قيادة المركبة آداب وذوق

صالح العويد
1433/04/15 - 2012/03/08 15:54PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن تكونوابأتم صحة وعافية

لدي خطبتين سابقتين عن القيادة

فأحببت أن أضعهاهنالعل الله ينفع بها

الكاتب والقاريء والملقي والمستمع

وأرجوالتأكدمن آخرالإحصائات حول الحوادث

والوفيات والتلفيات عافاني الله وإياكم

وجميع المسلمين من كل سوء
المشاهدات 6463 | التعليقات 6

الحمد لله الذي خلق فسوى .. وقدر فهدى .. وأمات وأحيا .. وأغنى وأقنى .. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى . والصلاة والسلام على عبده المصطفى .. ورسوله المجتبى .. وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى .. أما بعد أوصيكم ونفسي بتقوى الله،{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
استيقظوا بقوارع العِبَر، وتفكروا في حوادث الغِيَر، ففي تقلبات الدهر معتبر، وفي طوارق الأيام مزدجر، وقيّدوا نعم الله عليكم بشكرها وحسن التصرف فيها؛ فإن بالشكر ازدياد النعم،
وإن مما أنعم الله به علينا في هذا العصر تلك السيارات التي ملأت البلاد، السيارة نعمة من نعم الله ، وأي نعمة .. فكم قضت من حاجة .. وكم أسعفت من مريض .. وكم أغاثت من ملهوف .. ناهيك عن الطاعات والقربات من سير إلى المساجد .. أو حج وعمرة .. أو بر والدين .. أو صلة رحم .. أو عيادة مريض . قرّبت البعيد، وسهّلت العسير، واختصرت الأوقات، وأعانت على الطاعات. قادها الكبير والصغير، والعاقل والسفيه، ولقد أشار الله إلى هذه النعمة المتجددة لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. هذه نعمة ربكم عليكم، فيومَ أن كان الإنسان يقطع للشام أو اليمن شهرا وأكثر يقطعه اليوم في ساعات،قال تعالى وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ [النحل: 5-8]. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " ويخلق ما لا تعلمون مما يكون بعد نزول القرآن ، من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو إنها نعمة عظيمة .. تستوجب شكرَ المنعم سبحانه .. وتسخيرَها فيما يحبه ويرضاه .
لكننا في هذا الزمان رأينا والله .. كيف يحوّل بعض الناس هذه النعمة إلى نقمة .. ورأينا الشباب .. بالأرواح يغامرون .. وبالأبرياء يضحون .. وللأموال يبددون

