فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم
إبراهيم بن سلطان العريفان
1435/07/17 - 2014/05/16 07:40AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وأمينه على وحيه، ومبلِّغُ الناس شرعه، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... اتقوا الله تعالى، فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله أن يعمل بطاعة الله على نور من الله؛ رجاء رحمة الله، ويبتعد عن معصية الله على نور من الله؛ مخافة عذاب الله.
عباد الله ... إن أشرف ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة الإيمان.
الإيمان سبب العز والفلاح والرِّفعة في الدنيا والآخرة. بالإيمان تنالوا أشرف المطالب، وأجمل المواهب، وأجلَّ المقاصد.
بالإيمان ينال العبد جنة يوم القيامة عَرْضها كعرض السموات والأرض أعدّت للمؤمنين. بالإيمان ينجو العبد من النار وحرِّها الشديد، وقعرها البعيد. بالإيمان ينال المؤمن أشرف ما يُنال، ألا وهو رؤية الله جل وعلا يوم القيامة، كما قال - عليه الصلاة والسلام ( إنَّكم سترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته ).
عباد الله ... إن الواجب على أهل الإيمان أن يحمدوا الله - جل وعلا - حمدًا كثيرًا على مِنَّته عليهم به، وهدايتهم إليه، كما قال الله ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) ليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال.
الإيمان - عباد الله - عقائد صحيحة وإيمانيات راسخة، قَوامُها وبناؤها على الإيمان بالله وملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر؛ خيره وشره؛ كما حديث عمر رضي الله عنه : أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال أخبرني عن الإيمان، قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر؛ خيره وشره )
الإيمان ... طاعة زاكية وعبادات عظيمة وقُربات متنوعة، يتقرَّب بها المسلم إلى الله، ومباني هذه العبادات خمس جاء بيانها في حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - حيث قال ( بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام ) فدلّ هذا الحديث العظيم على أن شعائر الإسلام وأعمال الدين، وأنواع الطاعات والقربات كل ذلك داخل في الإيمان.
الإيمان - عبادَ الله - شُعبٌ كثيرة، وأعمال متنوعة؛ منها ما يكون باللسان، ومنها ما يكون بالقلب، ومنها ما يكون بالجوارح؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان ).
الإيمان - عباد الله - بُعد عن الحرام، وتوقٍّ للآثام، وترك للذنوب؛ جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه بها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) وقد دل هذا الحديث العظيم على أن ترك الحرام والبُعد عن الآثام كل ذلك داخل في مسمَّى الإيمان.
الإيمان - عباد الله - كفٌّ للأذى وبُعد عن الظلم، ووفاء بالعهود والمواثيق والأمانات؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) وفي الحديث الآخر، قال عليه الصلاة والسلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له ).
الإيمان - عباد الله - تحابٌّ وتآخي، وتواد وتعاون، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يؤمن أحدكم؛ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
الإيمان - عباد الله - تكافل وتراحم وتعاون بين أهل الإيمان، وبذل للدعاء، يقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ).
الإيمان - عباد الله - استقامة على طاعة الله، ومداومة وملازمة لعبادة الله، وثبات على دين الله إلى الممات؛ جاء عن سفيان بن عبدالله الثقفي أنه قال للنبي - عليه الصلاة والسلام -: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال ( قل آمنت بالله، ثم استقِمْ ).
الإيمان حلاوة، ولذة وله طعم لا نظير له؛ يقول صلى الله عليه وسلم ( ذاق طعم الإيمان مَن رَضِيَ بالله ربًّا والإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – رسولاً ) وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام ( ثلاث مَن كُنَّ فيه، وجد بهنَّ حلاوة الإيمان؛ أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ). الإيمان زينة وجمال؛ وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين ).
عباد الله .. إنّ الواجب على أهل الإيمان أن يرعوا الإيمان حقَّ رعايته، وأن يعرفوا مقامه وقدره، وأن تكون عنايتهم به مُقدَّمة على عنايتهم بكل أمرٍ؛ فهو أساس الخير والسعادة والفلاح والرِّفعة في الدنيا والآخرة.
اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله وسلم عليه - وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... اتقوا الله تعالى، فقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الإيمان ليخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب؛ فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ).
نعم، إن الإيمان ليخلق؛ أي: يضعُف وينقص، ويتقادم ويَبْلى كما يبلى الثوب، والسبب في ذلك - عباد الله - هو ما يبتلى به العبد في هذه الحياة؛ من فِعلٍ للذنوب، وغشيانٍ للمعاصي، فينقص بها الإيمان، وكذلك من جرّاء ما يلقاه العبد من فتنٍ وصوارف وصواد تصرفه عن الإيمان الذي خلقه الله لأجله وأوجده لتحقيقه، وها هنا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى ضرورة تجديد الإيمان في القلب بالتوجه الصادق إلى الله جل وعلا قال ( فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ).
فالمقام يتطلب توجُّهًا صادقًا إلى الله، وسؤالاً مُلِحًّا إليه تبارك وتعالى أن يزيد الإيمان ويقويه، وأن يجدّده في القلب، والله تعالى يقول ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ).
على العبد أن يجدَّ ويجتهد في تحقيق الإيمان، وتكميله وتعْلِيَته؛ فإن الإيمان يقوى ويضعف، ويزيد وينقص؛ فعن عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه وهو صحابي جليل، قال : الإيمان يزيد وينقص. قيل وما زيادته ونقصانه ؟ قال: إذا ذكرنا الله وحَمِدناه وسبَّحناه زاد، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا نقص.
ولهذا فإن العبد الموفَّق لا يزال يسعى في هذه الحياة في تقوية إيمانه والبُعد عن أسباب نقصه وضعفه.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.
معاشر المؤمنين ... اتقوا الله تعالى، فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله أن يعمل بطاعة الله على نور من الله؛ رجاء رحمة الله، ويبتعد عن معصية الله على نور من الله؛ مخافة عذاب الله.
عباد الله ... إن أشرف ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة الإيمان.
الإيمان سبب العز والفلاح والرِّفعة في الدنيا والآخرة. بالإيمان تنالوا أشرف المطالب، وأجمل المواهب، وأجلَّ المقاصد.
بالإيمان ينال العبد جنة يوم القيامة عَرْضها كعرض السموات والأرض أعدّت للمؤمنين. بالإيمان ينجو العبد من النار وحرِّها الشديد، وقعرها البعيد. بالإيمان ينال المؤمن أشرف ما يُنال، ألا وهو رؤية الله جل وعلا يوم القيامة، كما قال - عليه الصلاة والسلام ( إنَّكم سترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته ).
عباد الله ... إن الواجب على أهل الإيمان أن يحمدوا الله - جل وعلا - حمدًا كثيرًا على مِنَّته عليهم به، وهدايتهم إليه، كما قال الله ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) ليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال.
الإيمان - عباد الله - عقائد صحيحة وإيمانيات راسخة، قَوامُها وبناؤها على الإيمان بالله وملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر؛ خيره وشره؛ كما حديث عمر رضي الله عنه : أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال أخبرني عن الإيمان، قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر؛ خيره وشره )
الإيمان ... طاعة زاكية وعبادات عظيمة وقُربات متنوعة، يتقرَّب بها المسلم إلى الله، ومباني هذه العبادات خمس جاء بيانها في حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - حيث قال ( بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام ) فدلّ هذا الحديث العظيم على أن شعائر الإسلام وأعمال الدين، وأنواع الطاعات والقربات كل ذلك داخل في الإيمان.
الإيمان - عبادَ الله - شُعبٌ كثيرة، وأعمال متنوعة؛ منها ما يكون باللسان، ومنها ما يكون بالقلب، ومنها ما يكون بالجوارح؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان ).
