهم أين يذهبون بها ؟! (1/2)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله وبعد،،،
كنت في الجزء الأول من هذا المقال قد أوردت مقدمة تمهيدية عن الثورة وطبيعتها وما زامن ذلك من مرافقات صعبة مع قيام الثورة واستمرارها والآمال التي عليها عقدت والطموحات التي عليها علقت، وفي هذا الجزء نستكمل ما سيتسنى لنا كتابته...
مستهدين بالله الموفق ومصلين على نبيه الهادي صلى الله عليه وعلى أصحابه وآله وسلم..
وإني هنا لن أعرج على كل ما حدث ويحدث مما يدمي القلب من منقصات، ويدمع العين من آهات، ويبعث على الألم من مآس، ويهيج الأوجاع من معاناة، تعيشها بلدي وأزمات خانقة يمر بها وطني؛ لكنها إطلالة سريعة على موقف مخز من مواقف الحكومة الفخرية لا الفعلية، وتصرفات الجندية المثالية في سلك المؤسسة العسكرية التابعة لجيش الزكام الأمريكي.
قضايا كثيرة ومتنوعة منها قائم وحصاد؛ إلا إن أهم وأخطر قضية عالقة وحاضرة هي قضية الإرهاب المبرمج والحرب عليه الممنهج؛ فهذه الحكومة العدومة في كفاءتها والملومة في مزاعمها أنها تحارب الارهاب (القاعدة) كاذبة خاطئة وذلك لعدة أمور:
الأول: ما الارهاب الذي تحاربه الحكومة اليمنية وما تفسيره ؟!
والثاني: هل ما تقوم به الحكومة من حرب على الارهاب (القاعدة) على حد زعمها واجب وطني دفاعي أم هي حرب بالوكالة ؟!
والثالث: هل انتهت مشاكل الوطن المتعددة والمتنوعة والمثيلة فلم يبق سوى الإرهاب (القاعدة) حتى يتفرغ له ويستنفر لأجله ؟!
والرابع: هل ما يقوم به الحوثي إرهاب أم سلام ؟!
والجواب على هذا بالتالي:
أولا: مصطلح الإرهاب وما أعقبه من تعاون دولي وتلاه من استنفار عالمي للحرب عليه ليس إلا خدعة وكذبة لا خطام لها ولا زمام، وهي عبارة عن عباءة أسدلها الغرب وأعوانه على أغبياء الناس وجهلتهم ليلبسون هذا المصطلح متى شاءوا على كل مسلم يراعي حق الله في أفعاله وأمره ونهيه وحكمه؛ والدليل على ذلك إلى اليوم لم يتفق العالم بأسره على تعريف منضبط للإرهاب وإنما جعلوه مصطلحا فضفاضا يقبل الطرق والسحب والمد والجزر.
وبالتالي يدرسون المصالح والمفاسد ويوازنون بينها ويطبقون تلك القواعد الإسلاميةَ الأصل والمنبع على المسلمين فيقبلون بالمفسدة الصغرى ويبتلعونها سياسة واضطرارا حتى يأتي وقتها، وربما كانت رموز بعض هذه الصغرى وللأسف متواطئة بينما يحاربون الكبرى، وهكذا مع من هي دونها، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة: 120]، فهذه الحقيقة هي الهدى وأي زعم غير هذا فإنما هو اتباع للهوى وبعد عن الحقيقة ومغالطة بها حظوظ نفسية.
ثانيا: وأما حرب الحكومة على الارهاب (القاعدة) المزعوم فليس واجبا وطنيا ولا مهمة حكومية يملي عليها ضميرها ولا يفرضه دستورها ونظام حكمها بدليل:
الأول: أن الحكومة لم تتفهم مطالب القاعدة وليست مستعدة للرضوخ للحق الذي يحملونه لتلاشي الخراب وتجنيب اليمن مزيدا من الدمار والانهيار الاقتصادي وتوقيف نزيف الدم والذي لا يعدو أن يكون بين أبناء الشعب الواحد.
الثاني: أن هذه الحروب تزداد حدة وضراوة كلما زار وفد حكومي صانعة القرار وحابكة اللعبة (أمريكا) وحلفاءها في الحرب على الإرهاب؛ حيث يستقون هناك الخطط الاستراتيجية ويتلقون الدعم اللوجستي والمالي والفني، وليست زيارة وزير الصداع الأخيرة ونتاجها ببعيد فقد رأيتم الحملة الشرسة التي طالت تلك المناطق المبغوض أهلها عالميا.
الثالث: أين الحكومة والجيش مما يقوم به الحوثي من إرهاب اجتماعي واقتصادي وفكري يهدد الأمن الوطني والسلام والاجتماعي وهذا ما سنبسطه أكثر في التساؤل الرابع لاحقا.
ثالثا: نحن غارقون في المشاكل والأزمات حتى النخاع ومشاكل اليمن كثيرة ومتنوعة ولا تكاد تنقطع؛ فالمشاكل الفكرية والعقدية حرب تدور رحاها هنا وهناك، وشمال اليمن تأني في المقدمة وكأنها دولة مستقلة لا يجمعنا بها غير الحدود فقط بعيدا عن حضور الدولة إذ لا حضور لها هناك ولا تواجد.
وعن المشاكل الاقتصادية والمالية في ذروتها؛ فالاختلالات كثيرة في النفط والكهرباء والغاز والاتصالات وكثير من مؤسسات الدولة الداعمة للاقتصاد والتي هي ركن ركين في ورادات البلد.
وأما المشاكل الأمنية فحدث ولا حرج؛ اغتيالات وتقطعات وسلب وقتل وتفجير واختطافات وعبوات ناسفة وتهديد وتصفيات وغيرها كثير.
وعن المشاكل الإدارية والوظيفية والحقوقية فلا تسأل عن فسادها من أكبر هرم في سلم الدولة إلى أصغر موظف فيها فساد يتوارثه الهيكل الهرمي كابر عن كابر..
وأما عن المشاكل القبلية والثارات العصبية فكثير من المناطق تعيش حروبا طاحنة لا مراعاة فيها لدين ولا لعرف وكأن ما يحدث في دولة مجاورة وكم من الضحايا جراء تلك الحروب الهمجية في غياب مطبق عن الدولة وتجاهل مستمر.
وكثير هي الكثير مشاكل بلدي وأزمات وطني لم تجد لها مسئولا يعي دوره ولا راعيا يحفظ حق رعيته؛ بل صدقنا إن قلنا إنهم كما قيل حاميها حراميها ومن يصنع الأزمات في بلدي هم أولئك الرؤوس والخمم.
ومن هنا نقول إن مسألة أن الحكومة تتفرغ بكل جهدها وتستنفر كل قواتها وتجلب بخيلها ورجلها على حربها ضد ما تسميه إرهاب (القاعدة) تاركة خلفها شعبا بكامله يتجرع غصصه ويذوق مرارة عيشه لفقدان أدنى مقومات حياته وأبسط سبل عيشه؛ فكل هذا ليس من الحكمة في شيء ولا من التدبير، وإنما هو السفه الذي يقوده التبعية للغرب والذي لا يهمه إلا الحفاظ على مصالحه.
رابعا: ما يقوم به الحوثي هو إرهاب لا أقول من النظرة الشرعية فحسب؛ بل والعرف والعقل وكل القوانين الدولية تجرم السياسة التي ينتهجها الحوثي لو كانت صادرة من المغضوب عليهم من قبل أمريكيا.
فهو إرهاب يعادي كل شيء يعادي الله في حكمه، وقد رأيتم كيف صوتوا في ألا تكون الشريعة هي المصدر الوحيد لكل التشريعات.
وإرهاب يمتهن الشعائر الدينية وأماكن العبادة، فقد رأيتم كم أكوام من المصاحف والكتب التي أحرقت وأهينت وامتهنت في الأماكن التي تسلطوا عليها وداهموها.
وسمعتم ما حدث من تفجير عدد كبير من الجوامع والمساجد ودور القرآن والعلوم الشرعية، وكيف أنهم جعلوا من بعضها أماكن للمقايل والتخزين، بل واللهو واللعب وبعضها مخازن ومستودعات وغير ذلك.
وإرهاب يصادر الحقوق والممتلكات، فكم هجَّر من أناس وكم سلب من أموال وفرض عليها من إداوات وتملك من أراض ومزارع ومساكن وآبار وغير ذلك.
وإرهاب يهدد القرى والمدن بتوسعه وتمدده وإذلالها ونشر الرعب فيها، وهاهم كلما دخولا قرية (أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً) [النمل: 34]، فاسألوا الاحصائيات التي أعدها حقوقيون وجمعتها منظمات ورصدتها وسائل إعلام كلها تنذر بجرائم كبيرة، حيث تقول الإحصائية أن حروب الحوثيين خلفت 28 ألف قتيل و60 ألف جريح و700 ألف نازح ومهجر، ناهيك عن المساجد والبيوت التي هدمت وفجرت والمزارع التي أحرقت أو صودرت والآبار التي دفنت أو أخذت وعدد كبير من المسجونين والمعتلقين والذين يلاقون صنوفا من التعذيب وألوانا من العقاب وفي هذا (1) ما يغني عن كثير من الكلام ومزيد من الكتابة عن جرائم الحوثي المستمرة وسياسته الهوجاء القذرة فعند قراءتك لهذا المقال ستجد أن كل اليمنيين في المرمى وتحت مطرقة الهدم وفوق بارود التفجير.
وهكذا تستمر الحكاية وتزداد المعاناة وكل ما أمعنت بناظريك وأرجعت البصر كرتين سترى عجبا عجابا وتجد تآمرا واضحا صنعة خارجية وطبخة داخلية طعامها ووجبتها اليمنيون ككل وأهل السنة بشكل خاص وأهل العلم منهم والدعوة إلى الله بصورة أخص، فقط اعرف ترتيبك وأي وجبة ستكونها صباحية أم ظهرية أم مسائية ؟!
ومع هذا فأنا على اعتقادي أن الله يجري أسبابا ويقدر مسببات وكل هذا (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) [الأنفال: 42]، كما أعتقد أن المجتهد إن كان من أهل الاجتهاد وذويه وتوصل إلى حكم ما في نازلة ما فكانت النتائج على غير ما توقع وعكس ما تقرر فلا يتحمل في الشرع تبعات اجتهاده ولا يلام في خطأ لم يكن يقدر له؛ لأن الاجتهادات أغلبها خلاصة ما يغلب الظن عليه المجتهد والله هو من يحيط بكل شيء علما وقد ورد من حديث عمرو بن العاص قوله – رضي الله عنه - صلى الله عليه وسلم -:" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر".
قال العلماء: أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهل للحكم، فإن أصاب فله أجران: أجر باجتهاده، وأجر بإصابته، وإن أخطأ فله أجر باجتهاده...
فكم من إنسان جهد في شيءٍ ظاهره خيرٌ وأسرع إليه واستمات في سبيل تحصيله، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد.
نسأل الله أن يهيأ لنا قائد ربانيا يحكم فينا بشريعة ربنا وسنة نبينا، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يجنب بلادنا المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ينزل الأمن ويحقق السلام ويصلح الراعي والرعية إنه ولي ذلك والقادر عليه !!.
كالمستجير من الرمضاء بالنار فيا ويلهم أين يذهبون بها ؟! (1/2)