غزة تنتصر للعزة الإسلامية
أبو عبد الله الأنصاري
1435/10/12 - 2014/08/08 05:43AM
[align=justify]يقول الله تبارك وتعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ، وقال الحق عز وجل ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )
تابع العالم بأسره انطلاق عدوان الصهاينة على غزة العزيزة ، عدوان لم يسلم منه شيء على وجه الأرض ، ليسفر العدوان عن الآلاف من الضحايا من بين قتيل وجريح ، فضلاً عن حالة مروعة من الدمار والخراب ساوت أحياء بكاملها بالتراب ، حتى ليخيل للناظر أن زلزالاً مدمراً أتى على تلك القرى والأحياء فجعلها قاعاً صفصفاً ، تلك هي آلة القتل والإبادة والخراب والدمار التي تتكئ عليها دولة اللقطاء الصهاينة على أرض فلسطين الطاهرة .لكن رغم كل مئات الأطنان من حمم النيران التي ألقت بها دولة الصهاينة على أرض غزة لتحرق بها الأخضر واليابس ، ورغم أنه لا مقارنة بين ترسانة التسلح الصهيوني وبين الإمكانات الدفاعية المحدودة التي تمتلكها كتائب المقاومة الفلسطينية ، ورغم الوحشية والبربرية وجرائم الحرب والإبادة التي ظهر بها الصهاينة في عدوانهم على غزة رغم كل ذلك إلا أن خلاصة مشهد المواجهة الذي دام ثلاثين يوماً هو أن غزة انتصرت ودولة الصهاينة اندحرت ، هو غزة المحاصرة انتصرت ودولة الصهاينة العتية انكسرت ، هذه هي خلاصة المشهد على أرض الإسراء والمعراج ، لقد استعرض الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة كافة إمكانياتهم الحربية والعدوانية قصفوا المساجد والمساكن وهدموها على من فيها ورأى العالم جثث الأطفال والنساء والشيوخ وهي تستخرج من تحت ركام الهدم والأنقاض بل استهدفوا حتى رياض الأطفال وملاجئ الهيئات الدولية التي يفر إليها اللاجئون الهاربون من الموت والخراب ، ورغم كل ذلك انتصرت غزة واندحرت دولة الصهاينة ، انتصرت غزة فابهرت العالم وفاجأت الدنيا بما لم تكن موازين الأرض تتوقعه أو تحتمل حصوله ، انتصرت غزة بصمودها وجهادها ومقاومتها ، وانتصرت غزة بضربها وتهديدها لعاصمة الصهاينة ، انتصرت غزة بضربها ونكايتها بالآلاف من جنود الاحتلال الذين سقطوا بين قتيل وجريح ، انتصرت غزة حين تحدت الصهاينة وأفشلت اجتياحهم البري لها وأعجزتهم عن أن يتقدموا شبراً واحداً في أرضها الطاهرة ، انتصرت غزة حين فرضت على الصهاينة أن ينسحبوا من حدود القطاع انسحاب المنهزم الذليل ، يجرون أذيال الخزي والهزيمة حاملين معهم آلياتهم المدمرة وجثث قتلاهم وجرحاهم ، ولم يكن انسحابا عاديا بل كان انسحاباً يملؤه الاعتراف الميداني بعجز دولة الصهاينة عن مواجهة مقاومة الأبطال المجاهدين ، انتصرت غزة حين كشفت للعالم وهن دولة الصهاينة الذي قيل عنه أنه الجيش الذي لا يقهر ، فأبانت عن ضعفه ، وكشفت سوأته وعورته ، على أيدي مئات من المقاومين الصادقين .
نعم انتصرت غزة وفي انتصارها المبهر هذا جملة من الدروس الإيمانية والواقعية المهمة التي يجب أن نستحضرها ونقف عندها :
- أول هذه الدروس تحقق قول الله تعالى : ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) فدولة الصهاينة التي تمتلك كل أسلحة الدمار وتحوز أحدث التقنيات العسكرية وكل أشكال الدعم الدولي السياسي والعسكري والمادي والإعلامي ، تحطمت وانكسرت ليس أمام جيوش دولية وإنما أمام ثبات الصادقين المرابطين ، فكسر عنجهيات الدول المستكبرة ليس عزيزاً على الله ولا مستحيلاً على الأخيار المجاهدين متى ما تمسك المسلمون بدينهم واستقاموا على شريعتهم .
