فضل يوم الجمعة وصلاتها
محمود الطائي
1434/07/30 - 2013/06/09 21:22PM
عباد الله .. يوم من خير الايام بل وافضلها فضله الله تعالى فجعل فيه شعائر وعبادات لم توجد في غيره قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ يَـوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " وقال عنه ايضا سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، انه يوم الجمعة
نسأل الله من فضله
ولمَّا كانت صلاة الجمعة محفلاً كبيرًا من محافل الإسلام، فقد راعى الإسلام لها آدابًا ونظامًا، بحيث لو تعداها المصلِّي يكون متجاوزًا لتعاليم الإسلام؛ ومن هذه الآداب التي -ومع الأسف- قلَّ الاهتمام بها: أنَّهُ يستحبُّ لكلِّ من أراد حضور صلاةِ الجمعة أن يكون على أحسن حالٍ من النظافة والزِّينةِ؛ فيغتسل ويلبس أحسنَ الثيابِ، ويتطيَّب بالطِّيبِ؛ فعن سلمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى".
وعن أَوْسٍ بْنِ أَوْسٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَة وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ: أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيامِهَا".
ويستحبُّ لمن بكَّر لصلاة الجمعة الاشتغالُ بصلاة النافلة، وتلاوةِ القرآنِ، والتسبيح، والتهليلِ، والتكبير، والدعاء...
ويجب على المبكِّر أن يملأ الصَّفَّ الأولَ، فالذي يليه، ولا يترُكَ فراغًا في الصَّفِّ، وأن لا يفتحَ بابًا لتخطِّي الرِّقابِ كما نرى اليوم ، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "احْضُرُوا الذِّكْرَ، وَادْنُوا مِنْ الإِمَامِ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ دَخَلَهَا".
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فَقَالَ: "اجْلِسْ؛ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ". أي أبطأْتَ وتأخَّرتَ
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "وَقَد اسْتَثْنَى مِنْ كَرَاهَة التَّخَطِّي مَا إِذَا كَانَ فِي الصُّفُوف الأُوَلى فُرْجَة، فَأَرَادَ الدَّاخِلُ سَدّهَا، فَيُغْتَفَر لَهُ لِتَقْصِيرِهِمْ".
واعلموا –رحمكم الله– أنه يجب على الحاضرين الإنصاتُ والاستماعُ للخطبة، ويحرُمُ الكلامُ وقتَ إلقائها، والعبثُ بالحصى أو السُّبحة أو المفاتيح أو نحوها... فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ -وَالإِمَامُ يَخْطُبُ- فَقَدْ لَغَوْتَ". وفي رواية لمسلم: "وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا". ؛
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثُمَّ سَمِعَهُ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثُمَّ سَمِعَهُ فَلَمْ يَأْتِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ قَلْبَ مُنَافِقٍ". والعياذ بالله
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)﴾
أيها الإخوة الكرام: أحياناً يعاقب الإنسان بعقاب شديد جداً، حينما يُهدم بيته، وهذا تعلمونه جميعاً، وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْظُرَ فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ ))
عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ وَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ))
مهمة السامع
الآن تبدأ مهمتك بعد صلاة الجمعة، يقول عليه الصلاة السلام:
(( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ))
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ،
استقبال الخطيب
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا)
" ويلاحظ أن بعض المصلّين يعتمدون على جدار أو عمود للمسجد ، مستدبرين القبلة ووجه خطيب الجمعة ، فإن الشرع أذن للخطيب أن يستدبر القبلة ، ليواجه المصلّين ، وعلى الرغم من هذا ، فإن بعض الناس لا يلتفتون إلى هذه الحكمة ، وهذا مخالف للسنة ، فلا ينبغي فعله إلا لحاجة إليه من مرض أو كبر سن أو ضعف ونحو ذلك ؛ فإن المشقة تقتضي التيسير .
