فضل العمرة وبيان أخطاء فيها نسخة مناسبة للجوال

د. ماجد بلال
1444/04/30 - 2022/11/24 09:16AM

خطبة الحث على العمرة وصفتها

ماجد بلال -جامع الرحمن /تبوك 1/5/1444هـ

الخطبة الأولى:

عناصر الخطبة
1/تعريف العمرة وحكمها 2/فضائل العمرة 3/كيف نتهيأ لأداء العمرة؟ 4/أركان العمرة وواجباتها 5/أخطاء في العمرة

 
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله: هنيئاً لكم الإجازة وإن خير ما تقضى به هو العمل الصالح، ومن العمل الصالح المناسب لها العمرة وزيارة بيت الله الحرام فهي من العزائم التي يسافر لها شوقاً ومحبة وتشدّ إليها الرحال: قال e  «لاَ تُشَد الرحَالُ إِلا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» رواه مسلم

فرصة لبر الوالدين وأخذهم لأداء العمرة والصبر معهم، فرصة لأخذ الأولاد وزيارة بيت الله العتيق.

عن أبي سعيد الخدري t عن النبي e قال: (إنَّ اللهَ تعالى يقولُ : إنَّ عبدًا أصحَحتُ لهُ جسمَهُ ، ووسَّعتُ عليهِ في مَعيشتِهِ ، تمضي عليهِ خمسةُ أعوامٍ لا يَفِدُ إليَّ لمَحرومٌ) | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1909 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 

العمرة –يا عباد الله- من شعائر الإسلام العظيمة، حيث رغب المولى -سبحانه- عباده إليها فقال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)} [البقرة: 196]

وقال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158} [البقرة: 158]

والعمرة لغة: قصد المكان وزيارته، وعند الفقهاء: زيارة البيت الحرام؛ لأداء مناسك مخصوصة، وتسمى الحج الأصغر؛ لمشاركتها الحج في بعض المناسك، وقد أجمع العلماء على مشروعيتها، ومن العلماء من قال بوجوبها مرة كالحج.

 

وأفضل أوقاتها في رمضان؛ لقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: "عُمْرَةٌ فِي رَمضَان تَعْدِلُ حَجَّةً معي"(متفق عليه)، واعتمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أربع مرات جميعها في أشهر الحج.

 عباد الله: ثبت في الشرع فضائل كثيرة، للعمرة فمنها:

تكفير الذنوب والسيئات: قَالَ -عليه الصلاة والسلام-: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا"(متفق عليه).

 ومن فضلها “إكرام الله لضيوفه” :قال صلى الله عليه وسلم ” الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم ” رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .

 

وما ورد في فضل نفقة العمرة :عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها : “إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك” رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين .

وما ورد في فضل الحرمين :عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه” رواه أحمد وابن ماجه بسندين صحيحين. والله أعلم .

 

ومنها البركة في المال وكثرته وطرد الفقر عن المسلم: ولذا رغب النبي -عليه الصلاة والسلام- من الإكثار منهما، فقال: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ؛ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ"(الترمذي والنسائي). 

 

ومنها: أنها تعدل الجهاد في سبيل الله، خصوصاً للنساء والضعفة، لقوله -عليه الصلاة و والسلام-: "جهاد الكبير والصغير والمرأة الحج والعمرة "(صحيح النسائي)

 

ومن تلك الفضائل: ما ورد للطواف من فضل عظيم، وهو من أركانها، قال رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا -أي سبعة أشواط- فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ، لا يَضَعُ قَدَمًا وَلا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً"(صحيح الترمذي).

 

معاشر المؤمنين: من عزم على أداء هذه العبادة العظيمة فعليه أن يُخلص في عبادته لله -تعالى-؛ لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، قال -سبحانه-: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)[الزمر:3]. {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] وعليه أن يبتعد عن الرياء والبحث عن مدح الناس ونظرهم وثنائهم، وأن يطلب الأجر من الله وحده.

 

وعليه وأن يتعلم هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- في أداء العمرة حتى يؤديها بطريقة صحيحة؛ ولأن الله لا يقبل العمل إذا خالف هدي النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولذا قال -عليه الصلاة والسلام-: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ"(مسلم).

 

كما أن عليه يعتمر بمال حلال طيب؛ فإن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً، وأن يتزود لعمرته ما يكفيه في رحلته حتى يعود لبلده؛ لئلا يذل نفسه بسؤال الناس.

وأركان العمرة ثلاثة: الإحرام، والطواف، والسعي.

 

ولها واجبات هي: الإحرام من الميقات، والتجرد من المخيط بالنسبة للرجل، والحلق أو التقصير؛ ومن ترك شيئاً من الواجبات وجب عليه دم.

