قبل أن يدخل شهر رمضان-29-8-1438ه-إبراهيم العجلان-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1438/08/29 - 2017/05/25 17:01PM
[align=justify]
أما بعد: فمع اقترابِ شهر رمضانَ جديرٌ بنا أن نَقِفَ مع عملٍ صالحٍ أبرَّ وأتقى، وأزكى وأبقى، هو: إصلاح القلب.
ما أحوج هذه القلوب التي غزَتْها الشهوات والشبهات أن تَتعاهدَ وتُغسَل قبل موسمِ رمضان، لتذوق حقًا طعم رمضان، وتعيشَ صدقًا روحانية رمضان.
ما أسعدنا إذا دخل علينا رمضان وقلوبُنا تتلألأ بياضًا وطِيبة وطهارة، ذلك العمل الصالح، الذي ينفع صاحبه ويبقى [يوم لا ينفع مال ولا بنون*إلا من أتى الله بقلب سليم].
الكلُّ يطمح في رمضان لمغفرة الرحمن، وهل الصيامُ والقيامُ إلا لأجلِ بلوغِ هذا الهدفِ المنشود، وصاحبُ القلبِ السليمِ هو قريبٌ من نظِر الرحمن، فهو أقربُ وأحرى من غَيرِه بالرحمةِ والغفران، فالله-جل جلاله-لا ينظر إلى الصورِ والأشكال، وإنما ينظرُ إلى مستودعِ القلوب، ومكنوناتِ الصدور.
فشهرُ رمضانَ الذي أنزل فيه القرآنُ يحتاجُ إلى قلوب سليمة لتعيش مع هذا القرآن، يحتاج إلى قلوب نقية، تقلِّبها آيات الوعيد، فينبضُ لها القلب خاشعًا، وترتدُّ لها الجلود مُقشعرَّة، تعظيمًا وإجلالا لله الواحد القهار.
يحتاج إلى صدور تهفو لآيات الوعد، فتطير القلوب شوقًا لما عند الله [وما عند الله خير للأبرار].
شهر القرآن يحتاج إلى قلوب تَتَدَبَّر وتَتَفَهَّم وتتعقَّل معانيَ القرآن، تدبُّرٌ يُنتجُ عملا، وأولُّ عمل يورثه تدبُّر القرآن هو عمل القلب، بتعظيمه لمقام ربه، وخوفه ورجائه، وهذا هو حقُّ كلام الله، أن نعمل به في بواطننا في تعظيم ربنا، وأن نعمل به في ظواهرنا في الاستجابة لأمر خالقنا.
قال الحسن البصري: إن الله أنزل القرآن ليعمل به، فاتَّخذ الناس تلاوته عملا.
صاحبُ القلبِ السليمِ أهنأُ الناسِ عيشًا، وأعظمهم أجرًا في رمضان، فهذه المُضغة النقية التي يحملها بين جنبيه قد انعكس أثرُها على الجوارح، فلا لَغْوَ يلفظه الفَمُ، ولا خيانةَ ترسلها العين، ولا فُحْشَ تُصغي له الأذان، ولا شُحَّ تقبضه اليد، ولا خَنا تمشي له القدم، فهذه جوارحُ قد استقامتْ وما مالتْ باستقامة القلب قبل ذلك، وصدق من لا ينطق عن الهوى: (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فَسدتْ فَسَدَ الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب).
إصلاح الباطن يعني أن يتقلَّبَ القلبُ في أعمالٍ خَفيَّات، من الإخلاص والتوكل والخوف والمراقبة، إلى غير ذلك من الأعمال السِّرية التي لا يراها الناس، والتي يجزي عليها ربُّ الناسِ الجزاءَ الأوفى.
إصلاح الباطن يعني أن يُنفضَ من القلب نبضاتُ الكِبْرِ والحسدِ، وخطراتُ الغرور والاستعلاء، ونارُ الغلِّ والشحناء.
إصلاح الباطن يعني أن يكون للعبدُ إحساسٌ مُرْهَف، على تفريطه في طاعة الله، فشبح التقصير لا يغادر خواطره، فهو يرجو ويرجو...
يرجو ماذا؟ يرجو أن يُغيِّرَ من حاله إلى الأحسن، وأن يسعى جِدًّا وصدْقًا للآخرة حقَّ سعيها، فيلتحقَ مع ركب الطائعين، ويُذلِّلَ وجهه مع الساجدين القائمين.
إصلاح الباطن يعني أن تُخالجَ القلبَ حسراتُ الندمِ على ما مضى وكان، في أيامِ الغفلةِ والعصيان، فالنَّدم عمل قلبي، والنَّدم توبة كما قال-عليه وآله الصلاة والسلام-، والله يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويدخلُ في الطهارةِ طهارةُ القلبِ وسلامتُه.
إصلاح الباطن يعني أن تكون بين جنبي العبدِ نفسٌ لوَّامة، تُحاسب صاحبَها على كلِّ تقصير، ولا تَستهينُ بكل حقير، وتؤزُّه نحو الخير أزَّا.
فهذه الملاومة والمحاسبة سبب رئيس للإقلاعِ عن المعاصي، وتجفيفِ منابعها.
المعاصي الظاهرة تفسدُ القلبَ، وتمُرِضُه وتَزرعُ فيه النُّكَتَ السوداء.
وكما أنَّ أعمال البواطن تُصلح الظواهر، فكذلك تماما الخطايا الظاهرة تفسدُ القلبَ وتُضعفُه وتوهنُه.
هذه المحاسبة اللازمة الدائمة من النفس اللوامة لا شك أنها واعظ صامت تكُفُّ النفسَ عن شهواتها كفًّا، قال الحسن البصري: "العبد لا يزالُ بخير ما كان له واعظٌ من نفسه، وكانت المحاسبةُ همَّتَه".
وإذا صَلَحَ القلبُ واستقام تحركت الهِمَّة، واشتعلت العزيمة، فترى سليم القلب يملك نفسًا توَّاقةً إلى المعالي، وروحًا بعيدة عن الكسل والتسويف والتواني.
قلبُه السليم الطاهر يدلُّه على كل خير، ويصرفه نحو كلِّ معروف، تراه يرتاح بالصلاة، ويعشق الصيام، ويَحِنُّ للقرآن.
ينشرح مع الذِّكْر، ويتلذَّذ بصلة الرَّحَم، ويسعد بزيارةِ المريض.
يأنس بمسح رأس يتيم، ويسعى لسدِّ فاقة كلِّ كسير.
يُسارِع لِجَنَّة عرضُها السموات والأرض، من خلال تلمُّس الأعمال التي يدخل من أبوابها.
وتلك منازل لا يوفق إليها إلا من وفَّقه الله سبحانه، وأهل القلوب السليمة أهلٌ لتوفيق الله-تعالى-، لقربهم منه، ولمحبته لهم، ولذا جعل سبحانه أهلَ جنتِه سرائرَهم بيضاء، لا غِلَّ فيها ولا بُغضَ ولا شحناءَ [ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله].
أما بعد: فلنفتحْ صفحةَ مصارحةٍ، وليسائل كلٌ منَّا نفسه:
ما حالُك مع خبايا القلب وما يُكنُّه الضمير؟!، هل تفقَّد كلُّ واحدٍ منَّا باطنَه، فرأى أدواءً جاثمةً في قيعان قلْبه؟!، مَن منَّا وقف مع نفسه خائفًا؛ لأنه استشعر داء العُجْب والكِبْرِ يدبُّ في قلبه؟!، مَنْ منَّا مَنْ صارح نفسه في لحظة مُحاسَبة وخلوة عن عقارب الحسَد الذي يتحرك بين جوانحه؟!، هل تفقَّدنا القُلُوب من شهوة الرياء وحب الظهور؟!، وهل تفقدنا الصدور من خَطَراتِ الاستعلاء ووساوس الغرور؟!
