فتنة الزمان قراءة القرآن بالموسيقى والألحان

الشيخ محمد بن حسن القاضي
1446/04/03 - 2024/10/06 20:39PM

فتنة الزمان قراءة القرآن بالموسيقى والألحان 17 ربيع الأول 1446

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أما بعد معاشر المسلمين! يقول رب العالمين في كتابه الكريم في كتابه الكريم: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [سورة النساء:140] هذه الآية الكريمة أصل في أن حاضر المنكر كفاعله إذا كان راضيا به ومقرا له، وهكذا يقول ربنا في كتابه الكريم: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين} [سورة الأنعام:68] هذه الآية الكريمة بين الله فيها خطر الإستهزاء بكتابه وحذر من مجالسة من يستهزأ بكتابه، وهكذا يقول ربنا في كتابه الكريم: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُون (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُون (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِين (66) } [سورة التوبة:64-66] بين الله عز وجل في هذه الآيات وما في بابها خطر الإستهزاء بالله رب العالمين، أو بنبي من أنبيائه، أو رسول من رسله، أو كتاب من كتبه، أو شيء من كلامه سبحانه وتعالى، ولقد أجمع علماء الإسلام قاطبة إجماعا يقينيا ضرورياً متحققا أن من استهزأ بشيء من دين الله، أو ثوابه أو عقابه كفر.

ألا وإن من الأمور الخطيرة والبلايا المنتشرة في عصرنا هذا الإستهزاء والإهانة والإستهتار بكتاب الله عز وجل، وهذا نذير بالشؤم، ونذير بشر عظيم، وبلاء مستطير، وهذا الأمر يتوسع يوماً بعد يوم، وحينا بعد حين، وأهل الكفر والإلحاد والزندقة لا يفترون عن محاربة دين الإسلام بشتى الطرق والوسائل، ومن الأمور المستحدثة في أيامنا هذه، وفي هذه الآونة الإستهزاء بالقرآن الكريم عبر وسائل التواصل وفي القنوات وغير ذلك، وهذا الإستهزاء ألخصه باختصار في صور.

الصورة الأولى القراءة للقرآن الكريم على غير قواعده التي أنزله الله عليها، ربنا يقول في كتابه الكريم: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا} [سورة الإسراء:106] ويقول سبحانه:{ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [سورة المزمل:4] فالقرآن يقرأ كما أنزله الله.

فمن صور إهانة القرآن الكريم التمطيط في القراءة، والخروج بالقراءة عن حدها المعتبر وعن حدها الشرعي، كما يقرأ بعضهم فيمد مدوداً ليست موجودة في كتاب الله، أو يمد المد الطبيعي كالمد اللازم وغير ذلك، فهذا يعتبر من الإعتداء والإهانة لكلام الله عز وجل؛ فينبغي للقراء أن يتقوا الله وأن يراقبوا الله، المسألة ليست جمال صوت فقط، بل القرآن يقرأ كما أنزله الله، وبين حين وآخر يظهر من يظهر ويفتح له قناة ويبدأ يسجل تلاوات وإذا بك إذا سمعت إلى تلاوته لا تجدها مبنية على القراءة الصحيحة، لم يكن قد تعلم القراءة الصحيحة على أيدي العلماء الربانيين الموثوق بهم، فيخل بالمخارج والصفات، ويزيد في المدود، ويحذف بعض المدود، ويعمل ما يعمل من الأشياء، وتجد إقبالاً من الناس على سماع هذه التلاوات باعتبار أنها بأصوات جميلة، وهذا نذير بشؤم ونذير بشر عظيم، فندعو المسلمين إلى أن يتقوا الله وأن يقرأوا كتاب الله وأن يتعلموا القرآن الكريم تعلماً صحيحاً.

كذلك أيضا من صور إهانة القرآن الكريم القراءة بالمقامات الموسيقية، وهذه فتنة العصر، وبلية الدهر، وكارثة حلت بديار المسلمين، صار بعض المسلمين يتعلم المقامات الموسيقية التي هي في الأصل للأغاني والطرب؛ من أجل أن يقرأ القرآن، وقد رأينا بأعيننا بعض من ينتسب إلى الإقراء وهو على البيانو وعلى العود ليتعلم حركات المقامات، هذا انحراف خطير، هذا وشر كبير، وبلاء مستطير، هذا كلام الله ينزه عن المقامات الموسيقية.

