( فيروس كورونا ) بيَّن ضعفَ الإنسان أمام قوة الملك الديان . الشيخ معين السلامي

الفريق العلمي
1441/08/02 - 2020/03/26 11:36AM

( فيروس كورونا )
بيَّن ضعفَ الإنسان أمام قوة الملك الديان


خطبة الجمعة ٢٤/ ٧/ ١٤٤١هـ

الشيخ معين صالح السلامي
=================
الحمد لله ذي الجلال، الكبير المتعال، خلق الإنسان ضعيفاً ناقصاً وتفرد بالكمال، نحمده ونشكره، ونثني عليه الخير كله ولا نكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
أما بعد:
عباد الله: خلق اللهُ الإنسانَ ضعيفاً، قال سبحانه: {وَخُلِقَ الإنسَانُ ضَعِيفَاً}، وجعل خلقه من نطفة قذرة من مني يُمنى، قال سبحانه: {إِنَّا خَلَقنَا الإِنسَانَ مِن نُطفَةٍ أَمشَاجٍ}، وقال سبحانه: {أَلَم يَكُ نُطْفَةً مِن مَنِيٍّ يُمنَى}.
ثم أنعم عليه بنعم شتى، لا تعد ولا تحصى .. أعطاه السمع والبصر والعقل، وأعطاه القوة والقدرة والإرادة، لكنه ظلوم كفار، إذا امتلك شيئاً من متاع هذه الدنيا وحطامها، أو علم شيئاً من علومها، نسي الله خالقها، ونسب ما امتلكه وعلمه إلى نفسه وجهده وذكائه، ولا ينسبه إلى المنعم المتفضل جل جلاله. قال سبحانه: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِن الإِنسَانَ لَظُلُومٌ كَفَّارٌ}.
وفي غمرة كبرياء الإنسان وعتوه وغروره يظن أنه لن يقدر عليه أحد، وأنه قادر على أن يُعجِزَ الله مالك الملك سبحانه، ولكن الله العظيم الحكيم الحليم، من جلال عظمته، وكمال حكمته، وواسع رحمته، وعظيم حلمه، أن الإنسان إذا طغى وتكبر أرسل له جنوداً يُعرِّفونه بمستوى ضعفه، وحقيقة نفسه، وأن قوته لا تساوي شيئاً أمام قوة الجبار، وأنه مهما بلغ من العلم فلن يبلغ علم الواحد القهار.
قال سبحانه: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ}، وقال سبحانه: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ}.

- قوم عاد، أعطاهم الله قوةً فاستكبروا ونسوا قوة الله، قال سبحانه: {فأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟! أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً! وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، أرسل الله عليهم الريح، وفي ثمانية أيام فقط صاروا كأعجاز نخل خاوية.
- وقوم ثمود، كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، فكفروا بأنعُم الله، فأرسل الله عليهم الصيحة، فأصبحوا في خبر كان.
- والنمرود بن كنعان، أعطاه الله ملكاً، فتكبر على الله وقال: أنا أحيي وأميت، فأرسل الله له بعوضة أدخلها في أنفه وأسكنها في رأسه، فكان لا يهدأ حتى يُضرب ضرباً شديداً، واستمر على هذا الحال سنوات حتى مات.
- وفرعون الذي قال -كما حكى الله عنه-: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى}، وقال: {أَلَيسَ لِي مُلكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنهَارُ تَجرِي مِن تَحتِي}، أجرى الله الماء من فوق رأسه، وجعله عبرة للناس إلى يوم الدين.
- وكذلك قارون آتاه الله مالاً، فكفر بنعمة الله، و {قَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} فخسف الله به وبداره الأرض.
أمام قوة الجبار، لم ينفع قارونَ علمُه، ولا فرعونَ ملكُه، ولا النمرودَ جبروتُه، ولا نفعت قومَ عادٍ وثمودَ قوتُهم !

