فتنة الحوثة الروافض
د مراد باخريصة
1435/11/03 - 2014/08/29 14:26PM
فتنة الحوثة الروافض
من سنن الله سبحانه وتعالى في هذا الكون العظيم أنه جل جلاله يهلك الظالمين بالظالمين ويسلط بعضهم على بعض ويجعل كل واحد منهم هدفاً للآخر فيتقاتلون فيما بينهم ويدمر أحدهما الآخر ويفضحه حتى يذيق بعضهم بأس بعض كما قال الله سبحانه وتعالى{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقال: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}.
لقد بغى النظام في هذه البلاد واستفحل ظلمه وبلغ الظالمون منتهى الإجرام والتسلط فسلط الله بعضهم على بعض وجعلهم شيعاً وأحزاباً ينحر أحدهما الآخر ويدمر بعضهم بعضا وصدق الله تبارك وتعالى إذ يقول: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}.
إن هذا النظام الآثم هو الذي أنتج لنا عدداً هائلاً من المتسلطين وخرج من تحت عباءته كثير من المجرمين والمتمردين ومن هؤلاء الحوثة الروافض الذين رباهم النظام على عينه وانحنى لهم وتقهقر أمامهم في ستة حروب متتالية ثم دلعوهم وأشركوهم فيما يسمى بالثورة الشبابية وسمحوا لهم بالدخول فيها كمكون من المكونات وطائفة من الطوائف الموجودة على الساحة مع أن كثيراً من العقلاء يومها حذروا هؤلاء الشباب من هذه المغبة ولكنهم كانوا يرفضون الحديث في هذه المسالة بشكل قاطع ويرون أن المرحلة آنذاك تتطلب الجميع وباب المشاركة مفتوح للكل مادام أنه يمني بغض النظر عن آرائه ومعتقداته.
ثم سمح لهم النظام بالمشاركة في الحوار والدخول فيه مع أنهم فصيل عسكري وليسوا حزب سياسي ولا جماعة سلمية ومع ذلك أدخلوهم فيه وأقصوا منه العلماء ولم يعتبروهم مكون من المكونات الموجودة داخل الحوار.
ثم اعتذروا لهم اعتذراً رسمياً صريحاً عن الحروب التي خاضوها ضدهم وتركوا بأيديهم كل الأسلحة التي استولوا عليها في الحروب السابقة بما فيها الأسلحة الثقيلة والترسانة العسكرية الضخمة
ثم اليوم يأتون يشتكون من جبروتهم ودكهم للمحافظات والمناطق ورفضهم للمبادرات ولجان الوساطة وتمردهم على الجميع بمن فيهم اللجان الرئاسية.
بل صاروا اليوم يتحدثون باسم الشعب كله ولن يساوموا على مطالب الشعب ولن يتنازلوا عنها مستثمرين غباء الدولة وضعفها وعقوبة الله لها بسبب ظلمها ومتلاعبين بعواطف الناس والجرع القاتلة والظلم الواضح الذي ألحقه بهم النظام السابق والحاضر ومستثمرين الأحداث العالمية التي جنحت لصالحهم فسعوا سعياً حثيثاً لانتهاز الفرص وتوظيفها لصالحهم في ظل غفلة كبيرة من قبل أهل السنة والجماعة وانشغالهم بأنفسهم عن أهداف القوم ومآربهم الخبيثة ومخططاتهم الخطيرة.
لقد سكتت معظم الأحزاب والقوى المعارضة عن هذه المظالم والجرع وتقبلوها بعد أن كانوا من أكبر المعارضين في العهد السابق للجرعات الماضية ولكنهم في الجرعة الأخيرة دسوا أنوفهم في التراب وحاولوا التملق والسكوت وصارت أنوفهم ترتعد عندما يسمعون أحداً ينتقد النظام أو رموزه بعد أن كانوا من أشد المعارضين له في عهد الرئيس السابق وإن تكلم بعضهم عن هذه الجرعة فبحياء وتغاضي بل قام بعضهم بالتبرير لها وادعوا أنها ضرورة وطنية وحل لمشكلة فاستغل الحوثيون هذا السكوت ودغدغوا عواطف الشعب في إثارة هذه القضية لأنهم يعلمون أن كثيراً من المكونات والأحزاب السياسية مؤيدة لها وغاضة للطرف عنها ودعوا أنصارهم إلى الاحتشاد والتجمهر والاستمرار في الاعتصامات رداً في زعمهم على الذين لا يحترمون إرادة الشعب وحقوقه ونسي الحوثي نفسه أنه واحد منهم وأنه سبب رئيسي لإيقاع البلاد في هذه الأزمات الاقتصادية بسبب حروبه المستعرة وفتنه المتتالية وتهجيره المستمر وإقصائه المتعمد للناس في المناطق التي تمت له السيطرة عليها وما أحداث دماج والجوف عنا ببعيد.
نحن هنا في الجنوب ابتلينا بشريحة من الناس تثور ثائرتها بقصد أو بغير قصد عند الكلام على الحوثة الروافض وإذا قام أحد بالكلام فيهم أو التحذير منهم وتبيين مخاطرهم وشرورهم قام هؤلاء ليقولوا للناس لا علاقة لنا بهذا الموضوع ولا دخل لنا في هذه القضية ويظنون وبعض الظن إثم أن هدف الحوثي وأطماعه لن تتجاوز حدود صعدة وصنعاء وعمران والجوف
وهؤلاء واهمون جداً لأن الذي يشعر بأنه قوي ويحس في نفسه بالعظمة لن يقتصر على القليل طالما أن بإمكانه أن يأخذ الكثير ولن يقتنع باليسير طالما أنه قادر على الاستيلاء على الكبير.
لقد ظن بعض الناس عندما كان الحوثي يهاجم دماج ويحاصرها أن هدفه هو السلفيين المتواجدين في صعدة وأنه متضايق من وجودهم في قلب المناطق الزيدية وأنه متشائم من هؤلاء المتشددين أو التكفيريين كما يسميهم فسكتوا يومها وجاملوا وظنوا أن هدفه فقط إخضاع المناطق التي حوله له ثم إذا بهم يتفاجئون بعد هضمه لصعدة بدكه لعمران ثم الجوف والآن صنعاء والسؤال المطروح اليوم هو ماذا بعد صنعاء؟
إن الروافض يحملون للشعب مشاريع دموية ذات أبعاد طائفية جهنمية مرتبطة بالخارج ومدعومة منه وليس الهدف من هذه الحملات كما يقول هو القضاء على السلفيين أوالإخوان المسلمين أو القبائل وإنما الكل من أهل السنة مستهدف وسيأتي عليه الدور شاء أم أبى
ومن داهنوه اليوم أو برروا له مواقفه أو قفوا معه فإنه سينقلب عليهم غداً ويرجعون ضدهم إذا انتهت مصلحتهم منهم لأنهم يعلمون أنهم ما دخلوا معهم عن محبة وولاء وعقيدة وإنما دخلوا لمصلحة أو خوف.
إنها تناقضات الرافضة وأساليبهم القذرة التي يجب علينا معشر أهل السنة والجماعة أن نفهمها ونكون على مستوى الأحداث وعلى قدر المسئولية وأن نعي الدروس جيداً ونستوعب ما يدور وأن لا نستغفل أو يُضحك علينا
فالذين يزعمون أنهم خرجوا اليوم في مسيرة يسمونها بالمسيرة القرآنية لا ننسى أنهم هم الذين يستهدفون بيوت الله ويدمرون مراكز القرآن والسنة وهم الذين فخخوا دار الحديث في كتاف ودمروها واستهدفوا المساجد وحفظة القرآن وطلاب العلم ثم يقولون اليوم أنهم خرجوا في مسيرة قرآنية!!
