فقه النيات في الصيام
حسين الحضرمي
1438/08/23 - 2017/05/19 05:15AM
[font="]فقه النيات في الصيام 23/شعبان/1438هـ[/font][font="][/font]
[font="]خطبة مجمعة من هنا وهنا
[/font]
[font="]الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، وَاسِعِ الْفَضْلِ وَالْإحْسَانِ، يَعْلَمُ مَا يَخْفَى فِي الْجَنَانِ، وَمَا تُكِنُّهُ الْخَوَاطِرُ وَالْأَذْهَانُ, أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَفُوقُ الْعَدَّ وَالْحُسْبَانَ، وَأَشْكُرُهُ شُكْرًا نَنَالُ بِهِ مِنْهُ مَوَاهِبَ الرِّضْوَانِ..وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ إِلَى الإِنْسِ وَالْجَانِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالْجُودِ وَالْوَفَاءِ ومن تبعهم بإِحْسَانِ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا... أَمَّا بَعْدُ:[/font][font="][/font]
[font="]فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللَّهِ- فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.[/font][font="][/font]
[font="]إنَّ الأمة الإسلامية جمعاء في الأيام القليلة القادمة تستقبل ضيفاً عزيزا ووافداً كريما تتشوّف القلوب إلى مجيئه وتتطلع النفوس إلى قدومه ؛ إنه ضيفٌ حبيبٌ على قلوب المؤمنين عزيزٌ على نفوسهم ، كلهم يرجو أن يبلُغَ هذا الضيف وأن يُحَصِّل ما فيه من خير وبركة؛ ألا وهو شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات ، شهر الطاعات والقربات ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر الذكر والدعاء ، شهر الجود والسخاء، شهرٌ تعددت خيراته وتنوعت بركاته وعظمت مجالات الربح فيه، ذلكم الشهر العظيم المبارك الذي خصه الله جلّ وعلا بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمّة تميزه عن سائر الشهور .[/font][font="][/font]
[font="]عبادالله: ينبغي علينا أن نحسن استقبال هذا الضيف وأن نستعد له ونهيئ نفوسنا لمجيئه ومن أفضل ما نستقبل به رمضان هو أن نتفقه في هذا الشهر الكريم، لكن دعوني أحدثكم في هذه الدقائق المعدودة عن فقه عظيم من فقه الصيام قلما ننتبه له يا عباد الله ألا وهو فقه النيات وما أدراكم ما النيات. الحديث عن النية حديث عن التجارة الحقيقية مع الله حديث عن الأجور التي تنالها بأعمالك، حديث عن شرط قبول العمل عند الله تبارك وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) يعني أعمالنا لا تصح إلا بالنية وأجرنا وثوابنا على هذه الأعمال بقدر ما نحمله من نيات، ويقول الغزالي - رحمه الله -: الطاعات مرتبطة بالنِيَّات في أصل صحتها، وفي تضاعف فضلها، أما تضاعف الفضل فبكثرة النِيَّات الحسنة، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نِيَّة ثواب، إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها. اهـ. [/font][font="][/font]
[font="]يقول أبو طالب المكي - رحمه الله -: النِيَّة الصالحة هي أول العمل الصالح، وأول العطاء من الله تعالى، وهي مكان الجزاء.[/font][font="][/font]
[font="]وإنما يكون للعبد من ثواب الأعمال على حسب ما يهب الله تعالى له من النِيَّات، فربما اتفق في العمل الواحد نِيَّات كثيرة على مقدار ما يحتمل العبد في النِيَّة، وعلى مقدار علم العامل؛ فيكون له بكل نِيَّة حسنة، ثم يضاعف كل حسنة عشر أمثالها؛ لأنها أعمال تجتمع في عمل.) دعونا الآن نطبق هذا الكلام على الصيام ونقول لماذا نصوم؟ ما هي نيتك في الصيام؟ وهل هناك نيات فوق نية إسقاط الفرض؟ أقول لك نعم بنص الحديث السابق وكلام أهل العلم، واسمحوا لي أن أعدِّدَ لكم في هذه الخطبة عشر نيات عظيمة يمكن نستحضرها في صيامنا :[/font][font="][/font]
[font="]1ـ أولها: نية تحصيل التقوى، صم يا عبد الله واعقد في قلبك العزم على تحصيل التقوى بصيامك قال تعالى :" يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" هذا هو الغرض من صيامك قال عليه الصلاة والسلام:((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) وقال أيضا: " لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، فَلْتَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ، إِنِّي صَائِمٌ "[/font][font="][/font]