فإن أدى المسلم أركان العمرة والتزم بواجباتها فقد تمت له عمرته،

 الله اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

 أيها الأحبة: إذا يسر الله للمسلم الوصول إلى تلك المشاعر المقدسة لأداء العمرة، فيلزمه أمور منها:

 أولاً: الإحرام من الميقات إذا كان مسافراً بالسيارة، وأما إذا كان مسافراً بالطائرة فعليه أن يحرم من بيته أو من المطار حتى لا يتجاوز الميقات بدون إحرام،

والمسافر إلى جدة نوعان النوع الأول المسافر لأجل العمرة فهذا يجب عليه ألا يتجاوز الميقات بدون إحرام وإلا كان عليه أن يرجع إلى الميقات أو يذبح دماً،

الثاني: المسافر لأجل العمل والعمرة احتمال ثانٍ، لكن ليست هي العمل الأساسي الذي أنشأت السفر لأجله، وإنما هي أمر ثانوي بعد انتهائك العمل تنظر في شأنك إن تيسرت العمرة، وإلا رجعت إلى بلدك، فمن كانت نيته كذلك، فإذا أراد العمرة أحرم من جدة ولا شيء عليه، لقول النبي e (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى) ولقول النبي e في المواقيت المكانية: (هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

: و الاحرام هو نية الدخول في العمرة، وسمي بذلك لأن المسلم يحرم على نفسه بنيته ما كان مباحا له قبل الإحرام؛ كلبس المخيط وغيره، ويستحب له قبل الإحرام التنظيف والغسل والتطيب، ثم يلبس إزاراً ورداءً أبيضين نظيفين، والمرأة تحرم في ملابسها، وتجتنب النقاب والقفازين،

 

ويقول: "لبيك اللهم عمرة"، ويَشترِط إن كان خائفاً ألا يكمل النسك، ويقول (فإن حبسني حابس فمحِلِّي –بكسر الحاء واللام أي تحللي من الإحرام- حيث حبستني) وهذا الاشتراط ليس لكل أحد بل للمرأة إذا خشيت العذر الشرعي أو المريض الذي يخشى ألا يكمل النسك، وفائدة الاشتراط أنه يتحلل بالمجان من دون دم.

وأما تكرار العمرة من مكة فيكون من الحل كالتنعيم والأولى تركه لعدم تكرار النبي e للعمرة.

وإذا أتى العذر الشرعي للمرأة وهي محرمة ولم تشترطـ، فهي بالخيار إن شاءت بقيت في إحرامها لا تتطيب ولا تنتقب حتى تطهر وتعتمر، أو تذبح شاة وتقصر شعرها وتتحلل وتعود إلى بلدها، وأما ما يفعله بعض الجهال من العودة إلى البلد من دون عمرة أو تحلل وبعدها يحصل ما يحصل من نكاح وغيره، فهذا خطأ كبير والله عز وجل قد قال: (وأتموا الحج والعمرة لله) وعليه فلا يتم الخروج من الاحرام إلا بأداء العمرة أو الحج والتحلل بعده، أو الاشتراط، أو ذبح شاة والتحلل بعدها، ومن تحلل بغير هذه الثلاث فهو محرمٌ أبداً.

 وعند الاحرام يلتزم المحرم بمحظورات الإحرام التي لا يجوز للمحرم أن يفعلها وهي: عدم أخذ شيء من شعره أو أظافره، ويمنع عليه الطيب، وتغطية الرأس، وأن يجامع أو أن يباشر أي يفعل مقدمات الجماع، وأن يقتل الصيد

ومن الأخطاء في العمرة تحايل بعض النساء على النقاب بلبس الكمامة دون حاجة او لبس النقاب تحت غطاء الوجه وهو محظور عليها لبسه

وينبغي للمسلم أن يعظم حرمات الله {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج: 32] {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51]

 

 

ثم يشرع المعتمر في التلبية قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، يجهر بها في الطرقات، "ويكثر من هذه التلبية ومن ذكر الله -سبحانه- ودعائه حتى يصل إلى البيت الحرام".

  قال رسول الله " ما من مسلم يلبي إلا لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا " صحيح الترمذي

 

ولا يوجد دعاء خاص في العمرة إلا ما بين الركنين اليماني والحجر يقول (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذا بالنار).

بل ينشغل المسلم بذكر الله والدعاء بخيري الدنيا واللآخرة، يدعوا لنفسه ولأوالديه وأولاده وأحبابه بالنجاة من النار، والفوز بالجنة، والمغفرة والرضوان من الله، والنجاة من الفتن والصلاح والهداية والتوفيق والبركة، وأن يجنبه مضلات الفتن والثبات على الدين

 

{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) } [البقرة: 200 - 202]

 

ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

المرفقات

1669270594_خطبة الحث على العمرة وصفتها.doc

1669270600_خطبة الحث على العمرة وصفتها.pdf

المشاهدات 418 | التعليقات 0