ويتكلمون عن سيادة الوطن وحمايته من الوصاية الخارجية وهم غائصون إلى حلوقهم في الولاء للفرس المجوس وكل حركاتهم وسكناتهم إنما هي بأوامرهم وتعليمات من عندهم.
ويقولون الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة لليهود وهم الذين يشهد عليهم الجميع أنهم لم يقتلوا إسرائيلي واحد ولا أمريكي وإنما قتلوا في حروبهم الألاف المؤلفة من أهل السنة.
وهم الذين يدّعون أنهم واقفون إلى جانب الشعوب المظلومة وأنهم يسعون إلى تخليصها من ظلم حكامها وجبروتهم مع أنهم في الواقع يقفون ضد إرادة الشعوب ومناصرتهم للنظام السوري الخبيث خير دليل وشاهد.
إن الحوثة يمشون في اليمن على خطى حزب الله في لبنان ويريدون أن يفرضوا أنفسهم في الداخل بقوة الحديد والنار ليكونوا دولة داخل الدولة ولهذا نراهم يتشبهون بالشيعة في كل شيء حتى في الاسم فذاك يسمي نفسه حزب الله وهؤلاء يسمون أنفسهم أنصار الله ( حزب الله وأنصار الله ).
وأولئك يرفعون الشعارات ضد العدو الخارجي والعداء لأمريكا واليهود ويتبجحون بالمقاومة والممانعة وهؤلاء نفس الشيء ونفس الشعارات وبنفس الأساليب والحركات.
وأولئك يطهرون المناطق السنية في سوريا ولبنان تحت مزاعم تطهيرها من التكفيريين والإرهابيين وهؤلاء يرددون نفس هذه التهم ويداهمون مناطق أهل السنة بهذه الاتهامات والحجج ويسعون إلى إشعال الفتن وإيقاد الحروب والدمار تحت مزاعم نصرة المظلومين والدفاع عن المضطهدين كما يفعل أولئك تماماً.
ويطالبون بإزالة حكم القبيلة والأسرة وهم أنفسهم يسعون إلى تطبيق نفس الحكم – حكم القبيلة والأسرة – ولكنها أسرة الأشراف وآل البيت الذين يعتقدون أنهم خرجوا للدفاع عنهم وإعادة الإمامة والخلافة لهم.
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون : 4].
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة : 67].
ويقول سبحانه وتعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}.
بارك الله لي ولكم في القرآن ..
الخطبة الثانية:
إن المرء لا يحتاج إلى شدة ذكاء أو قوة تحليل لكي يدرك ماذا يريد الروافض من هذه البلاد؟
وكيف لا يدرك الشخص البسيط ماذا تريد جماعة مدججة بالأسلحة الثقيلة ومسلحة بجميع أنواع الأسلحة ولها جيش كبير رسمي خاض حروباً مكثفة في مواجهات مع الدولة ومواجهات مع القبائل ومواجهات حتى مع السعودية وله استعراضاته العسكرية الخاصة به.
إنهم يخططون للسيطرة ويريدون التوسع ويسعون إلى القفز السريع لكي يكونوا هم القوة العظمى الأولى في اليمن بل وفي الجزيرة العربية بأكملها
وماعلى الآخرين إلا التسليم لهم واليأس منهم والإيمان بقوتهم والكف عن مواجهتهم ومن تسول له نفسه بمحاربتهم أو الوقوف ضدهم فإنه سيلقى نفس المصير الذي لقيه كل من وقف أمامهم وحاربهم.
وهذا للأسف الشديد هو الشعور الذي أصاب معظم الناس وانتابهم منهم وجعلهم يستسلمون لهم ويخضعون لغطرستهم وجبروتهم بمن فيهم الدولة نفسها ولهذا تقف عاجزة أمامهم وتراهم وهم يزحفون نحو وزاراتها ومؤسساتها في عاصمتها فلا تحرك ساكنا وتكتفي بمجرد التهديدات الملساء مع وقف التنفيذ.
