فضل عشر ذي الحجة

سليمان بن خالد الحربي
1443/11/24 - 2022/06/23 16:01PM

 

الخطبة الأولى:

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، وَتَزَوَّدُوا مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ فِي حَيَاتِكُمْ مَا يَكُونُ سَبَبًا لِنَجَاتِكُمْ وَفَوْزِكُمْ فِي آخِرَتِكُمْ؛ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} [الأنبياء: 94].

مَعْشَرَ الإِخْوَةِ! اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَرَاقِبُوهُ، فَإِنَّ الأَيَّامَ قَدْ أَسْرَعَتْ بِنَا إِلَى قُبُورِنَا، وَأَنْقَصَتْ شُهُورَنَا وَأَعْوَامَنَا، وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ أَعْمَارِنَا، وَلَنْ نَجِدُ أَمَامَنَا إِلَّا أَعْمَالَنَا، وَإِنَّ مِنْ لُطْفِ اللهِ وَإِحْسَانِهِ أَنْ يَبَلِّغَ اللهُ الـمَرْءَ الأَزْمِنَةَ الفَاضِلَةَ، وَالأَيَّامَ الـمُبَارَكَةَ، وَقَدْ أَقْبَلَتْ عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الـمُحَقِّقِينَ.

وَقَدْ فَضَّلَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- هَذِهِ العَشْرَ، وَأَقْسَمَ بِهَا فِي القُرْآنِ؛ إِظْهَارًا لِلْمَحَجَّةِ، وَالسَّعِيدُ مَنِ اغْتَنَمَ مَوَاسِمَ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ، وَتَقَرَّبَ إِلَى مَوْلَاهِ مِنْ وَظَائِفِ الطَّاعَاتِ، فَعَسَى أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ مِنْ تِلْكَ النَّفَحَاتِ، فَيَسْعَدُ سَعَادَةً فِي أُخْرَاهِ وَدُنْيَاهِ.

وَإِنَّ هَذِهِ الـمَوَاسِمَ مِنْ آثَارِ لُطْفِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ بِعِبَادِهِ، وَمَحَبَّتِهِ بِأَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وَيَغْفِرَ لَـهُمْ، {واللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء:27].

وَقَدْ رَوَى البُخَارِيٌّ فِي "صَحِيحِهِ" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ»، قَالُوا:
وَلَا الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلَا الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».

وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ»، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ هُنَّ أَفْضَلُ، أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ».

هَذِهِ العَشْرُ جَمَعَتْ أَرْكَانَ الإِسْلَامِ تَوْحِيدًا وَعَقِيدَةً؛ صِيَامًا، وَصَدَقَةً، وصَلَاةً، وَحَجًّا، وَعُمْرَةً، وَنَحْرًا، وَبِالْجُمْلَةِ، فَهَذَه الْعَشْرُ قَدْ قِيلَ: إِنَّهُا أَفْضَلُ أَيْامِ السَّنَةِ، كَمَا نَطَقَ بِهِ الـحَدِيثُ، فَفَضَّلَهَا كَثِيرٌ عَلَى عَشْرِ رَمَضَانَ الْأَخِيرَةِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ يُشْرَعُ فِيهَا مَا يُشْرَعُ فِي تِلْكَ مِنْ صِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَصَدَقَةٍ وَغَيْرِهِ، وَتَـمْتَازُ هَذِهِ بِاخْتِصَاصِهَا بِأَدَاءِ فَرْضَ الـحَجِّ فِيهَا وَالأَضَاحِي. 

قَالَ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَه اللهُ-: «لَـمَّا كَانَ اللهُ -سُبْحَانَهُ- قَدْ وَضَعَ فِي نُفُوسِ عِبَادِهِ حَنِينًا إِلَى مُشَاهَدَةِ بَيْتِهِ الحَرَامِ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ قَادِرًا عَلَى مُشَاهَدَتِهِ كُلَّ عَامٍ، فَرَضَ عَلَى الـمُسْتَطِيعَ الحَجَّ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي عُمُرِهِ، وَجَعَلَ مَوْسِمَ العَشْرِ مُشْتَرِكًا بَيْنَ السَّائِرِينَ وَالقَاعِدِينَ»ا هـ. 

