قضية فلسطين، والمسجد الأقصى
محمد البدر
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أمَّا بعد: عباد الله :قال تعالى : } لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا {[المائدة:82].
يجب أن نعرف أن اليهود هم أعدى أعداء الإسلام والمسلمين،ويصفهم الله بوصف بالمفسدين ؛ فيقول: } وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المفسدين { [المائدة: 64], أي: يجتهدون في نشر الفساد بكل أنواعه, ومن ذلك السعي في تفكيك المجتمعات وإبعادها عن دينها, ومن نشر الفوضى والإضرابات والصراعات.
ومن طبائع اليهود -قاتلهم الله- نقض العهود والمواثيق مع الأنبياء فكيف مع غيرهم ، يقول الله تعالى: } أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ { [البقرة:100] .
عباد الله: قضية المسلمين الأولى في هذا العصر، هي قضية فلسطين، والمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم . قال تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى} [الإسراء: 1]
وثالث المساجد التي لا تشد الرحال بقصد الصلاة إلا إليها فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى " رواه البخاري
وثاني مسجد وضع على الأرض فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: «ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى» قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ، ثُمَّ قَالَ: حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ " متفق عليه
عباد الله :وأرض فلسطين الأرض التي بارك الله فيها؛ ووصفها بالقداسة؛ { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) }موطن الأنبياء ومهد الرسالات.
عباد الله :يتعرض المسجد الأقصى منذ أن أحتلها اليهود عام سبع وستين إلى مكايد ومؤامرات يراد منها تهويدُه حتى الآن أي: إزالةُ الوجود العربي والإسلامي منها, وجعلُها خاصة لليهود, ويراد منها -أيضا- هدمُ المسجد الأقصى, وبناءُ المعبد اليهودي مكانه, بسلسلة من المحاولات بالحرق والمتفجرات والأنفاق ، وتأتي الحفرياتُ والأنفاق القريبة من المسجد لخلخلة البناء, ينفذونها دون أيّ ضجة إعلامية ـ تارة يقولون: إنها لإصلاح شبكات المياه، وتارة يقولون: إنها بحث عن هيكل سليمان, تلكم الأكذوبة والأسطورة – ومن العجيب أنهم ينكرون نبوته- , فهم يزعمون أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى على أنقاضه, وهذا من أكاذيبهم }وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ{ [الاحقاف: 28] .
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم
الخطبة الثانية
إخوة الإسلام ، يجب أن نعرف أن الاعتداء على المقدسات دليل على ضعفِ الأمة, وتفرقِها وهوانِها عن الناس. ونحن على يقين أن العاقبة للمتقين, وأن النصرَ حليفُ المؤمنين إذا عادوا إلى كتاب الله حل وعلى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , والأيام دول يداولها الله بين الناس ، فعن أبى هريرة t أن الرسول قال: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود, فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر , فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي, فتعال فاقتله, إلاً الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود " رواه البخاري ومسلم, وغيرهما واللفظ لمسلم.
عباد الله : أغلقت إسرائيل أبواب المسجد، قبل أيام ، وأثار إغلاق المسجد الأقصى غضباً عارماً في الأراضي الفلسطينية وغالبية الدول العربية والإسلامية، قبل أن تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعادة فتح بوابتين للمسجد بعد تركيب حواجز وأجهزة كشف وكاميرات مراقبة ،حينئذ تدخل سلمان الحزم تدخل بعد صرخة وأقصاه وحسم الموقف وفتحت أبواب المسجد الأقصى للمصلين ، فنسأل الله ان يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، ونسأل الله أن يحرر المسجد الأقصى من براثن اليهود وأعوانهم وأن تعود لحوزة المسلمين .
عباد الله : نتسائل ونقول اين هم اصحاب الشعارات الزائفة والصرخات الماجنة من المنافقين والكاذبين فشعارهم الموت لاسرائيل الموت لأمريكا اللعنة على اليهود ،اين ايران وحزب الشيطان والحوثيين والاتراك والاخوان والصوفية وقناة الجزيره وغيرهم ممن يحاربون أهل السنة أهل التوحيد في بلاد مهبط الوحي قبلة المسلمين أين من ذلك أين بطولاتهم وانتصاراتهم وصواريخهم الوهمية التي تقتل المسلمين في كل مكان وتريد هدم الاسلام ....
عباد الله :إن المسلمين مدعوون في هذا الزمن إلى العودة إلى الدين الصحيح والعقيدة الصحيحة على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم , وإلى فهم الإسلام الفهم الصحيح المتكامل, وإلى الاعتزازِ بالإسلام والدعوةِ إليه, والتفاني في التضحية من أجله بالغالي والنفيس. وتحقيق الولاء والبراء , ويجب على المسلمين توثيقُ رابطة الإخاء بينهم , وإشاعةُ المودة والرحمة بينهم , والسعيُ في مصالحهم , والسؤالُ عنهم , ونصيحتُهم ومناصرتُهم .
وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] عباد الله:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكره على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.