قصة حاطب والتجسس الدولي
إبراهيم بن سلطان العريفان
1434/05/10 - 2013/03/22 09:21AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوة الإيمان والعقيدة ... في حادثة عظيمة مرت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أكمل الرسول صلى الله عليه وسلم استعداده للسير إلى فتح مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها أجراً على أن تبلغه إلى قريش، فجعلته في ضفائر شعرها، ثم خرجت به إلى مكة، ولكن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم بما صنع حاطب، فأرسل النبي عليه الصلاة والسلام عليًّا والزبير والمقداد ليدركوا المرأة ويأخذوا منها الكتاب، فإذا فيه: "من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا حاطب ما هذا! ) قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، يقول: كنت حليفاً، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما إنه قد صدقكم ) فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال ( إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) فأنزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) فقضى صلى الله عليه وسلم على هذه المحاولة، ولم يصل قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين وسيرهم لفتح مكة.
إن الخطأ الذي اقترفه هذا الصحابي الجليل ليس بالخطأ اليسير، إنه يسمى في قوانين العالم الآن بالخيانة العظمى، والتي يكون عقابها الإعدام، فإن به كشف لأسرار لو وصلت إلى الأعداء ربما أحدثت كارثة ومجزرة للصحابة لا يعلم حجمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن الله سلَّم. وهذا الصحابي الجليل ليس من عوام الصحابة، بل هو من خاصتهم، ومن أولي الفضل منهم، ومن الذين كانوا يستشارون في عظائم الأمور، إنه من أهل بدر، ويكفي هذا شرفاً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
عباد الله ... الخيانة خلق ذميم وخصلة قبيحة لا ترضاها النفوس السليمة، بل النفوس الضعيفة المريضة هي التي ترتضي خلق الخيانة. الخيانة من أخلاق اليهود والمنافقين. الخيانة خصلة ذميمة تسبب انعدام الثقة بين أفراد المجتمع المسلم لذلك نهى الله عنها فقال ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) .
عباد الله ... للخيانة أنواع وأشكال ... منها خيانة الوطن. ولسنا نعني بخائن الوطن من يبيع بلاده بثمن بخس بل خائن الوطن من يكون سببًا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن، بل من يدع قدمي العدو تستقر على تراب الوطن وهو قادر على زلزلتها، فهو خائن، وفي أي لباس ظهر، وعلى أي وجه انقلب.
خائن الوطن عنده ضعف الانتماء للوطن . فالانتماء الصادق للوطن من الفطرة ومن الدين، ومن ضعف انتماؤه اختلت فطرته، وضعف دينه، فالناس مجبولون على حب أوطانهم. هذا المفهوم صحيح يؤيده الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ( ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ ). ولقد عدَّد العلماء بعض الأشياء التي يحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يحبُّ عائشةَ، ويحبُّ أَبَاهَا، ويحبُّ أسامةَ، ويحب سبطَيْه، ويحب الحلواء والعسل، ويحب جبل أُحُدٍ، ويحب وطنه. وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية ( باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا ).
كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه. فحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص. في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكةَ أو أشدَّ ).
إن خيانة الوطن خسارة للدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يطبع المؤمن على كل خلق، ليس الخيانة والكذب (وفي الآخرة ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان ).
عباد الله ... خائن الوطن محتقر حتى في عيون من وظفوه، يروى أن نابليون في حربه مع النمسا استفاد من معلومات قدمها له ضابط نمسوي، ولما جاء الضابط يطلب مكافأته، رمى له بصرة من الذهب على الأرض، فقال النمساوي: ولكني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور. فأجابه "نابليون" هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلاً يخون بلاده.
فاتقوا الله – عباد الله – وقوموا بما أوجب الله عليكم من السمع والطاعة لولي أمركم وحاكم بلادكم.
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... قديما قالوا : مثل من باع بلاده وخان وطنه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه. والتاريخ يشهد لهذا القول: أين أبو رِغال، وابن العلقمي، وابن نصير الدين الطوسي، بل أين أحمد جلبي!!
أبو رِغال من أهل الطائف الذين كان يدُلّ أبرهة على طريق مكة ليهدم الكعبة، فخرج معهم ومات في الطريق، وهو الذي يرجم قبره.
أما ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي، فقد سهلا دخول التتار لبغداد، وأعانا هولاكو، وقد كان ابن العلقمي وزيرا للمستعصم ، وكان رافضيا شيعيا، أضعف الجيش، وراسل هولاكو ورغبه في دخول بغداد، وكشف له أسرار جيش الخلافة، وخدع الخليفة فخرج للصلح مع هولاكو في سبعمائة من كبار القوم، فقتلهم هولاكو جميعا ولم يرجع منهم أحد، والثاني ابن نصير الدين الطوسي شيعي إسماعيلي قدم مع هولاكو، حيث انضم له بعد سقوط قلعة الألموت.
وأما أحمد جلبي.. شيعي عراقي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، كان عميلا أمريكيا، أعلنت أمريكا أنها دعمته بـ 90 مليون دولار لإسقاط نظام صدام، وكان سببا في دخول أمريكا للعراق.
وفي هذا الاسبوع تعلن وزارة الداخلية عن تورط (16) شخصًا بالتعاون مع لبناني وإيراني في خلية تجسسية لمصالح دولة ما. من خلال تزويدها بمعلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل بشأنها مع بعض الجهات الاستخباراتية في تلك الدولة التي يعملون لصالحها.
وبحسب المعلومات فإن اللبناني والإيراني والخونة الـ16 من المواطنين كانوا يعملون على تبادل المعلومات فيما بينهم، وتمرير التوجيهات بهدف جمع معلومات مهمة وحساسة وتقديمها لمصلحة دولة ما.
وللأسف .. فإن هؤلاء المواطنين يتقلدون مناصب عالية ووظائف سامية، تربوا على أرض الوطن وترعرعوا في أمنها وأمانها، ثم يغدرون بها.
وقد أصدر أفراد من المذهب الشيعي في الأحساء والقطيف بيان ينفون التهمة عن هؤلاء، واتهموا السلطات باستغلال التوتر الطائفي المتفاقم في المنطقة. فما أشبه اليوم بالبارحة.
عباد الله ... في هذه الحروب ينشط عمل التجسس ,فيكون أقوى سلاح معتمد كوسيلة للسيطرة على الهدف، وقيل قديمًا : أذكاء العيون انفى للظنون. فالجاسوسية منظمة تؤلفها الدول في بلادها لتتجسس لها الأخبار وتستطلع الأسرار .وتأتيها بها .
فنسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد ... اللهم احفظنا بالإسلام قياماً وبالإسلام قعوداً وبالإسلام رقوداً ولا تشمت بنا عدواً ولا حسوداً. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه وأعز به الإسلام وألف بينه وبين رعيته يا رب العالمين. اللهم وحد صفنا واجمع كلمتنا على ما تحب وترضى. اللهم يا منـزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم اليهود والنصارى ومن عاونهم واشدد وطأتك عليهم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوة الإيمان والعقيدة ... في حادثة عظيمة مرت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أكمل الرسول صلى الله عليه وسلم استعداده للسير إلى فتح مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها أجراً على أن تبلغه إلى قريش، فجعلته في ضفائر شعرها، ثم خرجت به إلى مكة، ولكن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم بما صنع حاطب، فأرسل النبي عليه الصلاة والسلام عليًّا والزبير والمقداد ليدركوا المرأة ويأخذوا منها الكتاب، فإذا فيه: "من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا حاطب ما هذا! ) قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، يقول: كنت حليفاً، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما إنه قد صدقكم ) فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال ( إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) فأنزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) فقضى صلى الله عليه وسلم على هذه المحاولة، ولم يصل قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين وسيرهم لفتح مكة.
إن الخطأ الذي اقترفه هذا الصحابي الجليل ليس بالخطأ اليسير، إنه يسمى في قوانين العالم الآن بالخيانة العظمى، والتي يكون عقابها الإعدام، فإن به كشف لأسرار لو وصلت إلى الأعداء ربما أحدثت كارثة ومجزرة للصحابة لا يعلم حجمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن الله سلَّم. وهذا الصحابي الجليل ليس من عوام الصحابة، بل هو من خاصتهم، ومن أولي الفضل منهم، ومن الذين كانوا يستشارون في عظائم الأمور، إنه من أهل بدر، ويكفي هذا شرفاً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
عباد الله ... الخيانة خلق ذميم وخصلة قبيحة لا ترضاها النفوس السليمة، بل النفوس الضعيفة المريضة هي التي ترتضي خلق الخيانة. الخيانة من أخلاق اليهود والمنافقين. الخيانة خصلة ذميمة تسبب انعدام الثقة بين أفراد المجتمع المسلم لذلك نهى الله عنها فقال ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) .
عباد الله ... للخيانة أنواع وأشكال ... منها خيانة الوطن. ولسنا نعني بخائن الوطن من يبيع بلاده بثمن بخس بل خائن الوطن من يكون سببًا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن، بل من يدع قدمي العدو تستقر على تراب الوطن وهو قادر على زلزلتها، فهو خائن، وفي أي لباس ظهر، وعلى أي وجه انقلب.
خائن الوطن عنده ضعف الانتماء للوطن . فالانتماء الصادق للوطن من الفطرة ومن الدين، ومن ضعف انتماؤه اختلت فطرته، وضعف دينه، فالناس مجبولون على حب أوطانهم. هذا المفهوم صحيح يؤيده الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ( ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ ). ولقد عدَّد العلماء بعض الأشياء التي يحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يحبُّ عائشةَ، ويحبُّ أَبَاهَا، ويحبُّ أسامةَ، ويحب سبطَيْه، ويحب الحلواء والعسل، ويحب جبل أُحُدٍ، ويحب وطنه. وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية ( باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا ).
كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه. فحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص. في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكةَ أو أشدَّ ).
إن خيانة الوطن خسارة للدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يطبع المؤمن على كل خلق، ليس الخيانة والكذب (وفي الآخرة ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان ).
عباد الله ... خائن الوطن محتقر حتى في عيون من وظفوه، يروى أن نابليون في حربه مع النمسا استفاد من معلومات قدمها له ضابط نمسوي، ولما جاء الضابط يطلب مكافأته، رمى له بصرة من الذهب على الأرض، فقال النمساوي: ولكني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور. فأجابه "نابليون" هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلاً يخون بلاده.
فاتقوا الله – عباد الله – وقوموا بما أوجب الله عليكم من السمع والطاعة لولي أمركم وحاكم بلادكم.
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... قديما قالوا : مثل من باع بلاده وخان وطنه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه. والتاريخ يشهد لهذا القول: أين أبو رِغال، وابن العلقمي، وابن نصير الدين الطوسي، بل أين أحمد جلبي!!
أبو رِغال من أهل الطائف الذين كان يدُلّ أبرهة على طريق مكة ليهدم الكعبة، فخرج معهم ومات في الطريق، وهو الذي يرجم قبره.
أما ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي، فقد سهلا دخول التتار لبغداد، وأعانا هولاكو، وقد كان ابن العلقمي وزيرا للمستعصم ، وكان رافضيا شيعيا، أضعف الجيش، وراسل هولاكو ورغبه في دخول بغداد، وكشف له أسرار جيش الخلافة، وخدع الخليفة فخرج للصلح مع هولاكو في سبعمائة من كبار القوم، فقتلهم هولاكو جميعا ولم يرجع منهم أحد، والثاني ابن نصير الدين الطوسي شيعي إسماعيلي قدم مع هولاكو، حيث انضم له بعد سقوط قلعة الألموت.
وأما أحمد جلبي.. شيعي عراقي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، كان عميلا أمريكيا، أعلنت أمريكا أنها دعمته بـ 90 مليون دولار لإسقاط نظام صدام، وكان سببا في دخول أمريكا للعراق.
وفي هذا الاسبوع تعلن وزارة الداخلية عن تورط (16) شخصًا بالتعاون مع لبناني وإيراني في خلية تجسسية لمصالح دولة ما. من خلال تزويدها بمعلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل بشأنها مع بعض الجهات الاستخباراتية في تلك الدولة التي يعملون لصالحها.
وبحسب المعلومات فإن اللبناني والإيراني والخونة الـ16 من المواطنين كانوا يعملون على تبادل المعلومات فيما بينهم، وتمرير التوجيهات بهدف جمع معلومات مهمة وحساسة وتقديمها لمصلحة دولة ما.
وللأسف .. فإن هؤلاء المواطنين يتقلدون مناصب عالية ووظائف سامية، تربوا على أرض الوطن وترعرعوا في أمنها وأمانها، ثم يغدرون بها.
وقد أصدر أفراد من المذهب الشيعي في الأحساء والقطيف بيان ينفون التهمة عن هؤلاء، واتهموا السلطات باستغلال التوتر الطائفي المتفاقم في المنطقة. فما أشبه اليوم بالبارحة.
عباد الله ... في هذه الحروب ينشط عمل التجسس ,فيكون أقوى سلاح معتمد كوسيلة للسيطرة على الهدف، وقيل قديمًا : أذكاء العيون انفى للظنون. فالجاسوسية منظمة تؤلفها الدول في بلادها لتتجسس لها الأخبار وتستطلع الأسرار .وتأتيها بها .
فنسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد ... اللهم احفظنا بالإسلام قياماً وبالإسلام قعوداً وبالإسلام رقوداً ولا تشمت بنا عدواً ولا حسوداً. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه وأعز به الإسلام وألف بينه وبين رعيته يا رب العالمين. اللهم وحد صفنا واجمع كلمتنا على ما تحب وترضى. اللهم يا منـزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم اليهود والنصارى ومن عاونهم واشدد وطأتك عليهم.