فضائل أهل اليمن
أبو عبد الله الأنصاري
1435/11/03 - 2014/08/29 23:42PM
[align=justify]فضائل أهل اليمن 28 / 9 / 2012
يقول الله تعالى: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ ) والله يصطفي من العباد والأزمان والأماكن أفضلها وأشرفها فيخصها من فضله بما أراد ، وأهل اليمن من عباده تعالى الذين نالهم تفضيل الله تعالى على كثير ممن خلق تفضيلاً ، وقد جاءت في فضائل اليمن واليمنيين آيات صريحة وأحاديث صحيحة لتسجل أن هذه الفضائل لأهل اليمن مكرمة ربانية ونعمة إلهية والتفاتة نبوية إذ الإيمان بهذه النصوص واجب والتسليم لها مطلوب ، لأن قائلها الناطق بها - صلى الله عليه وآله وسلم - لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. يقول المؤرخ اليافعي – رحمه الله - : ( وغالب فضائل أهل اليمن إنما هي بالصلاح والأوصاف الملاح ) ، فلليمن فضائل جمة في الكتاب والسنة ، حجبت عن الأنظار على رفوف النسيان ، لا تراها عيون الناظرين ، ولا تحس بها بصائر الباحثين .. وغرضنا في هذا المقام الوقوف على بعضها والانتفاع بها فمن تلكم الفضائل :
1. أن أهل اليمن يحبهم الله ويحبونه: قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }، وعن عياض الأشعري قال : "ما نزلت هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) ، أومأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أبي موسى بشيء كان معه فقال : ( هم قوم هذا ) رواه الحاكم ' وفي رواية عند الطبراني : ( هم قوم من اليمن ) ، وعن جابر قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )؟ قال: "هؤلاء قوم من اليمن، ثم من كندة، ثم من السكون، ثم من تجيب "، ولعظيم الفضل الوارد في هذه الآية عن أهل اليمن فقد تمنى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز أن يكون منهم كما أخرج الطبري عن محمد بن كعب القرظي : أن عمر بن عبد العزيز أرسل إليه يوما - وهو أمير المدينة - يسأله عن ذلك فقال محمد : { يأتي الله بقوم } وهم أهل اليمن ! قال عمر: يا ليتني منهم ! قال : آمين .
2. أهل اليمن يدخلون في دين الله أفواجاً : فعن ابن عباس - رضي الله عنه -: قال : بينما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالمدينة إذ قال : ( الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله ، وجاء الفتح ، وجاء أهل اليمن ، قوم نقيةٌ قلوبهم ، لينة طاعتهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية )صححه الألباني ، قال أبو هريرة : " لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح قال : أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الإيمان يمان الفقه يمان الحكمة يمانية ).
3. أهل اليمن يشربون من الحوض قبل غيرهم : ففي صحيح مسلم عن ثوبان: أن نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) وفي لفظ : ( عن ثوبان أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( أنا بعقر حوضي يوم القيامة أذود عنه الناس لأهل اليمن وأضربهم بعصاي حتى يرفض عنهم ..) قال النووي : قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - :( أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) معناه : أطرد الناس عنه غير أهل اليمن ، ليرفض على أهل اليمن ، وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه ، مجازاة لهم بحسن صنيعهم ، وتقدمهم في الإسلام ، والأنصار من اليمن ، فيدفع غيرهم حتى يشربوا ، كما دفعوا في الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أعداءه والمكروهات ، ومعنى يرفض عليهم : أي يسيل عليهم ، يقول الشيخ حمود التويجري – رحمه الله - : وقد جاء من اليمن أمداد كثيرة في خلافه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وذهب كثير منهم على الثغور يجاهدون في سبيل الله تعالى، وسكن كثير منهم في الأمصار مع الصحابة يتعلمون منه العلم ويعلمونه، وكان فيهم كثير من أكابر الفقهاء والمحدثين، وفيهم حكماء وعباد كثيرون، ولما كانوا متصفين بالصفات الحميدة؛ ناسب أن يقدموا في الشرب من حوض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأن يذاد عنهم من ليس مثلهم. والله أعلم.
4. رجال أهل اليمن خير الرجال : عن عمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنه - قال : كان يعرض يوما خيلا و عنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أنا أفرس بالخيل منك ) . فقال عيينة : وأنا أفرس بالرجال منك ! فقال له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وكيف ذاك ) ؟ قال : خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم ، لابسو البرود من أهل نجد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كذبت ، بل خير الرجال رجال أهل اليمن ، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ، ومأكول حمير خير من آكلها ، وحضرموت خير من بني الحارث ، وقبيلة خير من قبيلة ، وقبيلة شر من قبيلة )، ثم قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول ) صححه الألباني .
5. أهل اليمن أعمالهم أعظم من أعمال غيرهم : وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم ) ،قلنا : يا رسول الله أقريش ؟ ,قال : ( لا ، ولكن أهل اليمن ) وصححه شيخنا الوادعي .
6. أهل اليمن هم جيش الإسلام : فعن أبي أمامة قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إن الله استقبل بي الشام ، وولى ظهري اليمن ، وقال لي : يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا ، وما خلف ظهرك مددا ، ولا يزال الإسلام يزيد ، وينقص الشرك وأهله ، حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ، والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم ) .
7. أهل اليمن خيار من في الأرض : عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بطريق مكة إذ قال : ( يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب ، هم خيار مَن في الأرض ، فقال رجل من الأنصار : ولا نحن يا رسول الله ؟ ! فسكت ، قال : ولا نحن يا رسول الله ؟ ! فسكت ، قال : ولا نحن يا رسول الله ؟ ! فقال - في الثالثة - كلمة ضعيفة : ( إلا أنتم ).
8. أهل اليمن منه - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو منهم : عن عتبة بن عبد أنه قال : أن رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن ، فإنهم شديد بأسهم ، كثير عددهم ، حصينة حصونهم ، فقال : ( لا ) ، ثم لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الأعجميين ، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : (إذا مروا بكم يسوقون نساءهم ، يحملون أبناءهم على عواتقهم ، فإنهم مني وأنا منهم ) صححه شيخنا الوادعي ، وعن أبي ثور الفهمي قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوماً، فأتي بثوب من ثياب المعافر ، فقال رجل : لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله ، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : "لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم".
9. أهل اليمن أهل شريعة وأمانة : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( الملك في قريش ، والقضاء في الأنصار ، والأذان في الحبشة ، والشرعة في اليمن ) ، وقال زيد مرة يحفظه : ( والأمانة في الأزد ) صححه الألباني .
10. أهل اليمن أنجع طاعة : عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة) . ( أنجع : أنفع ) .
11. دعاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربه بأن يبارك الله له في اليمن : عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : ( هنالك الزلازل والفتن منها ) أو قال ( بها يطلع قرن الشيطان ) .
12. أهل اليمن أعمالهم أعظم من أعمال غيرهم : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم ) ،قلنا : يا رسول الله أقريش ؟ ,قال : ( لا ، ولكن أهل اليمن ).
13. أهل اليمن جند الله لرسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي : يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا ، وما خلف ظهرك مددا ، ولا يزال الإسلام يزيد ، وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ، والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام و الليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم ) صححه الألباني.
14. أهل اليمن جند الله في الفتن : فعن عبد الله بن حوالة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق ، عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبي إليها خيرته من عباده ، فإن أبيتم فعليكم يمنكم ، واسقوا من غدركم ، فإن الله قد توكل لي بالشام وأهله ) صححه الألباني .
15. نَفَس الرحمن من قبل اليمن : فعن سلمة بن نفيل السكوني قال: دنوت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه، فقلت: يا رسول الله! تُركت الخيل، وأُلقي السلاح، وزعم أقوام أن لا قتال ! فقال: ( كذبوا ! الآن جاء القتال ، لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس ، يزيغ الله قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم ) ، وقال : ( إني أجد نَفَس الرحمن من هنا- يشير إلى اليمن ) صححه الألباني.
16. أهل اليمن هم أول من جاء بالمصافحة : عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( قد أقبل أهل اليمن ، وهم أرق قلوبا منكم ) . قال أنس : وهم أول من جاء بالمصافحة . . ( صحيح ) وفي رواية: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يقدم عليكم غدا أقوام هم ارق قلوبا للإسلام منكم ). قال : فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري ، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون ، يقولون : غدا نلقى الأحبة ، محمدا وحزبه ، فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة صححه الألباني.
17. حرص أهل اليمن على تعلم السنة : ما رواه مسلم عن أنس: أن أهل اليمن قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا : ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام ، قال فأخذ بيد أبي عبيدة ، فقال : ( هذا أمين هذه الأمة ) .
