فضل العشر وتنبيهات للحجاج

عبدالرحمن سليمان المصري
1445/11/29 - 2024/06/06 18:39PM

فضل العشر وتنبيهات للحجاج

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الزَّمَانَ وفَضَّلَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ ، وَخَصَّ بَعْضَهُ بِعَظِيمِ الأَجْرِ ، رَحْمَةً بِالعِبَادِ لِيَتَأَهَّبُوا وَيَتَزَوَّدُوا لِيَوْمِ المَعَادِ ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلى آلهِ

وَصَحْبهِ وسَلَّمَ تَسلِيماً كَثِيراً ، أمَّا بَعد :

أُوصِيكُمْ ونَفسِي بِتقوَى اللهِ تَعالَى فَهِيَ وَصِيَّةُ اللهِ للأَوَّلينَ والآخِرينَ ، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ النساء : 131.

عباد الله : مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالى على عِبَادِهِ أَنْ جَعلَ لَهمْ مَوَاسِمَ للطَّاعَاتِ ، يَسْتَكْثِرُونَ فِيهَا مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ ، لِيَعْمُرَهَا المُتَسَابِقُونَ بِمَا يُقَرِّبُهمْ مِنْ رَبِّهمْ ، ويَسْتَغِلُهَا المُنَافِسُونَ بِمَا يُحَبِّبُهُمْ إِلَيهِ ، وَمِنْ هَذهِ المَوَاسِمَ الفَاضِلَةِ أَيَّامَ العَشْرِ الأُوْلِ مِنْ

ذِي الحِجَّةِ ، أَيَّامُهَا نَفِيسَةٌ ، وسَاعَاتِها ثَمِينَةٌ ، هِي أَفْضَلُ أَيَّامِ العَامِ قَدْراً ، وأَعْلَاهَا مَنْزِلَةً وذِكْراً .

أَقْسَمَ اللهُ تَعَالى بِهَا ، تَشْرِيفاً لهَا وتَفْضِيلاً ، قال تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ ، وَهِي أَيِّامٌ شَهِدَ لَها النَّبيُّ ﷺ بِأَنَّها أَفْضَلَ أَيَّامَ الدُّنْيَا ، وحَثَّ على العَمَلِ الصَّالِحِ فِيها ، قال ﷺ :"‌مَا ‌مِنْ ‌أَيَّامٍ ‌العَمَلُ ‌الصَّالِحُ ‌

فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ :"وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ" رواه الترمذي .

فَهَذِهِ العَشْرُ؛ الأُجُورُ فِيهَا عَظِيمةٌ ، فَهِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ على الإِطْلَاقِ ، حتى مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانْ ، عَدَا لَيْلَةِ القَدْرِ ، التَّي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .

عباد الله : ومِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْمُؤْمِنُ إلى رَبِّهِ في هَذهِ الأَيَّامِ : المُحَافَظَةِ على الوَاجِبَاتِ واجْتِنَابِ المُحَرَّمَاتِ ، " ‌وَمَا ‌تَقَرَّبَ ‌إِلَيَّ ‌عَبْدِي ‌بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ " ، ومِنْ أَعْظَمِ الوَاجِبَاتِ ،

الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ والمُحَافَظَةِ على صَلَاةِ الجمَاعَةِ وَالتَّبْكِيْرِ إِلَيْهَا ، والحِرْصِ على إِدْرَاكِ تَكْبِيرةِ الإِحْرَامِ  ،

فَالصَّلاةُ عَامُودُ الدِّينِ ، والرُّكنُ الثَّانِي مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلامِ ، وهِي أَعْظَمُ مِنَ الحَجِّ والصَّومِ والزَّكَاةِ .

