فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها
أنشر تؤجر
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ : أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
عِبَادَ اللَّهِ : إن مِن رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ونِعّمَتِه عَلَى عَبدِهِ المُؤمِنِ أَن يُوَفّقَهُ لِاغتِنَامِ فُرَصِ العُمُرِ ، فَالعُمُرُ يَمضِي وَيَنصَرِمُ ، وَلَيسَ لِابنِ آدَمَ مِنهُ إِلَّا مَا استَودَعَهُ فِيهِ مِن صَالِحِ العَمَلِ ، قَالَ تَعَالَى }: وَسَارِعُوا إِلَى مَغفِرَةٍ مِن "رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ أُعِدّتْ لِلمُتَّقِينَ{ .
فَالسّعِيدُ مَن استَغَلَّ الأَوقَات ، وَازدَادَ فِي مَوَاسِمِ الخَيرِ مِنَ الطَّاعَاتِ ، وَتَعَرَّضَ فِيهَا لِنَفَحَاتِ الرَّحَمَاتِ ، وَالعُمُرُ أَمَانَةٌ سَيُسأَلُ العَبدُ عَنهَا يَومَ القِيَامَةِ ، كَمَا قَالَ ﷺ: " لا تَزُولُ قَدَمَا عَبدٍ يومَ القيامةِ ، حتَّى يُسأَلَ عَن عُمُرِهِ ؛ فِيمَ أَفناهُ؟ وعَن عِلمِه؛ فِيمَ فَعَلَ؟ وعَن مَالِه؛ مِن أَين اكتَسَبَه؟ وفِيمَ أَنفَقَه؟ وعَن جِسمِهِ؛ فِيمَ أَبلاهُ؟ ." رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ .
عِبَادَ اللَّهِ : إِنَّ مِن حِكمَةِ اللَّهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ فَاضَلَ بَينَ الأَيَّامِ ، فَمَنَّ عَلَينَا بِمَوَاسِمَ لِلعِبَادَةِ ، ضَاعَفَ فِيهَا الأُجُورَ ، وَشَرَعَ فِيهَا أَنوَاعَ من الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ ، لِيَزدَادَ المُؤمِنُونَ رِفعَةً فِي دَرَجَاتِهِم ، وَيَستَدرِكَ المُقَصِّرُونَ مَا فَاتَ مِن زَلَاتِهِم .
وَمِنَ الأَيَّامِ الفَاضِلَةِ الَّتِي أَعلَى اللَّهُ شَأنَهَا ، وَعَظَّمَ أَمْرَهَا : أَيَّامُ عَشرِ ذِي الحِجَّةِ ، فَهِيَ أَيَّامٌ عَظِيمَةٌ مُبَارَكَةٌ ، لَيسَ فِي الأَيَّامِ مَا يُمَاثِلُهَا ، وَلَا فِي أُجُورِ الأَعمَالِ مَا يَعدِلُهَا .
أَقسَمَ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا بِهَا فَقَالَ: " وَالفَجرِ وَلَيَالٍ عَشرٍ " ؛ جَاءَ عَن جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أَنّهَا عَشرُ ذِي الحِجَّةِ .
وَقَد خَصَّ اللَّهُ هَذِهِ الأَيَّامَ بِأُجُورٍ كَبِيرَةٍ ، وَرَتّبَ عَلَى الطَّاعَاتِ فِيهَا خَيرَاتٍ كَثِيرَةً ، فَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنهُ فِي غَيرِهَا ، قَالَ ﷺ: " مَا مِنْ أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ مِن هَذهِ الأيَّامِ العَشرِ، قَالوا : يا رَسُولَ اللهِ ! ولا الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ : ولا الجِهَادُ فِي سَبيلِ اللهِ ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرجِع مِن ذَلِكَ بِشَيءٍ. " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ.
وَقَد خُصَّتْ هَذِهِ الأَيَّامُ الفَوَاضِلُ بِهَذِهِ الفَضَائِلِ لِاجتِمَاعِ أُمَّهَاتِ العِبَادَةِ فِيهَا؛ مِن صَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَحَجٍّ، وَذَلِكَ لَا يَتَأَتَّى فِي غَيرِهَا، وَلِأَنَّ فِي أَيَّامِهَا مَا لَيسَ فِي مِثلِهَا.
فيا عبد الله : إِنْ يَسَّرَ اللهُ لَكَ إِدْرَاكَ هَذِهِ الْعَشْرِ فَاعْلَمْ أَنَّكَ أَدْرَكَتَ أفْضَلَ أيَّامِ الْعَامِ عَلَى الْإِطْلَاقِ , واعلم أن كل عمل صالح كنت تعمله في أيام العام كله ، سيصبح في عشر ذي الحجة أحب إلى الله ، وأثقل في ميزان حسناتك .
وأعظمُ ما يتعبدُ لله به في هذه الأيام العشر وغيرها من أيام العام ، هو ما افترضه الله على عباده ؛ فقد جاء في الحديث القدسي يقول الله تعالى :( ما تقرَّ بَ إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه )
ومن أعظم الفرائض الصلاة ، فصَلَاتُنَا عِمَادُ دِيْنِنَا ، وَرُكْنُهُ الثَّانِي ، وَالفَارِقُ بَيْنَ الإِسْلَامِ وَالكُفْرِ ، وَلَيْسَ فِي الإِسْلَامِ حَظٌ لِمَنْ تَرَكَهَا .
صَلَاتُنَا ؛ سَبِيْلُ نَجَاتِنَا ، وَطَرِيقُ فَلَاحِنَا ؛ فَلْنَحْفَظْ لِصَلَاتِنَا وَقْتَهَا ، وَطَهَارَتَهَا ، وَخُشُوعَهَا ، وَجَمَاعَتَهَا فِي المَسَاجِدِ .
وإِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ - يَا عَبْدَ اللهِ - فَبَادِرْ إِلَى المَسْجِدِ ؛ وَأَبْشِرْ حَيْنَئِذٍ ؛ فَإِنَّ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً ، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ ، فَإِذَا صَلَّى ، لَمْ تَزَلِ المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ ، مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ : اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ .
هَكَذَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؛ وَفِي الحَدِيثِ الآخَرِ :( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ ، أَوْ رَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً ، كُلَّمَا غَدَا ، أَوْ رَاحَ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
ولْيَكُنْ لَنَا حَظٌ مِنْ نَوَافِلِ الصَّلَاةِ ؛ كَالسُّنَنِ الرَّوَاتِبِ ؛ وَصَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَصَلَاةِ الضُّحَى.
وَمِنْ الأَعْمَالِ الصالحة في هَذِهِ الْعَشْرِ : الحج ، وهو أفضلها ، لأنه ركن من أركان الإسلام ، وكذلك الصِّيَامُ , لِدُخُولِهِ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ عُمومًا .
والصائم في عبادة طوال يومه ؛ من أذان الفجر إلى أذان المغرب ما دام متلبسا بالصيام ؛ فَاِحْرِصُوا عَلَى صِيَامِ التِّسْعِ مِنْ ذِي الحِجَّة , أو ما تيسر منها ؛ فمن لم يستطع فلا يفرط ولا يفوت في صيامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَهُوَ أَفْضَلُهُا ، فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ المستحبة : كثرة ذكر الله تعالى ، الذي يجلُ صدأَ القلبِ ، ويغسلُ أمراضَه ، فبه ينشرحُ الصدرُ ويطمئنُ القلبُ :( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ومن ذلك : التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّحْمِيدُ ، فقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث :( فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ شُعَيْبٌ الأَرْنَاؤُوط.
لِنُحْيِي فِي عَشْرِنا سُنَّةَ التَّكْبِيرِ ، وَلْنَجْهَرْ بِهِ ؛ تَأَسِّيًا بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، وَصَحَابَتِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ ؛ فَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
ويَبْدَأُ التَّكْبِيرُ مِنْ ثُبُوتِ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ إِلَى آخِرِ أيَّامِ التَّشْرِيقِ .
