قصيدة في مجزرة الحولة
احمد ابوبكر
1433/07/10 - 2012/05/31 06:45AM
الشيخ / محمد الفراج وقصيدة في مجزرة الأطفال في الحولة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وبعد:
كنت أستمع البارحة لمراسل حمص : هادي آل عبدالله، وهو يقرأ تقريره عن مجزرة الحولة التي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء، ذبحوا ذبح الشياه بلا ذنب ولا اشتباه..
كان هادي يقرأ تقريره بصوته الأسيف المتهدج، فكانت كل كلمة منه سهما يصوبه إلى قلوبنا، وخنجرا يغرزه في أكبادنا، ومسمارا يدقه في أعيننا؛ فماذا نقول ياهادٍ، إلا حسبنا وحسبكم الهادي..
وجاشت النفس، فجادت القريحة بهذه الأبيات:
لمن الشكاة تبثها ياهادِ
ماتت ضمائر هذه الأجساد
أسْمَعْت لو ناديت حيا إنما
ناديت ميْتا هامدا كجماد
وسَعَرْت نارا لو نفخت شرارةً
لكن أراك كنافخٍ برماد
ياهادِ أبكيت الصخورَ فلو لها
عينٌ لأجرت بالدموع الوادي
لكننا في بحر نوم مطبقٍ
خُرسٌ كصمت مقابر الآباد
إن رمت منا نخوة عربية
فادع الجموعَ إلى رحاب النادي
وإلى مباراة الرياضة تلقنا
ياهاد في العزمات كالآساد
قل إن منتخب البلاد يخوضها
في المنديال ودورة الأولاد
تلقَ الحجافل في الديار تدفقت
كالسيل دفقا عارم الإزباد
وترَ البيارق فوقها خفاقة
ضاقت بهن حواضر وبوادٍ
وترى الحناجر بالفداء هواتفا
جياشة بالزجر كالإرعاد
وترَ الملايين التي لو أنفقت
للدين عز بغيرما إسناد
وادع الطغام إلى التفاهات التي
صرنا بها أضحوكة ياهادِ
مثل المُزاين للدبيش تغزلا
في ناقةٍ سلبت عقول عباد
في خدها أو ردفها أو أذنها
أو ذيلها وسنامها الميّادِ
وبطرفها المكحول يصرع عنده
لبّ الرجال وسيرها المتهادي
ياهاد تلقى عند ذلك قومنا
يتسابقون ببذل كل جواد
وترى هنا صورا تقاصر عندها
جود ٌ لحاتمِ طَيِئِّ الأجواد
أو فادعها للمهرجان وحفله
باسم الثقافة أو فنون بلادي
يأتوك من كل الديار كأنهم
حجاج بيت الله في الميعاد
في صوتك المطعون ياهادٍ لنا
سهم القلوب وخنجر الأكباد
وأرى بمنطقك الأسيف تسُفُنَا
ملّا حميما من لظى وقاد
كم بح صوتك طالما ناديتنا
لكن يضيع الصوت حين تنادي
في بهرج التشجيع والإلهاء في
ضرب الدفوف ونغمة الأعواد
الرفض كشر نابه وعثا بكم
عثوَ التتار بمسلمي بغداد
وكتائب الموت استباحت أرضكم
باسم الحسين وجعفرٍ والهادي
من ذا النصيريّ اللعين ونصر لات ومقتدى صدرِ الخنا ونجاد
لم يرحموا طفلا رضيعا أعملوا
في حلقه السكين ذبح العادي
أو يرحموا أما له مرزوءة
بخليلها في وطأة الإحداد
أو يرحموا مفجوعة في عرضها
هتكت بسمع ومنظر الأشهاد
يارب عذراء غضيض طرفها
مخفورة في خدرها المعتاد
خُلعت ملابسها وديس حجابها
وتعاقبتها زمرة الأوغاد
ياهاد قد أسمعت لو ناديت ذا
قلبٍ وصاحب نخوة وجهاد
من مثل فاروق وهارون العلا
وصلاح وابن سعودٍ العبّاد
عبدالعزيز ابن الإمام محمد
أكرم به وأبيه والأجداد
لما غزت من نجد منه كتيبة
نحو العراق قليلة الأجناد
لكنما الزلزال والإعصار في
غاراتها والموت في الأغماد
فمتى يُسَلَّ فلا تسل عن مهلك
للشرك يوم كريهة وجلاد
جعل البلاء بكربلاء حليفها
دهرا فلا تبدو بغير سواد
ترك المزار بها كقاعٍ صفصف
خرب الديار مهدّم الأعماد
وترى الروافض ناكسين رؤوسهم
ومقرنين بمثقل الأصفاد
لولا كتاب سابق لما قضى
ربي عليه بعاجل استشهاد
لأعاد سيرة دولة سلفيةٍ
حكمت بعادل شرعة ورشاد
ضربت عساكرها بكل جهاتها
وتغلغلت في سائر الأبعاد
ضاق الفضاء بها وذل لعزها
طوعا وكرها كل ذي استبداد
ولها السيادة في البحار فسفْنها
في الأطلسي وفي المحيط الهادي
ياهاد قد قلتم: فليس لنا سوى
ربي، فلا تستسلموا لعواد
لا تطلبوا نصرا سوى من ربكم
فهو المجيب يغيث بالإنجاد
سيبيد بشارا وأحزابا كما
أفنى الطواغيَ من ثمودَ وعادِ
فغدا يرفرف نصركم في فرحة
للمسلمين كفرحة الأعياد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وبعد:
كنت أستمع البارحة لمراسل حمص : هادي آل عبدالله، وهو يقرأ تقريره عن مجزرة الحولة التي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء، ذبحوا ذبح الشياه بلا ذنب ولا اشتباه..