إن هدف الروافض ليس هو خفض أسعار المشتقات النفطية ولا إلغاء الجرعة ولا الحصول على جزء من الكعكعة في الحكومة القادمة وإنما الهدف هو تحقيق الولاية العامة على الطريقة الإمامية الشيعية ولهذا يتكلمون باسم الشعب ويقاتلون على أساس أنهم أنصار الله ومن يقاتل باسم الله فإنه هدفه ليس هو الاستيلاء على محافظة أو محافظات ولن يكفيه الشمال دون الجنوب وإنما هدفه البلاد والعباد من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال.
والمصيبة فيمن يأتي ويقول نحن أصلاً نعيش في ظلم ومادام أنه ظالم مثلهم فليحكمنا ظالم آخر بدلاً من هذا الظالم ولنجرب الإمام الهادي بدلاً من هادي ومن اعترض على هؤلاء الحوثة قالوا له أنت واقف مع آل الأحمر ضدهم ونسوا أن هؤلاء جميعاً هم جزء من منظومة الإجرام والفساد التي تكتوي بها البلاد ولا خير فيهم جميعاً للأمة فما الحاجة إذا إلى أن نستبدل ظالماً بظالم بدلاً من إزاحة الظالمين جميعاً وتمكين أهل العدل والحق والعلم.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
ولا نياس ولا نقلق فإن العاقبة للمتقين والنصر في النهاية هو حليف أهل الحق والسنة إن شاء الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) صلى الله عليه وسلم.
من سنن الله سبحانه وتعالى في هذا الكون العظيم أنه جل جلاله يهلك الظالمين بالظالمين ويسلط بعضهم على بعض ويجعل كل واحد منهم هدفاً للآخر فيتقاتلون فيما بينهم ويدمر أحدهما الآخر ويفضحه حتى يذيق بعضهم بأس بعض كما قال الله سبحانه وتعالى{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقال: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}.
لقد بغى النظام في هذه البلاد واستفحل ظلمه وبلغ الظالمون منتهى الإجرام والتسلط فسلط الله بعضهم على بعض وجعلهم شيعاً وأحزاباً ينحر أحدهما الآخر ويدمر بعضهم بعضا وصدق الله تبارك وتعالى إذ يقول: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}.
إن هذا النظام الآثم هو الذي أنتج لنا عدداً هائلاً من المتسلطين وخرج من تحت عباءته كثير من المجرمين والمتمردين ومن هؤلاء الحوثة الروافض الذين رباهم النظام على عينه وانحنى لهم وتقهقر أمامهم في ستة حروب متتالية ثم دلعوهم وأشركوهم فيما يسمى بالثورة الشبابية وسمحوا لهم بالدخول فيها كمكون من المكونات وطائفة من الطوائف الموجودة على الساحة مع أن كثيراً من العقلاء يومها حذروا هؤلاء الشباب من هذه المغبة ولكنهم كانوا يرفضون الحديث في هذه المسالة بشكل قاطع ويرون أن المرحلة آنذاك تتطلب الجميع وباب المشاركة مفتوح للكل مادام أنه يمني بغض النظر عن آرائه ومعتقداته.
ثم سمح لهم النظام بالمشاركة في الحوار والدخول فيه مع أنهم فصيل عسكري وليسوا حزب سياسي ولا جماعة سلمية ومع ذلك أدخلوهم فيه وأقصوا منه العلماء ولم يعتبروهم مكون من المكونات الموجودة داخل الحوار.