وإن أفضلَ أنواعِ الذكرِ تلاوةُ القرآنِ ، فإنه غذاءُ الأرواحِ ، وحياةُ القلوبِ ، فليكن له نصيبٌ وفيرٌ من يومِكم وليلتِكم ، فَمَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛لْيَكُن لَكَ يا عبدالله في هذه العشر ختمة أو ختمتان ، وهذا يَسِير على من يَسّرَهُ الله عليه .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن يغتنمون هذا الأزمان المباركة بكثرةِ الأعمال الصالحة وأن لا يجعلنا من الغافلين .
أقولُ ما سَمِعتُم واستَغفِرُ اللهَ لي ولَكُم ولِسائِرِ المُسلِمينَ من كلِّ ذَنبِّ وخَطِيئَةٍ فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية :
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ , صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ وخِلَّانِهِ , وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أما بعد : فَاِتَّقَوْا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
عباد الله : ومن الأعمال التي يحبها الله U في هذه العشر : الأضحية ، و هي سنة مؤكدة ، فعلها النبي r، وحث أمته على فعلها ، وعلى من أراد أن يضحي ، وهل عليه هلال ذي الحجة ، فليمسك عن شعره وأظفاره ، لقول النبي r في الحديث الصحيح : (( مَنْ رَأَى هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ )) .
هذه هي بعض أعمالُ العشرِ التي تُغتنم بها ساعاتِها ولحظاتِها ، وأبوابُ العمل الصالحِ كثيرةٌ لا حصر لها ، فَاستَعِينُوا بِاللَّهِ عَلَى اغتِنَامِ عَشرِكُم ، وَجِدُّوا وَاجتَهِدُوا ، فَمَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ قَلِيلَةٌ ، يَنقَضِي تَعَبُهَا ، وَيَبقَى عَظِيمُ أَجرِهَا.
عباد الله : ومما يُوصى به المسلم الذي أراد الحج : الوصية بتَقْوَى اَللَّهِ تَعَالَى وتعلم أحكام اَلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ واتباع إرشادات الأمن والسلامة والصحة العامة ومنها عدم اَلتَّدَافُعِ ، وَ تَجَنُّبِ تَسَلُّقِ اَلْمُرْتَفَعَاتِ ، فهناك من الحجاج وللأسف يُعرض نفسه لأسباب الهلاك ، ومن ذلك الصعود على الجبال ، كجبل حراء وجبل عرفة وهذا ليس سنة ، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، فتجد بعض الحجاج يصعدون ويرون هذا عبادة يتقربون بها إلى الله وهو من البدع ويتدافعون ويؤذي بعضهم بعضا ، وأيضاً بعض الحجاج هداهم الله يُعرض نفسه لضربات الشمس ويضر بنفسه ، فعلى الحاج أن يأخذ بأسباب الوقاية من ضربات الشمس ؛ فيكثر من شرب الماء ولا بأس باستخدام المظلة التي تقي شدة الحر .
ثُمّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.
اللَّهُمَّ ارزُقْنَا اغتِنَامَ المَوَاسِمِ الفَاضِلَةِ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ المُقَرِّبِ إِلَيكَ ، وَزَوِّدْنَا بِالتَّقوَى لِلقِيَامِ بَينَ يَدَيكَ .
اللهم وفقنا لما تحبُّ وترضى، وخذ بناصيتِنا للبرِّ والتقوى، اللهم وفقنا لطاعتِك وجنبنا معصيتَك، اللهم أعنا على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتك، اللهم إنا نسألك الغنيمةَ من كلِّ برٍّ، والسلامةَ من كل إثمٍ، والفوزَ بالجنة، والنجاةَ من النار.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا ، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا ، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى .
وَاغفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِجَمِيعِ المُسلِمِينَ، إِنَّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذْ هَدَيتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنكَ رَحمَةً، إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ، يَا مُقَلّبَ القُلُوبِ ثَبّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ.
اللَّهُمَّ ثَـبِّـتْنَا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَن.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيِنَ .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
المرفقات
1717664788_فضل عشر ذي الحجة والعمل فيها.docx