قرضية العلم والحج

1433/10/12 - 2012/08/30 14:13PM
[align=justify]الخطبة الأولى:
عباد الله:قَالَ الله تَعَالَى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[المجادلة:11 ]
والنبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:«وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
والدعوة إلى العلم والمعرفة عامة لكل أحد، شاملة لميادين الحياة ومجالاتها التي تصلح بها الأفراد والمجتمعات .
عباد الله:مضت أيام الإجازة وانقضت ، والأيام إذا انصرفت لا تعود ،انقضت الإجازة ، واستفاد منكم من استفاد وخسر منكم من خسر ، كم من شاب رأيناه في الإجازة نهل من علوم العلم المختلفة ، فذلك يتلو كتاب الله ويحفظه وآخر عكف على أحاديث السنة يحفظها ويسمع شرحها وثالث ثنى ركبته عند العلماء ينهل من علومهم ويتعلم منهم السمت والأدب والأخلاق الرفيعة وآخرون التحقوا بدورات تدريبية في العلوم المختلفة ، فهنيئاً لمن استفاد من الإجازة راحة وعمل ،هذه الإجازة قد ولت وها هي الدراسة قد أقبلت فافتحوا صفحة جديدة بيضاء واستغفروا ربكم على ما فات .
عباد الله:إننا جميعا نستقبل غدا بداية عامٍ دراسي جديد، يتوافد غدا جموعُ الطلاب كباراً وصغاراً إلى المدارس، منهم من يخط مرحلة جديدة في التعليم، ومنهم من قطع فيه شوطا ومنهم من هو متجه إلى الجامعات لإكمال الدراسة فيها، فالكل يتوافد والكل يسارع إلى المدارس يقصدها للنهل من العلوم المختلفة والتزود منها.
عباد الله : اعلموا أنَّ علْمَ الشريعة ليس منَ الأمور التي هي خاضعة لمشيئة العبد، إن شاء طلبَه، وإن شاء ترَكَه؛ بل إنَّ مِن علوم الشرع ما هو فرْض عيْن على كلِّ مُسلم ومسلمة، ولا يحلُّ لمسلم أبدًا ترْكه، ولا التفريط فيه .
ونقل ابن عبدالبر - رحمه الله - في كتابه "جامع بيان العلم وفضله": إجماع أهلِ العلم على أن من علوم الشريعة ما هو فرْض عين، فلا يحلُّ التفريط في تعلُّمِه، فمَن فرَّط في تعلُّمه فهو آثمٌ، ولا شك، وهو مُعَرَّضٌ لعقوبة الله، ولا شك .
ومن ذلك:العلم بأركان الصلاة وشروطها ومُستحباتها وواجباتها، والعلم بما يفسد الصيام، وبما لا يتم الصيام إلا به، ناهيك عنْ وُجُوب تعلُّم كل مسلم ومسلمة عينًا ما يتعلَّق بتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، إلى غير ذلك منَ الأُمُور التي لا يحلُّ التفريط فيها أبدًا بحالٍ .
عباد الله :مقولة خاطئة يقولها الآباء للمعلمين ( لكم اللحم ولي العظم )فيترك الابن للمعلم وينساه إلى أن يخرج من المرحلة الأولى كاملة ولا يعلم ما حاله وكيف أحواله وهذا ينطبق على البنت أيضا والله المستعان ، فليعلم الجميع من آباء وأمهات ومعلمين ومربين ، أن مفتاح التفوق لكل طالب هو المدرس فهو الطريق الأول لسير الطالب أو الطالبة إما أن يتفوق أو أن يتأخر طول حياته فلماذا المدرس هو أول المفاتيح ؟
لأن الطالب في مراحله الأولية يدخل إلى المدرسة وهو خائف متردد ترتعد فرائصه لأنه يسير إلى المجهول فإذا تعلق بالمدرس استحوذ على عقله وفكره فهو يراه القدوة ويراه الشخص الذي يدله على بر الأمان يثق به ويطيعه طاعة عمياء فالله الله لا يستغل المدرس الطالب في مصالحه الشخصية ، فإن على عاتق المدرس تقع أمانة عظمى وهي :
تدريس طلابه في هذه المرحلة ووضعهم على الطريق الصحيح ومساعدة الطالب الضعيف للحاق بركب المتفوقين والأذكياء ولا يزرع ولا يثير بينهم البغضاء والسخرية ، فالمدرس يجب أن يكون قدوة حسنة في جميع أحواله أمام الطلاب،يستمد تعاليمه من معلم البشرية الرحمة المهداة والقدوة الحسنة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، والملاحظ وكثير أن الطالب يتذكر أن المدرس صاحب الأخلاق العالية يُذكر ولا يُنسى يشكر ولا يُنكر ويدعى له بالخير ودائما في كل لقاءاته ومجالسه أعني بذلك الطالب يقول كان معلمي يقول كذا وكذا الله يذكره بالخير وعلى النقيض من ذلك يُنسى صاحب الخلق الفظ وإذا تذكره أو ذُكِّر به فإنه يَذكُرُهُ باشمئزاز ويتجاهله وقد يقول الله يسامحه ، فالله الله أيها المعلمون اجتهدوا في غرس الفضيلة بين أبنائنا وبناتنا ، اجعلوا لكم الذكر الحسن ربوهم على تطبيق الحديث«إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»رواه مسلم .
وحببوا لهم الإيمان وزينوه في قلوبهم وحثوهم عليه وكرهوا إليهم الشرك والكفر والنفاق والمنكرات ، ربوهم على الصدق والوفاء بالوعد اجعلوهم هداة مهتدين أنيروا لهم الطريق الصحيح ، ليصبح الطالب ثمرة صالحة لوالديه ولمدرسيه ونافعا لوطنه وأمته ، علموهم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته الأطهار ازرعوا فيهم حب كل متبع للسنة وحب كل مقتد بها اغرسوا فيهم حب الوطن وولاة الأمور علموهم الأخوة الصحيحة .
يأيها المعلمون اتقوا الله في أبناء المسلمين اصبروا وتصبروا وصابرو فالمهمة أصعب والأمانة أعظيم ، والثمرة بإذن الله نافعة مفيدة.
أقول قولي هذا .....

