(فأذنوا بحرب من الله ورسوله) خطبة عن الربا خطره وضرره
عبدالرحمن السحيم
الخطبة الأولى: الْحَمْدُ للهِ الذِي أَحَلَّ لَنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَحَرَّمَ عَلَيْنَا مَا يَضُرُّنَا فِي دِينِنِا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا، رَحْمَةً بِنَا وَإِحْسَانَاً إِلَيْنَا. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مَا تَرَكَ خَيْراً إِلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ، وَلا شَرَّاً إِلَّا نَهَانَا عَنْهُ وَحَذَّرَنَا مِنْهُ، فَصَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامَهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أَمَّا بَعْدُ: فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله هي النجاة والفلاح، والسعادة والاطمئنان، هي الخلف من كل شيء، والداعي إلى كل خير، والعاصم من كل سوء (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) وقال سبحانه (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)
عباد الله: لقد أمر الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم بالأكل من الطيبات، والبعد عن المتشابهات والمحرمات، وإطابة المطعم والمشرب، وأخبر بأن أي جسد نبت من الحرام فالنار أولى به، واستبعد إجابة دعاء من كان مطعمه ومشربه وملبسه من حرام.
وإن مما عمت به البلوى في هذه الأزمان: تساهل كثير من الناس، والتنافس في جمع المال، غير مبالين أمن حرام أم من حلال ما جمعوا، مصداقا لما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أنه يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام".
ألا وإن من الكبائر التي تظافرت نصوص الوحيين، وأقوال الصحابة وسلف الأمة، على تحريمه والتحذير من الوقوع فيه، وَمن ذلك ما جاء فِي حِدِيثِ الرُّؤْيَا التِي رَآهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- , وَفِيهِ رَأَى مَنَاظِرَ عَظِيمَةً مُفْزِعَةً، وَمِنْهَا قَالَ: "فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا"، قَالَ: "قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟"، قَالَ: "قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِق". ثُمَّ فِي نِهَايَةِ الْقِصَةِ قَالَ لَهُ الْمَلَكَانِ: "وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ). نعم عباد الله إنه الربا من أعظم المحرمات، وأشد الموبقات، ماحق للبركة جالب للعقوبة، ولَا يَلِيقُ بِعَاقِلٍ مؤمن يُرِيدُ النَّجَاةَ عِنْدَ اللهِ وَدُخُولَ الْجَنَّةِ وَالْهَرَبَ مِنَ النَّارِ، لا يَلِيقُ بِهِ أَنْ يُفَكِّرَ فِي الرِّبَا فَضْلَاً عَنْ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ)[البقرة: 278- 279]، فَقَدْ أَعْلَنَ الْحَرْبَ عَلَى الْمُتَعَامِلِينَ بِالرِّبَا، وَدَعَاهُمْ لِلتَّوْبَةِ إِنْ أَرَادُوا النَّجَاةَ مِنْ هَذِهِ الْحَرْبِ التِي هُمُ الْخَاسِرُونَ فِيهَا قَطْعَاً. قال ابن عباس: "يقال لآكل الربا يوم القيامة: خذ سلاحك واستعد للحرب مع الله، وما لأحد بالله من طاقة". بَلْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّهُ لَمْ يَأْتِ فِي ذَنْبٍ مِنَ الْوَعِيدِ بَعْدَ الشِّرْكِ أَشَدُّ مِمَّا نَزَلَ فِي الرِّبَا !
ولقد وصف الله حال أكلة الربا يوم القيامة، بأشنع وصف وأقبحه، كالمجنون الذي يتخبطه الشيطان من المس، قال عز وجل: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وَقَالَ سُبْحَانَهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ، فَنَهَي اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلَ الْجَاهِلِيَّةِ؛ حَيْثُ إِذَا حَلَّ الدَّيْنُ قَالَ الدَّائِنُ لِلْمَدِينِ: إِمَّا أَنْ تُوفِي وتقضي وَإِمَّا تُرْبِي، فَيَزْدَادُ بِذَلِكَ دَيْنُهُ وَيَتَضَاعَفُ مِرَارَاً مقابل تأجيل زمن السداد، وَهَذَا فِعْلُ الْكُفَّارِ الْجَاهِلِيِّينَ السَّابِقِينَ وَالْمُعَاصِرِينَ، وَأَمَا حُكْمُ الْإِسْلَامِ فَهُوَ خِلَافُ ذَلِكَ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى- (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 280]، فَإِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ الْمَدِينَ مُعْسِرٌ وَجَبَ إِنْظَارُهُ وَحَرُمَتْ مُطَالَبَتُهُ، ولا يجوز التحايل على ذلك بقلب الدين عليه كبيعه عينة أو نحو ذلك من الحيل المحرمة، وأما المدين المماطل فهنا حلول شرعية لإلزامه بالسداد ليس منها غرامات التأخير المحرمة، أو الفوائد الربوية المقررة عند التعاقد.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَأَمَّا السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ فَنُصُوصُهَا َمَتَكَاثِرَةٌ فِي تَعْظِيمِ أَمْرِ الرِّبَا وَتَحْرِيمِهِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). فَجَعَلَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرِّبَا مِنَ الذُّنُوبِ الْمُهْلِكَةِ لِلْعُمْرِ وَالْقَاصِمَةِ للِظَّهْرِ. وقد روي في قصة الإسراء والمعراج بنبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- أنه "رأى ليلة أسري به قوما لهم بطون عظيمة، قد مالت بهم لا يستطيعون القيام منها في طريق آل فرعون، حين يُعرضون على النار غُدوا وعشيا يطؤونهم بأقدامهم، فهذا عذابهم في البرزخ إلى يوم القيامة، فسأل جبريل عنهم، فقال: هؤلاء أكلة الربا". فَهَلْ تُقْدِمُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ عَلَى هَذَا الْمَصِيرِ الشَّنِيعِ؟ إِنَّكَ حَقَّاً لَنْ تُقْدِمَ وَلَوْ بَلَغَتْ أَرْبَاحُ الرِّبَا الْمَلَايِينَ. وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: "مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ" (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ وَغَيْرُهُ). فَالْمَعْنَى أَنَّ مَالَ الرِّبَا مَهْمَا كَثُرَ فَأَمْرُهُ إِلَى خَسَارَةٍ وَقِلَّة، فَسُبْحَانَ اللهِ ! الْمُرَابِي يَخْسَرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. ومهما كثرت أموال المرابي وتضخمت، فهي ممحوقة البركة لا خير فيها، هي وبال وشؤم على الأفراد والمجتمعات في الدنيا والآخرة
أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لِشَنَاعَةِ أَمْرِ الرِّبَا فَإِنَّ الْعُقُوبَةَ فِيهِ تَنَالُ كُلَّ مَنْ شَارَكَ فِيهِ وَلَوْ لِمْ يَسْتَفِدْ شَيْئَاً، كَالْكَاتِبِ وَالشَّاهِدِ، فعَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ. وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).وَعَلَى هَذَا فَمَنْ كَانَ يَعملُ فِي مُؤَسَّسَةٍ رِبَوِيَّةٍ أَوْ بَنْكٍ رِبَوِيٍّ وَيَتَعَامَلُ بِهَذِهِ الْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ أو يودع أمواله في بنك ربوي فهو معين ومشارك وقد يَشْمَلَهُم جميعا الْوَعِيدُ، واللَّعْنَةُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ. ومن صوره المساهمة في الشركات المتعاملة بالربا إقراضا واقتراضا، وتوجد هناك البدائل المباحة والحمدلله.
عصمنا الله وإياكم من الحرام، ورزقنا الرزق الحلال الطيب المبارك فيه.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فاستغفروه إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أَمَّا بَعْدُ: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتوبوا إليه واستغفروه، واعلموا أنه لا يغني عن بركة الله ولا من رحمته شيءٌ، والعبد لا يدري ما الذي خبِّئ له في الغيب، فقد يكون أجله إلى شهر أو يوم أو ساعة أو أقل، ثم ينتقل إلى الآخرة، ويترك كل شيءٍ وراءه: للوارث خيره ونفعِه وعليه حسابه وعقابه. فَخَافُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَتَوَقَّوْا الْحَرَامَ وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بَهْرَجُهُ وَكَثْرَةُ كَسْبِهِ فَإِنَّ مَصِيرَهُ إِلَى الْكَسَادِ وَمَآلُهُ إِلَى الْخَسَارِةِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ ، فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: تَوَقَّ لِدِينِكِ وَإِيَّاكَ أَنْ تَدْخُلَ مُعَامَلَةً بِزَعْمِ أَنَّكَ مُحْتَاجٌ، فَإِنَّ َالرِّزْقَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَمن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومَنْ تَرَكَ شَيْئَاً للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرَاً مِنْهُ.
وَاعْلَمْ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَحْجِبُكَ عَنِ الرِّبَا إيمانك بالله والدار الآخرة ومعرفة حقيقة هذه الدنيا، واسْتَقَامَتُكَ عَلَى دِينِكَ وَلا سِيَّمَا الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ، وَلِذَلِكَ أَدْخَلَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- ذَلِكَ ضِمْنَ الآيَاتِ التِي ذَكِرَ فِيهَا الرِّبَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) [البقرة: 276- 279].فَكُنْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ عَلَى حَذَرٍ وَحَقِّقْ إِيمَانَكَ بِالْبُعْدِ عَنِ الرِّبَا وسائر المكاسب المحرمة، وَأَبْشِرْ بِالْبَرَكَةِ والتوفيق.
اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.
ثم اعلموا عباد الله أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنّى بملائكته، وثلّث بكم عباد الله ، فقال سبحانه في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا)
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم آمنا في أوطاننا، واصلح أئمتنا وولاة أمورنا،واجعل عملهم في رضاك.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..
عباد الله! اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
المرفقات
1692877901_خطبة عن الربا خطره وضرره.doc
1692877903_خطبة عن الربا خطره وضرره.pdf