ثم اعتذروا لهم اعتذراً رسمياً صريحاً عن الحروب التي خاضوها ضدهم وتركوا بأيديهم كل الأسلحة التي استولوا عليها في الحروب السابقة بما فيها الأسلحة الثقيلة والترسانة العسكرية الضخمة
ثم اليوم يأتون يشتكون من جبروتهم ودكهم للمحافظات والمناطق ورفضهم للمبادرات ولجان الوساطة وتمردهم على الجميع بمن فيهم اللجان الرئاسية.
بل صاروا اليوم يتحدثون باسم الشعب كله ولن يساوموا على مطالب الشعب ولن يتنازلوا عنها مستثمرين غباء الدولة وضعفها وعقوبة الله لها بسبب ظلمها ومتلاعبين بعواطف الناس والجرع القاتلة والظلم الواضح الذي ألحقه بهم النظام السابق والحاضر ومستثمرين الأحداث العالمية التي جنحت لصالحهم فسعوا سعياً حثيثاً لانتهاز الفرص وتوظيفها لصالحهم في ظل غفلة كبيرة من قبل أهل السنة والجماعة وانشغالهم بأنفسهم عن أهداف القوم ومآربهم الخبيثة ومخططاتهم الخطيرة.
لقد سكتت معظم الأحزاب والقوى المعارضة عن هذه المظالم والجرع وتقبلوها بعد أن كانوا من أكبر المعارضين في العهد السابق للجرعات الماضية ولكنهم في الجرعة الأخيرة دسوا أنوفهم في التراب وحاولوا التملق والسكوت وصارت أنوفهم ترتعد عندما يسمعون أحداً ينتقد النظام أو رموزه بعد أن كانوا من أشد المعارضين له في عهد الرئيس السابق وإن تكلم بعضهم عن هذه الجرعة فبحياء وتغاضي بل قام بعضهم بالتبرير لها وادعوا أنها ضرورة وطنية وحل لمشكلة فاستغل الحوثيون هذا السكوت ودغدغوا عواطف الشعب في إثارة هذه القضية لأنهم يعلمون أن كثيراً من المكونات والأحزاب السياسية مؤيدة لها وغاضة للطرف عنها ودعوا أنصارهم إلى الاحتشاد والتجمهر والاستمرار في الاعتصامات رداً في زعمهم على الذين لا يحترمون إرادة الشعب وحقوقه ونسي الحوثي نفسه أنه واحد منهم وأنه سبب رئيسي لإيقاع البلاد في هذه الأزمات الاقتصادية بسبب حروبه المستعرة وفتنه المتتالية وتهجيره المستمر وإقصائه المتعمد للناس في المناطق التي تمت له السيطرة عليها وما أحداث دماج والجوف عنا ببعيد.
نحن هنا في الجنوب ابتلينا بشريحة من الناس تثور ثائرتها بقصد أو بغير قصد عند الكلام على الحوثة الروافض وإذا قام أحد بالكلام فيهم أو التحذير منهم وتبيين مخاطرهم وشرورهم قام هؤلاء ليقولوا للناس لا علاقة لنا بهذا الموضوع ولا دخل لنا في هذه القضية ويظنون وبعض الظن إثم أن هدف الحوثي وأطماعه لن تتجاوز حدود صعدة وصنعاء وعمران والجوف
وهؤلاء واهمون جداً لأن الذي يشعر بأنه قوي ويحس في نفسه بالعظمة لن يقتصر على القليل طالما أن بإمكانه أن يأخذ الكثير ولن يقتنع باليسير طالما أنه قادر على الاستيلاء على الكبير.