[font="] وقال جابر رضي الله عنهما: (إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب، والمآثم، ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء).[/font][font="][/font]
[font="]2ـ ثاني هذه النيات: أن تنوي بصيامك مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، قال تعالى: ﴿ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ وهذه المغفرة لا تتحقق إلا بشرطين قال عليه الصلاة والسلام "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [/font][font="][/font]
[font="]قَالَ النَّوَوِيُّ : مَعْنَى إيمَانَا : أي تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حَقٌّ مُعْتَقِدًا فَضِيلَتَهُ ، وَمَعْنَى احْتِسَابًا : أَنْ يُرِيدَ اللَّهَ - تَعَالَى - وَحْدَهُ ، لَا يَقْصِد رُؤْيَةَ النَّاسِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ الْإِخْلَاصَ . وقال ابن حجر: وَالْمُرَاد بِالْإِيمَانِ الِاعْتِقَاد بِحَقِّ فَرْضِيَّةِ صَوْمِهِ ، وَبِالِاحْتِسَابِ طَلَب الثَّوَابِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى).. [/font][font="][/font]
[font="]3ـ من نيات الصيام كذلك نية العتق من النيران عن جابر - رضي الله عنه – قال عليه الصلاة والسلام:" (الصيام جُنَّة يستجنُّ بها العبد من النار" أي ستر ووقاية وقال صلى الله عليه وسلم:" إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة". وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَن صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".[/font][font="][/font]
[font="]4ـ من نيات الصيام كذلك أصوم لأن الصوم من أشرف العبادات وبه رفعة في الدرجات : إذ أضاف الله - عز وجل - الصوم له، فهذا يدل على تشريفه دون سائر العبادات.[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله - عز وجل -: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي"[/font][font="][/font]
[font="]قال ابن عبد البر - رحمه الله -: كفى بقوله: "الصوم لي" فضلًا للصيام على سائر العبادات. اهـ. وفي رواية لمسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدم يُضَاعفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: إلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ".[/font][font="][/font]
[font="]ولك أن تتخيل إذا قال الله - عز وجل - الكريم "وأنا أجزي به" فكيف سيكون العطاء؟[/font][font="][/font]
[font="]نسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغنا رمضان ..[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font][font="][/font]
[font="]الْحَمْدُ للهِ الذِي فَاضَلَ بَيْنَ الأَزْمَان, وَجَعَلَ سَيَّدَ الشُّهُورِ رَمَضَان, وَوَفَّقَ لاغْتِنَامِهِ أَهْلَ الطَّاعَةِ وَالإِيمَان, أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُه , وَمِنْ مَسَاوِئِ عملي أَسْتَغْفِرُه , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً إِلَى يَوْمِ الدِّين![/font][font="][/font]
[font="]أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَانْظُرُوا مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ نِعْمَة, وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ رَبَّكُمْ مِنْ مِنَّة, فَلا أَفْضَلَ وَلا أَعْظَمَ مِنْ نِعْمَةِ الإِسْلام وَلا أَكْبَرَ أَوْ أَجَلَّ مِنْ فَضِيلَةِ الإِيمَان![/font][font="][/font]
[font="][/font]
[font="]من نيات الصيام كذلك[/font][font="][/font]
[font="]5ـ أَصُومُ حتى يكون خُلوف فمي أطيب عند الله من ريح المسك:[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفس محمدٍ بيده لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك".[/font][font="][/font]
[font="]قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:[/font][font="][/font]
[font="]خُلُوف الفم: رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة، لخلو المعدة من الطعام بالصيام، وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، ولكنها عند الله طيبة، حيث إنها ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته، كما أن دم الشهيد يجئ يوم القيامة يثعب دمًا، لونه لون الدم وريحه ريح المسك. [/font][font="][/font]