فضل الاجتماع للذكر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنَ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد]
هؤلاء الذين يحضرون مجالس العلم، يذكرون الله، يذكرون آياته يذكرون كلامه، يذكرون سنة نبيه، يذكرون سيرة نبيه، يتفقهون في أحكام الدين، يزدادون قرباً من الله عز وجل، يقتطعون من وقتهم وقتاً لمعرفة الله، يقتطعون من وقتهم وقتاً لطلب العلم، لتعلم القرآن، لفهمه لتعلم السنة، لفهمها، هؤلاء الذين يفعلون هذا يستحقون مغفرة الله لهم.
(( قال: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ..))
ونهي عن البيع، لئلا يشتغل به عنها، فلو لم تكن واجبة لما نهي عن البيع من أجلها،
إنما سميت جمعة: لأنها تجمع الجماعات، وإنها من اشتقاق الاجتماع. وفي خبر يروى عن سليمان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "فيه اجتمع خلق أبيك آدم".
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، رواه مسلم وغيره
2. عن جابر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئًا إلا أتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".
ولهذا اختصه الله تعالى بصلاة الجمعة التي أوجبها على عباده لتكون اجتماعا أسبوعيًا للمسلمين، يلتقون فيه يستوي الناس جميعًا ، وتزول جميعُ الفوارق وفالجميع يقفون في صفوف متراصَّةٍ متساويةٍ، يركعون ويسجدون جنبًا إلى جنب
فيزدادون تعارفًا وتآلُفًا، ويتشاورون فيما بينهم، ويتعاونون على البرِّ والتقوى ، فيشاهد كلٌّ منهم حال أخيه فيشاركُه فرحتَه، ويشاطرُه شدَّته
عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) .
وعن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ بَلِيتَ- قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا )
وعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ : خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ )
أي مِنْ قِيَام السَّاعَة
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) فيزدادون تعارفًا وتآلُفًا، ويتشاورون فيما بينهم، ويتعاونون على البرِّ والتقوى ، فيشاهد كلٌّ منهم حال أخيه فيشاركُه فرحتَه، ويشاطرُه شدَّته
عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) .
وعن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ بَلِيتَ- قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا )
وعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ : خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ )
أي مِنْ قِيَام السَّاعَة
نسأل الله من فضله
ولمَّا كانت صلاة الجمعة محفلاً كبيرًا من محافل الإسلام، فقد راعى الإسلام لها آدابًا ونظامًا، بحيث لو تعداها المصلِّي يكون متجاوزًا لتعاليم الإسلام؛ ومن هذه الآداب التي -ومع الأسف- قلَّ الاهتمام بها: أنَّهُ يستحبُّ لكلِّ من أراد حضور صلاةِ الجمعة أن يكون على أحسن حالٍ من النظافة والزِّينةِ؛ فيغتسل ويلبس أحسنَ الثيابِ، ويتطيَّب بالطِّيبِ؛ فعن سلمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى".
وعن أَوْسٍ بْنِ أَوْسٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَة وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ: أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيامِهَا".
ويستحبُّ لمن بكَّر لصلاة الجمعة الاشتغالُ بصلاة النافلة، وتلاوةِ القرآنِ، والتسبيح، والتهليلِ، والتكبير، والدعاء...
ويجب على المبكِّر أن يملأ الصَّفَّ الأولَ، فالذي يليه، ولا يترُكَ فراغًا في الصَّفِّ، وأن لا يفتحَ بابًا لتخطِّي الرِّقابِ كما نرى اليوم ، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "احْضُرُوا الذِّكْرَ، وَادْنُوا مِنْ الإِمَامِ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ دَخَلَهَا".
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فَقَالَ: "اجْلِسْ؛ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ". أي أبطأْتَ وتأخَّرتَ
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "وَقَد اسْتَثْنَى مِنْ كَرَاهَة التَّخَطِّي مَا إِذَا كَانَ فِي الصُّفُوف الأُوَلى فُرْجَة، فَأَرَادَ الدَّاخِلُ سَدّهَا، فَيُغْتَفَر لَهُ لِتَقْصِيرِهِمْ".
واعلموا –رحمكم الله– أنه يجب على الحاضرين الإنصاتُ والاستماعُ للخطبة، ويحرُمُ الكلامُ وقتَ إلقائها، والعبثُ بالحصى أو السُّبحة أو المفاتيح أو نحوها... فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ -وَالإِمَامُ يَخْطُبُ- فَقَدْ لَغَوْتَ". وفي رواية لمسلم: "وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا". ؛
فيا إخوة الإيمان: صلاةُ الجمعة فرضٌ عينيٌ على كلِّ مسلم ذكر بالغٍ عاقلٍ مقيمٍ غيرِ مسافرٍ؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
وحالتنا اليوم –أيها المسلمون– مع صلاة الجمعة حالةٌ سيئةٌ، خَفَّ ميزانُها لدينا، وتساهلنا في شأنها، وصار التخلُّف عنها أمرًا هيِّنًا وعاديًّا، فالأسرة الكبيرة في البيت لا يحضر منها إلاَّ أفراد، وبعض البيوت لا يحضر منها أحدٌ، والذين يحضرون لا يُنْكرون على المتخلِّفين، وقد يكونون من أولادهم الذين كلِّفوا بأمْرهم بها وضربهم عليها.
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- توعَّد من يتخلَّف عن صلاة الجمعةِ بقوله: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدَعِهِمْ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِن الْغَافِلِينَ".وحالتنا اليوم –أيها المسلمون– مع صلاة الجمعة حالةٌ سيئةٌ، خَفَّ ميزانُها لدينا، وتساهلنا في شأنها، وصار التخلُّف عنها أمرًا هيِّنًا وعاديًّا، فالأسرة الكبيرة في البيت لا يحضر منها إلاَّ أفراد، وبعض البيوت لا يحضر منها أحدٌ، والذين يحضرون لا يُنْكرون على المتخلِّفين، وقد يكونون من أولادهم الذين كلِّفوا بأمْرهم بها وضربهم عليها.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثُمَّ سَمِعَهُ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثُمَّ سَمِعَهُ فَلَمْ يَأْتِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ قَلْبَ مُنَافِقٍ". والعياذ بالله
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ".
فلعلَّ تاركي صلاةِ الجمعةِ –وما أكثرهم هذه الأيام– ينتبهون، ويفيقون من غيِّهم، ألا فليبلِّغ الشاهد منكم الغائب، فهذه مسؤوليتُكُم..
وأنتم –أيها الآباء، وأيتها الأمهات– تتحمَّلون مسؤوليةَ أولادِكم الذين يتخلَّفون عن صلاة الجمعة، فاتقوا اللهَ في أولادكم، واحْرصُوا أشدَّ الحرْص على إحضارهم معكم، وحذار من التهاون أو التشاغلِ عنهم، فإنَّكم ستسألون عنهم يوم القيامة، فهل أعددتم للسؤال جوابًا؟! فأعدُّوا للسؤال جوابًا، ونرجو من الله أن يكون صوابًا.
ترك الجمعة
لذلك ـ أيها الإخوة ـ يقول الله عز وجل:فلعلَّ تاركي صلاةِ الجمعةِ –وما أكثرهم هذه الأيام– ينتبهون، ويفيقون من غيِّهم، ألا فليبلِّغ الشاهد منكم الغائب، فهذه مسؤوليتُكُم..
وأنتم –أيها الآباء، وأيتها الأمهات– تتحمَّلون مسؤوليةَ أولادِكم الذين يتخلَّفون عن صلاة الجمعة، فاتقوا اللهَ في أولادكم، واحْرصُوا أشدَّ الحرْص على إحضارهم معكم، وحذار من التهاون أو التشاغلِ عنهم، فإنَّكم ستسألون عنهم يوم القيامة، فهل أعددتم للسؤال جوابًا؟! فأعدُّوا للسؤال جوابًا، ونرجو من الله أن يكون صوابًا.
ترك الجمعة
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)﴾
أيها الإخوة الكرام: أحياناً يعاقب الإنسان بعقاب شديد جداً، حينما يُهدم بيته، وهذا تعلمونه جميعاً، وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْظُرَ فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ ))
عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ وَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ))
مهمة السامع
الآن تبدأ مهمتك بعد صلاة الجمعة، يقول عليه الصلاة السلام:
(( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ))
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ،
استقبال الخطيب
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا)
" ويلاحظ أن بعض المصلّين يعتمدون على جدار أو عمود للمسجد ، مستدبرين القبلة ووجه خطيب الجمعة ، فإن الشرع أذن للخطيب أن يستدبر القبلة ، ليواجه المصلّين ، وعلى الرغم من هذا ، فإن بعض الناس لا يلتفتون إلى هذه الحكمة ، وهذا مخالف للسنة ، فلا ينبغي فعله إلا لحاجة إليه من مرض أو كبر سن أو ضعف ونحو ذلك ؛ فإن المشقة تقتضي التيسير .
فضل الاجتماع للذكر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنَ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد]
هؤلاء الذين يحضرون مجالس العلم، يذكرون الله، يذكرون آياته يذكرون كلامه، يذكرون سنة نبيه، يذكرون سيرة نبيه، يتفقهون في أحكام الدين، يزدادون قرباً من الله عز وجل، يقتطعون من وقتهم وقتاً لمعرفة الله، يقتطعون من وقتهم وقتاً لطلب العلم، لتعلم القرآن، لفهمه لتعلم السنة، لفهمها، هؤلاء الذين يفعلون هذا يستحقون مغفرة الله لهم.
(( قال: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ..))
ونهي عن البيع، لئلا يشتغل به عنها، فلو لم تكن واجبة لما نهي عن البيع من أجلها،
إنما سميت جمعة: لأنها تجمع الجماعات، وإنها من اشتقاق الاجتماع. وفي خبر يروى عن سليمان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "فيه اجتمع خلق أبيك آدم".
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، رواه مسلم وغيره
2. عن جابر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئًا إلا أتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".
التأخر عن الصلاة
ويُسَنُّ التبكيرُ بالحضور إلى صلاة الجمعة لغير الإمام؛ فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً -ناقة- ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ". [البخاري – كتاب الجمعة - باب الاستماع إلى الخطبة].
والتبكير لحضور الجمعة كان من عادة السَّلف الصالح -رضي الله عنهم-، وكانوا يعاتبون أنفُسَهُم عند تركهِمُ التبكير أو تقصيرِهِم فيه؛ دخل ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- بُكرةً، فرأى ثلاثةَ نفر قد سبقوه بالبكور، فاغتمَّ لذلك، وجعل يقول لنفسه معاتبًا إياها: "رابعُ أربعة، وما رابعُ أربعةٍ ببعيد". فهذا حال ابن مسعود -رضي الله عنه- وهو من هو، فما بالُنا في كثير منَّا –إلاَّ مَن رحم الله– لا يأتون إلا والإمامُ على المنبر، بل يأتي بعضهم مع الصلاة أو قُبَيْلَهَا بقليل، ويحرمون أنفسهم من هذا الثواب العظيم؟!
ويُسَنُّ التبكيرُ بالحضور إلى صلاة الجمعة لغير الإمام؛ فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً -ناقة- ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ". [البخاري – كتاب الجمعة - باب الاستماع إلى الخطبة].
والتبكير لحضور الجمعة كان من عادة السَّلف الصالح -رضي الله عنهم-، وكانوا يعاتبون أنفُسَهُم عند تركهِمُ التبكير أو تقصيرِهِم فيه؛ دخل ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- بُكرةً، فرأى ثلاثةَ نفر قد سبقوه بالبكور، فاغتمَّ لذلك، وجعل يقول لنفسه معاتبًا إياها: "رابعُ أربعة، وما رابعُ أربعةٍ ببعيد". فهذا حال ابن مسعود -رضي الله عنه- وهو من هو، فما بالُنا في كثير منَّا –إلاَّ مَن رحم الله– لا يأتون إلا والإمامُ على المنبر، بل يأتي بعضهم مع الصلاة أو قُبَيْلَهَا بقليل، ويحرمون أنفسهم من هذا الثواب العظيم؟!