فَضْلُ الصَّدَقَةِ - مشكولة مختصرة - موافقة للتعميم 21 / 3 / 1443

فَضْلُ الصَّدَقَةِ

عبدالله بن عبدالرحمن الرحيلي

جامع حمراء الأسد – المدينة المنورة

 

 

 

عناصر الخطبة:

 1-منزلة الصدقة والإحسان.

2-ثمرات الصدقة في الدنيا.

3- ثواب المتصدق في الآخرة.

4-فضل الصدقة ولو بالقليل.

5- وسائل الصدقة وصورها.

 

 

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْجَوَادِ الْكَرِيمِ، سُبّحَتْ لَهُ الْأَفْلَاكُ وَخُضَعَتْ لَهُ الْأَمْلَاكُ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، وَأَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَيُضَاعِفُ أُجُورَ الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ الْوَاسِعُ الْعَلِيمُ.

 

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيهُ وَخَلِيلُهُ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَ هَدْيَهُمْ الْقَوِيمَ.

 

أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَاشْكُرُوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى عِبَادِ اللَّهِ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.

 

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ:

تَفَضَّلَ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ بِنِعْمَةِ الْأَمْوَالِ وَالْأَرْزَاقِ، وَحَثِّهِمْ عَلَى الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْإِنْفَاقِ، وَوَعَدَ الْمُنْفِقِينَ أَجْرًا عَظِيمًا، وَثَوَابًا جَزِيلًا: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} ]المزمل: 20[

 

إِنَّ الْمُنْفِقَ الْمُتَصَدِّقَ يَعِيشُ فِي رِيَاضٍ مِنْ الْفَضْلِ وَالْبَرَكَاتِ، وَفِي جَنَّاتٍ مِنْ الْأُجُورِ وَالْخَيْرَاتِ.

«مَا مِنْ يَوْمِ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»

 

دَعَوَاتٌ مُبَارَكَاتٌ يَسْتَفْتِحُ بِهَا الْمُتَصَدِّقُونَ صَبَاحَهُمْ، مِنْ خَلْقٍ كَرِيمٍ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ.

 

إِنَّ الصَّدَقَةَ بُرْهَانٌ عَلَى الْإِيمَانِ، وَبَابٌ مِنْ أَعْظَمِ أَبْوَابِ الْإِحْسَانِ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ"

 

إِنَّهَا تِجَارَةٌ رَابِحَةٌ مَعَ الْجَوَادِ الْكَرِيمِ، وَسَبَبٌ لِلنَّجَاةِ مِنْ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ:

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)

]الصف: 10-11[

 

إِنَّ الصَّدَقَةَ سَبَبٌ لِلْبَرَكَةِ فِي الْأَمْوَالِ، وَمُضَاعَفَةِ الْأُجُورِ يَوْمَ الْمَآلِ: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ]البقرة: 245  [

 

 

الصَّدَقَةُ يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ تُدَاوِي الْمَرْضَى وَتَيَسِّرُ الْأُمُورَ وَتَجْلِبُ الرِّزْقَ وَتَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ ، وَهِيَ مَيْدَانٌ لِتَفْرِيجِ الْكُرُوبِ عَنْ الْغَنِيِّ قَبْلَ الْفَقِيرِ، يَظْهَرُ أَثَرُهَا عَلَى الْمُتَصَدِّقِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ، تَدْفَعُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَتَجْلِبُ لَهُ الرَّخَاءَ، فَلِلصَّدَقَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي دَفْعِ الْبَلَاءِ.

 

إِنَّ الْمُسْتَفِيدَ الْأَوّلَ مِنْ الصّدَقَةِ هُوَ الْمُنْفِقُ الْمُتَصَدِّقُ؛ لِأَنَّهَا تُخَلِّصُهُ مِنْ الشُّحّ وَتُطَهِّرُهُ مِنْ الذّنُوبِ.

قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) ]التوبة: 103  [

 

وَالصَّدَقَةُ تَطْفَىءُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَمْحُو أَثَرَ الذَّنْبِ، «تطفىء الخطيئةَ كما يطفىء الماء النار»

 

ذَكْرَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَنَّ امْرَأَةً بَغْيًا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ ، يُطِيفُ بِبِئْرٍ قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا ، فَغُفِرَ لَهَا "

اللَّهُ أَكْبَرُ!

إِذَا كَانَ اللَّهُ  سُبْحَانَهُ  قَدْ غَفَرَ لِبَغْيٍ سَقَتْ كَلْبًاً .. فَكَيْفَ بِمَنْ سَقَى الْعِطَاشَ، وَأَشْبَعَ الْجِيَاعَ، وَكَسَا الْعُرَاةَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ؟

 

الصَّدَقَةِ شَعِيرَةٌ مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الدِّينِ، وَبِهَا أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُجَّارَ الْمُسْلِمِينَ؛ لِأَجْلِ مَا قَدْ يَشُوبُ بَيْعَهُمْ مِنْ حَلِفٍ وَكَذِبٍ ..

فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ: إِنَّ الشَّيْطَانَ وَالْإِثْمَ يَحْضُرَانِ الْبَيْعَ؛ فَشُوبُوا بَيْعَكُمْ بِالصَّدَقَةِ"

 

عِبَادِ اللَّهِ..

وَمَعَ ثَمَرَاتِ الصَّدَقَةِ فِي الدُّنْيَا؛ فَلَهَا آثَارٌ عَظِيمَةٌ فِي الدَّارِ الْأُخْرَى.

 

صَاحِبُهَا إِذَا لَقِيَ رَبَّهُ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِ وَلَا حُزْنَ؛ فَهُوَ فِي غَايَةِ السُّرُورِ وَالْأَمْنِ (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ]البقرة: 274  [

لَا يَخَافُونَ مِمَّا يَسْتَقْبَلُونَ، وَعَلَى مَافَاتِهِمْ مِنْ الدُّنْيَا لَا يَحْزَنُونَ.

تَقِي الصَّدَقَةُ الْمُتَصَدِّقَ حَرَّ الْقُبُورِ، وَهُوَ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ.

 

فَأَبْشِرُوا يَا أَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُونَ بِظِلِّ اللَّهِ الظَّلِيلِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ يَقِي مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ إِلَّا ظِلُّ عَرْشِ الرَّبِّ الْجَلِيلِ.

 

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ امْرَىءٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ».

 

وَمِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: «رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا، حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ»

 

إِنَّ مَا تَتَصَدَّقُ بِهِ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هُوَ مَا تَجِدُهُ أَمَامَكَ يَوْمَ تَلَقَى اللَّهَ.

قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّاَّ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ. قَالَ: "فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالَ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ"

فَيَا مَنْ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْمُوسِرِينَ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يُعْطِي وَيَمْنَعُ، وَيَخْفِضُ وَيَرْفَعُ، وَهُوَ الَّذِي اسْتَخْلَفَكُمْ فِيمَا رَزَقَكُمْ لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ.

 

وَإِنَّ الْمَالَ أَمَانَةٌ اسْتَأْمَنَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَنْتُمْ مُسْتَخْلَفُونَ فِيهِ.. فَأَنْفِقُوا وَتَصَدَّقُوا.

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَلَا تَثِقُونَ بِوَعْدِ مَنْ لَا يَخْلِفُ الْمِيعَادَ؟ أَلَا تَطْمَعُونَ فِي خَيْرِ مَنْ لَيْسَ لِرِزْقِهِ نَفَادٌ؟

 

وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ بِالْخَلْفِ الْعَاجِلِ فِي الْمَالِ، وَالْبَرَكَةِ فِي الْأَعْمَالِ، وَوَعَدَ بِفَتْحِ أَبْوَابِ الرِّزْقِ وَصَلَاحِ الْأَحْوَالِ، يَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بِالْإِنْفَاقِ أَبْوَابًا مِنْ الْخَيْرِ لَمْ تَخْطُرْ لَكُمْ عَلَى بَالٍ.

فَثَقُوا بِوَعْدِ اللَّهِ وَاطْمَعُوا فِي فَضْلِ اللَّهِ، وَتَذَكَّرُوا أَنَّ الْمَالَ مَالُ اللَّهِ.

