فضل التوبة ومراتبها
محمد العمير
⬇️الخُطبة⬇️
الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصَدَقَ الْحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلَاَلَةٍ فِي النَّارِ.
___________________________________________________________________________________
عباد الله: يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مرغبا في التوبة وتحصيل أسبابها ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ومحذرا من مغبة ترك هذا الأمر العظيم: ﴿وَمَن لَّم یَتُب فَأُولَـٰىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾.
وحثنا نبينا المعظم ﷺ عليها فقال: ««يا أيُّها النّاسُ، تُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا، فَإنِّي أتُوبُ إلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ»» .
فالمَعاصِيَ قَدْ وجَبَتِ التَّوْبَةُ مِنها فَمَن لَمْ يَتُبْ فَهو ظالِمٌ: لِأنَّهُ ظَلَمَ النّاسَ بِالِاعْتِداءِ عَلَيْهِمْ إن كانت المعصية بالتعدي على الغير، وظَلَمَ نَفْسَهُ بِأنْ رَضِيَ لَها عِقابَ الآخِرَةِ مَعَ التَّمَكُّنِ مِنَ الإقْلاعِ عَنْ ذَلِكَ فَكانَ ظُلْمُهُ شَدِيدًا جِدًّا.
والتوبة مراتب:
أول مرتبة: هي التوبة من الكفر والشرك بجميع أشكاله، وكم من امرئ كان شديدا على المؤمنين حريصا على الكفر زاجرا عن الإيمان، فلما أسلم أضاء وجهه وحسنت نيته وطاب عمله، فعمر ابن الخطاب رضي الله كان أقبل على بعض الصحابة -رضوان الله عيلهم أجمعين- وهم مهاجرون ولمّا يدخلِ الإسلامَ بعد فقال الصحابي راويا للقصة: أقبل علينا عمر بن الخطاب-وهو على شركه-: وكنا نلقى منه البلاء، أذى لنا، وشدة علينا. فقال لهم: إنه للانطلاق. فقيل له: نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا، وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجاً.
فلما اسلم قال عنه ابن مسعود -رضي الله عنه-: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)، وكانت كثير من فتوحات الإسلام في عهده حتى فتح الله في زمن خلافته بلاد الفرس والروم ومصر.
والمرتبة الثانية: التوبة من الذنوب بتركها: والتَّوْبَةُ واجِبَةٌ مِن كُلِّ ذَنْبٍ وهَذِهِ الذُّنُوبُ المَذْكُورَةُ مَراتِبُ فمنها الصغائر والكبائر، وإدْمانُ الصَّغائِرِ كَبِيرَةٌ، كما قال ابن عباس: لا صغيرة مع إصرار -أي أنها تصير كبيرة-، ولا كبيرة مع استغفار -أي توبة-.
وكم من عاص وفاجر أصلحه الله في ليلة حتى صار رمزا للطاعة والعبادة، حبيبا للرحمان، حبيبا لعباد الديان، فهذا الفضيل ابن عياض الذي يسمى بعابد الحرمين، كان فاجرا، وقاطع طريق وسارقا، أراد يوما أن يتعدى على أحد المنازل فبينما هو يرتقى الجدران سمع تاليا يتلو «ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله» قال: يارب قد آن فرجع فآواه الليل إلى خربة فاذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل وقال قوم: حتى نصبح فان فضيلا على الطريق يقطع علينا قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين هاهنا يخافونني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام...
والمرتبة الثالثة: التوبة من المكروهات وضياع الأوقات والتفريط في المستحبات، حتى يكون من أحباب الله الذين قال الرحمان الرحيم في حقهم: "وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه".
ولك إبراهيم بن أدهم عبرة وعضة فقد كان من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم ، فبينما إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه ، إذا هو بصوت من فوقه : يا إبراهيم : ما هذا العبث ؟ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا اتق الله ، عليك بالزاد ليوم الفاقة . فنزل من دابته، وصادف راعيا لأبيه ، فأخذ عباءته ، وأعطاه فرسه ، وما معه ، وصحب العلماء والزهاد. حتى قال عنه سفيان: كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل ، ولو كان في الصحابة ، لكان رجلا فاضلا .
.___________________________________________________________________________________
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ؛ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
.___________________________________________________________________________________
.___________________________________________________________________________________
._________________________________________________________________________________
⬇️الخطبة الثانية⬇️
الْحَمْدُ لله عَلَى إحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْباعِهِ وَإِخْوَانِهِ، أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾[الْبَقَرَةِ: 281].
___________________________________________________________________________________
أيها المؤمنون: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وكما قال صلى الله عيه وسلم: " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ."
بل إن الله تعالى يبدل سيئات التائب حسنات إذا صدق في توبته قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} {الفرقان: 68-70}،
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- إنما التبديل في حق من ندم على سيئاته وجعلها نصب عينيه، فكلما ذكرها ازداد خوفاً ووجلاً وحياء من الله ومسارعة إلى الأعمال الصالحة المكفرة؛ كما قال تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا. وما ذكرناه كله داخل في العمل الصالح، ومن كانت هذه حاله فإنه يتجرع من مرارة الندم والأسف على ذنوبه أضعاف ما ذاق من حلاوتها عند فعلها، ويصير كل ذنب من ذنوبه سببا لأعمال صالحة ماحية له، فلا يستنكر بعد هذا تبديل هذه الذنوب حسنات، وقد وردت أحاديث صحيحة صريحة في أن الكافر إذا أسلم وحسن إسلامه تبدلت سيئاته في الشرك حسنات، ففي الحديث أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها، ولم يترك حاجة ولا داجة، فهل له من توبة؟ فقال: أسلمت؟ قال: نعم. قال: فافعل الخيرات واترك السيئات، فيجعلها الله لك خيرات كلها. قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم. قال الراوي: فما زال يكبِر حتى توارى-أي اختفى في الافق-.
ويجمع صدق التوبة أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: الِاسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ، وَإعادة المظالم والْإِقْلَاعُ بِالْأَبْدَانِ، وَإِضْمَارُ الندامة وعدم الْعَوْدِ بِالْجَنَانِ، وَمُهَاجَرَةُ سَيِّئِ الْإِخْوَانِ ومواطن الخِذلان.
___________________________________________________________________________________
عباد الله:
: إِنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلَاَئِكَتِهِ المُسبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، وَثَلَّثَ بِكُمْ- أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- مِنْ جِنِّهِ وَإِنْسِهِ، فَقَالَ قَوْلَا كَرِيمًا : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَاِرْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، الْأئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ، أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُودِكَ وَإحْسَانِكَ يَا أكْرَمَ الْأكْرَمِينَ.
اللَّهُمُّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمَيْنِ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكَيْنِ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وانصر جنودنا المرابطين، وإخواننا المستضعفين، وَاِجْعَلِ اللَّهُمَّ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلِ اللَّهُمَّ وَلَاَيَتَنَا فَيَمَنِ خَافَكَ وَاِتَّقَاكَ، وَاِتَّبَعَ رِضَاَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ...اللَّهُمَّ اِحْفَظْ إمَامَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ بِحِفْظِكَ، وَأَيِّدْهُمُ بِتَأْيِيدِكَ، وَأَعِزَّ بِهِمْ دِينَكَ، يَاذَا الْجَلَاَلِ وَالْإكْرَامِ.
اللَّهُمَّ وَأَبْرِمْ لِأُمَّةِ الْإِسْلَامِ أَمْرَ رَشَدٍ يُعَزُّ فِيهِ أهْلُ الطَّاعَةِ، وَيُهْدَى فِيهِ أهْلُ الْمَعْصِيَةِ، وَيُؤْمَرُ فِيهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيُنْهَى فِيهِ عَنِ الْمُنْكِرِ، إِنَّكَ عَلَى كُلُّ شَيْءٍ قَدِيرٍ.
اللَّهُمُّ اِدْفَعْ عَنَا الْغَلَا والْوَبا وَالرِّبَا وَالزِّنا وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بِلَادِنَا هَذِهِ وَعَنْ سَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قَلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكَفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاِجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ
عِبَادَ اللَّهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.