الإيمان - عباد الله - بُعد عن الحرام، وتوقٍّ للآثام، وترك للذنوب؛ جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه بها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) وقد دل هذا الحديث العظيم على أن ترك الحرام والبُعد عن الآثام كل ذلك داخل في مسمَّى الإيمان.
الإيمان - عباد الله - كفٌّ للأذى وبُعد عن الظلم، ووفاء بالعهود والمواثيق والأمانات؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) وفي الحديث الآخر، قال عليه الصلاة والسلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له ).
الإيمان - عباد الله - تحابٌّ وتآخي، وتواد وتعاون، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يؤمن أحدكم؛ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
الإيمان - عباد الله - تكافل وتراحم وتعاون بين أهل الإيمان، وبذل للدعاء، يقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ).
الإيمان - عباد الله - استقامة على طاعة الله، ومداومة وملازمة لعبادة الله، وثبات على دين الله إلى الممات؛ جاء عن سفيان بن عبدالله الثقفي أنه قال للنبي - عليه الصلاة والسلام -: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال ( قل آمنت بالله، ثم استقِمْ ).
الإيمان حلاوة، ولذة وله طعم لا نظير له؛ يقول صلى الله عليه وسلم ( ذاق طعم الإيمان مَن رَضِيَ بالله ربًّا والإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – رسولاً ) وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام ( ثلاث مَن كُنَّ فيه، وجد بهنَّ حلاوة الإيمان؛ أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ). الإيمان زينة وجمال؛ وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين ).
عباد الله .. إنّ الواجب على أهل الإيمان أن يرعوا الإيمان حقَّ رعايته، وأن يعرفوا مقامه وقدره، وأن تكون عنايتهم به مُقدَّمة على عنايتهم بكل أمرٍ؛ فهو أساس الخير والسعادة والفلاح والرِّفعة في الدنيا والآخرة.
اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله وسلم عليه - وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... اتقوا الله تعالى، فقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الإيمان ليخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب؛ فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ).
نعم، إن الإيمان ليخلق؛ أي: يضعُف وينقص، ويتقادم ويَبْلى كما يبلى الثوب، والسبب في ذلك - عباد الله - هو ما يبتلى به العبد في هذه الحياة؛ من فِعلٍ للذنوب، وغشيانٍ للمعاصي، فينقص بها الإيمان، وكذلك من جرّاء ما يلقاه العبد من فتنٍ وصوارف وصواد تصرفه عن الإيمان الذي خلقه الله لأجله وأوجده لتحقيقه، وها هنا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى ضرورة تجديد الإيمان في القلب بالتوجه الصادق إلى الله جل وعلا قال ( فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ).
فالمقام يتطلب توجُّهًا صادقًا إلى الله، وسؤالاً مُلِحًّا إليه تبارك وتعالى أن يزيد الإيمان ويقويه، وأن يجدّده في القلب، والله تعالى يقول ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ).
على العبد أن يجدَّ ويجتهد في تحقيق الإيمان، وتكميله وتعْلِيَته؛ فإن الإيمان يقوى ويضعف، ويزيد وينقص؛ فعن عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه وهو صحابي جليل، قال : الإيمان يزيد وينقص. قيل وما زيادته ونقصانه ؟ قال: إذا ذكرنا الله وحَمِدناه وسبَّحناه زاد، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا نقص.
ولهذا فإن العبد الموفَّق لا يزال يسعى في هذه الحياة في تقوية إيمانه والبُعد عن أسباب نقصه وضعفه.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.
المشاهدات 4204 | التعليقات 3
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
خطبة رائعة .. ممتعة .. مقنعة ..
بورك في علمك وقلمك ويراعك ..
وجزيت الخير كله ..
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
اللهم جدد الإيمان في قلوبنا!!
ما أحسن سردكم شيخنا وتسهيلكم لهذه المادة وتقرير ذلك وتفصيلها للقارئ والمريد للعمل والتطبيق.
كتب ربي أجركم ولا حرمكم الأجر والمثوبة!
تعديل التعليق