ومِنَ القُرُبَاتِ العَظِيمَةِ ، الصِّيامُ ، وَهُوَ يَدْخُلُ في جِنْسِ الأَعْمَالِ الصَّالِحةِ ، بَلْ هُوَ مِنْ أَفْضَلِهَا، وَقَدْ أَضَافَهُ اللهُ إلى نَفْسِهِ لِعِظَمِ شَأْنِهِ وعُلُّوِ قَدْرِهِ  " «‌كُلُّ ‌عَمَلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " ، و " مَا ‌مِنْ ‌عَبْدٍ ‌يَصُومُ ‌يَوْمًا ‌فِي

‌سَبِيلِ ‌اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " ، فَيُسَنُّ لِلمُسْلِمِ أَنْ يَصُومَ هَذِهِ الأَيَّامَ أو شَيءٍ مِنْهَا ، فَإِنْ تَكَاسَلَ أو عَجَزَ فَلا يُغْلَبْ عنْ يَوْمِ عَرَفَة .

ومِنَ الأَعْمَالِ العَظِيمَةِ في هَذِهِ العَشْرِ: الإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، قال تعالى  : ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾الحج:28 ، وهِيَ أَيَّام العَشْرِ وهُوَ مَنْقُولٌ عنْ ابنِ عُمَرَ وابنِ

عَبَّاسٍ رضي الله عنهم ، وقال ﷺ : " ‌مَا ‌مِنْ ‌أَيَّامٍ ‌أَعْظَمُ ‌عِنْدَ ‌اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ "  رواه الإمام أحمد بسند صحيح.

ومِمَّا تَخْتَصُّ بِهِ هَذِهِ العَشْرُ التَّكْبِيرُ المُطْلَقُ : ويَبْدَأُ مِنْ اليَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ ، ويَسْتَمِرُّ إلى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، إِلا أَنَّهُ لا يُسْتَحَبُ لهُ التَّكبيرُ أَدْبَارَ الصَّلوَاتِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِي بِأَذْكَارِ الصَّلاةِ المَشْرُوعَةِ.

فَيُكَبِّرُ المُسْلِمُ ويَجْهَرُ بِهِ في كُلِّ أَوْقَاتِهِ ، في المَسَاجِدِ والبُيُوتِ والطُّرُقَاتِ ، إِظْهَاراً لِلعِبَادَةِ ، وتَذْكِيراً لِلغَافِلِينَ ، و‌مَنْ ‌ أَحْيَا ‌سُنَّةً قَدْ أُمِيتَتْ ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا .

عباد الله : كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ ؛ مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ ، قال تعالى:﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ ، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم ا: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ في أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ ، غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، وفي المضَاجِعِ ، وكُلَّمَا

اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وكُلَّمَا غَدَا أوْ رَاحَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَكَرَ اللهَ تَعَالَى أ.هـ ، فَمَنْ وَاظَبَ على ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الذَّاكِرينَ اللهَ كَثِيراً والذَّاكِراتِ .

ومِنَ القُرُبَاتِ العَظِيمَةِ ؛ قِرَاءَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ فَليَجْتَهِدْ المُسْلِمَ بِأَنْ يَخْتِمَ القُرَآنَ في هَذِهِ العَشَرِ ، فَـ " ‌مَنْ ‌قَرَأَ ‌حَرْفًا ‌مِنْ ‌كِتَابِ ‌اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا " ، وهَذَا في الأَيَّامِ العَادِيَّةِ أَمَّا في العَشْرِ فَهِيَ أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ ، فَاجْتَهِدْ في

تِلَاوَتِهِ في بَيْتِكَ ، وسَيَّارَتِكَ ، وفي السُّوقِ ، وأَمَاكِنَ الانْتِظَارِ ، وكَرِّر السُّورَةَ مِنَ القُرآنِ ، كَالفَاتِحَةِ أو قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد ، أو غَيْرِهَا مِمَّا تَحْفَظْهُ وَرَدِّدْهُ.

عباد الله : والأُضْحِيَةُ فَضْلُهَا عَظِيمٌ  ، ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّي ودَخَلَتْ عَلَيِهِ العَشْرُ فَلا يَأْخُذْ شَيْئاً مِنْ شَعْرِهِ أو أَظْفَارِهِ أو بَشَرَتِهِ حتى يَذْبَحَ أُضْحِيَتَهُ.

ومِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ : بِرُّ الوَالِدَيْنِ ، وصِلَةِ الرَّحِمِ ، والمُحَافَظَةِ على السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ ، وصَلاةِ الضُّحَى ، وقِيَامِ الَّليلِ والوِتْرِ ، والصَّدَقَةِ ، وتَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ ، والإِحْسَانِ إلى النَّاسِ.

و مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تُعِينُ على اِغْتِنَامِ هَذِهِ العَشْرُ الفَاضِلَةُ: الُّلجُوءَ إلى اللهِ تَعَالى بِالدُّعَاءِ ، بِأَنْ يُعِينَكَ على فِعْلِ الطَّاعَاتِ ، وأَنْ يُحَبِّبْهَا إِلَيكَ .

عباد الله :فَلْيَحْرِصِ المُسْلِمَ على مَوَاسِمِ الخَيْرِ فَإِنَّها سَرِيعةُ الاِنْقِضَاءِ ، ولِيُقَدِّمَ لِنَفْسِهِ عَمَلاً صَالحاً يَجِدْ ثَوَابَهُ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ ، فَالرَّحِيلُ قَرِيبٌ ، والطَّرِيقُ مَخُوفٌ ، والِاغْتِرَارُ غَالِبٌ ، واللهُ تَعَالى بِالمِرْصَادِ ،وإِلَيْهِ المَرْجِعُ والمآبُ ، ﴿ فَمَنْ

يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  ﴾.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحَمدُ للهِ على إِحْسَانِهِ ، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيقِهِ وامْتِنَانِهِ ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأنِهِ ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وأَصْحَابِهِ ، وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ،    أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله : يَنْبَغِي لِلمُسْلِمِ أَن يُدْرِكَ شَرَفَ هَذِهِ العَشْرِ ، وأَنْ يَعْرِفَ عِظَمَ قَدْرِهَا ، ورَفِيعَ مَكَانَتِهَا ، وعَظِيمَ شَأْنِ العَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا ، ومِنْ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُشْرَعُ في هَذِهِ العَشْرِ :

أَدَاءُ الحَجِّ والعُمْرَةِ  ،  قال ﷺ:" الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةِ " رواه مسلم .

وعلى الحَاجِّ أَنْ يَتَّقِي اللهَ تَعَالى في جَمِيعِ أَحْوَالِهِ ، وأَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ أَسْبَابِ غَضَبِهِ ، وإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الوَاجِبَاتِ هُوَ تَوْحِيدُ اللهِ والإِخْلَاصِ لَهُ ، واتِّباعُ رَسُولِهِ ﷺ في الأَقْوَالِ والأَعْمَالِ ، قال ﷺ " خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ " صححه الألباني .

عباد الله: والحِفَاظُ على النَّفْسِ هِيَ أَحَدِ الضَّرُورَاتِ الخَمْسِ الَّتِي جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ بِالحِفَاظِ عَلَيْهَا،  والحَجُّ في هَذِهِ السَّنَةِ قَدْ تَزَامَنَ مَعْ شِدَّةِ حَرِّ الصَّيفِ ، فَعَلى الحُجَّاجِ أَنْ يَتَوَقَّوا المَشْيَ تَحْتَ أَشِعَّةَ الشَّمْسِ المُبَاشِرَةِ ، خَاصَةً في أَوْقَاتِ الذَّرْوَةِ

