فضل الصحابة بمناسبة كثرة سبهم والهجوم عليهم
فهد عبدالله الصالح
1431/03/20 - 2010/03/06 03:56AM
ف
فضل الصحابة 19/3/1431هـ
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. من يهدهِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .. وأشهد أن لا إله إلاً الله الملك القهار .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم وعلى وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا
أمًـا بعـد : فأوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل فإن تقوى الله جماع الخير كله
عباد الله :اقتضت حكمة الله أن يرسل رسله للبشرية مبشرين ومنذرين وينزل معهم الكتاب وكل نبي يدعو قومه ويختار منهم المؤمنين الصادقين أعوانا ووزراء وأصحابا وحواريين يحملون هم الدعوة معه ويجاهدون وإياه ويقومون بما تقتضيه مصلحة الدين فنوح عليه السلام ركب في السفينة هو ومن آمن معه وموسى عليه السلام كان معه الخلص من بني إسرائيل وعيسى عليه السلام قال من أنصاري إي الله قال الحواريين نحن أنصار الله
و نبينا محمد (ص) اختار له صحابة أخيارًا صالحين، آمنوا به واتبعوه وآزروه ونصروه، وفدوه بالنفس والأموال والأوقات، فكانوا خير صحبة لخير نبي.
إنهم صحابة رسول الله (ص) ، هذا الجيل العظيم الذي رباه النبي وأحسن تربيته، فأصبحوا صدارة هذه البشرية بعد الأنبياء والرسل، لقد اجتمع فيهم من عوامل الخير ما لم يتجمع في جيل قبلهم، ولن يتجمع في جيل بعدهم،
اقروا إن شثتم قول الله(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، فصرح جل وعلا في هذه الآية بأنه قد رضي على المهاجرين والأنصار، وأنه أعد لهم الجنة،
و قوله عز وجل: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). وهذه البيعة هي بيعة الرضوان، وكانت بالحديبية، وعدد المبايعين فيها من الصحابة ألف وخمسمائة، ومن رضي الله عنه لا يمكن موته على الكفر لأن العبرة بالوفاة على الإسلام. وقد قال رسول الله (ص): ((لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة)) رواه مسلم في صحيحه.وقد جاءت آيات غيرهما ثني على صحابة نبيه وتزكيهم وتترضى عنهم
وأما الأحاديث في فضلهم فكثيرة ومتعددة
من ذلك قول النبي(ص) ((خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) وهذه الخيرية ـ أيها الأخوة ـ تجعل من جيل الصحابة مثلاً عاليًا للمسلمين في كل زمان ومكان، فهم يتطلعون إليهم، ويعتزون بهم، ويسترشدون بسيرهم، تلك السير المتنوعة في السلم و الحرب والعبادة والمجاهدة والمعاملة والبذل، مما يكفل للمسلمين في مختلف العصور نماذج متنوعة صالحة للاقتداء.
وفي حديث أخر يقول (ص): ((لا تسبوا أحدا من أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه)) متفق عليه،
وقوله (ص): ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبتْ النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) رواه مسلم،
أجل ـ أيها المسلمون ـ إن فضل الصحابة كبير وعظيم لعظم منزلتهم وفضلهم و قدرهم فهم من رأى رسول الله وصحبه وأول من آمن به وصدقه وأكثر الناس حبا له ولكثرة الابتلاءات والمعارك التي خاضوها في حياة رسول الله (ص) وبعده لقد خاض النبي (ص) خمسا وعشرين معركة في عشر سنين، وهو ما يعني أن كل عام كان فيه معركتان، هذا خلاف السرايا التي كان يرسلها (ص) والتي تزيد على مائة سرية. فلك أن تتصور حجم التعب والألم الذي حصل لهم بسبب هذه المعارك، وحجم القتل الذي وقع فيهم، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يقاتلون آباءهم وإخوانهم وعشيرتهم.
وتحملوا الشديد للعذاب في سبيل هذا الدين وما قصة آل ياسر وبلالٍ وصهيبٍ وخبابٍ عنا ببعيد، وحبهم الشديد للجهاد في سبيل الله و الإنفاق بلا حدود في سبيل الله عز وجل
فقد بعث النبي (ص) إلى عثمان رضي الله عنه يستعينه في جيش العسرة، فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار، فصبت بين يديه فجعل النبي يقلبها بين يديه ويقول: ((غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا)). وبينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة، قالت: ما هذا؟ قالوا: عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل كل شيء، قال: وكانت سبعمائة بعير، فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة رضي الله عنها: سمعت رسول الله (ص) يقول: ((قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا))، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال: لئن استطعت لأدخلنها قائما، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله.
