قصيدة : برهان العفاف - إسلام طبيبة النساء الألمانية

قصيدة : برهان العفاف - إسلام الطبيبة
م. صالح العمري

أسلمت طبيبة النساء الألمانيّة أثناء قدومها للمملكة لتسجيل حالات الأمراض النسائية وقد أدهشها ما رأت من دور الحجاب وعدم الاختلاط في قلّة تفشي الأمراض النسائية في مجتمعنا.. وهي آية من آيات الله تزيد المؤمنين ثباتا، وتقيم الحجة على المرجفين ودعاة السفور والاختلاط..

جاءت ينزُّ العزمُ من وجناتها *** قد أوقفت للعلم كلَّ حياتها
ظمئتْ إلى نبعِ الحقيقة ظمأةً *** كبراعمِ الصبّارِ في فلواتِها
وتعلّقت بالنفس كيف تكوّنت *** في خَلْقِها.. وحياتِها.. ومماتِها!
ما زادُها؟! ما داؤُها ودواؤُها؟! *** ما سرُّها في صحوِها وسباتِها؟!
جاءتْ ولم تسجدْ لربِّك سجدة *** وعقيدةُ التثليثِ في خلجاتِها!
جاءتْ كأن الدهرَ من أطرافِها *** يفري، وزادُ الشمسِ من نبضاتِها
لم تُلهِهَا الأزياءُ في أسواقها *** وتماوجُ الألوانِ في موضاتها
أو يغرِها لهوٌ، وحبٌّ عابثٌ *** تتقطع الآمالُ في نزواتها
لم تنشغلْ بحواجب ومخالبٍ !! *** أو صنعةٍ في خدّها و شفاتِها!!
نفحاتُ مَعْملِها المعتَّقِ عطرُها *** وحُليُّها في طُرسِها ودواتِها
جاءت من الغرب المُطمّى في الخنا *** والخزيُ مسطورٌ على ورقاتِها
وأتت إلى أرض الجزيرة علّها *** تُنْهي إلى المنشودِ من غاياتِها
فأتتْ لها ذاتُ الحجابِ فلم تجدْ *** الاّ سناءَ الطُّهرِ تحتِ عباتِها
وأتتْ لها ذاتُ الخمارِ فحلّقت *** بصفائها، وتعلّقت بصفاتِها
وأتت لها بنتُ العفافِ فأُدْهشَتْ *** للدّرةِ الزَّهراءِ في صدفاتها
ومضتْ شهورٌ والمدادُ معطّلٌ *** إلا بطيبِ ثنائِها وسماتِها
والدفترُ الملهوفُ يبدو ناصعاً *** كثرى الجزيرةِ طاهراٍ .. كَبَنَاتِها
وتربّعَ الإحباطُ في خطراتِها *** وتفحّمَ الإصرارُ من زفراتِهِا
وتساءلتْ: يا أيها الأرض افصحي! *** ما سرُّ هذا الطُّهرِ في جنباتِها ؟!
فأتى الجواب: هنا العقيدةُ أشرقتْ *** أنوارُها .. والطهرُ من ثمراتِها
وهنا العيونُ الغافلاتُ عن الهوى *** الخاشعاتُ بصومِها وصلاتِها
وهنا النفوسُ المذعنات لرّبها.. *** عن جَذْبةِ الدّنيا وعن لذّاتِها
هنّ الحياةُ لروح أكرمِ أمّةٍ *** وعُرى حضارتِها وطوقُ نجاتها
فتسمّرت حيرى الفؤاد، وعقلُها *** يُصغي إلى سنن التقى ودعاتِها
وتبلّج البرهانُ في وجدانِها *** وتخضّب القرطاسُ من عبراتها
واستجمعت تتلو الشهادة حُرّة *** والكونُ مبتهجٌ على كلماتِها
وترعرعَ الإيمانُ في أعماقِها *** والنور ياللنور في قسماتها
ومضتْ وفي دمِها "نتائج بحثها" *** والطهرُ عنوانٌ على "ندواتها"
يا أمتي نطَقَ الدَّعيُ فأسكتي *** أبواقَ نارِ جهنّمٍ ودُعاتِها
قومي بشرعِكِ فالحجابُ فضيلة ٌ *** ومكارم الأخلاقِ طوقُ نجاتها
للنفس في ظلّ الشريعةِ جُنّة ٌ *** والدّاءُ كل الداءِ في شهواتِها..


المصدر: لجينيات
المشاهدات 1776 | التعليقات 0