والقراءة بالمقامات تكلم عنها العلماء سلفاً وخلفا؛ ومن ذلك ما قاله الإمام الكبير ابن القيم رحمه الله تعالى قال: ومن له دراية بأحوال السلف علم أنهم أتقى لله وأخشى لله من أن يقرأوا بالمقامات ومن أن يجوزوا القراءة بالمقامات، وهكذا قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: واعلم أن المراد هو تحسين الصوت بالقرآن الكريم، لا القراءة بالمقامات الموسيقية، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: أما القراءة بالمقامات موسيقية التي لها حركات محدودة، وأوزان معدودة، فهذا لم يقل به أحد من السلف، وإنما كان السلف يقرأون بالتحزين تارة وبالتطريب تارة، أي أنهم يحسنون أصواتهم بالقرآن لكن ليس على وفق هذه المقامات الموسيقية.

فنحذر من الإفتتان بهذه المقامات، ونأسف والله نأسف والله أن يوجد من شباب المسلمين؛ بل من حفاظ القرآن الكريم ومن طلبة العلم؛ بل وممن ينتسب إلى العلم شرعي وإلى القرآن الكريم، من يقوم بالقراءة بهذه المقامات، وبعض المفتونين بالقراءة بالمقامات الموسيقية إذا سمع قارئا يقرأ يقول هذا يقرأ بمقام البيات، هذا يقرأ بمقام السيكا، هذا يقرأ بمقام كذا، والقارئ ليس في باله أصلا وإنما هو يقرأ القرآن الكريم ويحسن أداءه؛ لكن هكذا الإفتتان بالقراءة بالمقامات، فنحذر من هذه الفتنة العظيمة، وهذه الفتنة جلبت على المسلمين ما هو أضر وما هو أخطر كما سيأتي بيانه بإذن الله رب العالمين، فإن قال قائل: كيف نجمع بين قول الرسول عليه الصلاة والسلام «زينوا أصواتكم بالقرآن» وبين قوله عليه الصلاة والسلام: لأبي موسى الأشعر رضي الله عنه، «لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود» وقوله عليه الصلاة والسلام: «من لم يتغنى بالقرآن فليس منا» كيف نجمع بين هذه الآحاديث، وبين ما ذهب إليه علماء الإسلام المعتبر بهم من منع القراءة بالمقامات الموسيقية، نقول إن الجمع بين ذلك سهل وواضح لمن فقهه الله في دينه، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وفصل النزاع في ذلك أن يقال إن ما سمحت به الطبيعة وسهل في الطبع من تحسين الصوت فهذا جائز، أما ما كان متكلفاً أو عن طريق التعلم له على الأوتار الموسيقية والأوزان الموسيقية فهذا ممنوع في الشرع أو كما قال رحمه الله تعالى، مراد الرسول عليه الصلاة والسلام من زينوا أصواتكم بالقرآن، ومن قوله من لم يتغنى بالقرآن فليس منا، ومن قوله عليه الصلاة والسلام لأبي موسى لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود، مراده من ذلك أن الشخص يجمل صوته ويجمل تلاوته ويقرأ القرآن على قواعده ويحسن بذلك ما استطاع، وليس المراد أن يذهب يتعلم الفن والموسيقى من أجل أن يقرأ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، نبرأ إلى الله نبرأ إلى الله نبرأ إلى الله من هذه الفتنة العويصة، ومن هذا الشر المستطير.