عبادالله إن الحياة السعيدة والعيشة الرغيدة قوامها ظلال الأمن الوارف بعد الإيمان بالله سبحانه، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82]. وإن المتأمّل يدرك أن الأمة تواجه متاعب ومشقات، بعضها يسير والآخر عسير، ولكن الكيان يتزلزل حين تُسترخص الدماء وتُزهق الأرواح، فالحفاظ عليها من أغلى المطالب.والنفس ليست ملكًا لأحد من الناس، بل حتى ولا لصاحبها، وإنما هي ملك لله وحده؛ ومن أجل ذلك حرم سبحانه الاعتداء عليها، حتى من قبل صاحبهافقال سبحانه وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وقال وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ،وقال:عليه الصلاة والسلام ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام))، ولكن مع وضوح ذلك وجلائه نجد من أبناء المسلمين من يمارس أفعالاً تُلقي بالنفس إلى التهلكة، مخالفة للأنظمة، قطعٌ للإشارات، وعبث بالممتلكات، سرعة وتفحيط، يزعجك صرير الإطارات وأصوات المنبهات، هذا مفحّط وأولئك مشجّعون، هذا مستهتِر وأولئك معينون، يشجعون ويصفّقون وللرايات يرفعون،ثرثرة بالهاتف المحمول وانشغال عن القيادة ترى أرواحًا تُزهق ونساءً تُرمّل، وأسرًا تُفنى وأطفالاً تُيتَّم، وأمراضًا مزمنة وإعاقاتٍ مستديمة. ترى منشآتٍ تُهدَم ومنجزاتٍ تُتلف، وآلافًا من الملايين تُهدر، فواجع تصل إلى الهلع، وخسائر توصل إلى الإفلاس.إن ما تستقبله المستشفياتُ والمقابر وما تحتضنه الملاجئ ودور الرعاية كل ذلك أو جُلُّه ضحايا التهورِ وعدمِ المسؤولية، قطع للأيدي وبتر للأرجل وكسر للعظام، موتى ومشلولون ومقعدون، في صور مأساوية، يصحبها دموع وآهات وأنَّات وزفرات.أطفال في مقتبل الحياة، وشباب في نضرة العمر، ما حاله وقد فقد عائلته، وما حال المرأة وقد فقدت من يرعاها وأطفالها؟! وما حال الوالدين وقد زهقت روح شابِّهما اليافع؟! وما حال الأسرة وقد حل بها معاق، علاجه مُكْلِف، والكد عليه مُرْهِق، أصبح مقعدًا عاجزًا، عالة على أهله ومجتمعه، حسرة في القلوب، بسبب ماذا كل هذا؟ بسبب فعلِ مُتهوّر وتصرّفِ طائش وعملِ غير مسؤول.
وتُطالعنا الإحصاءات المروِّعة أن نِسَب حوادث السير في ارتفاعٍ وازدياد دون انخفاضٍ فقد بلغَت نِسَب وإحصاءات أهوالها أرقامًا مذهلة؛ حيث ناهَزَ عَدَد الوفيات في العالم سنويًّا مليوني حالةَ وفاة، وبلغ عددُ الإصابات ثلاثين مليونَ إصابة ولقد أوضحت الإحصائيات أن المملكة في مقدمة دول العالم من حيث الاستنزاف البشري والمادي نتيجة حوادث السيارات فقد بلَغ عدد حوادث السير في العام المنصرم قرابة النّصف مليون حادث، ثُلثُ صرعاها من فِئة الشباب؛ نتج عن ذلك أكثرُ من ستة آلاف متوفّى، وما يربو على أربعين ألف مصاب، أي: ما يقارب حالة وفاة في كلّ ساعة. زوروا المشافي وأقسامَ الطوارئ لتروا أنَّ أكثرَ من ثلثِ أسرَّة المشافي يشغَلُها مُصابو حوادثِ السير، وتكاليفها المادّية تعادل بعضَ ميزانيات دولٍ بأسرهافقدبلغت ثلاثة عشرمليار فلا إله إلا الله! ولا حول ولا قوّة إلا بالله من هذا الداء الزمِن الذي دهى الخلقَ في هذا الزمن، مما يفوق آثارَ الحروب العالمية المدمّرة والخطوبِ والكوارث المروّعة نعم، نحن في حرب مع السفهاء، في حرب مع الآباء المستهترين، في حرب مع الشفاعات المذمومة التي تتيح للسفيه العبث وتفتح للمستهتر المجال، هذه الحرب أبادت الكثير، كم عطلت من مصالح، وكم أزهقت من أرواح، أين صرامة النظام؟! أين تعميم العقوبة؟! أين برامج التربية؟! أين مناهج التعليم؟!
وبعد: معاشرَ الإخوة، فإنا نناشد أحبّتنا الشباب، وكلَّ قائدِ مركبةٍ في الحضَر أو السفر أن ألزموا الرفقَ والحيطة والحذر، واتقوا الله في قيادة مَراكبكم، وارعَوا حرمةَ مواكِبكم، وعَليكم بالأناة الأناة ؛ فالتؤدة في السير بالمركبة أمارَة العَقل والرّجحان ومنبعُ الأمن والاطمئنان، وبها سلامة الأبدان والأمنُ في الأوطان وتذكرواقول الديان وعبادالرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
وتذكروا ـ يا رعاكم الله ـ قول المصطفى سيدولدعدنان فيما أخرجه مسلم في صحيحه: ((إنّ الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله، من يُحرم الرفق يحرم الخير كله وقد جاء في الخبر عن سيّد البشر عليه الصلاة والسلام: ((القصدَ القصد تبلغوا
معاشر الشباب، يا زهرة شباب الأمة، الأخلاق الأخلاق والسكينة السكينة، اعرفوا نعمة ربكم عليكم، واشكروها له، وكونوا شبابا تفخر الأمة بكم وبأخلاقكم
لقد فتن كثير من شبابنا بظاهرة التفحيط فأصبحوا وللأسف يتفننون في أنواع الحركات المميتة .. من تربيع وتخميس .. وسلسلة واستفهام يغامر بروحِه التي يحيا بها ..وحواسِّه التي يشعر بها ..وأطرافِه التي يتحرك بها .
ظاهرة التفحيط .. كم أزهقت من روح .. وكم فجرت من جروح ..إنها مسرحية الانتحار .. فكيف يرضى العاقل أن يقتل نفسه .. أو يَشُلَّ جسده .زورواالمستشفيات خاصة مستشفى النقاهة وانظروافيه إلى المآسي والحالات أركانهم قدعطلت لايستطيعون حراك أكثرهم بسبب حوادث السيارات هذه أحوالهم .. فإن لم تتعظ وترتدع .. فزرهم .. فليس من رأى كمن سمع .