18. أهل اليمن يقبلون بشرى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويقدمون متفقهين في الدين : ففي صحيح البخاري عن عمران بن حصين قال : إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ جاء قوم من بني تميم فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) ، قالوا : بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا : قبلنا ، جئناك لنتفقه في الدين ، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال : ( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ) ثم أتاني رجل فقال : يا عمران ، فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها ، وإذا السراب ينقطع دونها ، وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم ، قال الكشميري : فَقَبِلُوها فصارَتْ لهم.
19. ثناءه - صلى الله عليه وآله وسلم - على أهل اليمن بتعدد صفاتهم الجميلة : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( نعم القوم الأزد ، طيبة أفواههم ، برة ايمانهم ، نقية قلوبهم ) صححه الألباني.
20. دعاؤه - صلى الله عليه وآله وسلم - لأهل اليمن : وصح عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نظر قبل العراق والشام واليمن لا أدري بأيهم بدأ فقال : ( اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك ، وحط من ورائهم).
21. إخباره - صلى الله عليه وآله وسلم - بنصر أهل اليمن لله ورسوله في آخر الزمان وخيريتهم على من سواهم : وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ) صححه الألباني.
22. أهل اليمن وليهم الله ورسوله ورضاهم بذلك : عن عبدِ اللَّهِ بنِ فيروزَ الدَّيلميِّ عن أبيهِ أنَّهم أسلموا وكانَ فيمن أسلمَ فبعثوا وفدَهم إلى رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - ببيعتِهم وإسلامِهم فقبِلَ ذلكَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم ، فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ نحنُ مَن قد عرفتَ وجئنا من حيثُ قد علِمتَ وأسلمنا فمن وَليُّنا قالَ : ( اللَّهُ ورسولُهُ قالوا حسْبُنا رضيناهُ ).
23. وأهل اليمن هم أشبه رفقة بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما قال عبد الله بن عمر عندما رأى رفقة من أهل اليمن رحالهم الأدم فقال : من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلينظر إلى هؤلاء صححه الألباني.
24. وأهل اليمن من ولد إسماعيل : حتى جاء عن عمارة بن غزية ، قال : جلدت الأنصار ابنا ليوسف بن عبد الله بن سلام الحد لأنه قال لأهل اليمن : إنكم لستم من ولد إسماعيل .
[/align]
يقول الله تعالى: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ ) والله يصطفي من العباد والأزمان والأماكن أفضلها وأشرفها فيخصها من فضله بما أراد ، وأهل اليمن من عباده تعالى الذين نالهم تفضيل الله تعالى على كثير ممن خلق تفضيلاً ، وقد جاءت في فضائل اليمن واليمنيين آيات صريحة وأحاديث صحيحة لتسجل أن هذه الفضائل لأهل اليمن مكرمة ربانية ونعمة إلهية والتفاتة نبوية إذ الإيمان بهذه النصوص واجب والتسليم لها مطلوب ، لأن قائلها الناطق بها - صلى الله عليه وآله وسلم - لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. يقول المؤرخ اليافعي – رحمه الله - : ( وغالب فضائل أهل اليمن إنما هي بالصلاح والأوصاف الملاح ) ، فلليمن فضائل جمة في الكتاب والسنة ، حجبت عن الأنظار على رفوف النسيان ، لا تراها عيون الناظرين ، ولا تحس بها بصائر الباحثين .. وغرضنا في هذا المقام الوقوف على بعضها والانتفاع بها فمن تلكم الفضائل :
1. أن أهل اليمن يحبهم الله ويحبونه: قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }، وعن عياض الأشعري قال : "ما نزلت هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) ، أومأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أبي موسى بشيء كان معه فقال : ( هم قوم هذا ) رواه الحاكم ' وفي رواية عند الطبراني : ( هم قوم من اليمن ) ، وعن جابر قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )؟ قال: "هؤلاء قوم من اليمن، ثم من كندة، ثم من السكون، ثم من تجيب "، ولعظيم الفضل الوارد في هذه الآية عن أهل اليمن فقد تمنى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز أن يكون منهم كما أخرج الطبري عن محمد بن كعب القرظي : أن عمر بن عبد العزيز أرسل إليه يوما - وهو أمير المدينة - يسأله عن ذلك فقال محمد : { يأتي الله بقوم } وهم أهل اليمن ! قال عمر: يا ليتني منهم ! قال : آمين .
2. أهل اليمن يدخلون في دين الله أفواجاً : فعن ابن عباس - رضي الله عنه -: قال : بينما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالمدينة إذ قال : ( الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله ، وجاء الفتح ، وجاء أهل اليمن ، قوم نقيةٌ قلوبهم ، لينة طاعتهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية )صححه الألباني ، قال أبو هريرة : " لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح قال : أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الإيمان يمان الفقه يمان الحكمة يمانية ).
3. أهل اليمن يشربون من الحوض قبل غيرهم : ففي صحيح مسلم عن ثوبان: أن نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) وفي لفظ : ( عن ثوبان أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( أنا بعقر حوضي يوم القيامة أذود عنه الناس لأهل اليمن وأضربهم بعصاي حتى يرفض عنهم ..) قال النووي : قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - :( أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) معناه : أطرد الناس عنه غير أهل اليمن ، ليرفض على أهل اليمن ، وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه ، مجازاة لهم بحسن صنيعهم ، وتقدمهم في الإسلام ، والأنصار من اليمن ، فيدفع غيرهم حتى يشربوا ، كما دفعوا في الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أعداءه والمكروهات ، ومعنى يرفض عليهم : أي يسيل عليهم ، يقول الشيخ حمود التويجري – رحمه الله - : وقد جاء من اليمن أمداد كثيرة في خلافه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وذهب كثير منهم على الثغور يجاهدون في سبيل الله تعالى، وسكن كثير منهم في الأمصار مع الصحابة يتعلمون منه العلم ويعلمونه، وكان فيهم كثير من أكابر الفقهاء والمحدثين، وفيهم حكماء وعباد كثيرون، ولما كانوا متصفين بالصفات الحميدة؛ ناسب أن يقدموا في الشرب من حوض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأن يذاد عنهم من ليس مثلهم. والله أعلم.
4. رجال أهل اليمن خير الرجال : عن عمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنه - قال : كان يعرض يوما خيلا و عنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أنا أفرس بالخيل منك ) . فقال عيينة : وأنا أفرس بالرجال منك ! فقال له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وكيف ذاك ) ؟ قال : خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم ، لابسو البرود من أهل نجد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كذبت ، بل خير الرجال رجال أهل اليمن ، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ، ومأكول حمير خير من آكلها ، وحضرموت خير من بني الحارث ، وقبيلة خير من قبيلة ، وقبيلة شر من قبيلة )، ثم قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول ) صححه الألباني .
5. أهل اليمن أعمالهم أعظم من أعمال غيرهم : وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم ) ،قلنا : يا رسول الله أقريش ؟ ,قال : ( لا ، ولكن أهل اليمن ) وصححه شيخنا الوادعي .
6. أهل اليمن هم جيش الإسلام : فعن أبي أمامة قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إن الله استقبل بي الشام ، وولى ظهري اليمن ، وقال لي : يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا ، وما خلف ظهرك مددا ، ولا يزال الإسلام يزيد ، وينقص الشرك وأهله ، حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ، والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم ) .
7. أهل اليمن خيار من في الأرض : عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بطريق مكة إذ قال : ( يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب ، هم خيار مَن في الأرض ، فقال رجل من الأنصار : ولا نحن يا رسول الله ؟ ! فسكت ، قال : ولا نحن يا رسول الله ؟ ! فسكت ، قال : ولا نحن يا رسول الله ؟ ! فقال - في الثالثة - كلمة ضعيفة : ( إلا أنتم ).
8. أهل اليمن منه - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو منهم : عن عتبة بن عبد أنه قال : أن رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن ، فإنهم شديد بأسهم ، كثير عددهم ، حصينة حصونهم ، فقال : ( لا ) ، ثم لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الأعجميين ، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : (إذا مروا بكم يسوقون نساءهم ، يحملون أبناءهم على عواتقهم ، فإنهم مني وأنا منهم ) صححه شيخنا الوادعي ، وعن أبي ثور الفهمي قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوماً، فأتي بثوب من ثياب المعافر ، فقال رجل : لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله ، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : "لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم".
9. أهل اليمن أهل شريعة وأمانة : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( الملك في قريش ، والقضاء في الأنصار ، والأذان في الحبشة ، والشرعة في اليمن ) ، وقال زيد مرة يحفظه : ( والأمانة في الأزد ) صححه الألباني .
10. أهل اليمن أنجع طاعة : عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة) . ( أنجع : أنفع ) .
11. دعاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربه بأن يبارك الله له في اليمن : عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : ( هنالك الزلازل والفتن منها ) أو قال ( بها يطلع قرن الشيطان ) .
12. أهل اليمن أعمالهم أعظم من أعمال غيرهم : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم ) ،قلنا : يا رسول الله أقريش ؟ ,قال : ( لا ، ولكن أهل اليمن ).
13. أهل اليمن جند الله لرسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي : يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا ، وما خلف ظهرك مددا ، ولا يزال الإسلام يزيد ، وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ، والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام و الليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم ) صححه الألباني.
14. أهل اليمن جند الله في الفتن : فعن عبد الله بن حوالة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق ، عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبي إليها خيرته من عباده ، فإن أبيتم فعليكم يمنكم ، واسقوا من غدركم ، فإن الله قد توكل لي بالشام وأهله ) صححه الألباني .
15. نَفَس الرحمن من قبل اليمن : فعن سلمة بن نفيل السكوني قال: دنوت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه، فقلت: يا رسول الله! تُركت الخيل، وأُلقي السلاح، وزعم أقوام أن لا قتال ! فقال: ( كذبوا ! الآن جاء القتال ، لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس ، يزيغ الله قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم ) ، وقال : ( إني أجد نَفَس الرحمن من هنا- يشير إلى اليمن ) صححه الألباني.
16. أهل اليمن هم أول من جاء بالمصافحة : عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( قد أقبل أهل اليمن ، وهم أرق قلوبا منكم ) . قال أنس : وهم أول من جاء بالمصافحة . . ( صحيح ) وفي رواية: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يقدم عليكم غدا أقوام هم ارق قلوبا للإسلام منكم ). قال : فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري ، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون ، يقولون : غدا نلقى الأحبة ، محمدا وحزبه ، فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة صححه الألباني.
17. حرص أهل اليمن على تعلم السنة : ما رواه مسلم عن أنس: أن أهل اليمن قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا : ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام ، قال فأخذ بيد أبي عبيدة ، فقال : ( هذا أمين هذه الأمة ) .
18. أهل اليمن يقبلون بشرى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويقدمون متفقهين في الدين : ففي صحيح البخاري عن عمران بن حصين قال : إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ جاء قوم من بني تميم فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) ، قالوا : بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا : قبلنا ، جئناك لنتفقه في الدين ، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال : ( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ) ثم أتاني رجل فقال : يا عمران ، فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها ، وإذا السراب ينقطع دونها ، وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم ، قال الكشميري : فَقَبِلُوها فصارَتْ لهم.
19. ثناءه - صلى الله عليه وآله وسلم - على أهل اليمن بتعدد صفاتهم الجميلة : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( نعم القوم الأزد ، طيبة أفواههم ، برة ايمانهم ، نقية قلوبهم ) صححه الألباني.
20. دعاؤه - صلى الله عليه وآله وسلم - لأهل اليمن : وصح عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نظر قبل العراق والشام واليمن لا أدري بأيهم بدأ فقال : ( اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك ، وحط من ورائهم).
21. إخباره - صلى الله عليه وآله وسلم - بنصر أهل اليمن لله ورسوله في آخر الزمان وخيريتهم على من سواهم : وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ) صححه الألباني.
22. أهل اليمن وليهم الله ورسوله ورضاهم بذلك : عن عبدِ اللَّهِ بنِ فيروزَ الدَّيلميِّ عن أبيهِ أنَّهم أسلموا وكانَ فيمن أسلمَ فبعثوا وفدَهم إلى رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - ببيعتِهم وإسلامِهم فقبِلَ ذلكَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم ، فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ نحنُ مَن قد عرفتَ وجئنا من حيثُ قد علِمتَ وأسلمنا فمن وَليُّنا قالَ : ( اللَّهُ ورسولُهُ قالوا حسْبُنا رضيناهُ ).
23. وأهل اليمن هم أشبه رفقة بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما قال عبد الله بن عمر عندما رأى رفقة من أهل اليمن رحالهم الأدم فقال : من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلينظر إلى هؤلاء صححه الألباني.
24. وأهل اليمن من ولد إسماعيل : حتى جاء عن عمارة بن غزية ، قال : جلدت الأنصار ابنا ليوسف بن عبد الله بن سلام الحد لأنه قال لأهل اليمن : إنكم لستم من ولد إسماعيل .
[/align]