فضل عِمارة المساجد وفِعل الخيرات

عايد القزلان التميمي
1444/09/02 - 2023/03/24 08:04AM
الحمد الله الذي أنعم علينا بالإيمان، وفرض علينا الصوم في رمضان، لنيل الرضا والرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، رب السماوات والأكوان وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فاتقوا الله عبادَ الله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
أيّها المسلمون، إننا في ثاني يومٍ من أيّام شهرِ رمَضان المبارَك نهنِّئ أنفسَنا والمسلمين ببلوغِ هذا الشّهرِ العظيم، جعَلَه الله مبَاركًا على أمّةِ الإسلام وعمومِ المسلمين في مشارِقِ الأرضِ ومغَاربها، أهلَّه الله علينا بالأمنِ والإيمان والسلامَةِ والإسلام والعِزّ والنّصر والتمكين للمسلمين.
ولا يخفى على الجميع فضلَ هذا الشهرِ وقدرَه، فهو سيِّد الشهور وخيرُها، (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )) ، من صامه وقامه غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر،
هذا هو رمضانُ، أعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله تعالى تحقيقًا للتّقوى، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
عباد الله وأكثروا من قراءة القرآن والجلوس في المسجد في هذا الشهر، يُعْظِم الله لكم بذلك الأجر؛ لأن في كل حرف من القرآن عشر حسنات، قال الله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ   لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
أيها المؤمنون فقد اعتنى المسلمون بكتاب الله تعالى منذ العهد النبوي إلى عصرنا الحاضر. ولم يزل أهل الإسلام يولون كتاب الله أعظم عناية وأجلّ اهتمام، وقد أوقف المسلمون على مرّ العصور المصاحف والمساجد ، وجعلوا من مصارف أوقافهم بناء المساجد و نسخ المصاحف وطباعتها وتوزيعها، لما علموا من الأجور العظيمة المترتبة على ذلك. فاحرصوا بارك الله فيكم على تلاوة القران وتعلمه وتعليمه ونشره وجعله وقفا لكم وذلك عن طريق توزيعه أو وضعه في المساجد ولو نسخة واحدة بنية ان يكون وقفا لكم واحرصوا على  تكون تلك المصاحف من طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة النبوية .
 وكذلك الحرص على عِمارة بيوت الله بالصلاة فيها والمشاركة في بنائها وصيانتها وتسابقوا في بذل الخير والإنفاق عليها قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( من بنى مسجدًا ، يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة .  ((
عباد الله إن هذا الشهر فرصة وغنيمة للتزود من أعمال البر والخير ومن ذلك  بناء المساجد أو المشاركة في ذلك ولو بالقليل وعِمارتها وخِدمتها والاهتمام بها وصيانتها ،
وكذلك تعلم القرآن الكريم وتعليمه والمساهمة في طباعته ونشره . أيها المؤمنون ولا يخفى على الجميع جهود ولاة أمرنا  في عمارة المساجد وبنائها والاهتمام بها في الداخل والخارج وكذلك طباعة المصحف الشريف ونشره من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف،  وجهود وزارة الشؤون الإسلامية  واضحة وذلك باهتمامها بالمساجد ورعايتها ونشر المصاحف فيها وقد ساهمت الوزارة في هذه الأعمال المباركة من خلال التبرع (عبر منصة إحسان) لتنظيم مسار التبرعات وضمان وصولها وتحقيقها الأهداف المنشودة في مشاريع بناء المساجد وصيانتها ونظافتها ومشاريع طباعة المصحف الشريف ونشره.
فساهموا وقدموا لأنفسكم ، فمجالات الخير مفتوحة ((وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ   ))
بارك الله لي  ولكم ...
الخطبة الثانية
الحمد الله وفَّق مَنْ شاء لطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله  ، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله.
وأبشروا بموعود الله، فربنا غفور رحيم يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنب العظيم ويجازي على العمل اليسير بالأجر العظيم، قد أعد جنة عرضها السماوات والأرض، فتحت أبوابها في هذا الشهر الكريم وجرت أنهارها وتزينت حورها واكتمل نعيمها وأعدت للمتقين. نحن في شهر كله خير وبركات، شهر المنح والهبات، شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر التائبين من معاصيهم، شهر العائدين إلى ربهم،
عباد الله، لازموا صلاة التراويح، ولا تُفَرطوا فيها، فإن ثوابها عظيم، وروضوا النفس على الطاعة في هذا الشهر العظيم. ثم عليكم بتلاوة القرآن والإكثار من الصدقات اقتداء بنبيكم صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه وتقبله منا يا أرحم الراحمين.
عباد الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.    
المرفقات

1679634470_فضل عِمارة المساجد وفِعل الخيرات.docx

المشاهدات 639 | التعليقات 0