عبادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ تعالى ، واعلموا أَنَّ كُلَّ يومٍ تُدْرِكُونَه في هذه الدنيا الفانيةِ والظِّلِّ الزائِل غَنِيمَةٌ لَكُم، تَتَزَوَّدون فيهِ من الطاعاتِ، وتُحاسِبونَ فيهِ أنفُسَكُم، وتَسْتَدْرِكونَ فيه شيئاً مِمَّا فاتَكُم، خُصُوصاً عندما تُدْرِكونَ الأزمِنَةَ التي يكونُ للطاعةِ فيها مَزيَّةٌ عن غيرِها ، وَمِنْ تلكُمُ الأزمِنَةِ شَهْرُ شعبانَ ، فإنه بِمُجَرَّدِ دُخُولِه تَبْدأُ القُلُوبُ الحَيَّةُ تَتَحَرَّكُ شوقاً لِسَيِّدِ الشُهُورِ وأفضلِها ، شهْرِ رمضان .
وكانت العربُ تُسَمِّي شهرَ شعبانَ بهذا الاسمِ ؛ لأنَّه يأتي بعدَ شهرِ رجبَ ، وشَهْرُ رجَبَ مِنَ الأشهُرِ الحُرُمِ ، حيثُ كانوا يَتَوَقَّفونَ فيه عن القتالِ ، لأنَّ العربَ كانت تُعَظِّمُ الأشهُرَ الحُرُمَ فلا تُقاتلُ فيه ، فإذا انقضى شهرُ رَجَبَ ، خرجُوا وتَشَعَّبُوا وتفرَّقُوا في القبائِل مِنْ أجْلِ الغاراتِ والقتالِ ، فَمَنَّ اللهُ عليِهِم بهذا الدينِ ، وبِبِعْثَةِ محمَّدٍ r، فتَغَيَّرتْ نَظْرَتُهُم لِهذا الشهرِ ، حيثُ صارَ مَوْسِماً للعبادةِ والتزَوُّدِ من الطاعةِ والاستعداد لِشَهرِ الخيرِ والرحمةِ .
ويتعلَّقُ بشهرِ شعبانَ بَعْضُ الأمورِ التي ينبغي معرفتُها :
أوَّلُها: رَفْعُ أعمالِ العِبَادِ ، كما قالَ رسولُ اللهِ r: «ذلك شهرٌ يَغْفَلُ الناسُ عنه بينَ رجبَ ورمضانَ ، وهو شهرٌ تُرْفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين» حسنه الألباني.
ثانيا: الصيامُ، فقد ثَبَتَ في السُّنَّةِ ما يَدُلُّ على عنايةِ النبيِّ r بالصيامِ في هذا الشهرِ ، كما في الصحيحين من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها ، أنَّ النبيَّ r: «كان يصومُ شعبانَ كلَّه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «كان يصوم شعبانَ إلا قليلا»، ومعنى ذلك أنَّه كان تارةً يصومُ شعبانَ كُلَّه، وتارةً يصومُ أكثرَه، وفي سُننِ أبي داودَ عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت : (كان أحَبُّ الشهورِ إليه أن يصومَه شعبانَ، ثم يَصِلُهُ بِرمضانَ.(
ثالثا: أَنَّ مِنْ أسبابِ العنايَةِ بِصِيامِ شهرِ شعبانَ أَنَّه شهرٌ يغفلُ الناسُ فيه، وهذا يَدُلُّ على استحبابِ عِمارةِ أوقاتِ غَفْلَةِ الناسِ بالطاعةِ، كما كان طائفةٌ مِنَ السلفِ يَسْتَحِبُّون إحياءَ ما بينَ المغرِبِ والعِشاءِ بالصلاةِ، ويقولون هي ساعةُ غَفْلَةٍ، ومِثْلُ ذلكَ استحبابُ ذكرِ اللهِ تعالى في السُّوقِ، لأنه ذِكْرٌ في مَوْطِنٍ تكثُرُ فيه الغفلة، وكذلك قيامُ الليلِ، فإنَّ أجْرَهْ عظيمٌ، لأنَّه وَقْتُ النومِ والراحةِ والغَفْلَةِ عن العبادةِ .
كُلُّ ذلك يَدُلُّ على أنَّ العملَ الصالحَ في أوقاتِ الغَفْلَةِ أشَقُّ على النُّفُوسِ، والسبَبُ في ذلك هو أن العملَ إذا كَثُرَ المشاركونَ فيه سَهُل، وإذا كَثُرَت الغَفَلاتُ شَقَّ ذلك على المُتَيَقِّظِين .
رابعاً: لا يجوزُ صيامُ آخرِ يومينِ من شعبانَ، إلا إذا كان الشخْصُ قد اعتادَ صوماً مُعَيَّناً فوافَقَ آخِرَ يومٍ أو أخرَ يومينِ، كَمَن اعتادَ صومَ الاثنينِ والخميسِ، فوافقَ ذلكَ آخِرَ شعبانَ، وكذلك مَن اعتادَ أنْ يصومَ آخِرَ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، أو كانَ عليه قضاءٌ مِن رمضانَ الفائتِ، وبِهَذِهِ المناسبةِ يَنْبَغِي التنبيهُ على أَمْرٍ مُهِمٍّ، وهو أنَّ بعضَ المسلمينَ يتساهَلُ في قضاءِ رمضانَ، حتى يضيقَ عليه الوقتُ ، فلا يَتَمَكَّنُ من قضاءِ ما عليه من أيامٍ، ومِنَ المعلومِ أَنَّه لا يجوزُ للمسلِمِ أنْ يُؤَخِّرَ القضاءَ إلى أنْ يُدْرِكَه رمضانُ الآخرُ إلا لِعُذرٍ ، فَإِنْ أَخَّرَ القضاءَ بِلا عُذْرٍ فَيَجِبُ عليه مع التوبةِ والقضاءِ ؛ أَنْ يُطْعِمَ عَن كُلِّ يومٍ أَخَّرَهُ مِسكيناً.
مبارك مبارك
تفضل نص الخطبة للفائدة
﴿الخُطْبَةُ الأُوْلَى﴾
إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً ، أمّا بعد :
عبادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ تعالى ، واعلموا أَنَّ كُلَّ يومٍ تُدْرِكُونَه في هذه الدنيا الفانيةِ والظِّلِّ الزائِل غَنِيمَةٌ لَكُم، تَتَزَوَّدون فيهِ من الطاعاتِ، وتُحاسِبونَ فيهِ أنفُسَكُم، وتَسْتَدْرِكونَ فيه شيئاً مِمَّا فاتَكُم، خُصُوصاً عندما تُدْرِكونَ الأزمِنَةَ التي يكونُ للطاعةِ فيها مَزيَّةٌ عن غيرِها ، وَمِنْ تلكُمُ الأزمِنَةِ شَهْرُ شعبانَ ، فإنه بِمُجَرَّدِ دُخُولِه تَبْدأُ القُلُوبُ الحَيَّةُ تَتَحَرَّكُ شوقاً لِسَيِّدِ الشُهُورِ وأفضلِها ، شهْرِ رمضان .
وكانت العربُ تُسَمِّي شهرَ شعبانَ بهذا الاسمِ ؛ لأنَّه يأتي بعدَ شهرِ رجبَ ، وشَهْرُ رجَبَ مِنَ الأشهُرِ الحُرُمِ ، حيثُ كانوا يَتَوَقَّفونَ فيه عن القتالِ ، لأنَّ العربَ كانت تُعَظِّمُ الأشهُرَ الحُرُمَ فلا تُقاتلُ فيه ، فإذا انقضى شهرُ رَجَبَ ، خرجُوا وتَشَعَّبُوا وتفرَّقُوا في القبائِل مِنْ أجْلِ الغاراتِ والقتالِ ، فَمَنَّ اللهُ عليِهِم بهذا الدينِ ، وبِبِعْثَةِ محمَّدٍ r، فتَغَيَّرتْ نَظْرَتُهُم لِهذا الشهرِ ، حيثُ صارَ مَوْسِماً للعبادةِ والتزَوُّدِ من الطاعةِ والاستعداد لِشَهرِ الخيرِ والرحمةِ .
ويتعلَّقُ بشهرِ شعبانَ بَعْضُ الأمورِ التي ينبغي معرفتُها :
أوَّلُها: رَفْعُ أعمالِ العِبَادِ ، كما قالَ رسولُ اللهِ r: «ذلك شهرٌ يَغْفَلُ الناسُ عنه بينَ رجبَ ورمضانَ ، وهو شهرٌ تُرْفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين» حسنه الألباني.
ثانيا: الصيامُ، فقد ثَبَتَ في السُّنَّةِ ما يَدُلُّ على عنايةِ النبيِّ r بالصيامِ في هذا الشهرِ ، كما في الصحيحين من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها ، أنَّ النبيَّ r: «كان يصومُ شعبانَ كلَّه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «كان يصوم شعبانَ إلا قليلا»، ومعنى ذلك أنَّه كان تارةً يصومُ شعبانَ كُلَّه، وتارةً يصومُ أكثرَه، وفي سُننِ أبي داودَ عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت : (كان أحَبُّ الشهورِ إليه أن يصومَه شعبانَ، ثم يَصِلُهُ بِرمضانَ.(
ثالثا: أَنَّ مِنْ أسبابِ العنايَةِ بِصِيامِ شهرِ شعبانَ أَنَّه شهرٌ يغفلُ الناسُ فيه، وهذا يَدُلُّ على استحبابِ عِمارةِ أوقاتِ غَفْلَةِ الناسِ بالطاعةِ، كما كان طائفةٌ مِنَ السلفِ يَسْتَحِبُّون إحياءَ ما بينَ المغرِبِ والعِشاءِ بالصلاةِ، ويقولون هي ساعةُ غَفْلَةٍ، ومِثْلُ ذلكَ استحبابُ ذكرِ اللهِ تعالى في السُّوقِ، لأنه ذِكْرٌ في مَوْطِنٍ تكثُرُ فيه الغفلة، وكذلك قيامُ الليلِ، فإنَّ أجْرَهْ عظيمٌ، لأنَّه وَقْتُ النومِ والراحةِ والغَفْلَةِ عن العبادةِ .