الخطبة الثانية :
عباد الله:قَالَ الله تَعَالَى:{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:27].وقَالَ الله تَعَالَى :{وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ } [ آل عمران : 97 ]
عباد الله: ونحن الآن في أشهُرَ الحج التي جعلها الله ميقاتاً للإحرام به والتلبس بنسكه، قَالَ الله تَعَالَى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197]. يخبرُ تعالى أنَّ الحجَّ يَقَعُ في أشهُرَ معلومات وهي شوال وذو القعدة وعشرةُ أيام من ذي الحجة، وقال تعالى: (معلومات)؛ لأنَّ النَّاس يعرفونها من عهدِ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، فالحجُّ وقتُهُ معروفٌ لا يحتاج إلى بيان كما احتاج الصيام والصلاة إلى بيان مواقيتهما. وقوله تعالى:{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ}معناه: مَنْ أحرمَ بالحجِّ في هذه الأشهر سواءٌ في أولها أو في وسطِها أو في آخرها، فإنَّ الحج الذي يحرمُ به يصير فرضاً عليه، يجب عليه أداؤه بفعل مناسكه ولو كان نفلاً، فإن الإحرام به يصيره فرضاً عليه لا يجوز عليه رفضه ، فبادروا – عباد الله - لأداء ركن الحج والذي هو من أركان الاسلام «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ »متفقٌ عَلَيْهِ .
ألا وصلوا عباد الله ....
[/align]
المشاهدات 1917 | التعليقات 1

مرفقات الخطبة

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/2/6/9/فرضية%20العلم%20والحج%20.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/2/6/9/فرضية%20العلم%20والحج%20.doc