لقد ظن بعض الناس عندما كان الحوثي يهاجم دماج ويحاصرها أن هدفه هو السلفيين المتواجدين في صعدة وأنه متضايق من وجودهم في قلب المناطق الزيدية وأنه متشائم من هؤلاء المتشددين أو التكفيريين كما يسميهم فسكتوا يومها وجاملوا وظنوا أن هدفه فقط إخضاع المناطق التي حوله له ثم إذا بهم يتفاجئون بعد هضمه لصعدة بدكه لعمران ثم الجوف والآن صنعاء والسؤال المطروح اليوم هو ماذا بعد صنعاء؟
إن الروافض يحملون للشعب مشاريع دموية ذات أبعاد طائفية جهنمية مرتبطة بالخارج ومدعومة منه وليس الهدف من هذه الحملات كما يقول هو القضاء على السلفيين أوالإخوان المسلمين أو القبائل وإنما الكل من أهل السنة مستهدف وسيأتي عليه الدور شاء أم أبى
ومن داهنوه اليوم أو برروا له مواقفه أو قفوا معه فإنه سينقلب عليهم غداً ويرجعون ضدهم إذا انتهت مصلحتهم منهم لأنهم يعلمون أنهم ما دخلوا معهم عن محبة وولاء وعقيدة وإنما دخلوا لمصلحة أو خوف.
إنها تناقضات الرافضة وأساليبهم القذرة التي يجب علينا معشر أهل السنة والجماعة أن نفهمها ونكون على مستوى الأحداث وعلى قدر المسئولية وأن نعي الدروس جيداً ونستوعب ما يدور وأن لا نستغفل أو يُضحك علينا
فالذين يزعمون أنهم خرجوا اليوم في مسيرة يسمونها بالمسيرة القرآنية لا ننسى أنهم هم الذين يستهدفون بيوت الله ويدمرون مراكز القرآن والسنة وهم الذين فخخوا دار الحديث في كتاف ودمروها واستهدفوا المساجد وحفظة القرآن وطلاب العلم ثم يقولون اليوم أنهم خرجوا في مسيرة قرآنية!!
ويتكلمون عن سيادة الوطن وحمايته من الوصاية الخارجية وهم غائصون إلى حلوقهم في الولاء للفرس المجوس وكل حركاتهم وسكناتهم إنما هي بأوامرهم وتعليمات من عندهم.
ويقولون الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة لليهود وهم الذين يشهد عليهم الجميع أنهم لم يقتلوا إسرائيلي واحد ولا أمريكي وإنما قتلوا في حروبهم الألاف المؤلفة من أهل السنة.
وهم الذين يدّعون أنهم واقفون إلى جانب الشعوب المظلومة وأنهم يسعون إلى تخليصها من ظلم حكامها وجبروتهم مع أنهم في الواقع يقفون ضد إرادة الشعوب ومناصرتهم للنظام السوري الخبيث خير دليل وشاهد.
إن الحوثة يمشون في اليمن على خطى حزب الله في لبنان ويريدون أن يفرضوا أنفسهم في الداخل بقوة الحديد والنار ليكونوا دولة داخل الدولة ولهذا نراهم يتشبهون بالشيعة في كل شيء حتى في الاسم فذاك يسمي نفسه حزب الله وهؤلاء يسمون أنفسهم أنصار الله ( حزب الله وأنصار الله ).
وأولئك يرفعون الشعارات ضد العدو الخارجي والعداء لأمريكا واليهود ويتبجحون بالمقاومة والممانعة وهؤلاء نفس الشيء ونفس الشعارات وبنفس الأساليب والحركات.
وأولئك يطهرون المناطق السنية في سوريا ولبنان تحت مزاعم تطهيرها من التكفيريين والإرهابيين وهؤلاء يرددون نفس هذه التهم ويداهمون مناطق أهل السنة بهذه الاتهامات والحجج ويسعون إلى إشعال الفتن وإيقاد الحروب والدمار تحت مزاعم نصرة المظلومين والدفاع عن المضطهدين كما يفعل أولئك تماماً.
ويطالبون بإزالة حكم القبيلة والأسرة وهم أنفسهم يسعون إلى تطبيق نفس الحكم – حكم القبيلة والأسرة – ولكنها أسرة الأشراف وآل البيت الذين يعتقدون أنهم خرجوا للدفاع عنهم وإعادة الإمامة والخلافة لهم.
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون : 4].
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة : 67].
ويقول سبحانه وتعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}.
بارك الله لي ولكم في القرآن ..
الخطبة الثانية:
إن المرء لا يحتاج إلى شدة ذكاء أو قوة تحليل لكي يدرك ماذا يريد الروافض من هذه البلاد؟
وكيف لا يدرك الشخص البسيط ماذا تريد جماعة مدججة بالأسلحة الثقيلة ومسلحة بجميع أنواع الأسلحة ولها جيش كبير رسمي خاض حروباً مكثفة في مواجهات مع الدولة ومواجهات مع القبائل ومواجهات حتى مع السعودية وله استعراضاته العسكرية الخاصة به.
إنهم يخططون للسيطرة ويريدون التوسع ويسعون إلى القفز السريع لكي يكونوا هم القوة العظمى الأولى في اليمن بل وفي الجزيرة العربية بأكملها
وماعلى الآخرين إلا التسليم لهم واليأس منهم والإيمان بقوتهم والكف عن مواجهتهم ومن تسول له نفسه بمحاربتهم أو الوقوف ضدهم فإنه سيلقى نفس المصير الذي لقيه كل من وقف أمامهم وحاربهم.
وهذا للأسف الشديد هو الشعور الذي أصاب معظم الناس وانتابهم منهم وجعلهم يستسلمون لهم ويخضعون لغطرستهم وجبروتهم بمن فيهم الدولة نفسها ولهذا تقف عاجزة أمامهم وتراهم وهم يزحفون نحو وزاراتها ومؤسساتها في عاصمتها فلا تحرك ساكنا وتكتفي بمجرد التهديدات الملساء مع وقف التنفيذ.
إن هدف الروافض ليس هو خفض أسعار المشتقات النفطية ولا إلغاء الجرعة ولا الحصول على جزء من الكعكعة في الحكومة القادمة وإنما الهدف هو تحقيق الولاية العامة على الطريقة الإمامية الشيعية ولهذا يتكلمون باسم الشعب ويقاتلون على أساس أنهم أنصار الله ومن يقاتل باسم الله فإنه هدفه ليس هو الاستيلاء على محافظة أو محافظات ولن يكفيه الشمال دون الجنوب وإنما هدفه البلاد والعباد من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال.
والمصيبة فيمن يأتي ويقول نحن أصلاً نعيش في ظلم ومادام أنه ظالم مثلهم فليحكمنا ظالم آخر بدلاً من هذا الظالم ولنجرب الإمام الهادي بدلاً من هادي ومن اعترض على هؤلاء الحوثة قالوا له أنت واقف مع آل الأحمر ضدهم ونسوا أن هؤلاء جميعاً هم جزء من منظومة الإجرام والفساد التي تكتوي بها البلاد ولا خير فيهم جميعاً للأمة فما الحاجة إذا إلى أن نستبدل ظالماً بظالم بدلاً من إزاحة الظالمين جميعاً وتمكين أهل العدل والحق والعلم.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
ولا نياس ولا نقلق فإن العاقبة للمتقين والنصر في النهاية هو حليف أهل الحق والسنة إن شاء الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) صلى الله عليه وسلم.
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
جميل شيخ مراد كما ذكرت فالهدف كبير والطموح واسع فيجب ألا نهون من شأن هذه الفئة والتي تسعى بكل ما تملك لا أن تسيطر على منطقة ما أو تكتسب مطمعا حقيرا؛ ما بل يسعون وخاب سعيهم مع أمهم وكافلتهم إيران وأخواتها في لبنان والعراق وسوريا إلى تسويق هذه الثورة ونشر هذه العقيدة إلى كل العالم وحينها سينتهي كل شيء لا ينتمي إلى الرافضة وليس له علاقة بالشيعة لأنه لا يريدون أن يكون وجودا لغيرهم من أهل السنة.
تعديل التعليق