فَالـمُوَفَّقُ مَنْ بَادَرَ الأَوْقَاتِ، وَسَارَعَ إِلَى الطَّاعَاتِ، وَاغْتَنَمَ الخَيْرَاتِ، وَنَافَسَ فِي العِبَادَاتِ.

وَإِنَّ مِنْ أَعَظَمِ الأَعْمَالِ فِي هَذِهِ العَشْرِ وَاللَّيَالِي بَعْدَ الفَرَائِضِ مَا ذَكَرَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ عِبَادَةُ الذِّكْرِ؛ قَالَ تَعَالَى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28]، وَهِيَ العَشْرُ عِنْدَ جُمْهُورِ الـمُفَسِّرِينَ.

وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي العَشْرِ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ وَيَلْهَجَانِ بِهَذَا الذِّكْرِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا؛ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ"، وَجَاءَ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي "مُسْنَدِهِ": «فَأَكْثِرُوا فِيِهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ».

وَمَنْ تَأَمَّلَ الأَزْمِنَةَ وَجَدَ أَنَّ اللهَ يُرَبِّي العَبَادَ عَلَى أَنْوَاعِ العِبَادَاتِ، فَالصَّلَوَاتِ الـمَفْرُوضَاتِ يَعْتَادُ الـمَرْءُ فِيهَا عَلَى القِيَامِ وَالسُّجُودِ، وَفِي رَمَضَانَ يَعْتَادُ الـمَرْءُ عَلَى الصِّيَامِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَفِي الزَّكَاةِ يَعْتَادُ الـمَرْءُ عَلَى الصَّدَقَةِ وَبَذْلِ الـمَحْبُوبِ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَعْتَادُهُ الـمَرْءُ فِي هَذِهِ العَشْرِ هُوَ عِبَادَةُ الذِّكْرِ.

لِنَتَعَلَّمْ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ كَثْرَةَ الذِّكْرِ، لِيَكُنْ لَنَا فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ آلَافُ التَّهْلِيلِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّسْبِيحِ، ضَعْ بَرْنَامَجًا لَكَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ تَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ أَنْ يَرْتَاضَ لِسَانُكَ وَيَعْتَادَ عَلَى كَثْرَةِ الذِّكْرِ، مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ وَلَهُ الـحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَقَوْلِ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ،  وَقَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكَبْرُ.

اجْعَلْ هَذِهِ العَشْرَ بَرْنَامَجًا عَمَلِيًّا لِلْعَمَلِ بِهَذِهِ العِبَادَةِ؛ اسْتِجَابَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28].

وَهَذِهِ العِبَادَةُ عَلَى يُسْرِهَا إِلَّا أَنَّهَا مِنْ أَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَمِنْ أَكْثَرِهَا ثَوابًا، وَهِيَ عِبَادَةٌ مُتَيَسَّرَةٌ فَلَا تَحْتَاجُ إِلَى مَكَانٍ، وَلَا إِلَى جُهْدٍ، وَلَا إِلَى نَصَبٍ، وَلَا تَقْطَعُ عَنْ شُغْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَيَقْدِرُ عَلَيْهَا الصَّحِيحُ وَالـمَرِيضُ، وَالكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ، وَالـمُقِيمُ وَالـمُسَافِرُ.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج:28].

