فضل الذكر خاصة في أيام التشريق: 11-12-1436 [خطبة قصيرة تناسب إلقاءها بعد خطبة العيد]
أحمد بن ناصر الطيار
1436/12/09 - 2015/09/22 07:34AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ أكثر الناس يبحثون عن أعظم الأجور ليعملوها, وعن أفضلِ الطاعات ليَسَابقوا إليها, فتجد بعضهم يبحث عن أشق الأعمال, ظنًّا منه أنه كلّما كان العمل أشقَّ كان أحبَّ إلى الله, وبعضهم ينظر إلى النفع الْمُتعدي, فيُكثر منه ويُبالغ فيه, فيَهُبُّ في نجدة الناس وتلمسِ حاجاتهم, بل وصل الأمرُ ببعضهم إلى الغلوّ والتشدّدِ طلبًا لإرضاء الله تعالى.
وليس حديثي عن تفصيل المصيب والْمُخطئ, ولكنَّ الحديث سيدور حول عملٍ يسيرٍ سهلٍ لا يُكلفُ العامل شيئًا, وهو من أفضل وأجلّ العبادات والطاعات: إنه ذكر الله تعالى بالقلب واللسان.
تأملوا هاتين الكلمتين اليسيرتين: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ, ما عِظَمُ منزلتهما على خفتهما على اللسان؟ قال صلى الله عليه وسلم: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ, ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ, حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ, سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ. متفق عليه
كم لهجنا بهما في يومنا؟ ربما مرّت أيامٌ لم ننطق بهما.
بالذكر تَحْيَى القلوب, وتأنس النفوس, قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ: مَثَلُ الْحَىِّ وَالْمَيِّتِ". متفق عليه
بل إنّه سببٌ لمغفرة الذنوب كلّها, قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ: حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر". متفق عليه
فما أجلّ وأعظم منزلة الذكر, "فهي منزلة الصالحينَ التي بها يتزودون، وفيها يتجرون، وإليها دائما يترددون.
والذكر منشورُ الولاية, الذي من أُعطيه اتَّصَل، ومن مُنعه عُزل، به يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيبات، إذا أظلَّهمُ البلاء فإليه مَلجَؤهم، وإذا نزلتْ بهم النوازل فإليه مَفزَعهم، فهو رياض جنتهمُ التي فيها يَتَقَلَّبُون، ورءوسُ أموال سعادتهمُ التي بها يتجرون.
يدع القلبَ الحزينَ ضاحكًا مسرورا، ويُوصِلُ الذاكر إلى المذكور, بل يدع الذاكر مذكورا. (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).
ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها, لكفى بها فضلا وشرفا.
وبالذكر: يَصرع العبدُ الشيطانَ, كما يصرع الشيطانُ أهلَ الغفلة والنسيان.
قال بعض السلف: إذا تمكَّن الذكر من القلب, فإنْ دنا منه الشيطان صرعه, كما يُصْرعُ الإنسانُ إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطينُ فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مَسَّه الإنسي.
وهو روح الأعمال الصالحة، فإذا خلا العمل عن الذكر, كان كالجسد الذي لا روح فيه".
وليس المقصود بالذكر ما يفعله الكثير من الناس, من ذكر الله تعالى بلسانهم دون قلوبهم, حيث يسردون الذكر بعجلة وانشغالِ القلب, حتى إنك لا تسمع منهم إلا تمتمةً من شدّة سُرعتهم, وكأنه همٌّ يُريدون إزاحته عنهم.
فالذاكر بلسانه دون اسْتحضارِه مَعْنى ما يقول, ودون أنْ يتدبرَ ويتفكرَ في عظمة من يذكره: ليس داخلاً في كلِّ ما جاء في فضائل الذكر العظيمة.
ومن فضائل الذكر: أنّ الله تعالى أخبر عن أهله بأنهم هم أهل الانتفاع بآياته، وأنهم أولو الألباب دون غيرهم. قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)(آل عمران : 190 ).
تأملوا كيف جعل أهلَ الذكر هم أولي العقول, وهم الذين يذكرون الله بألسنتهم قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ, ويذكرونه بقلوبهم, بالتفكر في خلق الله وبديع صنعه.
وهل هذا يُكلف شيئًا؟ لا والله, بل هو سهل يسير على من يسره الله عليه.
فإذا وجد أحدُنا فراغًا فلْيملأه بذكر الله تعالى, وإذا خرج للنزهة فلْيتفكر في خلق الله تعالى, في الأرض والسماء والجبال والرمال, حتى يُكتب عند الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات, فيفوزُ بأعلى الأجور والكرامات.