- وفي عصرنا الحاضر استطاع الإنسان بما آتاه الله من علمٍ وعقلٍ وقوةٍ وقدرة أن يبدع ويتقدم في شتى المجالات، استطاع أن يحلّق في الفضاء، ويغوص في أعماق البحار، ويصنع الطائرات، وأجهزة الاتصالات، وصواريخ عابرات القارات، حتى ظن أن لن يقدر عليه أحد، ولن يُعجِزَهُ أحد، وأنه لن تستطيع أي قوة أن تقف أمام قوته وتقدمه كما صرَّح بذلك طاغية الصين.
وفي الوقت الذي امتلك فيه الإنسان العلم والقوة، لم يشكر الله، ولم ينسب ذلك الفضل إلى الله، ولم يخضع لسلطان الله، وإنما مارس الظلم والطغيان والجبروت في أرض الله؛ فأراد الله أن يُعَرِّفَ هذا الإنسان بحجمه وضعفه؛ فأرسل إليه جندياً خفياً لا يُرى بالعين المجردة، وهو "فيروس كورونا" !!
فيروسٌ صغيرٌ حقيرٌ ضعيفٌ خفيٌ أرعب العالم !!
ظن بعض الطغاة أن أموالهم وقوتهم ستفيدهم في التصدي لهذا الجندي .. وقف طاغية أمريكا أمام العالم متفاخراً، ومطمئناً لشعبه وقال: إن حكومته رصدت للتصدي لهذا الفيروس اثنين مليار وخمسمائة مليون دولار، وفي اليوم الثاني من خطابه تعلن حكومته عن سبعة وعشرين إصابة، وبعدها بأيام يخضع ذلك الطاغية بنفسه للفحص الطبي.
أعظم دول العالم اليوم، بل العالم كله من أقصاه إلى أقصاه يعيش حالة استنفار ورعب شديد خوفاً من ذلك الجندي الخفي!
أين المليارات؟! أين القوة العسكرية؟! أين الصواريخ عابرات القارات؟! أين السلاح النووي؟! أين الاختراعات؟! كل ذلك أصبح عاجزاً أمام جندي ضعيف، وفيروس خفي !! وصدق الله القائل: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ}، والقائل سبحانه: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ} أي ظنوا أنهم يُعجِزُون الله فلا يقدر عليهم.

عباد الله: هذا الفيروس هو عقوبة من الله؛ بسبب ذنوب الناس وإعراضهم عن الله.
- لقد انتشر الفساد في الأرض حتى شمل كل مجالات الحياة، والله يقول: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
- أصبحت الحرب ضد الإسلام والمسلمين ظاهرةً معلنةً في كل مكان، وتعددت صور الحرب ما بين عسكريةٍ واقتصاديةٍ وإعلاميةٍ وثقافيةٍ وفكرية، والله يقول كما في الحديث القدسي: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب» رواه البخاري.
وأيٌّ قوة في الأرض تستطيع أن تحارب الله؟!!

عباد الله: في هذه الأزمنة ظهرت الفاحشة وتفاخر الناس بها في القنوات، وشبكات الإنترنت، ووسائل التواصل، وعلى شواطئ البحار، وفي المنتزهات، بل أصبحت للفاحشة قوانين وأنظمة، ليس في بلاد الكفار فقط، بل حتى في بعض بلاد المسلمين، ففي دساتير بعض الدول العربية أن المرأة لا تُعَدُّ زانية إذا مارست الفاحشة وهي دون الثامنة عشر من عمرها والعياذ بالله، ونبينا ﷺ يقول -واسمعوا هذا الحديث جيداً-: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم» صححه الألباني.
لم يعرف أسلافنا ولا آباؤنا وأجدادنا مثل هذه الفيروسات والأوبئة التي ظهرت في هذه الأزمنة، فلذلك لا نجد لها تفسيراً إلا أنها عقوبة من الواحد الأحد، فالله يغار ويغضب إذا انتهكت محارمه.

عباد الله: ومما ينبغي معرفته أن العقوبة إذا نزلت فهي لا تخص الظالمين، ولكنها تشملهم وغيرهم، قال الله سبحانه: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
وفي الصحيحين أن زينب بنت جحش سألت النبي ﷺ: "أفنهلك وفينا الصالحون"؟!! قال: «نعم، إذا كثر الخبث».
وقد كثر الخبث في زماننا !!
ولكن من رحمة الله بعباده المؤمنين أن من أصيب منهم بهذا الداء فهو شهادة له ورحمة.
وقد يسأل البعض: هل يمكن أن ينزل الله مصيبةً فتكون عقوبةً لقوم ورحمةً لآخرين؟!
الجواب: نعم، فقد صح عن نبينا ﷺ أنه قال: «الطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم، ورجس على الكافرين».
وقال ﷺ: «الطاعون شهادة لكل مسلم».
وفي الصحيح أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي ﷺ عن الطاعون فأخبرها: «أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين».

عباد الله: نحن في اليمن نسأل الله أن يجنبنا هذا الوباء، فيكفينا ما نحن فيه من البلاء، لكن لو قدر الله ووصل هذا الفيروس إلى بلادنا، فما هو الواجب علينا لمواجهته:

يجب على المسلم في مثل هذه الحالة عدة أمور، منها:

أولاً: أن يعلم أن كل ما يحدث في الأرض من خير أو شر فهو بقدر الله، قال سبحانه: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، وفي صحيح مسلم قال نبينا ﷺ: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة».

ثانياً: يجب على المسلم أن يكون متوكلاً على الله، قال سبحانه: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، وقال نبينا ﷺ لابن عباس رضي الله عنهما: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيك لم يَقدِروا عليه، ولو اجتمعوا أن يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يَقدِروا على ذلك» رواه الحاكم.
فاعتمدوا على ربكم -عباد الله-، وتوكلوا عليه، وفوضوا كل أموركم إليه.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم.

______
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
عباد الله: ومما يجب على المسلم أيضاً:

ثالثاً: الأخذ بالأسباب، وهذا من تمام التوكل على الله. ومنها: أن نأخذ بتوجيهات المختصين في مجال الطب.
وهنا ألفت انتباهكم إلى أمر عظيم: لو أخذ الناس بتعاليم الإسلام وتمسكوا به لوجدوا أن ما يوصي به المختصون للوقاية من هذا الوباء، بل ومن كل وباء، قد حث عليه ديننا ولله الحمد، وكأن الله يقول للناس: إن خيركم وسعادتكم وعافيتكم هي في الإسلام.
وأهم ما توصي منظمات الصحة العالمية في هذه الأيام أمرين اثنين:
الأول: الحجر الصحي، وقد أمر به ديننا، ففي الصحيحين أن النبي ﷺ أنه قال: «الطاعون رجسٌ فإذا سمعتم به بأرض فلا تَقدَمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها»، وفي الصحيحين -أيضاً- قال ﷺ: «لا يُورَدُ مُمرِضٌ على مُصِح».
الثاني: النظافة، ومنها: غسل اليدين، والمضمضة والاستنشاق، وغسل الوجه، وهذه الأمور موجودة في الوضوء، بل إن النظافة عموماً هي من صلب ديننا، ففي صحيح مسلم: قال نبينا ﷺ: «الطهور شطر الإيمان».
هذا هو ديننا .. لكن مشكلة المسلمين اليوم أنهم تخلوا عن دينهم، بل أصبح منهم من ينظر إلى الكفار نظرة إعجاب! مع أنهم أنجس خلق الله، يعيشون مع الحيوانات النجسة كالكلاب والخنازير، حتى أدخلوا الكلاب غرف نومهم، لا يغتسلون من جنابة، ولا يستبرؤون من بول، ويمارسون الحرام بشتى صوره وأشكاله؛ ولذلك صدَّروا للعالم أخطر الأوبئة والأمراض، كالإيدز وكورونا وغيرها.

عباد الله: ومن الأسباب التي ينبغي للمسلم أن يأخذ بها في مثل هذه الظروف، وفي كل زمان ومكان: تغطية الآنية في الليل، في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء».

رابعاً: صدق الالتجاء والتضرع إلى الله الذي بيده كشف الضراء ورفع البلاء، فندعوه بقلوب خاشعة، أن يجنبنا كل شر ووباء، قال نبينا ﷺ: «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء» حسنه الألباني. وقال ﷺ: «من فُتِحَ له منكم باب الدعاء فُتِحَت له أبواب الرحمة و ما سُئِل الله شيئاً أحب إليه من أن يُسأَلَ العافية»
كما ينبغي للمسلم أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء ومنها: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء)، فقد صح عن نبينا ﷺ أنه قال: «من قالها حين يُمسي ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يُصبح ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يُمسي».
وكذلك أذكار الخروج من المنزل، ففي الحديث الصحيح: «إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولاقوة إلا بالله، قال: يُقال حينئذ: هُدِيت وكُفِيت ووُقِيت»، وما أعظمها من كلمات !

خامساً: قيام الليل، فقد رُوِيَ عن نبينا ﷺ أنه قال: «عليكم بقيام الليل فإنه ... مطردة للداء عن الجسد».

عباد الله: لنتذكر ضعفنا وفقرنا إلى الله، ولنعلنها توبةً صادقةً نصوحاً، ولنقف بين يدي الله خاضعين منكسرين نرجو رحمته ونخشى عذابه، ونسأله جل جلاله أن يجنبنا كل وباء وأن يرفع عنا البلاء.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك، اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعله السفهاء منا .. يآ أرحم الراحمين ارحمنا.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

المشاهدات 1577 | التعليقات 0