كذلك أيضا من أنواع الإهانة للقرآن الكريم ما نتج بعد ذلك من القراءة من القراءة مع الآلات الموسيقية والعزف بالبيانو والعود والطرب، هذا أمر خطير، بل أُنشئت قنوات لنشر تلاوات غنائية عياذاً بالله، وأصحاب هذه القنوات يقولون: نريد مواكبة العصر، ونريد أن ننشر القرآن بطريقة جديدة، ما هكذا يعظم كتاب الله، ما هكذا يجل كلام الله، أيكن كلام الله مع مزامير الشيطان؟! انظر الإنتكاسات، انظر الإنحراف، انظر الشر العظيم، والبلاء المستطير، وهذا الذي حصل هو بسبب تعلم المقامات، فأصحاب تعلم المقامات لا يقفون عند حد فأنفسهم تميل إلى الغنى وإذا بهم يصيرون مع الوقت يريدون أن يدمجوا بين القرآن والغنى عياذاً بالله، فهذه فتنة عظيمة ومن فعل ذلك فإنه يكون كافرا خارجا من ملة الإسلام ليس له أدنى حظ في الإسلام، ومن كان له مُسكت عقل إنه لا يرضى بهذا العمل ولا يقر هذا العمل ولا يستسيغ هذا العمل.

فما يقوم به هؤلاء من نشر القرآن الكريم على طريقة العزف مع الموسيقى ومع الترديد الجماعي ومع إضافة المؤثرات والموسيقى هذه إهانة ما بعدها إهانة وهذا استخفاف ما بعده استخفاف، واستهزاء ما بعده استهزاء، هذه ذروة الإستهزاء وقمة الإستهزاء بكتاب الله، أيعقل أن شخصاً مسلماً يعمل هذا العمل، لا يعمل هذا العمل إلا من باع نفسه للشيطان وتبرأ من الرحمن وصار من جند الشيطان وصار من عبدة الشيطان عياذاً بالله، وأرباب هذا العمل هم الملاحدة الذين يسعون في الأرض فسادا، والذين يريدون أن يفسدوا دين الناس وعقيدة الناس، فتنبهوا يا معشر المسلمين لهذا الشر الخطير.
أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد أيها الإخوة.
الأدهى من ذلك والأمر ما انتشر أيضا في هذه الأيام من إصدار كلمات مسجوعة وجمل مرموقة يسجعها بعض شياطين الإنس ثم يرتلونها على أنها قرآن، ويصدرون سورة كذا سورة كذا، هذي مهزلة ما بعدها مهزلة، وهذا كفر صراح وشرك بواح عياذاً بالله، ليس لصاحبه أدنى حظ من عقل ولا من دين.
فيا معشر المسلمين! هذه بلايا خطيرة وهذه فتن عويصة، فما واجبنا تجاه هذه الأحداث وتجاه هذه الفتن التي انتشرت مؤخرا، إن واجبنا يتلخص في أمور.

الأمر الأول: أن نحرص على تعلم كتاب الله عز وجل، وأن نقرأ القرآن على الوجه الصحيح الذي أنزله الله عز وجل عليه وتلقاه منه جبريل عليه السلام، ثم بعد ذلك تلقاه محمد عليه الصلاة والسلام، ثم بلغه إلى الأمة من بعده هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: مما ينبغي فعله عدم نشر هذه المقاطع وعدم مشاركتها في وسائل التواصل، فما أكثر الشباب، وما أكثر من لا يعي ولا يدرك أبعاد الفتن فربما إذا وصلت إليه من هذه المقاطع التي فيها استهزاء بكتاب الله يقوم بنشر هذه المقاطع إما بحسن نية وإما وإما، بعضهم ينشرها من باب الحرقة على الدين ومن باب أن يُري الناس ماذا يصنع أعداء الإسلام وماذا يفعل الملاحدة، نقول فعلك هذا أيضا لا ينبغي؛ لأنك بهذا تنشر وتروج لهذا الشر، فالذي ينبغي كبت هذا وعدم نشره، ينبغي أن نكون على مستوى عالٍ من الذكاء والفهم، القضية الآن محاربة خطيرة للدين عبر طرق ووسائل، ولا تظن أن هذه الشركات الكبرى التي هي مثلا شركة اليوتيوب أو غيرها على أنها لا تقدر على حذف هذه المقاطع لكن القضية فيها ما فيها فيتنبه لهذا.

كذلك أيضا بعض الناس يقوم بنشر هذه المقاطع من باب الضحك، هذا أمر لا يضحك منه، هذا أمر يبكي، ويدمي القلب، ويحزن الفؤاد، أمر تتساقط له السماوات، تخر الجبال هدا، تنشق الأرض شقا، وأنت تضحك، ليس هكذا لا يضحك من هذا، إذاً تنبهوا يا معشر الشباب ولا تنشروا هذه المقاطع.

كذلك أيضا: لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشترك في هذه القنوات أو أن يدعمها أو أن يبحث عن أسمائها؛ لأنه حتى مجرد البحث عنها والإطلاع مما يروج لها أكثر فندعوا إلى اعتزالها وتركها وأن الشخص لا يبحث عنها ولا يتطلع إليها أصلا؛ لأن البحث عنها سبب في انتشارها أكثر.

كذلك أيضا: نقول لهؤلاء الذين ينشرون مثل هذه الأشياء ويستهزؤون بدين الله إن الله لكم بالمرصاد، اعلموا أنكم مفضوحون، وأنكم حقيرون، وإن الله لكم بالمرصاد، وأن الله أغير على دينه منا، وأن الله عز وجل سيهلككم وسيظهر عواركم وسيفضحكم على رؤوس الأشهاد، بعضهم يتستر تحت أسماء مجهولة من أجل أن ينشر مع أن الصوت الذي يلحن به صوت عربي فصيح لا لكنة فيه مما يدل على أن أصحاب هذه القنوات هم منا وفينا ويعيشون في أوساطنا، يتكلمون بألسنتنا، عرفوا ديننا، ومع ذلك باعوا أنفسهم رخيصة للمنظمات الماسونية وللملحدين، من أجل أن يعطى شيء من الدراهم.

اعلموا أن الماسونية واعلموا أن منظمات الإلحاد والزندقة تقوم باختطاف الشباب الذين يجيدون التعامل مع وسائل التواصل بمبالغ مالية، ويقال له اعمل كذا وأنت في بيتك، فربما هذا الذي يعمل هذه الأشياء هو مختفي فينا، وربما يحضر معنا الجمعة والجماعة، ولكنه يسير على هذا الشر المستطير؛ من أجل شيء من المال قد باع دينه وباع عقيدته وباع نفسه رخيصة لعبدة الشيطان عياذاً بالله، إذاً المطلوب الحذر من الدخول لهذه القنوات والترويج لها.

كذلك أيضا: الحذر من إهانة القرآن الكريم عن طريق القطع التي تقص والتي تتساقط من المصاحف ومن كتب المدارس، بعض الطلاب من طلاب المدارس ربما إذا انتهى من الدراسة رمى بالكتاب الذي فيه الآيات القرآنية هذه أيضا إهانة لكتاب الله، فيعظم كتاب الله وأي ورقة فيها اسم الله فإنها تعظم وترفع وتجل، كتاب الله جعله الله محل الصيانة ومحل الرفعة.

ونقول أيضا لأهل الشر: إنهم لن يضروا إلا أنفسهم فالله قد تكفل بحفظ كتابه مهما عمل هؤلاء فالله حافظ كتابه ولا يمكن أن يصلوا إليه ولو اجتمع من في الأرض جميعا على أن يخلّوا بكتاب الله فلن يستطيعوا، قال ربنا في كتابه الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [سورة الحجر:9] .

أسأل الله بمنه وكرمه، وفضله وإحسانه، أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، وأن يرد شباب المسلمين إليه رداً جميلا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم احمي بلادنا برها وبحرها وجوها، اللهم يسر بفتح الطرق والمنافذ والمطارات، وهيء لهذا البلد أمر رشد يا أرحم الراحمين، اللهم اهد المسلمين وصنهم عن التطرف والإرهاب وصنهم عن الإلحاد والزندقة يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك وأنت خير من سئل أن ترينا في هؤلاء المستهزئين بكتابك عجائب قدرتك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، وراقدين، واقم الصلاة.

المرفقات

1728236337_فتنة الزمان قراءة القرآن بالموسيقى والأحان خطبة في مسجد السنة بالمجرة 17 ربيع الأول 1446هـ.pdf

المشاهدات 417 | التعليقات 0