وهناك من الصفات الشيء الكثير، تركناها خشية الإطالة، كالرحمة فيما بينهم، والعلم بالكتاب والسنة، والزهد في الدنيا، وكثرة العبادة، وسمو الأخلاق، والطاعة المطلقة لرسول الله
أيها المؤمنون : الحديث والتذكير بصحابة رسول الله (ص) هو ما يستوجب في كل وقت وحين وتكون الحاجة أكثر ما تكون في زمن الحاجة للقدوات الفاضلة للشباب والناشئة وللرجال والكهول على حد سواء وتكون الحاجة لبيان فضلهم ومكانتهم واجبة أيضا ردا على الطوائف الضالة وعلى رأسهم الرافضة الذين يتخذون من سب الصحابة رضي الله عنهم بل يكفرون طائفة منهم دينا لهم كم نسمع بين كل فينة وأخرى في وسيلة إعلام من يشتم ويلعن أبا بكر الصديق أو عمر الفاروق أو عثمان بن عفان أو غيرهم رضي الله عنهم أجمعين وانتقاص الأصحاب وذمهم هو ذم لمن اختارهم وهل يختار أفضل البشر (ص) إلا أفضل الناس وأحسن وأخير الناس ؟؟؟ إن سب الصحابة أو أحدا منهم أو انتقاصهم هو منكر عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب وقدح في الدين وتكذيب للقرآن الكريم وللرسول الكريم (ص)
روى الترمذي عن عبد الله بن مغفل قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ((الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد (ص) خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد (ص) فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه)، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (كان أصحاب رسول الله (ص) خير هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونقل دينه).
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنهما قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله (ص) حتى أبا بكر وعمر! فقالت: (وما تعجبون من هذا؟! انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر). وعن ابن عباس أنه قال: (لا تسبوا أصحاب محمد (ص) ؛ فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي (ص) ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة).
قال العلماء: "ولو لم يرد شيء من الآيات والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم لأوجبت الحالة التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المهج والأموال والصبر والورع واليقين". قال الإمام الطحاوي رحمه الله مبينا عقيدة أهل السنة والجماعة: "ونحب أصحاب رسول الله ، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان".
آلا فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ واعرفوا قدر نبيكم وأصحابه الكرام البررة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلاً الله تعظيما لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وسلم وعلى وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد فاعلموا ـ أيها الأحبة ـ أنه
يجب أن نحب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لأن رسول الله (ص) أحبهم وأمر بحبهم وإذا كانت المحبة مشروعة بين المؤمنين عامة فمع هذا الجيل الطيب الطاهر أوجب وأهم
ويشرع الدعاء لهم والترضي عنهم كما ترضى الله عنهم في أيات تتلى إلى يوم القيامة : {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
كما يجب الإغضاء عما وقعوا فيه بعضهم من اجتهادات كان المقصد من ذلك نصرة الدين وحماية الملة وأخطاؤهم يغمرها بحر حسناتهم.
وسيرهم العطرة هي درس للأمة عليهم التأسي بها ونشرها و تعليمها للأبناء والأجيال هذا وصلوا وسلموا على نبيكم ...
فضل الصحابة 19/3/1431هـ
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. من يهدهِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .. وأشهد أن لا إله إلاً الله الملك القهار .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم وعلى وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا
أمًـا بعـد : فأوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل فإن تقوى الله جماع الخير كله
عباد الله :اقتضت حكمة الله أن يرسل رسله للبشرية مبشرين ومنذرين وينزل معهم الكتاب وكل نبي يدعو قومه ويختار منهم المؤمنين الصادقين أعوانا ووزراء وأصحابا وحواريين يحملون هم الدعوة معه ويجاهدون وإياه ويقومون بما تقتضيه مصلحة الدين فنوح عليه السلام ركب في السفينة هو ومن آمن معه وموسى عليه السلام كان معه الخلص من بني إسرائيل وعيسى عليه السلام قال من أنصاري إي الله قال الحواريين نحن أنصار الله
و نبينا محمد (ص) اختار له صحابة أخيارًا صالحين، آمنوا به واتبعوه وآزروه ونصروه، وفدوه بالنفس والأموال والأوقات، فكانوا خير صحبة لخير نبي.
إنهم صحابة رسول الله (ص) ، هذا الجيل العظيم الذي رباه النبي وأحسن تربيته، فأصبحوا صدارة هذه البشرية بعد الأنبياء والرسل، لقد اجتمع فيهم من عوامل الخير ما لم يتجمع في جيل قبلهم، ولن يتجمع في جيل بعدهم،
اقروا إن شثتم قول الله(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، فصرح جل وعلا في هذه الآية بأنه قد رضي على المهاجرين والأنصار، وأنه أعد لهم الجنة،
و قوله عز وجل: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). وهذه البيعة هي بيعة الرضوان، وكانت بالحديبية، وعدد المبايعين فيها من الصحابة ألف وخمسمائة، ومن رضي الله عنه لا يمكن موته على الكفر لأن العبرة بالوفاة على الإسلام. وقد قال رسول الله (ص): ((لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة)) رواه مسلم في صحيحه.وقد جاءت آيات غيرهما ثني على صحابة نبيه وتزكيهم وتترضى عنهم
وأما الأحاديث في فضلهم فكثيرة ومتعددة
من ذلك قول النبي(ص) ((خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) وهذه الخيرية ـ أيها الأخوة ـ تجعل من جيل الصحابة مثلاً عاليًا للمسلمين في كل زمان ومكان، فهم يتطلعون إليهم، ويعتزون بهم، ويسترشدون بسيرهم، تلك السير المتنوعة في السلم و الحرب والعبادة والمجاهدة والمعاملة والبذل، مما يكفل للمسلمين في مختلف العصور نماذج متنوعة صالحة للاقتداء.
وفي حديث أخر يقول (ص): ((لا تسبوا أحدا من أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه)) متفق عليه،
وقوله (ص): ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبتْ النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) رواه مسلم،
أجل ـ أيها المسلمون ـ إن فضل الصحابة كبير وعظيم لعظم منزلتهم وفضلهم و قدرهم فهم من رأى رسول الله وصحبه وأول من آمن به وصدقه وأكثر الناس حبا له ولكثرة الابتلاءات والمعارك التي خاضوها في حياة رسول الله (ص) وبعده لقد خاض النبي (ص) خمسا وعشرين معركة في عشر سنين، وهو ما يعني أن كل عام كان فيه معركتان، هذا خلاف السرايا التي كان يرسلها (ص) والتي تزيد على مائة سرية. فلك أن تتصور حجم التعب والألم الذي حصل لهم بسبب هذه المعارك، وحجم القتل الذي وقع فيهم، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يقاتلون آباءهم وإخوانهم وعشيرتهم.
وتحملوا الشديد للعذاب في سبيل هذا الدين وما قصة آل ياسر وبلالٍ وصهيبٍ وخبابٍ عنا ببعيد، وحبهم الشديد للجهاد في سبيل الله و الإنفاق بلا حدود في سبيل الله عز وجل
فقد بعث النبي (ص) إلى عثمان رضي الله عنه يستعينه في جيش العسرة، فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار، فصبت بين يديه فجعل النبي يقلبها بين يديه ويقول: ((غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا)). وبينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة، قالت: ما هذا؟ قالوا: عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل كل شيء، قال: وكانت سبعمائة بعير، فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة رضي الله عنها: سمعت رسول الله (ص) يقول: ((قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا))، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال: لئن استطعت لأدخلنها قائما، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله.
وهناك من الصفات الشيء الكثير، تركناها خشية الإطالة، كالرحمة فيما بينهم، والعلم بالكتاب والسنة، والزهد في الدنيا، وكثرة العبادة، وسمو الأخلاق، والطاعة المطلقة لرسول الله
أيها المؤمنون : الحديث والتذكير بصحابة رسول الله (ص) هو ما يستوجب في كل وقت وحين وتكون الحاجة أكثر ما تكون في زمن الحاجة للقدوات الفاضلة للشباب والناشئة وللرجال والكهول على حد سواء وتكون الحاجة لبيان فضلهم ومكانتهم واجبة أيضا ردا على الطوائف الضالة وعلى رأسهم الرافضة الذين يتخذون من سب الصحابة رضي الله عنهم بل يكفرون طائفة منهم دينا لهم كم نسمع بين كل فينة وأخرى في وسيلة إعلام من يشتم ويلعن أبا بكر الصديق أو عمر الفاروق أو عثمان بن عفان أو غيرهم رضي الله عنهم أجمعين وانتقاص الأصحاب وذمهم هو ذم لمن اختارهم وهل يختار أفضل البشر (ص) إلا أفضل الناس وأحسن وأخير الناس ؟؟؟ إن سب الصحابة أو أحدا منهم أو انتقاصهم هو منكر عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب وقدح في الدين وتكذيب للقرآن الكريم وللرسول الكريم (ص)
روى الترمذي عن عبد الله بن مغفل قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ((الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد (ص) خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد (ص) فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه)، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (كان أصحاب رسول الله (ص) خير هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونقل دينه).