لا تلتفت يا عبد الله يمينًا وشمالا، وتظن أنَّ هذه أدواءً قد بُلي بها غيرك، وعوفيت منها، فالجميع يعاني قدرًا من هذه الأمراض، وتمر به أشياءُ من هذه الأسقام، قلَّ ذلك أو كثر، وإنَّما السعيد مَن اسْتَدْفعَها، والشقيُّ مَن أهملها، وتركها تجثم وتغور جُذُورها.
ها هو رمضان قد اقتربتْ أيامُه، فجدِّدوا فيه القلوب، وعلِّقوها بعلام الغيوب.
فيا أخي: سامح الخَلْقَ، وأصدر عفوًا عامًا لكل من بينك وبينه خصومه، فهذا وربي عمل بارٌّ صالح، استحقَّ به أحدُ الصحابة الجنة.
قليلٌ ويعلن دخول رمضان، فإن أدركناه فلنحمد الله على بلوغه، وإن كان غير ذلك فاللهم ارحم منقلبنا إليك، فكم من نفوس أمَّلَتْ إدراكه فأدركتها المنايا [ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين].
فيا أخي: كن أول السَّبَّاقين، وعجِّل لرضى ربِّ العالمين، املأ قبلك إخلاصًا، وفؤادَك إخباتًا، وانهَ نفسك عن هواها [قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين]، عاهد نفسك ورتب جدولك ووقتك، فأيام شهر المبارك أقل من أن تضيعها في مسامرات ضائعة، وصبوة طائشة.
فاللهم يا كريم يا رحمن بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من المعتَقين من النار، اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، واجعلنا بفضلك ممن يصومه ويقومه إيمانًا واحتسابًا.
[/align]
أما بعد: فمع اقترابِ شهر رمضانَ جديرٌ بنا أن نَقِفَ مع عملٍ صالحٍ أبرَّ وأتقى، وأزكى وأبقى، هو: إصلاح القلب.
ما أحوج هذه القلوب التي غزَتْها الشهوات والشبهات أن تَتعاهدَ وتُغسَل قبل موسمِ رمضان، لتذوق حقًا طعم رمضان، وتعيشَ صدقًا روحانية رمضان.
ما أسعدنا إذا دخل علينا رمضان وقلوبُنا تتلألأ بياضًا وطِيبة وطهارة، ذلك العمل الصالح، الذي ينفع صاحبه ويبقى [يوم لا ينفع مال ولا بنون*إلا من أتى الله بقلب سليم].
الكلُّ يطمح في رمضان لمغفرة الرحمن، وهل الصيامُ والقيامُ إلا لأجلِ بلوغِ هذا الهدفِ المنشود، وصاحبُ القلبِ السليمِ هو قريبٌ من نظِر الرحمن، فهو أقربُ وأحرى من غَيرِه بالرحمةِ والغفران، فالله-جل جلاله-لا ينظر إلى الصورِ والأشكال، وإنما ينظرُ إلى مستودعِ القلوب، ومكنوناتِ الصدور.
فشهرُ رمضانَ الذي أنزل فيه القرآنُ يحتاجُ إلى قلوب سليمة لتعيش مع هذا القرآن، يحتاج إلى قلوب نقية، تقلِّبها آيات الوعيد، فينبضُ لها القلب خاشعًا، وترتدُّ لها الجلود مُقشعرَّة، تعظيمًا وإجلالا لله الواحد القهار.
يحتاج إلى صدور تهفو لآيات الوعد، فتطير القلوب شوقًا لما عند الله [وما عند الله خير للأبرار].
شهر القرآن يحتاج إلى قلوب تَتَدَبَّر وتَتَفَهَّم وتتعقَّل معانيَ القرآن، تدبُّرٌ يُنتجُ عملا، وأولُّ عمل يورثه تدبُّر القرآن هو عمل القلب، بتعظيمه لمقام ربه، وخوفه ورجائه، وهذا هو حقُّ كلام الله، أن نعمل به في بواطننا في تعظيم ربنا، وأن نعمل به في ظواهرنا في الاستجابة لأمر خالقنا.
قال الحسن البصري: إن الله أنزل القرآن ليعمل به، فاتَّخذ الناس تلاوته عملا.
صاحبُ القلبِ السليمِ أهنأُ الناسِ عيشًا، وأعظمهم أجرًا في رمضان، فهذه المُضغة النقية التي يحملها بين جنبيه قد انعكس أثرُها على الجوارح، فلا لَغْوَ يلفظه الفَمُ، ولا خيانةَ ترسلها العين، ولا فُحْشَ تُصغي له الأذان، ولا شُحَّ تقبضه اليد، ولا خَنا تمشي له القدم، فهذه جوارحُ قد استقامتْ وما مالتْ باستقامة القلب قبل ذلك، وصدق من لا ينطق عن الهوى: (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فَسدتْ فَسَدَ الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب).
إصلاح الباطن يعني أن يتقلَّبَ القلبُ في أعمالٍ خَفيَّات، من الإخلاص والتوكل والخوف والمراقبة، إلى غير ذلك من الأعمال السِّرية التي لا يراها الناس، والتي يجزي عليها ربُّ الناسِ الجزاءَ الأوفى.
إصلاح الباطن يعني أن يُنفضَ من القلب نبضاتُ الكِبْرِ والحسدِ، وخطراتُ الغرور والاستعلاء، ونارُ الغلِّ والشحناء.
إصلاح الباطن يعني أن يكون للعبدُ إحساسٌ مُرْهَف، على تفريطه في طاعة الله، فشبح التقصير لا يغادر خواطره، فهو يرجو ويرجو...
يرجو ماذا؟ يرجو أن يُغيِّرَ من حاله إلى الأحسن، وأن يسعى جِدًّا وصدْقًا للآخرة حقَّ سعيها، فيلتحقَ مع ركب الطائعين، ويُذلِّلَ وجهه مع الساجدين القائمين.
إصلاح الباطن يعني أن تُخالجَ القلبَ حسراتُ الندمِ على ما مضى وكان، في أيامِ الغفلةِ والعصيان، فالنَّدم عمل قلبي، والنَّدم توبة كما قال-عليه وآله الصلاة والسلام-، والله يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويدخلُ في الطهارةِ طهارةُ القلبِ وسلامتُه.
إصلاح الباطن يعني أن تكون بين جنبي العبدِ نفسٌ لوَّامة، تُحاسب صاحبَها على كلِّ تقصير، ولا تَستهينُ بكل حقير، وتؤزُّه نحو الخير أزَّا.
فهذه الملاومة والمحاسبة سبب رئيس للإقلاعِ عن المعاصي، وتجفيفِ منابعها.
المعاصي الظاهرة تفسدُ القلبَ، وتمُرِضُه وتَزرعُ فيه النُّكَتَ السوداء.
وكما أنَّ أعمال البواطن تُصلح الظواهر، فكذلك تماما الخطايا الظاهرة تفسدُ القلبَ وتُضعفُه وتوهنُه.
هذه المحاسبة اللازمة الدائمة من النفس اللوامة لا شك أنها واعظ صامت تكُفُّ النفسَ عن شهواتها كفًّا، قال الحسن البصري: "العبد لا يزالُ بخير ما كان له واعظٌ من نفسه، وكانت المحاسبةُ همَّتَه".
وإذا صَلَحَ القلبُ واستقام تحركت الهِمَّة، واشتعلت العزيمة، فترى سليم القلب يملك نفسًا توَّاقةً إلى المعالي، وروحًا بعيدة عن الكسل والتسويف والتواني.
قلبُه السليم الطاهر يدلُّه على كل خير، ويصرفه نحو كلِّ معروف، تراه يرتاح بالصلاة، ويعشق الصيام، ويَحِنُّ للقرآن.
ينشرح مع الذِّكْر، ويتلذَّذ بصلة الرَّحَم، ويسعد بزيارةِ المريض.
يأنس بمسح رأس يتيم، ويسعى لسدِّ فاقة كلِّ كسير.
يُسارِع لِجَنَّة عرضُها السموات والأرض، من خلال تلمُّس الأعمال التي يدخل من أبوابها.
وتلك منازل لا يوفق إليها إلا من وفَّقه الله سبحانه، وأهل القلوب السليمة أهلٌ لتوفيق الله-تعالى-، لقربهم منه، ولمحبته لهم، ولذا جعل سبحانه أهلَ جنتِه سرائرَهم بيضاء، لا غِلَّ فيها ولا بُغضَ ولا شحناءَ [ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله].
الخطبة الثانية
ما حالُك مع خبايا القلب وما يُكنُّه الضمير؟!، هل تفقَّد كلُّ واحدٍ منَّا باطنَه، فرأى أدواءً جاثمةً في قيعان قلْبه؟!، مَن منَّا وقف مع نفسه خائفًا؛ لأنه استشعر داء العُجْب والكِبْرِ يدبُّ في قلبه؟!، مَنْ منَّا مَنْ صارح نفسه في لحظة مُحاسَبة وخلوة عن عقارب الحسَد الذي يتحرك بين جوانحه؟!، هل تفقَّدنا القُلُوب من شهوة الرياء وحب الظهور؟!، وهل تفقدنا الصدور من خَطَراتِ الاستعلاء ووساوس الغرور؟!
لا تلتفت يا عبد الله يمينًا وشمالا، وتظن أنَّ هذه أدواءً قد بُلي بها غيرك، وعوفيت منها، فالجميع يعاني قدرًا من هذه الأمراض، وتمر به أشياءُ من هذه الأسقام، قلَّ ذلك أو كثر، وإنَّما السعيد مَن اسْتَدْفعَها، والشقيُّ مَن أهملها، وتركها تجثم وتغور جُذُورها.
ها هو رمضان قد اقتربتْ أيامُه، فجدِّدوا فيه القلوب، وعلِّقوها بعلام الغيوب.
فيا أخي: سامح الخَلْقَ، وأصدر عفوًا عامًا لكل من بينك وبينه خصومه، فهذا وربي عمل بارٌّ صالح، استحقَّ به أحدُ الصحابة الجنة.
قليلٌ ويعلن دخول رمضان، فإن أدركناه فلنحمد الله على بلوغه، وإن كان غير ذلك فاللهم ارحم منقلبنا إليك، فكم من نفوس أمَّلَتْ إدراكه فأدركتها المنايا [ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين].
فيا أخي: كن أول السَّبَّاقين، وعجِّل لرضى ربِّ العالمين، املأ قبلك إخلاصًا، وفؤادَك إخباتًا، وانهَ نفسك عن هواها [قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين]، عاهد نفسك ورتب جدولك ووقتك، فأيام شهر المبارك أقل من أن تضيعها في مسامرات ضائعة، وصبوة طائشة.
فاللهم يا كريم يا رحمن بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من المعتَقين من النار، اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، واجعلنا بفضلك ممن يصومه ويقومه إيمانًا واحتسابًا.
[/align]
المرفقات
قبل أن يدخل شهر رمضان-29-8-1438ه-إبراهيم العجلان-الملتقى-بتصرف.docx
قبل أن يدخل شهر رمضان-29-8-1438ه-إبراهيم العجلان-الملتقى-بتصرف.docx
المشاهدات 1286 | التعليقات 2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فشكرا لمرورك الكريم، جعلنا الله وإياكم والمسلمين مفاتيح للخير مغاليق للشر، ومن أهل رضاه وفردوس جنته، ومن علينا جميعا بالإيمان والعافية، وأعاذنا وإياكم والمسلمين من غضبه والنار. آمين.
عوض القحطاني
جزاك الله خيرا فقد استفدت منها كثيرا
تعديل التعليق