كان هادي يقرأ تقريره بصوته الأسيف المتهدج، فكانت كل كلمة منه سهما يصوبه إلى قلوبنا، وخنجرا يغرزه في أكبادنا، ومسمارا يدقه في أعيننا؛ فماذا نقول ياهادٍ، إلا حسبنا وحسبكم الهادي..
وجاشت النفس، فجادت القريحة بهذه الأبيات:
لمن الشكاة تبثها ياهادِ
ماتت ضمائر هذه الأجساد
أسْمَعْت لو ناديت حيا إنما
ناديت ميْتا هامدا كجماد
وسَعَرْت نارا لو نفخت شرارةً
لكن أراك كنافخٍ برماد
ياهادِ أبكيت الصخورَ فلو لها
عينٌ لأجرت بالدموع الوادي
لكننا في بحر نوم مطبقٍ
خُرسٌ كصمت مقابر الآباد
إن رمت منا نخوة عربية
فادع الجموعَ إلى رحاب النادي
وإلى مباراة الرياضة تلقنا
ياهاد في العزمات كالآساد
قل إن منتخب البلاد يخوضها
في المنديال ودورة الأولاد
تلقَ الحجافل في الديار تدفقت
كالسيل دفقا عارم الإزباد
وترَ البيارق فوقها خفاقة
ضاقت بهن حواضر وبوادٍ
وترى الحناجر بالفداء هواتفا
جياشة بالزجر كالإرعاد
وترَ الملايين التي لو أنفقت
للدين عز بغيرما إسناد
وادع الطغام إلى التفاهات التي
صرنا بها أضحوكة ياهادِ
مثل المُزاين للدبيش تغزلا
في ناقةٍ سلبت عقول عباد
في خدها أو ردفها أو أذنها
أو ذيلها وسنامها الميّادِ
وبطرفها المكحول يصرع عنده
لبّ الرجال وسيرها المتهادي
ياهاد تلقى عند ذلك قومنا
يتسابقون ببذل كل جواد
وترى هنا صورا تقاصر عندها
جود ٌ لحاتمِ طَيِئِّ الأجواد
أو فادعها للمهرجان وحفله
باسم الثقافة أو فنون بلادي
يأتوك من كل الديار كأنهم
حجاج بيت الله في الميعاد
في صوتك المطعون ياهادٍ لنا
سهم القلوب وخنجر الأكباد
وأرى بمنطقك الأسيف تسُفُنَا
ملّا حميما من لظى وقاد
كم بح صوتك طالما ناديتنا
لكن يضيع الصوت حين تنادي
في بهرج التشجيع والإلهاء في
ضرب الدفوف ونغمة الأعواد
الرفض كشر نابه وعثا بكم
عثوَ التتار بمسلمي بغداد
وكتائب الموت استباحت أرضكم
باسم الحسين وجعفرٍ والهادي
من ذا النصيريّ اللعين ونصر لات ومقتدى صدرِ الخنا ونجاد
لم يرحموا طفلا رضيعا أعملوا
في حلقه السكين ذبح العادي
أو يرحموا أما له مرزوءة
بخليلها في وطأة الإحداد
أو يرحموا مفجوعة في عرضها
هتكت بسمع ومنظر الأشهاد
يارب عذراء غضيض طرفها
مخفورة في خدرها المعتاد
خُلعت ملابسها وديس حجابها
وتعاقبتها زمرة الأوغاد
ياهاد قد أسمعت لو ناديت ذا
قلبٍ وصاحب نخوة وجهاد
من مثل فاروق وهارون العلا
وصلاح وابن سعودٍ العبّاد
عبدالعزيز ابن الإمام محمد
أكرم به وأبيه والأجداد
لما غزت من نجد منه كتيبة
نحو العراق قليلة الأجناد
لكنما الزلزال والإعصار في
غاراتها والموت في الأغماد
فمتى يُسَلَّ فلا تسل عن مهلك
للشرك يوم كريهة وجلاد
جعل البلاء بكربلاء حليفها
دهرا فلا تبدو بغير سواد
ترك المزار بها كقاعٍ صفصف
خرب الديار مهدّم الأعماد
وترى الروافض ناكسين رؤوسهم
ومقرنين بمثقل الأصفاد
لولا كتاب سابق لما قضى
ربي عليه بعاجل استشهاد
لأعاد سيرة دولة سلفيةٍ
حكمت بعادل شرعة ورشاد
ضربت عساكرها بكل جهاتها
وتغلغلت في سائر الأبعاد
ضاق الفضاء بها وذل لعزها
طوعا وكرها كل ذي استبداد
ولها السيادة في البحار فسفْنها
في الأطلسي وفي المحيط الهادي
ياهاد قد قلتم: فليس لنا سوى
ربي، فلا تستسلموا لعواد
لا تطلبوا نصرا سوى من ربكم
فهو المجيب يغيث بالإنجاد
سيبيد بشارا وأحزابا كما
أفنى الطواغيَ من ثمودَ وعادِ
فغدا يرفرف نصركم في فرحة
للمسلمين كفرحة الأعياد