كُلُّ ذلك يَدُلُّ على أنَّ العملَ الصالحَ في أوقاتِ الغَفْلَةِ أشَقُّ على النُّفُوسِ، والسبَبُ في ذلك هو أن العملَ إذا كَثُرَ المشاركونَ فيه سَهُل، وإذا كَثُرَت الغَفَلاتُ شَقَّ ذلك على المُتَيَقِّظِين .
رابعاً: لا يجوزُ صيامُ آخرِ يومينِ من شعبانَ، إلا إذا كان الشخْصُ قد اعتادَ صوماً مُعَيَّناً فوافَقَ آخِرَ يومٍ أو أخرَ يومينِ، كَمَن اعتادَ صومَ الاثنينِ والخميسِ، فوافقَ ذلكَ آخِرَ شعبانَ، وكذلك مَن اعتادَ أنْ يصومَ آخِرَ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، أو كانَ عليه قضاءٌ مِن رمضانَ الفائتِ، وبِهَذِهِ المناسبةِ يَنْبَغِي التنبيهُ على أَمْرٍ مُهِمٍّ، وهو أنَّ بعضَ المسلمينَ يتساهَلُ في قضاءِ رمضانَ، حتى يضيقَ عليه الوقتُ ، فلا يَتَمَكَّنُ من قضاءِ ما عليه من أيامٍ، ومِنَ المعلومِ أَنَّه لا يجوزُ للمسلِمِ أنْ يُؤَخِّرَ القضاءَ إلى أنْ يُدْرِكَه رمضانُ الآخرُ إلا لِعُذرٍ ، فَإِنْ أَخَّرَ القضاءَ بِلا عُذْرٍ فَيَجِبُ عليه مع التوبةِ والقضاءِ ؛ أَنْ يُطْعِمَ عَن كُلِّ يومٍ أَخَّرَهُ مِسكيناً.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
﴿ الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ ﴾
اَلْحَمْدُ للهِ عَلىَ إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلىَ تَوْفِيْقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ اِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الدَّاعِي إِلىَ رِضْوَانِهِ.
أَمَّا بَعْدُ عَبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ I وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمْ اللهُ- أن مِنَ الأمورِ التي ذكَرَها أهلُ العلمِ فيما يتعلَّقُ بِشَهْرِ شعبان ؛ ما يُرْوَى عنِ النبيِّ r أنَّه قالَ : «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» أخرجه ابنُ ماجَهْ ، وروى البيهقيُّ عن أبي ثعلبةَ الخُشَنيِّ قال رَسُولُ اللَّهِ r: «إذا كان ليلةُ النصفِ مِن شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلقِه فيغفرُ للمؤمنين ويُمْلِي للكافرين ، ويَدَعُ أهلَ الحِقدِ بِحِقدِهِم حتى يَدَعُوه» ، فيجبُ على المسلمِ أنْ يحذَرَ من هذه الذنوبِ الثلاثةِ الخطيرةِ : الشركُ ، والشحناءُ ، والحِقدُ . وأما ما وردَ مِنْ مَشروعيةِ صيامِ النصفِ من شعبانَ، أو أحياءِ ليلةِ النصفِ مِنْهُ بالقيامِ والتلاوةِ والدعاءِ ؛ فَلَمْ يثبتْ فيه شيءٌ عن النبيِّ r.
عِبَادَ اللَّهِ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الرَّحْمَةِ الْـمُهْدَاةِ والنِّعْمَةِ الـْمُسْدَاةِ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَدْ أَمَرَنَا بِذَلِكَ رَبُّنَا، فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا٥٦﴾.
فَاللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ، وَوَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَوُزَرَاءَهُ وَأَعْوَانَهُ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالْعَمَلِ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَهَيِّئْ لَهُمَا الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تُعِينُهُما عَلَى الْخَيْرِ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ .اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِيْنَا وَلِجَمِيْعِ الـْمُسْلِمِيْنَ وَالْـمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.عِبَادَ اللهِ: ﴿ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرًا كَثِيرًا٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةً وَأَصِيلًا٤٢﴾.
تعديل التعليق