[font="]قال ابن جماعة وابن حجر - رحمهما الله -: وفيه: أن خُلُوف فم الصائم أفضل من دم الجريح في سبيل الله؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الشهيد: "إن ريحه ريح المسك"، وقال - صلى الله عليه وسلم - في خلوف الصائم: "أطيب من ريح المسك". اهـ.[/font][font="][/font]
[font="]6- أَصُومُ حتى أفرح عند فطري، وأفرح عند لقاء ربي:[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"[/font][font="][/font]
[font="]قال ابن رجب - رحمه الله -: وأما فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرًا ﴾ [المزمل: 20].[/font][font="][/font]
[font="]7ـ أَصُومُ حتى يشفع لي الصوم عند الله يوم القيامة: فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان" قال الألباني: أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.[/font][font="][/font]
[font="]8ـ أَصُومُ حتى أكون من جملة مَن يُنادَى عليهم من باب الرَّيان: فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن في الجنة بابًا يقال له الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد".[/font][font="][/font]
[font="]9ـ أَصُومُ لأن الصوم في الصيف جزاؤه الري والسقيا يوم العطش:[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج البزار عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشِّراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة! قِفوا أخبركم بقضاء قضاهُ الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبرًا، قال: إن الله - تبارك وتعالى - قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف؛ سقاه الله يوم العطش". - وفي رواية: "إن الله قضى على نفسه أن مَن أعطش نفسه لله في يوم حار، كان حقًا على الله أن يُرويه يوم القيامة".[/font][font="][/font]
[font="]فكان أبو موسى يتوخَّى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرًا فيصومه.[/font][font="][/font]
[font="]10ـ أَصُومُ لأن للصائم دعوة لا ترد: أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:"ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" (صحيح الجامع: 3031).[/font][font="][/font]
[font="]تلك هي عشر نيات ويمكن أن تستحضر نيات فوق هذه النيات وتجدها يا عبد الله في أحاديث فضائل الصيام والموفق من وفقه الله تبارك وتعالى، ثم عد بعد ذلك إلى القيام وأنو له نيات عدة حتى تكسب ثوابا وأجرا عظيما عند الله تبارك وتعالى..[/font][font="][/font]
[font="]أخيرا عباد الله: هناك من الناس من لا زال صيامهم لرمضان الماضي لم يرفع بعد وأعمالهم الصالحة موقوفة لم تتجاوز رؤوسهم، فياترى هل سيدخل عليهم رمضان هذا العام وهم على هذه الحال، قال عليه الصلاة والسلام: " تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة جمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم. نسأل الهم السلامة العافية من القطيعة فيا من ابتلوا بالقطيعة والهجران ها قد أتاكم رمضان فتصافحوا وتسامحوا وعودوا كما كنتم إخوان وقولوا بلسان واحدة:[/font][font="][/font]
[font="]من اليـــــوم تصـــافينـــا ونطوي ما جرى منـا[/font][font="][/font]
[font="]ولا كــــــان ولا صــــــار ولا قلتــــم ولا قلنـــــا[/font][font="][/font]
[font="]وإن كـــــــان ولا بـــــــد من العتبى فالبحسنى[/font][font="][/font]
[font="]فقد قيل لنــــــــا عنكـــم كما قيل لكم عنـــــــا[/font][font="][/font]
[font="]كفى ما كان من هجـــر وقد ذقتم وقد ذقنـــا[/font][font="][/font]
[font="]وما أحسن أن نرجــــــع إلى الوصل كما كنـــــا[/font][font="][/font]
[font="]أسأل عز وجل أن يجمع شملكم، ويلم فرقتكم، ويجعلكم ممن قال فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ، اللهم أصلح بين المسلمين وذوب خلافاتهم، اللهم رقق القلوب وانزع الحقد والكره فيما بينهم، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم من كان من بيننا هاجرًا لأخ له اللهم فرده إليه وأصلح ذات بينهم يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم...[/font]
