فضل أيام عشر ذي الحجة
سعود المغيص
1436/11/24 - 2015/09/08 04:40AM
الخطبة الأولى
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله وعلموا أنَّ من فضل الله تعالى ونعمه الجليلة على عباده أن هيأ لهم المواسمَ العظيمة والأيامَ الفاضلة لتكون مغنمًا للطائعين وميدانًا لتنافس المتنافسين، ومن أعظم هذه المواسمِ وأجلِها أيامُ عشر ذي الحجة .
هذه الأيام العظيمة من خصائصها أن الله جل وعلا اختارها واصطفاها وجعلها أفضل أيام السنة على الإطلاق والله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار .
- ومن خصائص هذه الأيام وفضائلها أن الله تبارك وتعالى أقسم بها تشريفًا لها وتَعليةً من شأنها وذلك في قولـــــــه جل وعلا : ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) قال ابن عباس وغيره من المفسرين : المراد بالعشر في الآية العشر الأول من شهر ذي الحجة .
- ومن خصائص هذه الأيام أنها خير أيام العمل الصالح فما تقرب إلى الله متقرب بعبادة أفضل من التقرب إليه تبارك وتعالى في هذه الأيام الشريفة الفاضلة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ)) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟! قَالَ : ((وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ(( - ومن خصائص هذه العشر -عباد الله- أنها أيام تجتمع فيها من أمهات الطاعات ما لا يجتمع في غيرها من أيام السنة ففي هذه العشر: الصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها من الطاعات الجليلة والعبادات العظيمة ولا يتأتى اجتماع هذه الطاعات إلا في هذا الوقت الشريف الفاضل .
- ومن خصائصها أن الله تبارك وتعالى جعلها موسما لحج بيته الحرام، وجعل فيها أيامه العظام، ففي هذه العشر يوم التروية، وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يصعد الناس إلى عرفات، وفيه يصعدون من مكة إلى منى، ملبِّين بالحج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
- وفيها يوم عرفة وهو خير يوم طلعت فيه الشمس يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ). وفيها يوم النحر وهو أعظم الأيام عند الله كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر".
فينبغي علينا عباد الله أن نحفظ هذه الأوقات الفاضلة بكثرة الذكر لله جل وعلا وكثرة الدعاء والاستغفار وملازمة الطاعة والعبادة ولاسيما الفرائض فالله جل وعلا يقول: "ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه".
ولهذا مما ينبغي أن يعنى به المسلم في هذه العشر العناية بالصلوات الخمس في أوقاتها مبكِّرا إليها خاشعاً خاضعاً مطمئناً ذاكراً راجياً رحمة ربه جل وعلا خائفاً من عذابه .
نسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذه الأيام العشر لنا جميعا مغنماً وأن يجعلها لنا جميعاً إلى الخير مرتقى وسلماً إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
أما بعد عباد الله :
لقد جعل الله تبارك وتعالى خاتمة هذه العشر ونهاية أيامها عيدا للمسلمين يفرحون فيها فرحة عظمى وسروراً كبيراً بما يسَّرَ الله لهم في هذه العشر من الطاعات والعبادات والقربات .
ولهذا يلتقي المسلمون يوم العيد مَن حج منهم ومن لم يحج يلتقون في ذلك اليوم العظيم يهنئ بعضهم بعضا قائلين ما قاله الصحابة الكرام في ذلك اليوم : تقبل الله منا ومنك وهذه كلمة عباد الله لها وقعها ووزنها ومكانتها ممن نافس في العبادة وأقبل على الطاعة .
وأما من يأتي يوم العيد مضيعاً مفرطاً مكباً على الذنوب والآثام والخطايا فعلى ماذا يهنَّأ ؟ وبماذا يقال له : تقبل الله منا ومنك ؟
ولهذا ينبغي أن نحسب ليوم العيد حساباً بأن نعد الأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات التي نفرح يوم العيد بأدائنا لها وحسن تقربنا إلى الله بها .
وهنا تنبيه مهم وهو أنه إذا دخلَ عشرُ ذي الحجة فيحرمُ على من أرادَ أن يضحي أن يأخذَ من شعره أو أظفاره أو بشرته شيئًا حتى يضحي يوم العيد وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذ قبل النية وذلك لما روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال : (( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ))
نسأل الله عز وجل أن يمدنا جميعاً بعون منه وتوفيق وقبول وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا .
الا وصلوا وسلموا...
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله وعلموا أنَّ من فضل الله تعالى ونعمه الجليلة على عباده أن هيأ لهم المواسمَ العظيمة والأيامَ الفاضلة لتكون مغنمًا للطائعين وميدانًا لتنافس المتنافسين، ومن أعظم هذه المواسمِ وأجلِها أيامُ عشر ذي الحجة .
هذه الأيام العظيمة من خصائصها أن الله جل وعلا اختارها واصطفاها وجعلها أفضل أيام السنة على الإطلاق والله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار .
- ومن خصائص هذه الأيام وفضائلها أن الله تبارك وتعالى أقسم بها تشريفًا لها وتَعليةً من شأنها وذلك في قولـــــــه جل وعلا : ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) قال ابن عباس وغيره من المفسرين : المراد بالعشر في الآية العشر الأول من شهر ذي الحجة .
- ومن خصائص هذه الأيام أنها خير أيام العمل الصالح فما تقرب إلى الله متقرب بعبادة أفضل من التقرب إليه تبارك وتعالى في هذه الأيام الشريفة الفاضلة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ)) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟! قَالَ : ((وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ(( - ومن خصائص هذه العشر -عباد الله- أنها أيام تجتمع فيها من أمهات الطاعات ما لا يجتمع في غيرها من أيام السنة ففي هذه العشر: الصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها من الطاعات الجليلة والعبادات العظيمة ولا يتأتى اجتماع هذه الطاعات إلا في هذا الوقت الشريف الفاضل .
- ومن خصائصها أن الله تبارك وتعالى جعلها موسما لحج بيته الحرام، وجعل فيها أيامه العظام، ففي هذه العشر يوم التروية، وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يصعد الناس إلى عرفات، وفيه يصعدون من مكة إلى منى، ملبِّين بالحج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
- وفيها يوم عرفة وهو خير يوم طلعت فيه الشمس يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ). وفيها يوم النحر وهو أعظم الأيام عند الله كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر".
فينبغي علينا عباد الله أن نحفظ هذه الأوقات الفاضلة بكثرة الذكر لله جل وعلا وكثرة الدعاء والاستغفار وملازمة الطاعة والعبادة ولاسيما الفرائض فالله جل وعلا يقول: "ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه".
ولهذا مما ينبغي أن يعنى به المسلم في هذه العشر العناية بالصلوات الخمس في أوقاتها مبكِّرا إليها خاشعاً خاضعاً مطمئناً ذاكراً راجياً رحمة ربه جل وعلا خائفاً من عذابه .
نسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذه الأيام العشر لنا جميعا مغنماً وأن يجعلها لنا جميعاً إلى الخير مرتقى وسلماً إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
أما بعد عباد الله :
لقد جعل الله تبارك وتعالى خاتمة هذه العشر ونهاية أيامها عيدا للمسلمين يفرحون فيها فرحة عظمى وسروراً كبيراً بما يسَّرَ الله لهم في هذه العشر من الطاعات والعبادات والقربات .
ولهذا يلتقي المسلمون يوم العيد مَن حج منهم ومن لم يحج يلتقون في ذلك اليوم العظيم يهنئ بعضهم بعضا قائلين ما قاله الصحابة الكرام في ذلك اليوم : تقبل الله منا ومنك وهذه كلمة عباد الله لها وقعها ووزنها ومكانتها ممن نافس في العبادة وأقبل على الطاعة .
وأما من يأتي يوم العيد مضيعاً مفرطاً مكباً على الذنوب والآثام والخطايا فعلى ماذا يهنَّأ ؟ وبماذا يقال له : تقبل الله منا ومنك ؟
ولهذا ينبغي أن نحسب ليوم العيد حساباً بأن نعد الأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات التي نفرح يوم العيد بأدائنا لها وحسن تقربنا إلى الله بها .
وهنا تنبيه مهم وهو أنه إذا دخلَ عشرُ ذي الحجة فيحرمُ على من أرادَ أن يضحي أن يأخذَ من شعره أو أظفاره أو بشرته شيئًا حتى يضحي يوم العيد وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذ قبل النية وذلك لما روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال : (( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ))
نسأل الله عز وجل أن يمدنا جميعاً بعون منه وتوفيق وقبول وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا .
الا وصلوا وسلموا...
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
وفقك الله شيخ سعود ونفع بك وزادك الله من فضله
تعديل التعليق