فضل الزكات مختصرة - متماشية مع تعميم الوزارة

عبدالله منوخ العازمي
1442/09/03 - 2021/04/15 14:32PM

الحمد لله الذي جعل الزكاة قرينة الصلاة، وجعلها لأهل الإيمان من أجلّ الأعمال وأكرم الصفات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحب المتقين، ويجزي المتصدقين،

ولا يضيع أجر المحسنين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير البرية الذي كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويحث على بذل الفضل في العسر واليسر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ جل وعلا، وأن نقدمَ لأنفسِنا أعمالاً تبيضُ وجوهَنا يوم نلقى اللهَ،(( يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))

عباد الله يقول الله تعالى : ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))

وقال تعالى في وصف المؤمنين الصالحين (( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))

عباد الله من تلك الآيات يتضح لنا أن ديننا الإسلامي يحث على التكافل الاجتماعي وأن الإنسان لا يعيش مستقلا بنفسه ، منعزلا عن غيره ، وإنما يتعاون مع أفراد المجتمع الآخرين في أمور الحياة ، وفي شؤون المجتمع .
والتكافل في الإسلام ، يعني التزام القادر من أفراد المجتمع تجاه الآخرين من غير القادرين .

عباد الله : وتظهر الزكاة التي هي أحد أركان الإسلام ،وفريضته الاجتماعية ، أول صور التكافل الاجتماعي في الإسلام ,

وهي  أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم بناؤه إلا عليها، لقول النبي )) بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت  ((متفق على صحته .

فمن فوائد الزكاة : تثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير، لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.

ومنها: تطهير النفس وتزكيتها، والبعد بها عن خلق الشح والبخل، كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا

ومن فوائد الزكاة تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف على ذي الحاجة.

ومن فوائد الزكاة: استجلاب البركة كما قال تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

وقول النبي صلى الله عليه وسـلم في الحديث الصحيح((قَالَ اللَّهُ أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْك ))  إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة.

عباد الله : وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها، قال الله تعالى:

((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ((

فكل مال لا تُؤدَّى زكاته فهو كنز يُعَذَّبُ بِهِ صَاحبَه يوم القيامة، كما دل على ذلك الحديث الصحيح عن النبي أنه قال

))  مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)) ثم ذكر النبي صاحب الإبل والبقر والغنم الذي لا يؤٌدي زكاتها، وأخبر أنه يُعَذَّبُ بِهَا يوم القيامة.

عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .

الخطبة الثانية / 

الحمد لله الذي فرض الزكاة تزكية للنفوس وتنمية للأموال ورتب على الإنفاق في سبيله خلفا عاجلا وثوابا جزيلا في المآل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي حاز أكمل صفات المخلوقين وأجل الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما. كثيرا أما بعد : فيا عباد الله

يجب ان نحذر من المواقع المشبوهة التي تدعي أخذ الزكات !

والبحث عن الجهات الرسمية المعروفة كمنصة " احسان " ومنصة " فرجت " ومنصت جود للإسكان " وغيرها ممايكون تحت أشراف الجهات الرسمية

ما نقص مال من صدقة، بل تزيده.

عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله

المشاهدات 1356 | التعليقات 0