بل ورد بأنه أفضل الأعمال المستحبة على الإطلاق, قال صلى الله عليه وسلم : (ألا أُنَبِّئكم بخيرِ أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذهب والفضة، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم), فتعجب الصحابةُ أشدّ العجب وقالوا : وما ذاك يا رسول الله, قال : (ذكر الله عز وجل).
وقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم, أنهم يرون الذكر بالقلب واللسان على الدوام, أفضلَ من الصدقات ونحوها, فقد صحّ عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: لأَنْ أُكَبِّرَ مائةَ مرة, أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أتصدق بمائة دينار.
وصحّ عن أبي بُردة الأسلميِّ رضي الله عنه أنه قال : لو أنَّ رجلاً في حِجْرِه دنانير يُعْطيها, وآخرُ ذاكرًا لله, لكان الذاكر أفضل.
وعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه قال: لأنْ أذكرَ الله تعالى, أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أحمل على جيادِ الخيل في سبيل الله.
بل قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: مِمَّا هُوَ كَالْإِجْمَاعِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ: أَنَّ مُلَازَمَةَ ذِكْرِ اللَّهِ دَائِمًا, هُوَ أَفْضَلُ مَا شَغَلَ الْعَبْدُ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْجُمْلَةِ. ا.ه
عجبٌ والله من هذا العمل اليسير في فعلِه, العظيمِ في ثوابه وفضلِه, كيف زَهَدْنَا فيه وغَفَلَنا عنه, وكيف أصبح صمتُنا وحديثُنا أكثرَ من ذكر ربّنا, مع أنه لا يُكلفنا تعبًا ولا عناءً, بل الاشتغالُ به هو الأنس واللذة والطمأنينة.
نسأل الله تعالى أنْ يجعلنا من عباده الذاكرين, وأوليائه المتقين, إنه على كل شيء قدير.
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: معاشر المسلمين: فضائل ذكر الله تعالى لا تُحصى, فلْنحرصْ على الإكثار منه خاصَّةً في هذه الأيام المباركة, أيامِ التشريق, فقد أَمَرنا ربّنا جل وعلا بذلك فقال: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِيَ أَيّامٍ مّعْدُودَاتٍ}
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعدودات أيام التشريق.
وقال عكرمة رحمه الله {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} يعني التكبير في أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات, الله أكبر الله أكبر.
وثبت في صحيح مسلم أنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ»
نسأل الله تعالى أنْ يتقبل من المضحين ضحاياهم, ومن حجاج بيت الله حجهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ أكثر الناس يبحثون عن أعظم الأجور ليعملوها, وعن أفضلِ الطاعات ليَسَابقوا إليها, فتجد بعضهم يبحث عن أشق الأعمال, ظنًّا منه أنه كلّما كان العمل أشقَّ كان أحبَّ إلى الله, وبعضهم ينظر إلى النفع الْمُتعدي, فيُكثر منه ويُبالغ فيه, فيَهُبُّ في نجدة الناس وتلمسِ حاجاتهم, بل وصل الأمرُ ببعضهم إلى الغلوّ والتشدّدِ طلبًا لإرضاء الله تعالى.
وليس حديثي عن تفصيل المصيب والْمُخطئ, ولكنَّ الحديث سيدور حول عملٍ يسيرٍ سهلٍ لا يُكلفُ العامل شيئًا, وهو من أفضل وأجلّ العبادات والطاعات: إنه ذكر الله تعالى بالقلب واللسان.
تأملوا هاتين الكلمتين اليسيرتين: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ, ما عِظَمُ منزلتهما على خفتهما على اللسان؟ قال صلى الله عليه وسلم: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ, ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ, حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ, سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ. متفق عليه
كم لهجنا بهما في يومنا؟ ربما مرّت أيامٌ لم ننطق بهما.
بالذكر تَحْيَى القلوب, وتأنس النفوس, قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ: مَثَلُ الْحَىِّ وَالْمَيِّتِ". متفق عليه
بل إنّه سببٌ لمغفرة الذنوب كلّها, قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ: حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر". متفق عليه
فما أجلّ وأعظم منزلة الذكر, "فهي منزلة الصالحينَ التي بها يتزودون، وفيها يتجرون، وإليها دائما يترددون.
والذكر منشورُ الولاية, الذي من أُعطيه اتَّصَل، ومن مُنعه عُزل، به يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيبات، إذا أظلَّهمُ البلاء فإليه مَلجَؤهم، وإذا نزلتْ بهم النوازل فإليه مَفزَعهم، فهو رياض جنتهمُ التي فيها يَتَقَلَّبُون، ورءوسُ أموال سعادتهمُ التي بها يتجرون.
يدع القلبَ الحزينَ ضاحكًا مسرورا، ويُوصِلُ الذاكر إلى المذكور, بل يدع الذاكر مذكورا. (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).
ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها, لكفى بها فضلا وشرفا.
وبالذكر: يَصرع العبدُ الشيطانَ, كما يصرع الشيطانُ أهلَ الغفلة والنسيان.
قال بعض السلف: إذا تمكَّن الذكر من القلب, فإنْ دنا منه الشيطان صرعه, كما يُصْرعُ الإنسانُ إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطينُ فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مَسَّه الإنسي.
وهو روح الأعمال الصالحة، فإذا خلا العمل عن الذكر, كان كالجسد الذي لا روح فيه".
وليس المقصود بالذكر ما يفعله الكثير من الناس, من ذكر الله تعالى بلسانهم دون قلوبهم, حيث يسردون الذكر بعجلة وانشغالِ القلب, حتى إنك لا تسمع منهم إلا تمتمةً من شدّة سُرعتهم, وكأنه همٌّ يُريدون إزاحته عنهم.
فالذاكر بلسانه دون اسْتحضارِه مَعْنى ما يقول, ودون أنْ يتدبرَ ويتفكرَ في عظمة من يذكره: ليس داخلاً في كلِّ ما جاء في فضائل الذكر العظيمة.
ومن فضائل الذكر: أنّ الله تعالى أخبر عن أهله بأنهم هم أهل الانتفاع بآياته، وأنهم أولو الألباب دون غيرهم. قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)(آل عمران : 190 ).
تأملوا كيف جعل أهلَ الذكر هم أولي العقول, وهم الذين يذكرون الله بألسنتهم قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ, ويذكرونه بقلوبهم, بالتفكر في خلق الله وبديع صنعه.
وهل هذا يُكلف شيئًا؟ لا والله, بل هو سهل يسير على من يسره الله عليه.
فإذا وجد أحدُنا فراغًا فلْيملأه بذكر الله تعالى, وإذا خرج للنزهة فلْيتفكر في خلق الله تعالى, في الأرض والسماء والجبال والرمال, حتى يُكتب عند الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات, فيفوزُ بأعلى الأجور والكرامات.
بل ورد بأنه أفضل الأعمال المستحبة على الإطلاق, قال صلى الله عليه وسلم : (ألا أُنَبِّئكم بخيرِ أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذهب والفضة، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم), فتعجب الصحابةُ أشدّ العجب وقالوا : وما ذاك يا رسول الله, قال : (ذكر الله عز وجل).
وقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم, أنهم يرون الذكر بالقلب واللسان على الدوام, أفضلَ من الصدقات ونحوها, فقد صحّ عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: لأَنْ أُكَبِّرَ مائةَ مرة, أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أتصدق بمائة دينار.
وصحّ عن أبي بُردة الأسلميِّ رضي الله عنه أنه قال : لو أنَّ رجلاً في حِجْرِه دنانير يُعْطيها, وآخرُ ذاكرًا لله, لكان الذاكر أفضل.
وعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه قال: لأنْ أذكرَ الله تعالى, أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أحمل على جيادِ الخيل في سبيل الله.
بل قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: مِمَّا هُوَ كَالْإِجْمَاعِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ: أَنَّ مُلَازَمَةَ ذِكْرِ اللَّهِ دَائِمًا, هُوَ أَفْضَلُ مَا شَغَلَ الْعَبْدُ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْجُمْلَةِ. ا.ه
عجبٌ والله من هذا العمل اليسير في فعلِه, العظيمِ في ثوابه وفضلِه, كيف زَهَدْنَا فيه وغَفَلَنا عنه, وكيف أصبح صمتُنا وحديثُنا أكثرَ من ذكر ربّنا, مع أنه لا يُكلفنا تعبًا ولا عناءً, بل الاشتغالُ به هو الأنس واللذة والطمأنينة.
نسأل الله تعالى أنْ يجعلنا من عباده الذاكرين, وأوليائه المتقين, إنه على كل شيء قدير.
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: معاشر المسلمين: فضائل ذكر الله تعالى لا تُحصى, فلْنحرصْ على الإكثار منه خاصَّةً في هذه الأيام المباركة, أيامِ التشريق, فقد أَمَرنا ربّنا جل وعلا بذلك فقال: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِيَ أَيّامٍ مّعْدُودَاتٍ}
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعدودات أيام التشريق.
وقال عكرمة رحمه الله {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} يعني التكبير في أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات, الله أكبر الله أكبر.
وثبت في صحيح مسلم أنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ»
نسأل الله تعالى أنْ يتقبل من المضحين ضحاياهم, ومن حجاج بيت الله حجهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
المشاهدات 4497 | التعليقات 4
جزاك ربي كل خير
آمين وإياكما.. وتقبل الله منا ومنكم.
جزاكم الله خيرا،
هل ثمة تعقيب للخطباء المباركين على (حادثة تدافع منى)
كتب الله لكم الأجر.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق