قصة أسير فلسطيني أمضى عشرين سنة في سجون الاحتلال، مؤثرة جدا

[align=justify]
بعد أن أمضى ما يقارب العشرين عامً في العزلالانفرادي
الأسير المحرر "عويضة كلاب" هل سيعود الإنسان الذى كان قبل الأسر؟!

هبة حمدان

عندما يمضى الإنسان أكثر من ثلاثة وعشرون عاماً بالأسر جلها في العزل الانفرادي وما أدراك ما هو العزل الانفرادي زنزانة لا تتعدى الأمتار تكفى بأن يجلس بها الشخص على شكل القرفصاء مع إضاءة خافتة تثير الأعصاب لا تتحدث مع أي شخص ولا تسمع لحديث إنسان آخر تخيل نفسك عزيزي القارئ في هذا الوضع لأسبوع متواصل أو حتى ليوم واحد ماذا سيكون وضعك؟ فكيف من أمضى العشرين عاماً في الأسر فلا لوم عليه إن نسى الملامح البشرية لمن هم حوله.
"نساء من أجل فلسطين" توجهت لبيت الأسير المحرر "عويضة كلاب" وأعدت التقرير التالي:

بطاقة تعريفية
عويضة كلاب من سكان منطقة الشيخ رضوان بقطاع غزة, اعتقل في العام 1988بعد أن القى قنبلة على تجمع جنود فقتل منهم 6 عام 1988وكان بصحة جيدة وبكامل قواه العقلية والجسمانية، وحكم عليه بالمؤبد أربعة مرات، وتنقل بين السجون والزنازين الانفرادية، ومورس بحقه أقصى أنواع التعذيب والإهانة ، وحرم من أبسط حقوقه وتعريضه للضغط النفسي والجسدي, فأصابته عدة أمراض نفسيةوتدهورت حالته خلال تلك الفترة حتى فقد أهليته بشكل تام.
أخته الكبرى "فاطمة كلاب" من سكان خانيونس كانت متواجدة في بيته بالشيخ رضوان بغزة لاستقبال المهنئين بعودته من سجون الاحتلال قالت "زرت أخي في سجن السرايا قبل أن يحول إلى داخل سجون الاحتلال عدة مرات بعد أن حكم عليه بأربعة مؤبدات إثر عملية عسكرية نفذها في جيب صهيوني أدت لمقتل ستة جنود .
وأضافت أن عويضة ترتبه الثالث بين إخوته وعن سر المرأة التي كانت تجلس بجواره يوم المهرجان في ساحة الكتبة الخضراء أجابت أنها زوجة أخيه الكبيرة وليست أمه لكنها بمثابة والدته فهي من ربته منذ كان صغيراً وربت ابنه وبنته بعد أن دخل السجن .

أين أمي؟!
وتابعت أخته بأن أول شخص سأل عنه عويضة أمي قال:" أين أمي" حاولنا بالتدريج إخباره بأنها توفيت منذ مدة طويلة فهي أصيب بالمرض وهو في العزل الانفرادي ولم نستطع أن نبلغه بذلك كانت أمنية والدتي أن تكتحل عينيها برؤيته ولو للحظات بسيطة لكن لم يقدر لها ذلك ولم تره نهائياً منذ حكم عليه بالسجن وعندما أبلغناه أنها توفيت بكى بشدة وكأنه طفل صغير فقد أعز أحبابه.


ما زال يعيش العزل


وأشارت أخته إلى أنه توجه إلى الطبيب ونصحه بعدة جلسات أخرى فهو منذ أن خرج من السجن حالته الصحية لا تسر يتعب من الأكل لأن معدته غير معتادة على الطعام وتصيب جسده رعشة لا يستطيع التحكم بها فسر الطبيب سببها بأنها ترجع لإصابة ألمت بالجهاز العصبي لديه وهو بالسجن وتتابع أخته نلاحظ على عويضة أن جلسته غير طبيعية فمعظم الوقت يجلس كالقرفصاء كمان كان يجلس في زنازين العزل الانفرادي ونحاول كل يوم أن ندلك جسده بالزيت مع التدليك الطبيعي لأطرافه .
وهمست بصوت منخفض عندما رأيته لأول وهلة لم أعرفه فهذا ليس أخي عويضة الذى عهدته مع ذلك يبقى الأمل بأن يعود كما كان فالكلمة التى على لسانه ولا تفارقها " الحمد لله " في بعض الأحيان لا يعرف الناس ويكون جالس وبصره شاخص.
أما زوجة ابنه الوحيد عاصف قالت:" أن أب زوجها من الجهة العقلية سليم جداً فهو يتذكر كل شيء في الحياة التي عاشها قبل الأسر وعندما يسألوه كم كان عمر ابنك عندما سجنت يجيب أربعون يوماً لكنه وجد صعوبة في ربط شخصية ابنه مع مرور الأعوام بالواقع فهو لم يراه منذ كان في عمر العامين بسبب العزل الانفرادي في سجن العدو.


علاج نفسي وصحي


وتتابع زوجة ابنه بأن الأسير المحرر عويضة لا يحب أن يرى باب أو شباك مغلق وأن أول يوم دخل به البيت كان يخجل من التعامل مع أهل البيت جلس وحيداً في غرفته ورفض الاختلاط بالجميع لا يحب الأعداد الكبيرة من الناس ويحاول كثيراً أن يخبأ وجهه بكفيه وتتعبه جلسة الكرسي لأن جسده أخذ على جلسة القرفصاء مضيفة أنهم زاروا طبيب نفساني وأشار إلى أن الأعراض السابقة بسبب العزل الانفرادي الذى قطعه عن التواصل مع العالم الخارجي ونصحهم باتباع جدول مخصص لتخطى الحالة النفسية التي وضعه بها الاحتلال فجميع التعاملات والطعام تتم على أنه طفل صغير مع المحاولة على دمجه بالمجتمع تدريجياً فالطعام عبارة عن شوربات خفيفة ثم طعام خفيف الى أن يستطيع معدته هضم الطعام الطبيعي أما عن التعاملات فنصحنا أن نفتح الشباك ثم الباب ثم نخرجه للشارع ثم للمنتزه ثم لزيارة الأهل وهكذا.
هذا غيض من فيض من قصص طوتها زنازين الاحتلال الصهيوني على مدار أعوام, ومع تحرير الأسرى خرجت قصة الأسير المحرر" عويضة كلاب" لتروى للعالم تفاصيل بشاعة الاحتلال في الحط من كرامة الإنسان الفلسطيني ولتكون حالة الأسير المحرر عنواناً للتحدي للعالم الخارجي كما كان عنواناً للتحدي داخل سجون الاحتلال.
[/align]
المشاهدات 5036 | التعليقات 0