قال الحكماء: من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه// أ.سليم عثمان أحمد
احمد ابوبكر
1437/06/26 - 2016/04/04 07:30AM
[align=justify]شاب في العشرينات من عمره، وهو طالب جامعي، أراد أن يشارك في كذبة الأول من ابريل (نيسان) هذه العادة السُّلوكية التقليدية الخاطئة الممقوتة، والمرفوضة ديناً وعقلاً وشرعاً، أراد أن يشارك في كذبة مرتبة يكون لها أثر ووقع، فماذا فعل؟ كانت له أم طيبة بسيطة، تحاول جاهدة بمالها وبكل ما أُوتيت لتكمل دراسة ولدها في الجامعة الخاصة، مع ضيق ذات يدها.، فدخل عليها مكفهر الوجه، قاطب الحاجبين، يُقلب كفيه متأسفاً متضرراً؛ لتكون الكذبة متكاملة، وقال لها: بصوت مضطرب، أمي: لقد رسبت في مادتين، وإني لن أتمكن من التخرج في هذه السنة، ولا بدَّ من الانتظار لفصل جديد في الجامعة، وما إن سمعت الأم المسكينة خبر سقوط ولدها الذي يداعبها “بكذبة الأول من أبريل "، حتى سقطت مغشيا عليها وأصيبت بجلطة أدت إلى دخولها العناية المركزة، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وكم فرَّقت كذبةٌ ابريل وغيرها بينَ قلبين متحابَّين! كم أفسدتِ الحياةَ والسَّعادة بين زوجين! كم حطَّمت مِن أرواحٍ، وباعدتْ بين إخوة وأصدقاء و الكذب صفة رذيلة ذميمةٌ من صفات النفاق وشُعَب الكفر، الكذب دليلٌ على ضعة النفس ونزْع الثقة وحقارة الشأن، وهو افة من افات العصر.
الغربيون يحتفلون بهذا اليوم من خلال تأليف وأرسال أكاذيب بعضها طريف وبعضها كارثي، وأصل كذبة أبريل غير معروف على وجه الدقة لكن أيا كان منشأ هذه الكذبة وسواء انطلقت من أوربا أو الهند أو غيرها من البلدان نحن المسلمين مأمورون بعدم الكذب أو الترويج له بأي حال من الأحوال، وعدم الكذب منجاة لنا في الدنيا والاخرة ويكفي أن أطباء علم النفس يرون أنه كلما بالغ الإنسان في الكذب كلما تدهورت صحته، وكلما تحرى الصدق انعكس ذلك على صحته.
قال الله - تعالى -: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) .
قال يزيد بن ميسرة: "الْكَذِبُ يَسْقِي بَابَ كُلِّ شَرٍّ كَمَا يَسْقِي الْمَاءُ أُصُولَ الشَّجَر" والكذب جماع الشر كله، وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ)) ((أَرْبَعٌ مَنْ كنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حَتّى يَدَعَهَا: إِذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا عاهَدَ غَدَرَ، وَإِذا خَاصَمَ فَجَرَ))، ويقول علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: قد يبلغ الصادق بصدقه ما لم يبلغه الكاذب باحتياله، وقال عبد الملك بن مروان لمعلم ابناءه: علمهم الصدق كما تعلمهم القران، ويقول الشاعر:
عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد.
وقال آخر:
لا يكذب المرء الا من مهانته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب.
ويقول ثالث:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
قال الإمام الماوردي - رحمه الله -: والكذب جماع كل شرٍّ وأصل كل ذمٍّ لسوء عواقبه وخبث نتائجه، وقال الحسن: الكذب جماع النفاق.
والكذب داء عظيم، إذ هو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب، وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، وكان أبغض الخلق إلى رسول اله - صلى الله عليه وسلم - الكذب.
كتب أعرابي لابنه وقد سمعه يكذب: "يا بني عجبت مِن الكذَّابِ المُشيدِ بِكَذِبِهِ، وَإِنَّما يدلُّ على عَيْبِهِ، ويَتَعَرَّضُ للعِقَابِ مِن ربِّه، فالآثام لهُ عَادةٌ، والأخبارُ عنه مُتَضادةٌ، إنْ قَالَ حقاً لم يُصَدَّقْ، وإنْ أرادَ خَيراً لم يُوَفَّقْ، فهو الجَانِي على نَفسهِ بِفِعَالِهِ، والدَّالُ على فَضِيحتهِ بِمَقَاله، فَما صَحَّ مِنْ صِدْقِهِ نُسِبَ إلى غَيرِه، ومَا صَحَّ مِنْ كَذِبِ غَيرِه نُسِبَ اليه".
ومن أشهر الكذبات التي حدثت في الأول من ابريل أن جريدة "ايفننج ستار" البريطانية أعلنت في 31 مارس 1864م أن غدًا أول ابريل سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادًا عظيمًا، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير!
البعض يبالغ في الكذب فيتصل بصديق له ليقول له أن أمك ماتت في حادث سيارة، وثان يقول لصديقة لقد فزت بسيارة جديدة في مسابقة كذا من شركة كذا، وثالث يقول لصديقه: إن خطيبتك سوف تتزوج الليلة من فلان، وهكذا كل أحد ينسج من الأكاذيب والمزحات السخيفة في هذا اليوم، نحن معاشر المسلمين لا ينبغي ان نكذب ونتداول الشائعات لأي هدف كان حتى لو كان من باب الاضحاك وغيره وفي الحديث ما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، والمشكلة الأكبر في تداولنا وترويجنا لهذا السخف من العادات الغربية الذميمة والدخيلة علينا، من خلال الفيس بوك والواتساب وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، فلو جاءتك كذبة او مزحة سخيفة في هذا اليوم اخي الكريم اختي الفاضلة فدعها تقف عندك ولا ترسلها لأصدقائك حتى لا تؤثم، من يكذبون في أبريل هم حمقي ابريل.
صحفنا ووسائل إعلامنا تكذب، السياسيون يكذبون، التجار يكذبون، معظمنا الا من رحم ربك يكذب، فهل يستقيم حالنا؟
الكذب لم يرخص الا في ثلاث مواضع: في الحرب، وفي الاصلاح بين الناس وحديث الرجل لزوجته وحديث المرأة لزوجها. فالكذب سواء كان مزحا أو جدا حرام بإجماع العلماء. فلا تكذب أخي الكريم أختي الفضلى لأجل أضحاك صديق، إنما تحروا الصدق دائما.
[/align]
الغربيون يحتفلون بهذا اليوم من خلال تأليف وأرسال أكاذيب بعضها طريف وبعضها كارثي، وأصل كذبة أبريل غير معروف على وجه الدقة لكن أيا كان منشأ هذه الكذبة وسواء انطلقت من أوربا أو الهند أو غيرها من البلدان نحن المسلمين مأمورون بعدم الكذب أو الترويج له بأي حال من الأحوال، وعدم الكذب منجاة لنا في الدنيا والاخرة ويكفي أن أطباء علم النفس يرون أنه كلما بالغ الإنسان في الكذب كلما تدهورت صحته، وكلما تحرى الصدق انعكس ذلك على صحته.
قال الله - تعالى -: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) .
قال يزيد بن ميسرة: "الْكَذِبُ يَسْقِي بَابَ كُلِّ شَرٍّ كَمَا يَسْقِي الْمَاءُ أُصُولَ الشَّجَر" والكذب جماع الشر كله، وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ)) ((أَرْبَعٌ مَنْ كنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حَتّى يَدَعَهَا: إِذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا عاهَدَ غَدَرَ، وَإِذا خَاصَمَ فَجَرَ))، ويقول علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: قد يبلغ الصادق بصدقه ما لم يبلغه الكاذب باحتياله، وقال عبد الملك بن مروان لمعلم ابناءه: علمهم الصدق كما تعلمهم القران، ويقول الشاعر:
عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد.
وقال آخر:
لا يكذب المرء الا من مهانته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب.
ويقول ثالث:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
قال الإمام الماوردي - رحمه الله -: والكذب جماع كل شرٍّ وأصل كل ذمٍّ لسوء عواقبه وخبث نتائجه، وقال الحسن: الكذب جماع النفاق.
والكذب داء عظيم، إذ هو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب، وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، وكان أبغض الخلق إلى رسول اله - صلى الله عليه وسلم - الكذب.
كتب أعرابي لابنه وقد سمعه يكذب: "يا بني عجبت مِن الكذَّابِ المُشيدِ بِكَذِبِهِ، وَإِنَّما يدلُّ على عَيْبِهِ، ويَتَعَرَّضُ للعِقَابِ مِن ربِّه، فالآثام لهُ عَادةٌ، والأخبارُ عنه مُتَضادةٌ، إنْ قَالَ حقاً لم يُصَدَّقْ، وإنْ أرادَ خَيراً لم يُوَفَّقْ، فهو الجَانِي على نَفسهِ بِفِعَالِهِ، والدَّالُ على فَضِيحتهِ بِمَقَاله، فَما صَحَّ مِنْ صِدْقِهِ نُسِبَ إلى غَيرِه، ومَا صَحَّ مِنْ كَذِبِ غَيرِه نُسِبَ اليه".
ومن أشهر الكذبات التي حدثت في الأول من ابريل أن جريدة "ايفننج ستار" البريطانية أعلنت في 31 مارس 1864م أن غدًا أول ابريل سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادًا عظيمًا، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير!
البعض يبالغ في الكذب فيتصل بصديق له ليقول له أن أمك ماتت في حادث سيارة، وثان يقول لصديقة لقد فزت بسيارة جديدة في مسابقة كذا من شركة كذا، وثالث يقول لصديقه: إن خطيبتك سوف تتزوج الليلة من فلان، وهكذا كل أحد ينسج من الأكاذيب والمزحات السخيفة في هذا اليوم، نحن معاشر المسلمين لا ينبغي ان نكذب ونتداول الشائعات لأي هدف كان حتى لو كان من باب الاضحاك وغيره وفي الحديث ما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، والمشكلة الأكبر في تداولنا وترويجنا لهذا السخف من العادات الغربية الذميمة والدخيلة علينا، من خلال الفيس بوك والواتساب وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، فلو جاءتك كذبة او مزحة سخيفة في هذا اليوم اخي الكريم اختي الفاضلة فدعها تقف عندك ولا ترسلها لأصدقائك حتى لا تؤثم، من يكذبون في أبريل هم حمقي ابريل.
صحفنا ووسائل إعلامنا تكذب، السياسيون يكذبون، التجار يكذبون، معظمنا الا من رحم ربك يكذب، فهل يستقيم حالنا؟
الكذب لم يرخص الا في ثلاث مواضع: في الحرب، وفي الاصلاح بين الناس وحديث الرجل لزوجته وحديث المرأة لزوجها. فالكذب سواء كان مزحا أو جدا حرام بإجماع العلماء. فلا تكذب أخي الكريم أختي الفضلى لأجل أضحاك صديق، إنما تحروا الصدق دائما.
[/align]
المرفقات
1022.doc