قصيدة صلى عليك الله خير صلاة للشيخ عبدالله البصري

قصيدة ( صلى عليك الله خير صلاة ) للشيخ عبدالله البصري


صَلَّى عَلَيكَ اللهُ خَيرَ صَلاةِ *** يَا خَيرَ مَاضٍ في الأَنَامِ وَآتِ


يَا سَيِّدَ الثَّقَلَينِ يَا مَن بَشَّرَت *** بِكَ أُمَّةُ الإِنجِيلِ وَالتَّورَاةِ


يَا رَحمَةً لِلنَّاسِ قَد نَزَلَت عَلَى *** ظَمَأٍ فَأَروَت أَكبُدًا لَهِفَاتِ


يَا شَمسَ حَقٍّ أَشرَقَت وَالنَّاسُ في *** غَبَشٍ فَأَجلَت غَيهَبَ الظُّلُمَاتِ


يَا مَبعَثَ الأَنوَارِ يَا نَبعَ الهُدَى *** يَا مَعدِنَ الخَيرَاتِ وَالبَرَكَاتِ


يَدُكَ الحَرِيرُ وَوَجهُكَ القَمَرُ الَّذِي *** أَحيَا الوُجُوهَ بِهَالَةِ الطَّاعَاتِ


مَا أَبصَرَت عَينٌ جَبِينَكَ سَاطِعًا *** إِلاَّ رَأَت لِلحَقِّ فِيهِ سِمَاتِ


لَولاكَ مَا اتَّبَعَ الأَنَامُ هَدًى وَلا *** دَفَعُوا هَوًى عَن أَنفُسٍ ثَمِلاتِ


اللهُ أَنقَذَهُم بِبَعثِكَ مُنذِرًا *** وَمُبَشِّرًا تَهدِي إِلى الجَنَّاتِ


فَسَمَوا إِلى العَليَاءِ وَانتَبَذُوا الهَوَى *** وَثَنَوا عَزَائِمَهُم عَنِ الشَّهَوَاتِ


لَكَ في قُلُوبِ المُؤمِنِين َمَحَبَّةٌ *** وَمَكَانَةٌ أَوفَت عَلَى الهَامَاتِ


قَصُرَت وَذَلَّت عَن عُلاكَ كَوَاكِبٌ *** زُهْرٌ بَدَت في الكَونِ مُرتَفِعَاتِ


وَعَلَوتَ أَنتَ وَمَاعَلَوتَ تَكَبُّرًا *** بَل بِالنُّبُوَّةِ قُمتَ في السَّرَوَاتِ


قَرَنَ اسمَكَ الرَّحمَنُ جَلَّ مَعَ اسمِهِ *** عِندَ النِّدَاءِ لِوَقتِ كُلِّ صَلاةِ


وَبِغُرفَةٍ مِن مَاءِ زَمزَمَ طَهَّرَ الـ *** ـمَلَكَانِ قَلبَكَ مِن قَذًى وَحِنَاتِ


وَبِلَيلَةِ الإِسرَاءِ جُزتَ وَفُزتَ مِن *** دُونِ الأَنَامِ وَخُضتَ في السُّبُحَاتِ


وَعَلَيكَ سَلَّمَتِ المَلائِكُ في الذُّرَى *** وَمُكَرَّمًّا زَفُّوكَ في الطَّبَقَاتِ


وَبَلَغتَ سِدرَةَ مُنتَهًى وَوَصَلتَهَا *** وَرَأَيتَ ثَمَّةَ أَكبَرَ الآيَاتِ


وَلَكَ الوَسِيلَةُ وَالفَضِيلَةُ شَافِعًا *** وَمُشَفَّعًا في مَوقِفِ العَرَصَاتِ


وَلَكَ المَقَامُ مَقَامُكَ المَحمُودُ في *** يَومٍ تَسُودُ بِهِ عَلَى السَّادَاتِ


مَا كُنتَ في الأَسوَاقِ سَخَّابًا وَلا *** فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ ذَا نَزَوَاتِ


كَلاَّ وَلم تَكُ فَاحِشًا مُتَفَحِّشًا *** بَل كُنتَ أَطهَرَ لَهجَةً وَصِفَاتِ


حُزتَ الفَضَائِلَ وَالمَكَارِمَ كُلَّهَا *** وَغَدَوتَ أَكرَمَهُم جَدًا وَهِبَاتِ


وَبِقُوَّةٍ وَاجَهتَ كُلَّ شَدِيدَةٍ *** وَقَهَرتَهَا بِعَزِيمَةٍ وَثَبَاتِ


خُضتَ المَعَارِكَ في الطَّلِيعَةِ قَائِدًا *** مَا غِبتَ عَن حَربٍ وَضَربِ ظُبَاتِ


وَوَقَفتَ في اللَّيلِ البَهِيمِ مُرَدِّدًا *** آيَ الكِتَابِ بِأَطهَرِ العَبَرَاتِ


وَدَعَوتَ في حَضَرٍ وَفي سَفَرٍ وَفي *** حَرٍّ وَهَاجِرَةٍ وَفي السَّبَرَاتِ


وَغَزَوتَ تَحدُو بِالجِهَادِ لِجَنَّةٍ *** وَوَرَاءَكَ الأَصحَابُ خَيرُ حُدَاةِ


وَبَعَثتَ في الأَرجَاءِ مِنهُم هَادِيًا *** وَمُنَادِيًا يَدعُو إِلى الرَّحَمَاتِ


فَأَجَابَ مَن كَتَبَ الإِلَهُ لَهُ الهُدَى *** وَأَبى الشَّقِيُّ وَلَجَّ في السَّكَرَاتِ


وَمَضَيتَ مَنصُورًا لِوَاؤُكَ خَافِقٌ *** في كُلِّ عَامِرَةٍ وَكُلِّ فَلاةِ


وَأَقَمتَ صَرحَ الدِّينِ مُرتَفِعًا عَلَى *** ثِقَةٍ لِتُسلِمَ أَمرَهُ لِثِقَاتِ


وَهَدَمتَ يَومَ الفَتحِ أَنصَابَ الهَوَى *** فَهَوَى جِدَارُ الشِّركِ لِلدَّرَكَاتِ


وَكَسَرتَ كِبرَ المُعرِضِينَ بِجِزيَةٍ *** فَأَتَوا بها يَمشُونَ مَشيَ حُفَاةِ


وَحَمَلت كَلاًّ مُمحِلاً وَجَبَرتَ أَفـ *** ـئِدَةَ العُفَاةِ بِنَائِلٍ وَزَكَاةِ


وَرَبَطتَ بِالحَجَرَينِ بَطنَكَ طَاوِيًا *** لم تَروَ مِن مَاءٍ عَلَى تَمَرَاتِ


لم تَبنِ قَصرًا أَو تُحِطْ بِكَ ضَيعَةٌ *** بَلْ عِشتَ مَجدَكَ في ذَرَى الحُجُرَاتِ


وَصَنَعتَ فِيهَا أُمَّةً عُلوِيَّةً *** لم تَحنِ مَرفُوعَ الجِبَاهِ لِعَاتِ


يَا آخِرًا في الرُّسْلِ أَنتَ مُقَدَّمٌ *** في الفَضلِ حُزتَ السَّبقَ وَالقَصَبَاتِ


أَعلَى لَكَ الرَّحمَنُ ذِكرَكَ في الوَرَى *** وَأَذَلَّ أَنفَ الشَّانِئِ المُفتَاتِ


وَكَفَاكَ كُلَّ مُنَافِقٍ مُستَهزِئٍ *** وَحَدِيثَ كُلَّ مُزَوِّرٍ قَتَّاتِ


مَا ضَرَّ مِثلَكَ أَن تَمَادَت أَلسُنٌ *** في السَّبِّ وَالتَّعيِيرِ مُنفَلِتَاتِ


أَنَّى وَرَبُّكَ نَاصِرٌ وَالرُّوحُ مَولًـ *** ـى وَالمَلائِكُ بَعدُ في السَّاقَاتِ


أَنَّى وَنُورُ الصُّبحِ يَختَرِقُ الدُّجَى *** حَبسُ الحَقَائِقِ مِن وَرَاءِ حَصَاةِ


تَبَّت يَدَا مَن كَذَّبُوكَ وَأَعرَضُوا *** وَهَوَوا صِغَارًا دَائِمِي الحَسَرَاتِ


وَسَمَوتَ يَا خَيرَ الأَنَامِ وَأُرغِمَت *** مِنهُم أُنُوفُ الكُفرِ مُنكَسِرَاتِ


نَفسِي فِدَاؤُكَ وَالعَشِيرَةُ كُلُّهَا *** وَبَنِيَّ بَلْ وَدَمِي وَمَاءُ حَيَاتي


بِأَبي وَأُمِّي بَلْهَ مَا مَلَكَت يَدِي *** حُبًّا أَعِيشُ بِهِ لِيَومِ مَمَاتي


جَعَلَ الإِلَهُ بِجَنَّةِ المَأوَى غَدًا *** لُقيَاكَ حَظِّي في كَرِيمِ حَيَاةِ
المشاهدات 2044 | التعليقات 0