معاشرالآباء اتقواالله في أنفسكم وأبنائكم والناس أجمعين دعواعنكم التساهل في إعطاءالسيارة لمن تحت ولايتكم وامتثلواأمرربكم بعدأعوذبالله من الشيطان الرجيم وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَابْتَلُواْ اليَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ بارك الله لي ولكم بالقرآن ونفعني وإياكم بسنة سيدالأنام أقول ما سمعتم واستغفر ربي من كل إثم وخطيئة فاستغفروه إن ربي غفور رحيم.


الحمدُ لله حمدًا يبلِّغنا رِضاه، أحمده سبحانه لا رَبَّ غيره ولا إلهَ سِواه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنَّ سيِّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله وخِيرته من خلقه ومُصطفاه، اللّهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أمابعد أيها الأحبة وردفي الحديث المتفق على صحته عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: إياكموالجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال: فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟، قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر .هكذاعلمنادينناالحنيف فأعطواالطريق حقه ومن ذلك الوقوف الصحيح، وإذا أحببت أن تنظر للوقوف الصحيح فانظر إلى السيارات بعد الصلاة كيف تكون، فالبعض يضيق الطريق أو يغلق المكان على سيارة أخرى وربماوقف وأغلق بابامن البيوت كلّ هذا حتى لا يمشي عدة خطوات أخرى، وهكذا تجد الناس وقوفا بشكل مقزّز عند متجر مكوَّمين لا يريد أحدهم أن يقف على بعد أمتار أخرى أبعد، فأين حق الطريق ومماوردفي الحديث كف الأذى فالمسلم ينبغي عليه أن يكفّ أذاه عن الناس ولا شك أن بعض السائقين يؤذي الناس حينما يقود بتهوّر سواء اصطدم بهم أوأفزعهم، ولا شكّ أن السائق يؤذِي غيره حينما يقطع الإشارة سواء نتج عن هذا حادث أو لا، ولا شك أن من يعكس اتجاه السير قد آذى عباد الله، ولا شكّ أن من وقف وقوفا خاطئا قد آذى عباد الله، ولا شك أن من فحط بسيارته قد آذى نفسه وغيره، ولا شك أن من رفع صوت مسجّل سيارته قد آذى الله والملائكة والمؤمنين والناس أجمعين. هذا الإيذاء ـ معاشر المسلمين ـ لا يشك عاقل في أنه سيئات تكتب على العبد، والبعض ربما لم يتبيّن له ذلك،.يقول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا
فاتقوا الله عباد الله، وأعطوا الطريق حقه، والتزموا بآدابه، وأحسنوا التصرف في ممتلكاتكم، واشكروا نعمة ربكم، واذكروا ـ رحمكم الله ـ على الدوام أن المولى الملكَ العلام قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام، فقال تعالى في أجلِّ الكلام: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًااللهم صلِّ وسلم وزد وبارك وأنعم على عبدك ونبيك محمدعليه من ربه أفضل صلاة وأزكى سلام


الحمد لله الذي خلق فسوى .. وقدر فهدى .. وأمات وأحيا .. وأغنى وأقنى .. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى . والصلاة والسلام على عبده المصطفى .. ورسوله المجتبى .. وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى .. أما بعد { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
عبادالله يقول الله تبارك وتعالى: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ [النحل: 5-8]. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " ويخلق ما لا تعلمون مما يكون بعد نزول القرآن ، من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو ، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم ويقول الحق تبارك وتعالى: لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. هذه نعمة ربكم عليكم، فيومَ أن كان الإنسان يقطع للشام أو اليمن شهرا وأكثر يقطعه اليوم في ساعات، فسخّر لنا الله هذه المراكب، فالسيارة نعمة من نعم الله ، وأي نعمة .. فكم قضت من حاجة .. وكم أسعفت من مريض .. وكم أغاثت من ملهوف .. ناهيك عن الطاعات والقربات من سير إلى المساجد .. أو حج وعمرة .. أو بر والدين .. أو صلة رحم .. أو عيادة مريض . إنها نعمة عظيمة .. تستوجب شكرَ المنعم سبحانه .. وتسخيرَها فيما يحبه ويرضاه . وانظر إلى حالك وقد فقدت هذه النعمة فأصبحتَ تحتاج إلى هذا وذاك، أو تستأجر سيارة لأخذك إلى أين تريد، أفلا نشكر نعمة الله علينا؟
لكننا في هذا الزمان رأينا والله .. كيف يحوّل بعض الناس هذه النعمة إلى نقمة .. ورأينا الشباب .. وبالأرواح يغامرون .. وبالأبرياء يضحون .. وللأموال يبددون .

جولة بسيطة في أيّ شارع من شوارعنا لا تحتاج لعناء لنجد كومًا هائلا من المخالَفات المروريّة، فهذا مسرِع بل الأغلبيّة مُسرِعون، وذلك مُعاكس للسّير، وهذا يقف وقوفًا خاطِئا، وآخرون واقفون في وسَط الطريق للسّلام، وآخر قاطع لإشارَة المرور، وذلك لا يعرِف حرمةً لإشارات الوقوف، وهؤلاء مراهِقون يفحطّون، وآخرون قد أزعجوا من حولهم بأصوات الموسيقى
ولعلنانتحدث هنابلغة الأرقام تقول الإحصاءيات المرورية في السعودية: إن هناك إنسانا يموت كل ساعتين نتيجةً لحادث مروريّ، وإن هناك حوالي 8 مصابين خلال هذه الساعتين، أي: أنه خلال السنة يموت لدينا أكثر من أربعة آلاف شخص، ويصاب أكثر من اثنين وثلاثين ألف آخرين، وخلال العشر سنوات الماضية توفي في الحوادث المرورية لدينا في المملكة أكثر من أربعين ألف، وأصيب أكثر من ثلاثمائة واثنين وثلاثين ألف آخرين بإعاقات دائمة إنها أرقام مخيفة و تقدَّر الخسائر المادية سنويا بحوالي عشرين مليار ريال ، أَهانت علينا الدماء إلى هذه البساطة؟! في كل ساعتين عشرة! كم من عائِلة فقَدت أبناءها أو تيتَّمت ذرّيّاتها أو هم على الكراسي، فهذا فقد بصرَه، وذاك فقد قدمَيه، وآخر يده، وآخر فقد القدرة على الحركة، وآخرون لم يجِدوا إلا باطن الأرض. لو كنا في معركة حربيّة وكنا نفقد هذه الأعداد لكانت فاجعة، ولعُدَّ هذا من الهزيمة، ولقد حارَبَ أصحاب رسول الله مع النبيِّ عشر سنوات وكان هناك مائة شهيد فقط وهم من أفضل الشهداء عند الله، ونحن في عشر سنوات نفقد عشَرات الألوف تحتَ هذا الحدِيد يقف وراءذلك كله بعدقدرة الله ظواهر سيئة كالسرعة وقطع الإشارة والتفحيط .وعدم الإلتزام بقواعدالمرور والسلامة وغيرها والسؤال أيها الأحبة: لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟ نعم لماذاوصلناإلى هذاالحد ؟
كل واحدمنايسأل نفسه هل هومتقيدبشرع الله في هذه المركبات وهل هومتقيدبقواعدالمروروالقيادة
أيها المسلم، إذا ركبت سيارتك فإن هناك توجيها قرآنيا وأدبا نبويالك جيءَ لخليفة المسلمين علي بن أبي طالب بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ، ثم قال: الحمد لله الحمد لله الحمد لله، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك ، فقيل له: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟! فقال: رأيت النبي فعل مثل ما فعلت ثم ضحك، فسألته فقال : ((إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري)).ثم استمع أيهاالمسلم إلى التوجيه الرباني يقول الله تبارك وتعالى: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ، وقال في وصف عباد الرحمن: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا. فالسكينة السكينة يا قائد السيارة، فهذا حديد لا يرحم، وخطأ واحد يكلّف مآسي لا تندمل. ، فكن قائدامسلماكافاأذاك عن الغيرساميابأخلاقك معطياالطريق حقه فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: إياكموالجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال: فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟، قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. متفق عليه.هكذاعلمنادينناالحنيف فالمسلم ينبغي عليه أن يكفّ أذاه عن الناس، ولا شك أن بعض السائقين يؤذي الناس حينما يقود بتهوّر سواء اصطدم بهم أو أربكهم وأفزعهم، ولا شكّ أن السائق يؤذِي غيره حينما يقطع الإشارة سواء نتج عن هذا حادث أو لا، فعلى الأقل نتج عن هذا السلوك أخذ حق الغير والاعتداء عليهم، ولا شك أن من يعكس اتجاه السير قد آذى عباد الله، ولا شكّ أن من وقف وقوفا خاطئا قد آذى عباد الله، ولا شك أن من فحط بسيارته قد آذى نفسه وغيره، ولا شك أن من رفع صوت مسجّل سيارته قد آذى الله والملائكة والمؤمنين والناس أجمعين. هذا الإيذاء ـ معاشر المسلمين ـ لا يشك عاقل في أنه سيئات تكتب على العبد، والبعض ربما لم يتبيّن له ذلك،.يقول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا
قديما قالوا في عبارة جميلة: إن القيادة فنّ وذوق وأخلاق فليست المهارة في السرعةِ والتفحيط ومخالفة الأنظمة ولكن حسن القيادَة في حسن التصرف والهدوء والرويّة وتجنّب الوقوع في المهالك أو إيقاع الآخرين بها. والذوق يتجلّى في إكرام الآخرين حينما تترك حقَّك في العبور لغيرك، فيكون هذا ذوقا منك ولطفا وكرامة. والأخلاق في القيادة تتجلى في أمور كثيرة، تتجلى أخلاقك في الوقوف الصحيح، وإذا أحببت أن تنظر للوقوف الصحيح فانظر إلى السيارات بعد الصلاة كيف تكون، فالبعض يضيق الطريق أو يغلق المكان على سيارة أخرى يقف أمامها أو خلفهاوربماوقف وأغلق بابامن البيوت كلّ هذا حتى لا يمشي عدة خطوات أخرى، وهكذا تجد الناس وقوفا بشكل مقزّز عند متجر مكوَّمين لا يريد أحدهم أن يقف على بعد أمتار أخرى أبعد، هذا أبعد ما يكون عن الأخلاق. وسوء الأخلاق تتجلى في التلاسن والبصاق أعزكم الله عند ورود أيّ خطأ، ، فأي أخلاق إسلامية هذه التي ننتسب إليها؟!إن من سوء الأخلاق وخبث الطوية أن يهرب إنسان من خطأٍ ارتكبه بسيارته، بعضهم قد يصدم سيارة واقفة فيذهب وكأن شيئا لم يحصل، بعضهم قد يدهس إنسانا أو يكون هو المتسبّب في الدهس فيهرب، ألا يظن هؤلاء أن الله لا تخفى عليه خافية، وأن الله بالمرصاد ودعوة المظلوم ليس بينها وبين ربك حجاب ومن سوءالأخلاق مااعتاده كثير من الناس عند مشاهدتهم لحادث في الطريق الوقوف والتجمهر في عادة سيئة قبيحة، كل يريد أن يشاهد لكي يحكي في المجالس ما رأى، وليشبعوا فضولهم على حساب تعطيل الطريق، ولو طلب من أحدهم مساعدة لتراجع عن ذلك فاتقوا الله عباد الله، وكونوا أصحاب أخلاق وذوق في القيادة، اعكسوا جمال الإسلام بتصرفاتكم، فنحن أحق بالأخلاق من غيرنا
أيها المسلم، يا من أعطاك الله هذه النعمة وساقها إليك، لماذا تجحد هذه النعمة؟! لماذا يستعمل البعض هذه السيارة فيما يغضب الله؟!وفي معصية الله أمن شكرهذه النعمة مخالفة أنظمة المرورإن اتباع قواعد المرور وتعليماته ليست من الأمور المستحبّة، بل هي من الواجبات وكل من خالفها فهو آثم، هذه حقيقة لا بد أن نعلمها جميعا، كلّ من خالف تعليمات المرور وهو عالم غير جاهل مختار وغير مضطر فهو آثم ويكبر الإثم كلّما كبر الخط كماهي فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تحت رئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيزبن بازرحمه الله
وأنت يا من زيّنت سيارتك وعطرتها لتذهب بها إلى موعد غرامي أو لتتصيّد من بنات المسلمين من استهواها الشيطان، أين أنت من رقابة الله لك أهذامن شكرهذه النعمة
وأنت يا من تتراقص على أغنية أعجبتك فتتمايل طربا يمينا وشمالا بهذه السيارة، ألا تتقي الله في نفسك؟! ألا تتقي الله في صحتك؟! أيغرك هذا الشباب وهذه الصحة وهذا المال في جيبك وهذه السيارة التي سخّرت لك أهذامن شكرهذه النعمة
أهكذا تعامل نعمة الله علينا بالفسق والفجور
معاشر الشباب، يا زهرة شباب الأمة، الأخلاق الأخلاق والسكينة السكينة، اعرفوا نعمة ربكم عليكم، واشكروها له، وكونوا شبابا تفخر الأمة بكم وبأخلاقكم
لقد فتن كثير من شبابنا بظاهرة التفحيط فأصبحوا وللأسف يتفننون في أنواع الحركات المميتة .. من تربيع وتخميس .. وسلسلة واستفهام
أيهاالشباب للتفحيط والتهور آثارٌ وأضرارٌ خطيرة فمن هذه الأضرار: قتل النفس .. الموت وكفى به ضرراً فالمفحط وهو يقوم بهذه اللعبة .. يغامر بروحِه التي يحيا بها ..وحواسِّه التي يشعر بها ..وأطرافِه التي يتحرك بها .
ظاهرة التفحيط .. كم أزهقت من روح .. وكم فجرت من جروح ..إنها مسرحية الانتحار .. فكيف يرضى العاقل أن يقتل نفسه .. أو يَشُلَّ جسده .زورواالمستشفيات خاصة مستشفى النقاهة وانظروافيه إلى المآسي والحالات أركانهم قدعطلت لايستطيعون حراك أكثرهم بسبب حوادث السيارات هذه أحوالهم .. فإن لم تتعظ وترتدع .. فزرهم .. فليس من رأى كمن سمع .