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِـمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الـمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخَطِيئَةٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وتُوبُوا إليهِ، إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهْ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَيمِ فَضِلِهِ وَامْتِنَانِهْ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهْ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى جَنَّتِهِ وَرِضْوَانِهْ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَعْوَانِهِ، أمَّا بَعْد: 

إِخْوَتِي فِي اللهَ، أَيُّهَا الـمُسْلِمُونَ! الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ لَا حَصْرَ لَهَا؛ {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]، مِنَ البِرِّ وَالصَّدَقَةِ، وَالصَّلَاةِ وَالصِّلَةِ، وَالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ وَخَتْمِهِ فِيهَا، وَالإِحْسَانِ -وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ- وَالذِّكْرِ بِأَلْوَانِهِ وَأَنْوَاعِهِ، وَالإِحْسَانِ لِلْغَيْرِ، وَالعَفْوِ وَالتَّسَامُحِ، وَالتَّغَاضِي وَالتَّصَالُحِ، وَطُرقُ الخَيْرِ كَثِيرَةٌ وَأَنْوَاعُهُ مُتَعَدِّدَةٌ كَبِيرَةٌ.

وَلْيُعْلَمُ أَنْ التَّقَرُّبَ إِلَى اللهِ بِأَعْمَالِ القُلُوبِ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ؛ كَالخَشْيَةِ، وَالتَّوْبَةِ، وَالإِنَابَةُ، وَالتَّوَاضُعِ، وَإِحْسَانِ الظَّنِّ، وَالعَفْوِ عَنِ الـمُسِيءِ، وَتَرْكِ الحِقْدِ وَالحَسَدِ وَالبَغْضَاءِ وَالكِبْرِ.

قَالَ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَقَدْ دَلَّ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى مُضَاعَفَةِ جَمِيعِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَة فِي العَشْرِ مِنْ غَيْرِ اسْتِثْنَاءِ شَيْءٍ مِنْهَا»، «وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ يَقَعُ فِي هَذِهِ العَشْرِ فَهُوَ أَفْضَلُ حَتَّى الصَّلَواتُ الـمَكْتُوبَاتُ».

وَاحْذَرُوا الـمَعَاصِي؛ فَإِنَّهَا قَدْ تَمْنَعُ الـمَغْفِرَةَ فِي مَوَاسِمِ الرَّحْمَةِ، وَعِنْدَ أَحْمَدَ فِي "مُسْنَدِهِ" مَرْفُوعًا: «إِنَّ العَبْدَ لَيُحْرَمُ الرَّزق بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ»، فَقَدْ يُحْرَمُ رِزْقَ الطَّاعَاتِ وَالخَيْرَاتِ بِأَسْبَابِ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ، فَالغَنِيمَةُ الغَنِيمَةُ فِي انْتِهَازِ الفُرْصَةِ فِي الأَيَّامِ العَظِيمَةِ، وَإِنَّ مِنَ الحِرْمَانِ وَالخُسْرَانِ أَنْ تَمُرَّ هَذِهِ العَشْرُ مُرُورَ الكِرَامِ، وَتَخْرُجُ بِلَا عَمَلٍ وَلَا اهْتِمَامٍ!

احْذَرُوا الغَفْلَةَ وَالإِعْرَاضَ، فَالعَاقِلُ مَنِ اجْتَهَدَ لِنَفْسِهِ وَقْتَ الـمَوَاسِمِ؛ لِيَظْفَرَ بِالرِّبْحِ الكَبَيرِ، فَوَاللهِ لَا يَهْلِكُ عَلَى اللهِ إِلَّا هَالِكٌ، وَإِلَّا فَهَذِهِ الـمَوَاسِمُ مَحَطَّةٌ لِلْمَغْفِرَةِ، وَغَسْلٌ لِلذُّنُوبِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ، وَالعَمَلُ اليَسِيرُ فِيهَا ثَوَابُهُ عَظِيمٌ جَزِيلٌ، فَلَا يَغُرَّنَّكَ صِحَّتُكَ وَمَالُكَ وَسِتْرُ اللهِ عَلَيْكِ فَيَزِيدُكَ بُعْدَا وَهَلَاكًا.

 

 

 

المرفقات

1656000073_فضل عشر ذي الحجة.docx

المشاهدات 948 | التعليقات 0