فضل يوم عرفة ويوم النحر

فَضْلُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ النَّحْرِ

الخطبة الأولى

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ، أَمَّا بَعْدُ :-

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .

عِبَادَ اللهِ : إن في عشر ذي الحجة يومًا جليلًا عظيمًا ، وهو يومُ التاسع منها ، وهو يوم غدٍ ، إنه يومُ عرفة ، وهو يومٌ مشهودٌ ، ويومٌ عظيمٌ ، أقسم اللهُ به لمكانته في الإسلام ، فقال تعالى : ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ ، وقد روى أبو هريرةَ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ ، والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ على يومٍ أفضلَ منه ، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجابَ اللهُ له ، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذهُ اللهُ منه " أخرجه الترمذي ، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع . ويوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله عز وجل فقال : ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة . ويوم عرفة أحد الأيام العشر المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة ، التي أقسم الله بها لعِظَم فضلها وعلو قدرها قال الله عز وجل فقال : ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : إنها عشر ذي الحجة . ويَوْمُ عَرَفَةَ ، هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللهُ بِهِ الْمِلَّةَ ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا بِهِ النِّعْمَةَ ، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا ، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ ، لَاتَّخَذْنَا ذلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا . قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟ قَالَ : [ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ] [المائدة: 3] ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : « قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ ، يَوْمَ جُمُعَةٍ » [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ] . ويوم عرفة هو ركن الحج الأعظم ، فمن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج ، معذورا كان أم غير معذور ، لحديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ قال : أنَّ ناسًا مِن أهلِ نَجْدٍ أَتَوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بعرفةَ ، فسألوهُ ، فأمَرَ مُناديًا فنادى : الحجُّ عرفةُ ، مَن جاء ليلةَ جَمْعٍ قَبلَ طُلوعِ الفجرِ فقدْ أدرَكَ الحجَّ .. ) صحيح الترمذي وصححه الألباني . وَفِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ ، تَتَنَزَّلُ مِنَ اللهِ تَعَالَى الرَّحَمَاتُ ، وَتُكَفَّرُ فِيهِ عَنِ الْمُذْنِبِينَ السَّيِّئَاتُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ ، فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ؟ » [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ] . قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ : ( وَيَوْمُ عَرَفَةَ هُوَ يَوْمُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ ، فَيُعْتِقُ اللهُ مِنَ النَّارِ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَمَنْ لَمْ يَقِفْ بِهَا مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) .

عِبَادَ اللهِ : اجْتَهِدُوا فِي هَذَا الْيَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِالدُّعَاءِ ، فَإِنَّهُ يَوْمٌ تُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعَوَاتُ ، وَتُفَرَّجُ فِيهِ الْكُرُبَاتُ ، وَتُمْنَحُ فِيهِ الْأُعْطِيَاتُ ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدْعُو بِهِ الْعَبْدُ ، وَيَلْهَجُ بِهِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ : تَوْحِيدَ اللهِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ] . وَإِنَّ مِمَّا يُشْرَعُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ : أَنْ يَصُومَهُ الْمُسْلِمُ غَيْرُ الْحَاجِّ ، فَإِنَّ صِيَامَهُ كَفَّارَةٌ لِسَنَتَيْنِ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ » [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ] . إنَّ يومَ عرفة ، يومُ فخرٍ للمسلمين ، إذ لا يُمكنُ للمسلمين في أيِّ مكانٍ أن يحتشدوا بذلك العدد في وقتٍ واحدٍ ، ومن دولٍ متفرقة ، إلا في ذلك المكان . وإنَّ في هذا الاجتماع آيةً عظيمة على قُدرة اللهِ سبحانه وتعالى ، إذ يَسمعُ دعاءَ كُلِّ هؤلاء في وقتٍ واحدٍ على اختلاف ألوانِهم ولغاتِهم وأجناسِهم ، ويُعطي كلَّ واحدٍ سؤْلَه دونَ أن تختلطَ عليه المسائلُ والحاجاتُ ، أو تخفى عليه الأصواتُ والكلمات ، سبحانه هو السميع البصيرُ العليُّ الخبير ، الذي يعلم خائنةَ الأعين وما تُخفي الصُّدور . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ .أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على فضله وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :-

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ، وأكثروا في هذه الأيام العظيمة من ذكره وتكبيره ، فإن ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال : ﴿ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت:45] ، وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه : « مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ » .

عباد الله : إِنَّ أَعْظَمَ يَوْمٍ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى هو يَوْمُ النَّحْرِ ، يَوْمُ الْعِيدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ » [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ] ، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَوْمُ عَرَفَةَ ، وَيَوْمُ النَّحْرِ ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ » [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ] . وَيَوْمُ الْعِيدِ هُوَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، كَيْفَ لَا ؟! وَفِيهِ طَوَافُ الزِّيَارَةِ ، سُمِّيَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّ الْحُجَّاجَ قَدْ تَطَهَّرُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَأَذِنَ لَهُمْ رَبُّهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ فِي زِيَارَةِ بَيْتِهِ وَالطَّوَافِ بِكَعْبَتِهِ ، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ : تُحْيَا سُنَّةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَتُرَاقُ دِمَاءُ الْهَدْيِ وَالْأَضَاحِيِّ ، وَيُتَقَرَّبُ بِهَا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ تَعَالَى : [ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ] [الحج:37] . قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ : ( مَنْ فَاتَهُ فِي هَذَا الْعَامِ الْقِيَامُ بِعَرَفَةَ ، فَلْيَقُمْ لِلَّهِ بِحَقِّهِ الَّذِي عَرَفَهُ ، وَمَنْ عَجَزَ عَنِ الْمَبِيتِ بِمُزْدَلِفَةَ ، فَلْيُبَيِّتْ عَزْمَهُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ وَقَدْ قَرَّبَهُ وَأَزْلَفَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُمْكِنْهُ الْقِيَامُ بِأَرْجَاءِ الْخَيْفِ ، فَلْيَقُمْ لِلَّهِ بِحَقِّ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ ، وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى نَحْرِ هَدْيِهِ بِمِنًى ، فَلْيَذْبَحْ هَوَاهُ هُنَا وَقَدْ بَلَغَ الْمُنَى ، وَمَنْ لَمْ يَصِلْ إِلَى الْبَيْتِ لِأَنَّهُ مِنْهُ بَعِيدٌ ، فَلْيَقْصِدْ رَبَّ الْبَيْتِ ، فَإِنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى مَنْ دَعَاهُ وَرَجَاهُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) [ لطائف المعارف ] .

عباد الله : أيام التشريق وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر ، اليوم الحادِيَ عَشَرَ ، والثَّانيَ عَشَرَ ، والثَّالِثَ عَشَرَ ، هي أيام لها فضل ، قال النبي ﷺ : « أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله » أخرجه مسلم وفي رواية الإمام أحمد : ( من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب ) صحيح مسلم . فيحرم صوم هذه الأيام إلا للحاج المتمتع والقارن إذا لم يجد الهدي ، فقدْ جاء في صَحيحِ البُخارِيِّ عنِ ابنِ عُمَرَ وعَائِشةَ رَضيَ اللهُ عنهم ، أنَّهما قالَا : « لم يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشرِيقِ أنْ يُصَمْنَ إلَّا لِمَن لم يَجِدِ الهَدْيَ » وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها : { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ } ، وقد بوَّب البخاري رحمه الله في صحيحه باب فضل العمل في أيام التشريق . ممَّا يدل على أن العمل في أيام التشريق أفضل من العمل في غيره . وهى أيام يغفل فيها الناس ، فكان للعبادة فيها مزيد فضل ، ومن أفضل ما ينشغل به الإنسان في هذه الأيام المباركة ، التكبير المقيد أدبار الصلوات والتحميد والتهليل . فاغتنموا فرص الخير قبل فوات الأوان ، واحذروا المعاصي فإنها تَحْرِمُ المغفرة في مواسم الرحمة .. فاتقوا الله عباد الله وصلُّوا وسلِّموا على محمد بن عبدالله كما أمرَكم الله بذلك فقال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ الْوَجْهِ الأَنْوَرِ وَالْجَبِينِ الأَزْهَرِ ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرَرِ ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْمَحْشَرِ ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين . اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لنا ولوالدينا ولِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ من الحُجَّاج حَجِّهم وَسَعْيَهم ، اللَّهُمَّ وَآتِهِمْ مَا وَعَدْتَهُمْ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ ، وَطَهِّرْهُمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ ، وَأَرْجِعْهُمْ مِنْهَا كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ ، وَرُدَّهُمْ إِلَى أَهْلِيهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ ، اللهم احفظهم بحفظك التام واحرسهم بعينك التي لا تنام ، اللهم من أرادهم بسوء فاجعله في نحره ، وأعذهم من شره ، يا ذا الجلال والإكرام . اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا وَمِنْهُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَخُذْ بِنَواصِيهم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُم لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُم فِي رِضَاكَ ، اللهم جازهم خيرا على ما يقدمونه من خدمة للحجاج والمعتمرين . اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ .

عباد الله ، اذكروا الله يذكُركم ، واشكروه على نعمه يزدْكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .  

 

( خطبة الجمعة 8/12/1445هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل                          للتواصل جوال و واتساب /  0504750883  ) .

المرفقات

1718007962_فَضْلُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ النَّحْرِ.docx

المشاهدات 751 | التعليقات 0