، وعَلَيْهِ أَنْ يَتَحَيَّنَ الوَقْتَ الَّذِي يُنَاسِبُهُ ويَكُونُ أَرْفَقَ بِهِ ومُرَافِقِيهِ ، مَعَ اسْتِعْمَالِ الشَّمْسِيَّةِ أو المَظَلَّةِ ، وشُرْبِ الَماءِ ، وتَجَنُّبِ اَلزِّحَامِ ، وَعَدَمِ اَلتَّدَافُعِ، وَ تَجَنُّبِ تَسَلُّقِ اَلْمُرْتَفَعَاتِ ، مع اَلِاعْتِنَاءِ بِالنَّظَافَةِ اَلشَّخْصِيَّةِ ، نَظَافَةِ اَلْبَدَنِ وَالثِّيَابِ وَالْمَكَانِ

، وَارْتِدَاءِ اَلْكِمَامَةِ فِي اَلزِّحَامِ اَلشَّدِيدِ .

عباد الله :  إِنَّ العِبَادَةَ عِنْدَ شُيُوعِ الغَفْلَةِ ، وكَثْرَتِ الصَّوَارِفِ ، والِاشْتِغَالِ بِمَصَالِحِ الأَجْسَادِ عَنْ يَوْمِ المَعَادِ ، أَعَظَمُ أَجْراً وأَرْفَعُ قَدْراً ، قال صلى الله عليه وسلم : " الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ " رواه مسلم .

وإِنَّ كَثْرَةِ العِبَادَةِ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ إِصْلَاحِ النَّفْسِ وتَزْكِيتِهَا ، وتَطْهِيرِهَا مِنَ الأَخْلَاقِ الرَّدِيئَةِ ، والنِّيَاتِ

الِمعْوَجَّةِ ، والأَهْوَاءِ الْمُضِلَّةِ ، وهِيَ سَبَبٌ لِحيَاةِ القُلُوبِ ، وهِيَ أَنِيسُ المُؤْمِنِ ورَفِيقِهِ في الشَّدَائِدِ ، " تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ "  ، كَمَا أَنَّها  أَنِيسَهُ في قَبْرِهِ ، وَحَشْرِهِ ، وَيَوْمَ لِقَاءَ رَبِّهِ ، وأَهْلُ الجَنَّةِ إِنَّما يَفُوزُونَ ؛ بِمَا قَدَّمُوهُ

مِنَ الِإيمَانِ والأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾الكهف:107.

الَّلهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وزَيَّنْهُ في قُلُوبِنَا وكَرِّهِ إِلَيْنَا الكُفْرَ والفُسُوقَ والعِصْيانِ ، واجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ ، الَّلهُمَّ سَلِّمَ الحُجَاجَ والمُعْتَمِرِينَ ، ورُدَّهُمْ إِلى أَهْلِيهِمْ سَالمِينَ غَانِمِينَ .

 هَذا وصَلُّوا وسَلِّمُوا على منْ أَمركُمْ اللهُ بالصَّلاةِ والسَّلامِ عَليهِ ، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب :156.

اللهم صَلِّ وسَلِّمْ على عَبدِكَ ورَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وعلى آلهِ وصَحبِهِ أَجمَعِينَ .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين .

اللهم احفظ شبابنا وفتياتنا ، وردهم إليك ردا جميلا .

اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده لما تحبه وترضاه ، اللهم أعز بهم دينك , وأعلي بهم كلمتك .

اللهم احفظ رجال أمننا ووفقهم لكل خير .

اللهم فرج هم المهمومين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينيين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، وارحم اللهم موتانا وموتى المسلمين يا ذا الجلال والإكرام .

اَللَّهُمَّ كن لإِخْوَانَنَا فِي فِلَسْطِينَ ، اللهم فرج همهم، ونفس كربهم ، واكشف ضرهم  ، وادر دائرة السوء على اليهود الظالمين المعتدين ، يا قوي يا عزيز

عبادَ الله: اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.    

المرفقات

1717688307_فضل العشر وتنبيهات للحجاج خطبة جمعة.pdf

المشاهدات 1360 | التعليقات 0