- وثانيها تدبر قوله تعالى ( وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ولنتأمل كيف ختم الله الآية بهذين الاسمين: العزيز، والحكيم، فالعزيز هو الذي لا يغالب، والحكيم في تدبيره، فإن النصر قد يتأخر، وقد يكون ثمنه باهظاً، قد تهدم البيوت، وتراق الدماء، لكن كل ذلك لا يزيد المؤمن إلا إيماناً بأن الله حكيم في تدبير أمره ، وأنه العزيز الغالب وأن من عنده وأنه النصر آت لا محالة .
- وثالث دروس انتصار غزة تأمل قوله سبحانه ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) فالمقاومة في غزة لا تملك ما يملكها عدوها ، لكنها تملك سلاحاً أقوى من كل أسلحة الأرض ، إنه الإيمان بالله والتوكل عليه لتحقيق النصر ، وما الصواريخ إلا أسباب أعدوها عملاً بقوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ( وقد بارك الله بهذه الصواريخ وسدد رمي من أطلقها ، على رغم أنوف من زعم أنها صواريخ عبثية مقابل أعتى الترسانات العسكرية ، وبعضهم قال عنها صواريخ بدائية وصواريخ تنك لا تجرح عدواً ولا تقتل معتدياً ، لكنها صنعت بفضل الله ما لم تصنعه ترسانات جيوش دول بأكملها ، وحطمت إلى الأبد أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، ودمرت نظرية "إسرائيل آمنة "وكشفت فشل نظام القبة الحديدية الذي راهنت عليه إسرائيل ، وصدقه متخاذلون من أبناء جلدتنا ، ولم يعبأ به إبطال المقاومة في غزة.
- أما رابع دروس انتصار غزة فهو أننا أصبحنا اليوم أمام مرحلة جديدة من الصراع مع أعداء الأمة هذه المرحلة ملؤها الأمل بالفرج والتفاؤل بالانتصار ودعنا بها مرحلة بغيضة فرضتها علينا أنظمتنا العربية الهزيلة كان ملؤها الانهزام والخنوع أمام أعداء الأمة وخصماؤها ، تلك الأنظمة الميتة التي ألقت في روع شعوبها حالة من الهزيمة والانكسار أمام الأعداء عانت منها أمتنا عشرات السنوات بسبب حثالة من الحكام المستعملين . فجاء انتصار جهاد غزة المبهر على دولة الصهاينة ليغرس في أفئدة الأجيال الناشئة بأن الفرج آت ، وأن الطغيان مندحر ، وأن ليل الذل سينجلي مهما طال وادلهم سواده ، إذا اعتصمنا بحبل الله وثبتنا على ديننا ومبادئنا وأخذنا بالأسباب التي أمر الله أن نأخذ بها .
- خامساً : أن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة ، وأنه لا عزة للأمة إلا بجهادها أعداءها وأن عزة الأمة المحمدية في رفع راية الجهاد في سبيل الله وذلها وهوانها في تركها للجهاد في سبيل الله تعالى وقد أخبر بذلك في قوله : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيلِ الله سلّط اللهُ عليكم ذُلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجِعوا إلى دينكم ) ، وقولهُ –عليه الصلاةُ والسلام- : ( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعي الأكلةُ إلى قصعتِها) قالوا: أو من قلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسول الله ؟ ، قال: ( لا ، بل أنتمُ يومئذٍ كثير ولكنّكم غثاءٌ كغثاءِ السيل، ولينزعن اللهُ الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكِمُ الوهن ) قالوا: وما الوهنُ يا رسول الله؟ ، قال: ( حبُ الدنيا وكراهيةُ الموت ) ، وما دامت راية الجهاد في سبيل الله مرفوعة فالأمة بخير والنصر آت .
- وأما سادس دروس انتصار غزة فهو انكشاف وتعري ما يسمى بالمجتمع الدولي المتآمر مع كل عدو لنا ضد إسلامنا وقضيانا وقد رأينا الدعم الصليبي الأمريكي خصوصاً والغربي عموما لعدوان الصهاينة على المستضعفين ، وكيف لم تتأثر ولم تهتز إنسانية هذا المجتمع الدولي المجرم بكل تلك المآسي التي أحدثتها جرائم الصهاينة على غزة ، وهذا يوجب على المسلمين معرفة أعدائهم وصدق الله القائل ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ) وفي هذا درس لبعض حكامنا المخدوعين أو المخادعين الذين يصبحون ويمسون وهم يسبحون بحمد المجتمع الدولي المجرم ، فأمريكا التي ألهها غالب حكامنا أيدت بشكل مطلق عدوان الصهاينة على غزة وجعلته دفاعاً عن النفس ، وضمنت بشكل صلب أمن إسرائيل وتفوقها العكسري على كافة دول المنطقة ، ومهما ارتكبت من الفضائع والجرائم والمجازر بحقنا فلا لوم عليها لأن ذلك في نظر المجتمع الدولي وهيئاته الماكرة دفاعا عن النفس .
- سابعاً : لقد باتت نظرية الموت لإسرائيل أقرب للحقيقة لكن ليست على أيدي من يرفعون هذا الشعار قولاً ويقتلون المسلمين فعلاً من عملاء إيران الفارسية وإنما على أيدي المجاهدين المخلصين من أهل السنة والجماعة على أرض الإسراء والمعراج ، وإيران والعراق وحزب اللات وعموم الشيعة الذين يرفعون شعار الموت لإسرائيل قولاً قد حشدوا عشرات الالآف من المقاتلين لقتل السوريين دفاعاً عن نظام مجرم خائن في حين يؤمنون حدود دولة الصهاينة رغم ما تفعله من الجرائم والعدوان على المستضعفين في فلسطين ، لقد فضحت الوقائع والأحداث حقيقة هذا الشعار المزيف ، فحزب اللات في لبنان لم يفكر في إزعاج الصهاينة أو تعكير مزاجهم أثناء عدوانهم على غزة في الحين الذي حشد فيه ثمانية وعشرين ألفاً من ميليشياته لقتل السوريين دعماً نظام البشار المجرم حمى حدود إسرائيل أربعين سنة ، وقمع وحارب الدين والمتدينين .
[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
تابع العالم بأسره انطلاق عدوان الصهاينة على غزة العزيزة ، عدوان لم يسلم منه شيء على وجه الأرض ، ليسفر العدوان عن الآلاف من الضحايا من بين قتيل وجريح ، فضلاً عن حالة مروعة من الدمار والخراب ساوت أحياء بكاملها بالتراب ، حتى ليخيل للناظر أن زلزالاً مدمراً أتى على تلك القرى والأحياء فجعلها قاعاً صفصفاً ، تلك هي آلة القتل والإبادة والخراب والدمار التي تتكئ عليها دولة اللقطاء الصهاينة على أرض فلسطين الطاهرة .لكن رغم كل مئات الأطنان من حمم النيران التي ألقت بها دولة الصهاينة على أرض غزة لتحرق بها الأخضر واليابس ، ورغم أنه لا مقارنة بين ترسانة التسلح الصهيوني وبين الإمكانات الدفاعية المحدودة التي تمتلكها كتائب المقاومة الفلسطينية ، ورغم الوحشية والبربرية وجرائم الحرب والإبادة التي ظهر بها الصهاينة في عدوانهم على غزة رغم كل ذلك إلا أن خلاصة مشهد المواجهة الذي دام ثلاثين يوماً هو أن غزة انتصرت ودولة الصهاينة اندحرت ، هو غزة المحاصرة انتصرت ودولة الصهاينة العتية انكسرت ، هذه هي خلاصة المشهد على أرض الإسراء والمعراج ، لقد استعرض الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة كافة إمكانياتهم الحربية والعدوانية قصفوا المساجد والمساكن وهدموها على من فيها ورأى العالم جثث الأطفال والنساء والشيوخ وهي تستخرج من تحت ركام الهدم والأنقاض بل استهدفوا حتى رياض الأطفال وملاجئ الهيئات الدولية التي يفر إليها اللاجئون الهاربون من الموت والخراب ، ورغم كل ذلك انتصرت غزة واندحرت دولة الصهاينة ، انتصرت غزة فابهرت العالم وفاجأت الدنيا بما لم تكن موازين الأرض تتوقعه أو تحتمل حصوله ، انتصرت غزة بصمودها وجهادها ومقاومتها ، وانتصرت غزة بضربها وتهديدها لعاصمة الصهاينة ، انتصرت غزة بضربها ونكايتها بالآلاف من جنود الاحتلال الذين سقطوا بين قتيل وجريح ، انتصرت غزة حين تحدت الصهاينة وأفشلت اجتياحهم البري لها وأعجزتهم عن أن يتقدموا شبراً واحداً في أرضها الطاهرة ، انتصرت غزة حين فرضت على الصهاينة أن ينسحبوا من حدود القطاع انسحاب المنهزم الذليل ، يجرون أذيال الخزي والهزيمة حاملين معهم آلياتهم المدمرة وجثث قتلاهم وجرحاهم ، ولم يكن انسحابا عاديا بل كان انسحاباً يملؤه الاعتراف الميداني بعجز دولة الصهاينة عن مواجهة مقاومة الأبطال المجاهدين ، انتصرت غزة حين كشفت للعالم وهن دولة الصهاينة الذي قيل عنه أنه الجيش الذي لا يقهر ، فأبانت عن ضعفه ، وكشفت سوأته وعورته ، على أيدي مئات من المقاومين الصادقين .
نعم انتصرت غزة وفي انتصارها المبهر هذا جملة من الدروس الإيمانية والواقعية المهمة التي يجب أن نستحضرها ونقف عندها :
- أول هذه الدروس تحقق قول الله تعالى : ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) فدولة الصهاينة التي تمتلك كل أسلحة الدمار وتحوز أحدث التقنيات العسكرية وكل أشكال الدعم الدولي السياسي والعسكري والمادي والإعلامي ، تحطمت وانكسرت ليس أمام جيوش دولية وإنما أمام ثبات الصادقين المرابطين ، فكسر عنجهيات الدول المستكبرة ليس عزيزاً على الله ولا مستحيلاً على الأخيار المجاهدين متى ما تمسك المسلمون بدينهم واستقاموا على شريعتهم .
- وثانيها تدبر قوله تعالى ( وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ولنتأمل كيف ختم الله الآية بهذين الاسمين: العزيز، والحكيم، فالعزيز هو الذي لا يغالب، والحكيم في تدبيره، فإن النصر قد يتأخر، وقد يكون ثمنه باهظاً، قد تهدم البيوت، وتراق الدماء، لكن كل ذلك لا يزيد المؤمن إلا إيماناً بأن الله حكيم في تدبير أمره ، وأنه العزيز الغالب وأن من عنده وأنه النصر آت لا محالة .
- وثالث دروس انتصار غزة تأمل قوله سبحانه ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) فالمقاومة في غزة لا تملك ما يملكها عدوها ، لكنها تملك سلاحاً أقوى من كل أسلحة الأرض ، إنه الإيمان بالله والتوكل عليه لتحقيق النصر ، وما الصواريخ إلا أسباب أعدوها عملاً بقوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ( وقد بارك الله بهذه الصواريخ وسدد رمي من أطلقها ، على رغم أنوف من زعم أنها صواريخ عبثية مقابل أعتى الترسانات العسكرية ، وبعضهم قال عنها صواريخ بدائية وصواريخ تنك لا تجرح عدواً ولا تقتل معتدياً ، لكنها صنعت بفضل الله ما لم تصنعه ترسانات جيوش دول بأكملها ، وحطمت إلى الأبد أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، ودمرت نظرية "إسرائيل آمنة "وكشفت فشل نظام القبة الحديدية الذي راهنت عليه إسرائيل ، وصدقه متخاذلون من أبناء جلدتنا ، ولم يعبأ به إبطال المقاومة في غزة.
- أما رابع دروس انتصار غزة فهو أننا أصبحنا اليوم أمام مرحلة جديدة من الصراع مع أعداء الأمة هذه المرحلة ملؤها الأمل بالفرج والتفاؤل بالانتصار ودعنا بها مرحلة بغيضة فرضتها علينا أنظمتنا العربية الهزيلة كان ملؤها الانهزام والخنوع أمام أعداء الأمة وخصماؤها ، تلك الأنظمة الميتة التي ألقت في روع شعوبها حالة من الهزيمة والانكسار أمام الأعداء عانت منها أمتنا عشرات السنوات بسبب حثالة من الحكام المستعملين . فجاء انتصار جهاد غزة المبهر على دولة الصهاينة ليغرس في أفئدة الأجيال الناشئة بأن الفرج آت ، وأن الطغيان مندحر ، وأن ليل الذل سينجلي مهما طال وادلهم سواده ، إذا اعتصمنا بحبل الله وثبتنا على ديننا ومبادئنا وأخذنا بالأسباب التي أمر الله أن نأخذ بها .
- خامساً : أن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة ، وأنه لا عزة للأمة إلا بجهادها أعداءها وأن عزة الأمة المحمدية في رفع راية الجهاد في سبيل الله وذلها وهوانها في تركها للجهاد في سبيل الله تعالى وقد أخبر بذلك في قوله : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيلِ الله سلّط اللهُ عليكم ذُلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجِعوا إلى دينكم ) ، وقولهُ –عليه الصلاةُ والسلام- : ( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعي الأكلةُ إلى قصعتِها) قالوا: أو من قلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسول الله ؟ ، قال: ( لا ، بل أنتمُ يومئذٍ كثير ولكنّكم غثاءٌ كغثاءِ السيل، ولينزعن اللهُ الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكِمُ الوهن ) قالوا: وما الوهنُ يا رسول الله؟ ، قال: ( حبُ الدنيا وكراهيةُ الموت ) ، وما دامت راية الجهاد في سبيل الله مرفوعة فالأمة بخير والنصر آت .
- وأما سادس دروس انتصار غزة فهو انكشاف وتعري ما يسمى بالمجتمع الدولي المتآمر مع كل عدو لنا ضد إسلامنا وقضيانا وقد رأينا الدعم الصليبي الأمريكي خصوصاً والغربي عموما لعدوان الصهاينة على المستضعفين ، وكيف لم تتأثر ولم تهتز إنسانية هذا المجتمع الدولي المجرم بكل تلك المآسي التي أحدثتها جرائم الصهاينة على غزة ، وهذا يوجب على المسلمين معرفة أعدائهم وصدق الله القائل ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ) وفي هذا درس لبعض حكامنا المخدوعين أو المخادعين الذين يصبحون ويمسون وهم يسبحون بحمد المجتمع الدولي المجرم ، فأمريكا التي ألهها غالب حكامنا أيدت بشكل مطلق عدوان الصهاينة على غزة وجعلته دفاعاً عن النفس ، وضمنت بشكل صلب أمن إسرائيل وتفوقها العكسري على كافة دول المنطقة ، ومهما ارتكبت من الفضائع والجرائم والمجازر بحقنا فلا لوم عليها لأن ذلك في نظر المجتمع الدولي وهيئاته الماكرة دفاعا عن النفس .
- سابعاً : لقد باتت نظرية الموت لإسرائيل أقرب للحقيقة لكن ليست على أيدي من يرفعون هذا الشعار قولاً ويقتلون المسلمين فعلاً من عملاء إيران الفارسية وإنما على أيدي المجاهدين المخلصين من أهل السنة والجماعة على أرض الإسراء والمعراج ، وإيران والعراق وحزب اللات وعموم الشيعة الذين يرفعون شعار الموت لإسرائيل قولاً قد حشدوا عشرات الالآف من المقاتلين لقتل السوريين دفاعاً عن نظام مجرم خائن في حين يؤمنون حدود دولة الصهاينة رغم ما تفعله من الجرائم والعدوان على المستضعفين في فلسطين ، لقد فضحت الوقائع والأحداث حقيقة هذا الشعار المزيف ، فحزب اللات في لبنان لم يفكر في إزعاج الصهاينة أو تعكير مزاجهم أثناء عدوانهم على غزة في الحين الذي حشد فيه ثمانية وعشرين ألفاً من ميليشياته لقتل السوريين دعماً نظام البشار المجرم حمى حدود إسرائيل أربعين سنة ، وقمع وحارب الدين والمتدينين .
[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]