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنهما قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله (ص) حتى أبا بكر وعمر! فقالت: (وما تعجبون من هذا؟! انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر). وعن ابن عباس أنه قال: (لا تسبوا أصحاب محمد (ص) ؛ فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي (ص) ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة).
قال العلماء: "ولو لم يرد شيء من الآيات والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم لأوجبت الحالة التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المهج والأموال والصبر والورع واليقين". قال الإمام الطحاوي رحمه الله مبينا عقيدة أهل السنة والجماعة: "ونحب أصحاب رسول الله ، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان".
آلا فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ واعرفوا قدر نبيكم وأصحابه الكرام البررة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلاً الله تعظيما لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وسلم وعلى وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد فاعلموا ـ أيها الأحبة ـ أنه
يجب أن نحب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لأن رسول الله (ص) أحبهم وأمر بحبهم وإذا كانت المحبة مشروعة بين المؤمنين عامة فمع هذا الجيل الطيب الطاهر أوجب وأهم
ويشرع الدعاء لهم والترضي عنهم كما ترضى الله عنهم في أيات تتلى إلى يوم القيامة : {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
كما يجب الإغضاء عما وقعوا فيه بعضهم من اجتهادات كان المقصد من ذلك نصرة الدين وحماية الملة وأخطاؤهم يغمرها بحر حسناتهم.
وسيرهم العطرة هي درس للأمة عليهم التأسي بها ونشرها و تعليمها للأبناء والأجيال هذا وصلوا وسلموا على نبيكم ...
المرفقات
20.doc
20.doc
المشاهدات 5422 | التعليقات 4
فضيلة الشيخ حمود شكر الله لك ولاشك ان الصحابة رضي الله عنهم يتعرضون للسب والشتم بل والتكفير وهنالك العديد من التصريحات في الفضائيات ومواقع الإنترنت تسب أبا بكر وعمر وغيرهما وبالذات مع انتخابات العراق وغيرها م الأحداث
اخي الشيخ فهد حفظه الله
اثلج الله صدرك
وذب الله عن عرضك كما ذبيت وبينت من فضائل الصحابة رضي الله عنهم
لكن اخي ما اجمل ان نبتعد عن الصفات السلبية في كلماتنا مثل قولك بمناسبة كثرة سبهم
ولك مني كل الشكر والتقدير
اثلج الله صدرك
وذب الله عن عرضك كما ذبيت وبينت من فضائل الصحابة رضي الله عنهم
لكن اخي ما اجمل ان نبتعد عن الصفات السلبية في كلماتنا مثل قولك بمناسبة كثرة سبهم
ولك مني كل الشكر والتقدير
جزاكم الله خيرا
في الحقيقة مما تتميّز به الخطبة كثرة الاستشهاد من الكتاب والسنّة، وهذه الاستشهادات أضفت على الخطبة لباسا رائعا، وثوبا سابغا.
وفي موقعنا المبارك -وفي المختارات الاسبوعية:
خطب عن الصحابة: فضلهم ومكانتهم
في الحقيقة مما تتميّز به الخطبة كثرة الاستشهاد من الكتاب والسنّة، وهذه الاستشهادات أضفت على الخطبة لباسا رائعا، وثوبا سابغا.
وفي موقعنا المبارك -وفي المختارات الاسبوعية:
خطب عن الصحابة: فضلهم ومكانتهم
عبدالله البصري
وتقبل من أخيك هذه الهدية :
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حكم كتابة ( ص ) و ( صلعم )
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد ، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار ، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى : فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك .
والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقًا لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة ( ص ) أو ( صلعم ) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسْليماً ) الأحزاب/56 ، مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله عليه وسلم ) كاملة .
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه : " في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه :
التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه على ما في الأصل .
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك ، إلى أن قال : ( ثم ليتجنب في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزًا إليها بحرفين أو نحو ذلك ، والثاني : أن يكتبها منقوصةً معنىً بألا يكتب ( وسلم ) .
وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث ، وكنت أكتب عند ذكر النبي ( صلى الله عليه ) ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة عليَّ ؟ قال : فما كتبت بعد ذلك ( صلى الله عليه ) إلا كتبت ( وسلم ) ... إلى أن قال ابن الصلاح : قلت : ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله أعلم . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصًا .
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه : ( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله ( الكتاني ) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم ) أو ( صلعم ) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ) .
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " : ( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصًا .
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 397 – 399 ) .
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/47976 )
تعديل التعليق