ومن أضرار التفحيط والتهور بالسيارة التعدي على الآخرين .. بإتلاف أرواحهم .. وتحطيم أبدانهم .. وترويعهم في طرقاتهم .
كم من رجال ونساء .. وأطفال أبرياء .. تحولوا إلى أشلاء بسبب تهور المفحطين .

امرأة عمرها ما يقارب الثلاثين عاماً .. لا تشعر بمن حولها .. لم يبق لها من الحياة إلا النفس والأكل عبر أنبوبٍ في أنفها ، وفتحةٍ في حلقها .. هي على هذه الحالة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً .. بعد أن سحقتها سيارة أحد المفحطين بعد خروجها من المدرسة وعمرها آنذاك ثلاثة عشر عاماً
هذا ، وللتفحيط أضرار أخرى ، تتمثل في الخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث .
كما أن التفحيط مفتاح لجرائم متعددة .. من سرقات .. وأخلاقيات .. ومسكرات ومخدرات .
ما إن يدخل الشاب عالم التفحيط .. إلا ويتعرف على مجموعة من المنحرفين الذين يفتـحون له أبـواب الشرور.
ومن الأضرار أيضاً : معاناة أسرة المفحط ، فقد تسبب كثير من المفحطين في معاناة آبائهم وأمهاتهم وأفراد أسرتهم ومنها: اختناق السير وتعطيل الحركة المرورية .. ووجود التجمعات الشبابية التي تكون سبباً في الفوضى ، والتعدي على الناس والممتلكات . عباد الله .. لا يشك من كان له أدنى رائحة من العلم الشرعي أن التفحيط محرم في الشريعة الإسلامية وقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء في هذه البلاد بحرمة التفحيط ، نظراً لما يترتب على ارتكابه من قتلٍ للأنفس وإتلافٍ للأموال وإزعاجٍ للآخرين وتعطيلٍ لحركة السير .
عباد الله .. وإذا نظرنا إلى الأسباب والدوافع التي تقف وراء التفحيط والتهور في قيادة السيارة، نجد أن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
ضعف الإيمان .. حب الظهور والشهرة .. الفراغ القاتل .. تقليد ومحاكاة رفقة السوء .. ضعف رقابة الأسرة ، وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم ، أو شراء السيارة للصغار منهم.
أعوذبالله من الشيطان الرجيم : وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَابْتَلُواْ اليَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ بارك الله لي ولكم بالقرآن ونفعني وإياكم بسنة سيدالأنام أقول ما سمعتم واستغفر ربي من كل إثم وخطيئة فاستغفروه إن ربي غفور رحيم.










الحمدُ لله حمدًا يبلِّغنا رِضاه، أحمده سبحانه لا رَبَّ غيره ولا إلهَ سِواه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنَّ سيِّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله وخِيرته من خلقه ومُصطفاه، اللّهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أمابعد أيها الأحبة .. ولنا أن نتساءل بعد هذا ، ما هي أهم الحلول للتصدي لظاهرة عدم الإنضباط في السيروالتهوروالتفحيط
لعلي أذكر ببعض الأمور التي يمكن القيام بها لعلاج هذه الظواهر
أولالابد من رفع الوعي بين الناس.. والتذكير بأضرار هذه الظواهرمن خلال وسائل الإعلام واجراءالمقابلات مع ضحاياهذه الظواهرعافاناالله وإياهم ليتعظ كل من يشاهدفتكون له عبرة وعظة ورفع الشعارات في كل مكان فوق الجسوروعند المحطات وفي اللائحات بكل مايذكرالسائق بتعاليم دين الإسلام في هذاالخصوص
ثانياعلى الآباء دور كبير في التصدي لهذه الظواهر .. في حسنِ تربيتهم لأبنائهم على احترام أنظمة المرور.. ومراقبتِهم سلوك أبنائهم .. وعدمِ تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة .
ثالثا ولمدارسنا دور كبير في التصدي لهذه الظواهر.. برفع الوعي بين أبنائنا .. ومتابعة وتقويم السلوكيات التي تصدر ممن يقومون بمخالفات لأنظمة المرور .. والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء عليها .
رابعا على الجهات الأمنية دور كبير في التصدي لهذه الظواهر.. فوصيتنا إليهم بذل المزيد من الجهود المباركة .. وتكثيف التواجد في الساحات والاجتماعات ..وعدم التساهل في تطبيق العقوبات .
خامسا لابد من احتواء أوقات الشباب .. وامتصاص طاقاتهم في النشاطات النافعة ، أو البرامج الترفيهية البريئة .. عبر المراكز والمخيمات والملاعب وغيرها .
وأخيرا يا أيها المفحط ، ويا أيها المتهور .. إلى متى وأنت تغامر بروحك وأرواح الآخرين .
ألم تسمع نداء ربك ، وهو ينهاك عن قتل نفسك؟ (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) أيسرك أن تلقى الله وقد قتلت نفسك بهذا الفعل؟.
والمصيبة أن بعض الشباب يموتون في بعض حوادث التفحيط على ترك الصلاة .. يموتون على المعصية .. يموتون على الأغاني المحرمة . نعوذ بالله من سوء الخاتمة .