 

اللَّهُمَّ أَغِنِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُنْفِقِينَ الْمُحْسِنِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ الْمُجْتَبَىُ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أُولِي الْفَضْلِ وَالنُّهَى.

 

أَمَّا بَعْدُ.. فَإِنَّ الْقَلِيلَ مِنْ الصَّدَقَةِ عِنْدَ اللَّهِ كَثِيرٌ، يَنَالُ الْعَبْدُ بِهِ الْمَغْفِرَةَ وَالْأَجْرَ الْكَبِيرَ ، قَالَ ﷺ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبِ طَيِّبٍ - وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطِّيبَ - فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِأَحَدِكُمْ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ»

اللَّهُ أَكْبَرُ !

مَا أَعْظَمَ فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْنَا، وَمَا أَكْثَرَ غَفْلَتَنَا وَتَقْصِيرَنَا.

قَالَ رَسُولُ الْهُدَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، فَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، فَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»

 

عِبَادِ اللَّهِ .. إِنَّ الصَّدَقَةَ أَبْوَابٌ وَاسِعَةٌ وَمَيَادِينُ فَسِيحَةٌ، تُشْبَعُ جَائِعًا، وَ تَكْسُو عَارِيًّا، وَ تُعَالِجُ مَرِيضًا، وَ تَقْضِي دَيْنًا، وَ تُؤْوِي مُشَرَّدًا، وَ تَكْفُلُ أَرْمَلَةُ وَيَتِيمًا.

 

وَقَدْ تَيَسَّرَتْ بِحَمْدِ اللَّهِ وَسَائِلِهَا؛ بِتَحْوِيلٍ لِجَمْعِيَّاتٍ خَيْرِيَّةٍ رَسْمِيَّةٍ، وَبِالْإِسْهَامِ فِي الْمُبَادَرَاتِ الْحُكُومِيَّةِ؛ كَمَنَصَّةِ إِحْسَانٍ، وَخِدْمَةٍ (تَيَسَّرَتْ)، أَبْوَابٌ خَيْرٍ لِلتَّيْسِيرِ عَلَى الْمُعْسِرِينَ، وَسَدِّ حَاجَةِ الْمُحْتَاجِينَ؛ بِأَمَانٍ وَحِفْظٍ لِلْكَرَامَةِ.

 

وَبَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَتَصَدَّقُوا لِلَّهِ مُخْلِصِينَ، وَتَحَرَّوْا الْفُقَرَاءَ حَقًّا وَالْمُحْتَاجِينَ، وَقَدِّمُوا مِنْهُمْ ذَوِي الرَّحِمِ الْقَرِيبَينَ، (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) ]البقرة: 267  [، فَـ (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ]آل عمران: 92  [، (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوفَ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) ]البقرة: 272  [.

 

وَاحْمَدُوا اللَّهَ أَنَّ جَعَلَ الْيَدِ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةَ يَدَكُمْ، وَأَدُّوا شُكْرَ نِعَمِهِ لِئَلَّا تَزُولَ عَنْكُمْ.

 

ثُمَّ صَلَّوْا وَسَلَّمُوا عِبَادَ اللَّهِ عَلَى أَجْوَدِ إِنْسَانٍ، صَلُّوا وَسَلَّمُوا عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانَ، الَّذِي كَانَ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ وَالْإِحْسَانِ، الَّذِي قَالَ مُوصِيًا أَهْلَ الْإِيمَانِ (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة.

 

اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وفُجاءَة نقمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك.

 

اللهم انصر دينَك، وكتابَك، وسُنَّةَ نبيِّك وعبادك الصالحين.

اللهم وفِّق عبدك خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده لهُداك، واجعل عملَهما في رِضاك.

 

نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل، برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

المرفقات

1637819812_فَضْلُ الصَّدَقَةِ موافقة للتعميم 21- 4- 1443.docx

1637819812_فَضْلُ الصَّدَقَةِ موافقة للتعميم 21- 4- 1443.pdf

المشاهدات 4628 | التعليقات 0