[font="]خطبة مجمعة من هنا وهنا
[/font]
[font="]الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، وَاسِعِ الْفَضْلِ وَالْإحْسَانِ، يَعْلَمُ مَا يَخْفَى فِي الْجَنَانِ، وَمَا تُكِنُّهُ الْخَوَاطِرُ وَالْأَذْهَانُ, أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَفُوقُ الْعَدَّ وَالْحُسْبَانَ، وَأَشْكُرُهُ شُكْرًا نَنَالُ بِهِ مِنْهُ مَوَاهِبَ الرِّضْوَانِ..وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ إِلَى الإِنْسِ وَالْجَانِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالْجُودِ وَالْوَفَاءِ ومن تبعهم بإِحْسَانِ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا... أَمَّا بَعْدُ:[/font][font="][/font]
[font="]فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللَّهِ- فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.[/font][font="][/font]
[font="]إنَّ الأمة الإسلامية جمعاء في الأيام القليلة القادمة تستقبل ضيفاً عزيزا ووافداً كريما تتشوّف القلوب إلى مجيئه وتتطلع النفوس إلى قدومه ؛ إنه ضيفٌ حبيبٌ على قلوب المؤمنين عزيزٌ على نفوسهم ، كلهم يرجو أن يبلُغَ هذا الضيف وأن يُحَصِّل ما فيه من خير وبركة؛ ألا وهو شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات ، شهر الطاعات والقربات ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر الذكر والدعاء ، شهر الجود والسخاء، شهرٌ تعددت خيراته وتنوعت بركاته وعظمت مجالات الربح فيه، ذلكم الشهر العظيم المبارك الذي خصه الله جلّ وعلا بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمّة تميزه عن سائر الشهور .[/font][font="][/font]
[font="]عبادالله: ينبغي علينا أن نحسن استقبال هذا الضيف وأن نستعد له ونهيئ نفوسنا لمجيئه ومن أفضل ما نستقبل به رمضان هو أن نتفقه في هذا الشهر الكريم، لكن دعوني أحدثكم في هذه الدقائق المعدودة عن فقه عظيم من فقه الصيام قلما ننتبه له يا عباد الله ألا وهو فقه النيات وما أدراكم ما النيات. الحديث عن النية حديث عن التجارة الحقيقية مع الله حديث عن الأجور التي تنالها بأعمالك، حديث عن شرط قبول العمل عند الله تبارك وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) يعني أعمالنا لا تصح إلا بالنية وأجرنا وثوابنا على هذه الأعمال بقدر ما نحمله من نيات، ويقول الغزالي - رحمه الله -: الطاعات مرتبطة بالنِيَّات في أصل صحتها، وفي تضاعف فضلها، أما تضاعف الفضل فبكثرة النِيَّات الحسنة، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نِيَّة ثواب، إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها. اهـ. [/font][font="][/font]
[font="]يقول أبو طالب المكي - رحمه الله -: النِيَّة الصالحة هي أول العمل الصالح، وأول العطاء من الله تعالى، وهي مكان الجزاء.[/font][font="][/font]
[font="]وإنما يكون للعبد من ثواب الأعمال على حسب ما يهب الله تعالى له من النِيَّات، فربما اتفق في العمل الواحد نِيَّات كثيرة على مقدار ما يحتمل العبد في النِيَّة، وعلى مقدار علم العامل؛ فيكون له بكل نِيَّة حسنة، ثم يضاعف كل حسنة عشر أمثالها؛ لأنها أعمال تجتمع في عمل.) دعونا الآن نطبق هذا الكلام على الصيام ونقول لماذا نصوم؟ ما هي نيتك في الصيام؟ وهل هناك نيات فوق نية إسقاط الفرض؟ أقول لك نعم بنص الحديث السابق وكلام أهل العلم، واسمحوا لي أن أعدِّدَ لكم في هذه الخطبة عشر نيات عظيمة يمكن نستحضرها في صيامنا :[/font][font="][/font]
[font="]1ـ أولها: نية تحصيل التقوى، صم يا عبد الله واعقد في قلبك العزم على تحصيل التقوى بصيامك قال تعالى :" يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" هذا هو الغرض من صيامك قال عليه الصلاة والسلام:((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) وقال أيضا: " لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، فَلْتَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ، إِنِّي صَائِمٌ "[/font][font="][/font]
[font="] وقال جابر رضي الله عنهما: (إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب، والمآثم، ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء).[/font][font="][/font]
[font="]2ـ ثاني هذه النيات: أن تنوي بصيامك مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، قال تعالى: ﴿ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ وهذه المغفرة لا تتحقق إلا بشرطين قال عليه الصلاة والسلام "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [/font][font="][/font]
[font="]قَالَ النَّوَوِيُّ : مَعْنَى إيمَانَا : أي تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حَقٌّ مُعْتَقِدًا فَضِيلَتَهُ ، وَمَعْنَى احْتِسَابًا : أَنْ يُرِيدَ اللَّهَ - تَعَالَى - وَحْدَهُ ، لَا يَقْصِد رُؤْيَةَ النَّاسِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ الْإِخْلَاصَ . وقال ابن حجر: وَالْمُرَاد بِالْإِيمَانِ الِاعْتِقَاد بِحَقِّ فَرْضِيَّةِ صَوْمِهِ ، وَبِالِاحْتِسَابِ طَلَب الثَّوَابِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى).. [/font][font="][/font]
[font="]3ـ من نيات الصيام كذلك نية العتق من النيران عن جابر - رضي الله عنه – قال عليه الصلاة والسلام:" (الصيام جُنَّة يستجنُّ بها العبد من النار" أي ستر ووقاية وقال صلى الله عليه وسلم:" إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة". وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَن صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".[/font][font="][/font]
[font="]4ـ من نيات الصيام كذلك أصوم لأن الصوم من أشرف العبادات وبه رفعة في الدرجات : إذ أضاف الله - عز وجل - الصوم له، فهذا يدل على تشريفه دون سائر العبادات.[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله - عز وجل -: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي"[/font][font="][/font]
[font="]قال ابن عبد البر - رحمه الله -: كفى بقوله: "الصوم لي" فضلًا للصيام على سائر العبادات. اهـ. وفي رواية لمسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدم يُضَاعفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: إلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ".[/font][font="][/font]
[font="]ولك أن تتخيل إذا قال الله - عز وجل - الكريم "وأنا أجزي به" فكيف سيكون العطاء؟[/font][font="][/font]
[font="]نسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغنا رمضان ..[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font][font="][/font]
[font="]الْحَمْدُ للهِ الذِي فَاضَلَ بَيْنَ الأَزْمَان, وَجَعَلَ سَيَّدَ الشُّهُورِ رَمَضَان, وَوَفَّقَ لاغْتِنَامِهِ أَهْلَ الطَّاعَةِ وَالإِيمَان, أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُه , وَمِنْ مَسَاوِئِ عملي أَسْتَغْفِرُه , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً إِلَى يَوْمِ الدِّين![/font][font="][/font]
[font="]أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَانْظُرُوا مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ نِعْمَة, وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ رَبَّكُمْ مِنْ مِنَّة, فَلا أَفْضَلَ وَلا أَعْظَمَ مِنْ نِعْمَةِ الإِسْلام وَلا أَكْبَرَ أَوْ أَجَلَّ مِنْ فَضِيلَةِ الإِيمَان![/font][font="][/font]
[font="][/font]
[font="]من نيات الصيام كذلك[/font][font="][/font]
[font="]5ـ أَصُومُ حتى يكون خُلوف فمي أطيب عند الله من ريح المسك:[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفس محمدٍ بيده لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك".[/font][font="][/font]
[font="]قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:[/font][font="][/font]
[font="]خُلُوف الفم: رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة، لخلو المعدة من الطعام بالصيام، وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، ولكنها عند الله طيبة، حيث إنها ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته، كما أن دم الشهيد يجئ يوم القيامة يثعب دمًا، لونه لون الدم وريحه ريح المسك. [/font][font="][/font]
[font="]قال ابن جماعة وابن حجر - رحمهما الله -: وفيه: أن خُلُوف فم الصائم أفضل من دم الجريح في سبيل الله؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الشهيد: "إن ريحه ريح المسك"، وقال - صلى الله عليه وسلم - في خلوف الصائم: "أطيب من ريح المسك". اهـ.[/font][font="][/font]
[font="]6- أَصُومُ حتى أفرح عند فطري، وأفرح عند لقاء ربي:[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"[/font][font="][/font]
[font="]قال ابن رجب - رحمه الله -: وأما فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرًا ﴾ [المزمل: 20].[/font][font="][/font]
[font="]7ـ أَصُومُ حتى يشفع لي الصوم عند الله يوم القيامة: فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان" قال الألباني: أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.[/font][font="][/font]
[font="]8ـ أَصُومُ حتى أكون من جملة مَن يُنادَى عليهم من باب الرَّيان: فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن في الجنة بابًا يقال له الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد".[/font][font="][/font]
[font="]9ـ أَصُومُ لأن الصوم في الصيف جزاؤه الري والسقيا يوم العطش:[/font][font="][/font]
[font="]فقد أخرج البزار عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشِّراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة! قِفوا أخبركم بقضاء قضاهُ الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبرًا، قال: إن الله - تبارك وتعالى - قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف؛ سقاه الله يوم العطش". - وفي رواية: "إن الله قضى على نفسه أن مَن أعطش نفسه لله في يوم حار، كان حقًا على الله أن يُرويه يوم القيامة".[/font][font="][/font]
[font="]فكان أبو موسى يتوخَّى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرًا فيصومه.[/font][font="][/font]
[font="]10ـ أَصُومُ لأن للصائم دعوة لا ترد: أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:"ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" (صحيح الجامع: 3031).[/font][font="][/font]
[font="]تلك هي عشر نيات ويمكن أن تستحضر نيات فوق هذه النيات وتجدها يا عبد الله في أحاديث فضائل الصيام والموفق من وفقه الله تبارك وتعالى، ثم عد بعد ذلك إلى القيام وأنو له نيات عدة حتى تكسب ثوابا وأجرا عظيما عند الله تبارك وتعالى..[/font][font="][/font]
[font="]أخيرا عباد الله: هناك من الناس من لا زال صيامهم لرمضان الماضي لم يرفع بعد وأعمالهم الصالحة موقوفة لم تتجاوز رؤوسهم، فياترى هل سيدخل عليهم رمضان هذا العام وهم على هذه الحال، قال عليه الصلاة والسلام: " تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة جمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم. نسأل الهم السلامة العافية من القطيعة فيا من ابتلوا بالقطيعة والهجران ها قد أتاكم رمضان فتصافحوا وتسامحوا وعودوا كما كنتم إخوان وقولوا بلسان واحدة:[/font][font="][/font]
[font="]من اليـــــوم تصـــافينـــا ونطوي ما جرى منـا[/font][font="][/font]
[font="]ولا كــــــان ولا صــــــار ولا قلتــــم ولا قلنـــــا[/font][font="][/font]
[font="]وإن كـــــــان ولا بـــــــد من العتبى فالبحسنى[/font][font="][/font]
[font="]فقد قيل لنــــــــا عنكـــم كما قيل لكم عنـــــــا[/font][font="][/font]
[font="]كفى ما كان من هجـــر وقد ذقتم وقد ذقنـــا[/font][font="][/font]
[font="]وما أحسن أن نرجــــــع إلى الوصل كما كنـــــا[/font][font="][/font]
[font="]أسأل عز وجل أن يجمع شملكم، ويلم فرقتكم، ويجعلكم ممن قال فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ، اللهم أصلح بين المسلمين وذوب خلافاتهم، اللهم رقق القلوب وانزع الحقد والكره فيما بينهم، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم من كان من بيننا هاجرًا لأخ له اللهم فرده إليه وأصلح ذات بينهم يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم...[/font]