وياأيها المتجمهرون المتفرجون .. عليكم جزء من المسؤولية والإثم فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط .
أخي الشاب .. إنك بتجمهرك تغري المفحط بالاستمرارِ في التفحيط من جهة .. وتعرض نفسك للتلف من جهة أخرى فاتقواالله عبادالله وقواأنفسكم وأهليكم ناراوقودهاالناس والحجارة عليهاملائكة غلاظ شدادلابعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون وقاني الله وإياكم ووالديناوذرارينامنهاهذا واعلموارحمني الله وإياكم أن الله أمركم بأمربدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته وثلث بكم عباده المؤمنين، فقال عز من قائل حكيم: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك وأنعم على عبدك ونبيك محمدعليه من ربه أفضل صلاة وأزكى سلام


شكر الله لك يا شيخ صالح ونفع بك وبعلمك وخطبك

كما يؤرخ ويقال قبل الهجرة وبعدها قبل الفتح وبعده .
نقول إحصائياتك قبل ساهر أم بعده ؟؟؟

:d:d:d


ذكرني عنوان الخطبة بمقولة أو دعاية أو لا أدري ماذا أسميها ولكن كنا نقرأ قول مبدعها : سوق بذوق أو لاتسوق ...
وصحيح أن كثيرا من الحوادث في بلادنا سببها القيادة التي تفتقر إلى كثير من الأدب والذوق ...

وأما ساهر فما أظن له ذاك الأثر لأنه لم يوضع بالطريقة الصحيحة التي يحس المواطن وقائد المركبة من خلالها أنه لمصلحته ... أسهر الله عين من وضعه بطريقته الحالية فكم فيه من تجاوزات على أموال الناس ...


جزاك الله خيرا


جزيت خيرًا ـ شيخ صالح ـ على هذه الخطبة المباركة ، ونسأل الله أن تجد من أبنائنا آذانًا مصغية وقلوبًا واعية .
ونحن في هذه البلاد كأنما نعيش مع هذه الحوادث في حرب ، وأعداد من يذهبون في هذه الحوادث أو يصابون بإعاقات تبلغ الآلاف ، وتتجاوز أعدادهم عدد من يموتون أو يصابون في بعض الدول التي هي في حرب حقيقية .
ولا شك أن أهم أسباب وقوع الحوادث هو في الدرجة الأولى عدم التحلي بالآداب التي جاء بها ديننا الحنيف لسالكي الطريق ، كما أن لعدم التقيد بالأنظمة والآداب التي سنتها دوائر المرور أثرًا كبيرًا في كثرة الحوادث .
ومما يجب أن نعترف به وهو مما جعل الكثيرين لا يتقيدون بآداب ولا أنظمة ، انعدام الذوق لديهم ، وامتلاء بعض النفوس بالكبر على عباد الله .
فنسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا ويرزقنا الائتمار بأمره واتباع سنة نبيه ، وأن يجعلنا ممن قال فيهم ـ سبحانه ـ : " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا "