قُرْآنُ الْفَجْرِ 19/2/1446هـ
خالد محمد القرعاوي
1446/02/16 - 2024/08/20 19:23PM
قُرْآنُ الْفَجْرِ 19/2/1446هـ
الحمدُ لله مُجزِلِ العَطَايا وَدَافِعِ النِّقمِ، أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ يَعلَمُ الخَفَايا ومَا فِي الظُّلَمِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَيرُ الأَنَامِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه، وعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ وَمَنْ سَارَ على نَهجِهِ على الدَّوامِ. أمَّا بَعدُ: فَيَا مُسلِمُونَ، اتَّقوا اللهَ تَعالى وَأطِيعُوا أمْرَهُ, إخْوانِي فَجْرُ الأَحَدِ الْمَاضِي فَجْرٌ مُمَيَّزٌ! قَدْ تَتَسَاءلونَ! مَا الأَمْرُ؟ فَالجَوَابُ أَنَّ بِهِ تَضَاعَفَ عَدَدَ الْمُصَلِّينَ! وَازْدَنَتِ الْمَسَاجِدُ بِهِمْ! واللهِ لَقَدْ فَرِحْنَا بِهِمْ, وَقُلْنَا أَفْلَحَتِ الوُجُوهُ, وُجُوهٌ مَعْرُوفَةٌ وَمَأْلُوفَةٌ, فَبَارَكَ اللهُ بِدِرَاسَةٍ تَجْمَعُنَا, وَبِأَيَّامِ عَمَلٍ تَلُمُّ شَعَثَنَا, حَقًّا بَرَكَاتُ العِلْمِ والعَمَلِ كَثِيرَةٌ.
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ اسْتَبْشَرْنَا أنْ كَانَتْ صَلاةُ فَجْرِ ذَلِكَ اليَومِ فَاتِحةً لِعَامٍ دِرَاسِيٍّ جَديدٍ وسَعيدٍ، فَدِيُنُ اللهِ يُربِّي أَهلَهُ أَنْ يَبدؤُوا يَومَهُم بالطَّاعةِ والإقبالِ على اللهِ!
إخْوَانِي: كَلِمَاتُ نُصْحٍ وتَذكيرٍ فَهَلاَّ فَتَحنا لَها قُلوبَنَا؛ وأيقَنَّا أنَّا نَحنُ الْمَقصُودُونَ لا غَيرُنا! أخي: قارِنْ بينَ عَدَدِ الْمُصَلِّينَ وَقْتَ الفَجْرِ وغَيرِهَا مِن الصَّلواتِ؟ سَتَرَى عَجَبًا, وَأَمْرَا مُرهِقَاً! أَخي الْمُصَلِّي: استَمِعْ إلى فَضْلِ صَلاةِ الفَجرِ وَمَكَانَتِها, عَلَّها تُنَشِّطُ هِمَّتَنَا, وتَطْرُدُ عَنَّا الشَّيطَانَ وَالكَسَلَ, يقُولُ أصدَقُ القَائِلينَ: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِين . صَلاَةُ الفَجْرِ مَجْمَعُ الْمَلائِكَةِ الكِرامِ وَمحفَلُ الخَيرِ والطَّاعَةِ؟ قالَ اللهُ تَعَالى عَنْهَا: أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا :{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: صَلاةُ الفَجْرِ! قَالَ أَبُو هُريرةَ قالَ رَسُولُ اللهِ : (يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وملائِكَةٌ بِالنَّهَار، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فَيسْأَلُهُمُ اللَّهُ وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون) متفقٌ عليه. عبادَ اللهِ: صَلاةُ الفَجْرِ نَشَاطٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَرْكُ الفِرَاشِ ونَفْضُهُ انْتِصَارٌ على النَّفْسِ والشَّيطَانِ الرَّجِيمِ! في الصَّحيحينِ عن أبي هريرةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: (يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قَافِيةِ رأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلِّ عُقْدَةٍ مَكانَها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويلٌ فارْقُدْ، فإنِ اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللَّه تَعَالَى انْحَلَّت عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوْضأ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّها، فَأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وإلاَّ أَصْبحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ). حُقَّ لِلشَّيطَانِ أنْ يَبُولَ في أُذُني ذَلِكَ الْمُتَخَلِّفِ وَيَجْثُمَ عليهِ! ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ: «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ». أَوْ قَالَ: «فِي أُذُنِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
هَلْ تَعلَمُ أيُّهَا الْمُوَفَّقُ: أنَّ أَهلَ الفَجْرِ فِي ذِمَّةِ اللهِ وحِفظِهِ وَرِعايَتِهِ وَجِوَارِهِ؟!قالَ رَسُولُ اللهِ :(منْ صَلَّى الصُّبْحَ فهُوَ في ذِمَّةِ اللَّهِ، فَانْظُرْ يَا ابنَ آدَمَ لاَ يَطْلُبنَّكَ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيءٍ) . صَلاةُ الفَجْرِ بَرَكَةٌ لِعُمُرِكَ فَأَبْشِرْ بِدُعاءِ رَسُولِ الله ِ حينَ قَالَ: (اللهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا) رواه التِّرمِذِيِّ. وأبشِر كَذَلِكَ بالنُّورِ التَّامِ لَكَ يَومَ القِيامَةِ، فَهَا هُو نَبِيُّ الرَّحمَة ِ يَقُولُ: (بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
يا مُسلِمُونَ: صَلاةُ الفَجْرِ مَفْتَاحٌ لِلْجَنَّةِ، قَالَ : (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها) يعْني الفَجْرَ والعَصْرَ رواهُ مُسلِمٌ.
فَأَينَكُم شَبَابَ الْمُسلِمينَ, ويا رِجَالَ الأَعمَالِ والْمُوظَّفِينَ, أَينَكُمْ يا أَصحَابَ الْمَحَلاَّتِ والعَامِلينَ؟ أَسألُ الْمَولى أنْ يَجْعَلَنا مِمَّن يَستَمِعُ القَولَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ, وأنْ يَجعَلَ عِلمَنا حُجَّةً لَنا لا علينا, وأستغفرُ اللهَ لي ولكم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاستغفِرُوهُ، إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية/
الحمدُ للهِ: يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَات . أَشهدُ ألَّا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ، اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عليهِ, وعلى آلِهِ وَأصحابِهِ ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الْمَمَاتِ. أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ . أَيُّهَا الْمُسلِمُونَ: مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيرًا رَزَقَهُ قَلبًا حَيًّا، يَألَفُ الحَسَنَةَ فَيَندَفِعُ لِفِعْلِهَا، وَيَأْنَفُ مِنَ السَّيِّئَةِ فَيَنْكَفُّ عَن اقتِرَافِهَا، قَالَ أَحَدُ السَّلَفِ: "إِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ يَعمَلُ الحَسَنَةَ فَاعلَمْ أَنَّ لها عِندَهُ أَخَوَاتٍ، وَإِذَا رَأَيتَهُ يَعمَلُ السَّيِّئَةَ فَاعلَمْ أَنَّ لها عِندَهُ أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ الحَسَنَةَ تَدُلُّ عَلَى أُختِهَا، وَإِنَّ السَّيِّئَةَ تَدُلُّ عَلَى أُختِهَا".
عِبَادَ اللهِ: نَقُولُ هَذَا الكَلام: لأَنَّنَا نَرَى قُصُورًا في شَعِيرَةٍ عَظِيمةٍ, وَعِبَادَةٍ جَلِيلَةٍ، هِيَ جُزءٌ مِن صَّلَوَاتٍ مُتَكَامِلَةِ البُنيَانِ، لا تَنفَكُّ صَلاةٌ عَنْ أُختِهَا، قَالَ :(خَمسُ صَلَوَاتٍ افتَرَضَهُنَّ اللهُ تَعَالى نعم إنَّها خَمسُ صَلَوَاتٍ, فَلِمَ صارت عندَ بَعضِنا ثَلاثَاً أو أربعاً؟!.خَمسُ صَلَوَاتٍ افتَرَضَهُنَّ اللهُ تَعَالى، مَن أَحسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلاَّهُنَّ لِوَقتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللهِ عَهدٌ أَن يَغفِرَ لَهُ، وَمَن لم يَفعَلْ فَلَيسَ لَهُ عَلَى اللهِ عَهدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ).
بَلْ إنَّ رَسُولَنَا جَعَلَ التَّخَلُّفَ عَن الفَجْرِ علامَةٌ على النِّفاقِ! فَعَنْ أُبَىِّ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلاَةَ الصُّبْحِ فَتَفَقَّدَ رِجَالاً فَقَالَ: «أَشَهِدَ فُلاَنٌ؟». قِيلَ: لاَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ يَعْنِى صَلاَةَ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ مِنْ أَثْقَلِ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ. وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا».
أيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: صلاةُ الفجْرِ لا يَستَحِقُّهَا إلاَّ الأَبْرارُ الأَخْيَارُ فَكُنْ أَنْتَ مِنهُم ,فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى يُصَلِّيَ الْفَجْرَ كُتِبَتْ صَلاتُهُ يَوْمَئِذٍ فِي صَلاةِ الأَبْرَارِ، وَكُتِبَ فِي وَفْدِ الرَّحْمَنِ".
اللهُ أكبرُ: ليستْ هذهِ فَحَسْبٌ! بَلْ إنَّ صَلاةَ الفَجْرِ تَعدِلُ قِيامَ الَّليلِ كُلِّهُ؟! فَعَنْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ».
هنيئِاً لَكُم يأهلَ الفجْرِ: فَأَنتُم مَنْ سَيَرى رَبَّهُ يومَ القِيامَةِ لا غَيرُكُم! فَما أَعظَمَها مِن نِعمَةٍ, وَمَا أَسعَدَهَا مِن لَحظَةٍ! عَن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجَلِيِّ قَالَ: كُنَّا عِندَ النَّبِيِّ فَنَظَرَ إِلى القَمرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ: (إِنَّكُم سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَروْنَ هَذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلبُوا عَلى صلاةٍ قَبْل طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْل غُرُوبها فافْعلُوا) ثُمَّ قَرَأَ: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا متفق عليه.
هنيئِاً لَكُم يأهلَ الفجْرِ: فَنُفُوسُكُم مُنشَرِحَةٌ, وَوُجُوهُكم مُسْفِرَةٌ, ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ, زَادَكُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ وثَبَّتَكُم على صِراطِهِ الْمُستقيمِ. وَجَعَلَنا الله جَمِيعًا من الْمُتعاونينَ على البِرِّ والتَّقوى, ووَفَّقَنَا جَمِيعًا لِمَرَاضِيهِ، وَجَعَلَ مُستَقبَلَ حَالِنَا خَيرَا مِن مَاضِيهِ. اللهمَّ أقِرَّ عُيونَنا وأَسعِدْ قُلوبَنَا, بِصلاحِ شَبَابِنَا وَفَتَيَاتِنَا، اللهمَّ اجعلنا وذُرِّيَاتِنَا مُقيمِي الصَّلاةِ على الوجهِ الذي يُرضيكَ عنَّا، رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعَاءَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. اللهمَّ وفِّق ولاةَ أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهُم على البِرِّ والتقوى, وَاجْزِهِمْ خَيرًا عَلى خِدْمَةِ الإسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ. اللهم احمِ حُدُودَنا وانْصُر جُنودَنا وبلادَ الْمسلمينَ. اللهم اغفر لنا ولوالدِينا والمسلمينَ أجمعينَ. اللهمَّ اغْفِر لِلمؤمِنينَ والْمُؤمنَاتِ والْمُسلِمينَ والْمُسلمَاتِ الأحيَاءِ مِنهم والأَمواتِ, واغفر لنا ولوالدينا وذَرَا رِينا, رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق