فضل الاستغفارــ مختصرة ومشكولة (PDF - DOC)
عبدالله اليابس
فضل الاستغفار الجمعة 1/11/1442هـ
الحَمْدُ للهِ الذِي أَنْشَأَ الكَوْنَ مِنْ عَدَمٍ وَعَلَى العَرْشِ اِسْتَوَى، أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الكُتُبَ تِبْيَاناً لِطَرِيقِ النَّجَاةِ وَالهُدَى، أَحْمَدُهُ جَلَّ شَأْنُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمٍ لَا حَصْرَ لَهَا وَلَا مُنْتَهَى، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يُرْتَجَى، وَلَا نِدَّ لَهُ يُبْتَغَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَنَا وَحَبِيبَنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الحَبِيبُ الـمُصْطَفَى، وَالنَّبِيُّ الـمُجْتَبَى، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى النَّهْجِ وَاِقْتَفَى.
أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. إِنَّ حُصُولَ الأَضْرَارِ، وَنُزُولَ الأَخْطَارِ، وَاِرْتِحَالَ النِّعَمِ، وَحُلُولَ النِّقَمِ، اِبْتِلَاءٌ مِنَ اللهِ لِعِبَادِهِ، وَلَعَلَّ هَذَا البَلَاءَ يَرُدَّهُمْ إِلَى بَابِ اللهِ خَاضِعِينَ مُنْكَسِرِينَ، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وَمِنْ أَعْظَمِ الرُّجُوعِ إِلَى اللهِ تَعَالَى: الاِسْتِجَابَةُ لِتِلْكَ الدَّعْوَةِ العَظِيْمَةِ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.
إِنَّهُ الكَرِيْمُ، الغَفُورُ الرَّحِيْمُ، يَدْعُونَا لِاسْتِغْفَارِهِ.. وَيَعِدُنَا بِالـمَغْفِرَةِ وَالجَنَّةِ، فَمَا لَنَا نُعْرِضُ عَنِ الاِسْتِجَابَةِ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ؟
خَرَجَ أَمِيرُ الـمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْتَسْقِي، فَمَا زَادَ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الـمُؤْمِنِينَ، مَا نَرَاكَ اِسْتَسْقَيتَ! فَقَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الـمَطَرَ بِـمَجَادِيحِ السَّمَاءِ التِي يُسْتَنْزَلُ بِهَا الـمَطَرُ، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}
وَكَانَ لِأَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَزْرَعَةٌ فِي البَصْرَةِ أَصَابَهَا قَحْطٌ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ وَاِسْتَغْفَرَ. قَالُوا: مَالَكَ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتُمُ قَوْلَ اللهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}، فَمَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى أَتَتْ غَمَامَةٌ فَطَوَّقَتْ مَزْرَعَتَهُ وَأَمْطَرَتْ، حَتَّى سَالَتْ جَدَاوِلُهَا، وَمَا جَاوَزَ الـمَاءُ الـمَزْرَعَةَ.
مَنْ شَكَا الـمَرَضَ فَعَلَيهِ بِالاِسْتِغْفَارِ، وَمَنْ شَكَا الفَقْرَ فَعَلَيهِ بِالاِسْتِغْفَارِ، وَمَنْ شَكَا قِلَّةَ الوَلَدِ فَعَلَيهِ بِالاِسْتِغْفَارِ.
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ يَشْكُو الجَدْبَ فَقَالَ لَهُ: اِسْتَغْفِرِ اللهَ، وَجَاءَهُ ثَانٍ يَشْكُو الفَقْرَ، فَقَالَ: اِسْتَغْفِرِ اللهَ، وَجَاءَهُ ثَالِثٌ يَشْكُو العُقْمَ، فَقَالَ: اِسْتَغْفِرِ اللهَ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَ اللهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}.
مَنْ اِشْتَكَى الضَّعْفَ وَقِلَّةَ الأَعْوَانِ وَالأَنْصَارِ فَلْيَلُذْ بِالاِسْتِغْفَارِ، قَالَ تَعَالَى عَنْ نَبِيِّهِ هُودٍ عَلَيهِ السَّلَامُ: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.
مَنْ اِسْتَصْعَبَتْ عَلَيهِ الأُمُورُ، وَاِنْغَلَقَتْ أَمَامَهُ الأَبْوَابُ وَالحِيَلُ، فَلْيَلْجَأْ إِلَى نُورِ الاِسْتِغْفَارِ، قَالَ اِبْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: "إِنَّهَا لَتُعْجَمُ عَلَيَّ الـمَسْأَلَةُ الوَاحِدَةُ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ أَلْفَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ عَلَيَّ".
مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَأَحْرَقَهُ لَهِيبُ مَعَاصِيهِ، فَلْيَتَطَهَّرْ مِنْ دَرَنِ الأَوْزَارِ بِنَهْرِ الاِسْتِغْفَارِ، هَذَا مَاعِزُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِيْنَمَا أَلَمّ بِالفَاحِشَةِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقَالَ لَهُ: (وَيْحَكَ! اِرْجِعْ فَاِسْتَغْفِرِ اللهَ وَتُبْ إِلَيهِ)، قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
قِيلَ لِلْحَسَنِ البَصْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: أَلَا يَسْتَحْيِيِ أَحَدُنَا مِنْ رَبِّهِ، يَسْتَغْفِرُ مِنْ ذُنُوبِهِ ثُمَّ يَعُودُ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ ثُمَّ يَعُودُ، فَقَالَ: وَدَّ الشَّيْطَانُ لَوْ ظَفَرَ مِنْكُمْ بِهَذِهِ، فَلَا تَمَلُّوا مِنَ الاِسْتِغْفَارِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ: إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، فَدَاؤُكُمُ الذُّنُوبُ، وَدَوَاؤُكُمُ الاِسْتِغْفَارُ.
قَالَ لُقْمَانُ رَحِمَهُ اللهُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، عَوِّدْ لِسَانَكَ الِاسْتِغْفَارَ؛ فَإِنَّ للهِ سَاعَاتٍ لَا يَرُدُّ فِيهِنَّ سَائِلاً.
رَوَى أَبُو دَاوودَ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنِ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الـمَجْلِسِ يَقُولُ: (رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ) مِائَةَ مَرَّةٍ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلَّا اللهُ رَبُّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَقَيَّومُ السَّمَاوَات وَالأَرَضِين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّين.
أَمَّا بَعْدُ: {ياأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. إِذَا كَانَ مَاَ تَقَدَّمَ هُوَ فَضْلُ الاِسْتِغْفَارِ، فَإِنَّ هُنَاكَ ذِكْرًا يُسَمَّى بِسَيِّدِ الاِسْتِغْفَارِ، وَفَضْلُهُ عَظِيْمٌ، رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ مَا اِسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّه لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ).
يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، قَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ لَنَا أَمَانَانِ، فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا -وَهُوَ كَوْنُ الرَّسُولِ فِينَا- وَبَقِيَ الاِسْتِغْفَارُ مَعَنَا، فَإِذَا ذَهَبَ هَلَكْنَا".
قَالَ عَلِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: العَجَبُ مِمَّنْ يَهْلَكُ وَمَعَهُ النَّجَاةُ، قِيلَ: وَمَا هِيَ؟ قاَلَ: الاِسْتِغْفَارُ.
فَاِتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاِلْزَمُوا الاِسْتِغْفَارَ، فَمَا أَقْرَبَ الفَرَجَ، وَأَدْنَى الـمَخْرَجِ.
اللهُمَّ وَفِّقْنَا لِدَوَامِ الاِسْتِغْفَارِ، وَارْزُقْنَا عَاقِبَتَهُ الحَسَنَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، وَأَكْثِرُوا مِنْهَ فِي هَذَا اليَومِ الجُمُعَةِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1623247337_الاستغفار 1-11-1442.docx
1623247338_الاستغفار 1-11-1442.docx.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق