عيد الفطر 1442: الفرح بالإسلام وببعثةخير الأنام،ورسائل إلى النساءووصاياللأبناء

AAlanze AAlanze
1442/09/26 - 2021/05/08 21:05PM

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي جعل لعباده المؤمنين مواسمَ يُفيض عليهم فيها مِن جزيل رَحَمَاتِه، وأقام لهم مِن أعلام دينه شعائرَ يَسْتَنْسِمُونَ بها مِن عَلِيلِ نَفَحَاته، الحمد لله علامِ الغيوب، باسطِ اليدين بالرحمة إلى عبده لِيَتوب، جعل تعظيم شعائره من تقوى القلوب، الحمد لله لا رافع لما وَضَع، ولا واضِعَ لما رَفَع، ولا مانع لما أعطى، ولا مُعطيَ لما منع، علا بقهره وقدره وذاته فوقَ جميعِ مخلوقاته وارتفع، وفطَر المصنوعات على ما شاء فأتقنَ ما صَنَع، وأشهد ألَّا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، يُدبِّر الأمرَ يُفصِّل الآيات لعلَّكم بلقاء ربِّكم توقنون، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله إلى كافَّةِ الناس بشيرًا ونذيرًا ولكن أكثر الناس لا يعلمون، اللهم صلِّ عليه وسلِّم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلَّا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر ما لاح صباحُ عيدٍ وأسفر، الله أكبر ما هلَّ هلالُ شهرٍ وأبدر، الله أكبر ما أهل مُهِلٌّ وكبَّر، الله أكبر عدد ما ارتفعت إليه من دعوات، الله أكبر ما قُرئت سورٌ أو تُليت آيات، الله أكبر ولله الحمد.

أما بعد: فاتقوا الله عبادَ الله، واستعدُّوا لِلِقاء الله، إنكم ستُعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، ترونه يومَ القيامة كما ترون الشمسَ لا تُضامُّون في رؤيتها، وكما ترون القمرَ لا تُضارُّون في رؤيته، (واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشِّر المؤمنين).

 أيها الإخوة في الله: هنيئًا لكم هذا العيد، وبارك الله يومَكم المجيد: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)، أدام اللهُ عليكم السعدَ والسُّرور، وأفاض عليكم بالعيد البهجةَ والحبور، تقبَّل الله منكم الطاعات، وأدام عليكم المسرَّات، غفر الله ذنوبَكم، وأسعد بالخيرات قلوبَكم، وحقَّق لكم صالحَ الآمال، ووفَّقكم لأحسن الأعمال.

أيها الصائمون القائمون: وهكذا تُطوى صحائفُ أهلِ الإسلام، وتُرفع إلى الله دواوينُ الصيامِ والقيام، ولا يزال على الأرض صفوةٌ من أولياء الله وأحبائه ينفون عن آيات الله تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فتُحفظ الأرض ببركة أعمالهم الصالحةِ حتى يأتيَ أمرُ الله وهم ظاهرون على الحق (وما كان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون).

لقد كانت الإنسانيَّةُ قبل بِعثَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم غائرةً في أجلى صُوَرِ الضياعِ والظُّلم، ومنغمسةً في أحَطِّ أوحال الجهلِ والانحلال.

ولم يكُن للنَّاسِ حينها وازِعٌ أو رادِعٌ يمنعهم عن المَسَاوِئِ والرَّذائل؛ فقد حُرِّفَتِ الأديان، وبُدِّلَتِ الكُتُب، وانشغل أهلُها بالحروبِ والطِّحانِ الذي لا عائدَةَ نافعةً وراءه، بل الدَّمارُ والتفكُّكُ والبغضاء.

ولمَّا كان العالَمُ يتغشَّاهُ هذا الليلُ البهيمُ الأسود، ويتعلَّاهُ الظلامُ الطويل الدَّامس؛ فقد احتاجَتِ الأرضُ إلى شمسٍ تُجَلِّي عن أهلِها سوادَ الليل، وتُعَفِّي رُسُومَ الشِّرك، واشتاقت إلى فجرٍ يبزُغُ نورُهُ على هذا الظلامِ الحالِك، فيوقِظُ الغُفُول، ويبعَثُ العقول مِن مراقدها.

وكان العُلماءُ والكُهَّانُ والعارِفونَ بالتوراةِ يُدركون أنَّ زمنَ الظُّلمِ والفسادِ يعقُبُهُ نبيُّ أُمّيٌّ يمحو آثارَ الضلال، ويأتي بدينٍ خالِدٍ ونورٍ مُبين، يأمُرُ بمحاسِنِ الأخلاق، وينهى عن السوءِ والفحشاء؛ قال اللهُ تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم).

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ما غذَّ ساعٍ سيره إلى الله وشمَّر، الله أكبر ما خطَّ تائبٌ رحلتَه إلى الله وسطَّر، الله أكبر ولله الحمد.

معاشِرَ المُسلِمين: لقد كانَ مِن أشرَف قومِهِ وأهلِ زمانِهِ في مكَّةَ رجُلٌ يُدعى عبدَ المُطَّلِبِ بنَ هاشِم، مِن قبيلَةِ قُريشٍ خادِمَةِ البيتِ الحرام، وكان أحبُّ وَلَدِهِ إليه عبدُ الله، زوّجهُ من امرأةٍ مِن أشرفِ نساءِ مكة؛ هي: آمِنَةُ بنتُ وهب.

وقد حملت مِنهُ حَملا، أدرك عبدُ الله من زَمَنِ هذا الحملِ قبلَ ولادَتِهِ زمَنًا يسيرًا ثُمَّ مات، ودُفِنَ في المدينة.

أيُّها المُسلِمون: ولمَّا كان يومُ الإثنينِ من ربيعَ الأولِ في عامِ الفِيلِ وُلِدَ حَمْلُ آمِنَةَ بنتِ وهب، ورأتْ أنَّه خرج مِنها نورٌ أضاءت له قُصُورُ الشَّام، كما أخبر صلى الله عليه وسلم، أخرج ذلك أحمد والحاكم وصحَّحه.

حينئِذٍ بعثت آمِنَةُ إلى جدِّ ابنِها عبدَ المُطَّلِبِ تُبَشِّرُهُ بحفيدِه، فجاءَ مُستبشِرًا ودخَلَ به الكعبة، ودعا الله وشكر له. كما أورده الطبريُّ وابنُ سعد.

وسمَّى عبدُ المُطَّلِبِ حفيدَهُ مُحمَّدا؛ إلهامًا مِن الله تعالى.

وقد كان عادةُ العرب في وِلدانِها أنْ تبعث بهم إلى البادية؛ حيثُ الهواءُ النَّقي، والطَّعامُ الصحيح، والعربيَّةُ العَرْباء، فقِدِمَ مكَّةَ مُرضِعاتٌ يلتمِسنَ الرُّضَعَاء، وكان مِن هؤلاءِ الرُّضَعاءِ هذا اليتيم: مُحمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ المُطَّلِب، وما في هذه المُرضِعاتِ امرأةٌ إلّا وعُرِضَ عليها، ولكِنَّهُنَّ أعرضنَ عنه وكرِهْنَهُ وقالوا: إنَّه يتيم، وإنَّما يُكرِمُ الظِّئرَ ـــــ أي: المُرضِعَةَ ــــ ويُحسِنُ إليها الوالِد، فقُالوا: وما عسى أنْ تصنعَ بنا أُمُّهُ أو عمُّهُ أو جدُّه.

فأخذ هؤلاءِ المُرضِعاتُ الوِلدان، وبقيَ هذا الوليدُ اليتيم.

وكان آخِرُ واصِلٍ من المُرضِعاتِ إلى مكَّةَ امرأةٌ يُقال لها: حليمَة بنتُ أبي ذُؤيب، مِن بني سَعد، تأخَّرت بسببِ راحِلَتِها الكليلة، فلمَّا لم تجِدْ إلّا هذا اليتيمَ قالت لزوجِها: واللهِ إنّي لأكرَهُ أنْ أرجِعَ مِن بينِ صواحِبي ولم آخُذ رضيعا، والله لأذهَبَنَّ إلى ذلك اليتيمِ فلآخُذَنَّه. قال زوجُها: لا عليكِ أنْ تفعلي، عسى الله أنْ يجعل لنا فيه بركة.

فلمَّا أقبلت به حليمةُ وزوُجها على ديارِهِم قامَ زوجُها إلى ناقَتِهِمُ المُسِنَّةِ فإذا هي مُمتلئةٌ لبنا، وكانت قبلَ ذلك لا تقطُرُ بقَطْرَة، فحلَب منها، وشربوا حتَّى انتهوا رِيًّا وشِبَعا، فباتوا بخير ليلة، وكانوا قبل ذلك لا ينامون؛ مِن أجلِ صبيٍّ يبكي كُلَّ ليلةٍ مِن الجُوع، فلمَّا أصبحوا قال زوجُها لها: يا حليمة؛ تعلمين والله لقد أصبنا نسمةً مُباركة، أخرجه الطبرانيُّ، وجوّدَ إسنادَهُ الذهبي.

ولعمرُ الله لقد كانت هذه النَّسمَةُ أكرَمُ النِّسَمِ وأزكى النَّسائم، وما صلَحت شاةُ حليمةَ وزوجِها وأرضهُم بها وحسب، بل صلح أمرُ الأرضِ بأجمَعِها ببركَةِ دعوَتِهِ صلى الله عليه وسلم.

إخوةَ الإسلام: ولما كانت سِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثًا نزل إليه ملكان فشقَّا عن صدره، فأخبر صِبيةٌ حليمةَ بذلك فخافت هي وزوجها، فقدِما بِهِ مكَّةَ وأعاداه إلى أُمِّهِ آمِنة، فألحَّتْ عليهما أنْ يُخبراها بسبب إرجاعِهِ فأخبراها.

ثُم بقيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حضنِ أُمِّهِ وحنانِها رَدْحًا مِن الزَّمَن، وذهب معها إلى أخوالِهِ، وأقاما عندهم في أحسنِ حالٍ وأهنئِه، ولم تكدْ تقرُّ عينُهُ بأُمِّهِ حتى توفَّاها الله تعالى بعد رجوعها مِن أخوالِهِ في موضعٍ يُقال له: الأبواء، بين مكَّةَ والمدينة، وعمره ستُّ سنوات.

فكفله جدُّه عبدُ المُطلّب، وأحاطه بعنايَةٍ لم يولِها أولادَهُ ولا أحفادَه.

ثُمَّ شاءَ الله تعالى أن لا تدوم هذه الحال طويلا؛ فتوفّي عبدُ المطّلب بعد سنتين، وعمر نبيّنا صلى الله عليه وسلم ثمانُ سنين.

فكفله بعدَه عمُّهُ أبو طالب، وكان له عنده من المكانةِ والحَظوَة في صِغَرِهِ وتنشِأتِه مثلما كان مِن جدّه، وكذا بعد بِعثَتِه.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر هدانا واجتبانا، الله أكبر أكرمنا وآوانا، الله أكبر رحمنا واصطفانا، الله أكبر ولله الحمد.

أيّها المسلمون: لقد أراد الله تعالى أنْ يصنعَ نبيَّه مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم على عينه، وأنْ يكونَ هو المُؤدّبَ والمربيَ له، فقد تجرّع كأس الحُزنِ مرَّةً بعد مرّة؛ مات أبوه وهو في شهوره الأولى، ثُمّ أمُّه وهو ابنُ ست، ثُمّ جدُّه الذي كفَله وهو ابنُ ثمان، وبقي في ضمانِ اللهِ وأمانِهِ، "بعيدًا عن الذِّراعِ التي تُمعِنُ في تدليله، والمالِ الذي يزيدُ في تنعيمِه؛ حتَّى لا تميلَ به نفسُهُ إلى مجدِ المالِ والجاه، وحتَّى لا يتأثّر بما حوله مِن معنى الصَّدارَةِ والزَّعامة؛ فيلتبِسَ على النَّاسِ قداسَةُ النُّبُوَّةِ بجاهِ الدُّنيا"، وقد جعلته هذه المصائبُ رقيقَ القلب، سليمَ الصّدر، صادقَ اللَّهجةِ، مُتواضِعا.

فاستفِدْ يا أيُّها المُسلِمُ أنَّ الله لا يُضيّعُ عبدَه، وأنَّ له في خلقِهِ شُؤونا، وأنَّه إذا أراد أمرًا هيَّأ أسبابَه، وأنَّ مع العُسرِ يُسرا.

اللهم اجعلنا مِمَّن آمن بنبيّك صلى الله عليه وسلم، واتّبَعَ النّورَ الذي أُنزِلَ معه، واجعلنا مِن المُفلِحين.

أقولُ ما سمعتُم، وأستغفِرُ الله لي ولكم، فاستغفروه إنَّه كان للأوّابينَ غفورا.

الخطبة الثانية

الحمدُ لله حمدَ الشاكرين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا مُحمَّد، وعلى آله وصحبِهِ أجمعين.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر إعظامًا له وتمجيدا، الله أكبر إقرارًا به وتوحيدا، الله أكبر ولله الحمد.

أما بعد عبادَ الله: ثُمَّ لما شبَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكبِرَ تباعد عن الأصنام وأهلِها وكرِهها، وحُبِّبَت إليه الخلوةُ بالله والتعبُّدُ له؛ فكان يخلو بغارِ حراءٍ قريبًا مِن مكَّةَ؛ ملتمسًا فراغَ قلبِه، فيتعبَّدُ فيه اللياليَ ذواتِ العدد، ثُمّ يرجع لمكة إذا فرغ زادُهُ فيتزوّدُ لمثلِها.

وبينما كان كذلك، إذ أنزل الله عليه مَلَكًا مِن ملائكته؛ هو جبريلُ عليه الصَّلاةُ والسلام، فقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: (اقرأ) فقال: (ما أنا بقارئ) ـــــ وكان لا يقرأ ولا يكتب ــــــ، فأخذه جبريل فضمَّه ضمَّةً شديدة ثُم تركه فقال: (اقرأ) قال: (ما أنا بقارئ)، فأخذه فضمَّه ضمَّةً شديدةًحتّى بلغ مِنه الجَهد،ثُمّ تركه وقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وكانت هذه الحادثةُ العظيمةُ أوَّلَ نزولِ الوحي وأماراتِ النُّبُوّة، حتَّى عاوَده الوحيُ بعدها، وأنزلَ الله عليه الكتابَ والحكمة، وأزال بنورِهِما ظُلْمَةَ الجاهليّة وظُلامتها.

إنَّ الله تعالى قد بعثَ نبيَّه مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم بأعظمِ نِعمَة؛ وهي نعمةُ التوحيد الذي يُفرِدُ الله تعالى بالعبادة، ويصرِفُ له صُنُوفَها، فيحرِّرُ القلوبَ مِن ربقةِ الهوى وعِبادَةِ الأصنامِ والأوثان، ويُنجيها مِن الشّقاءِ والخُسران، ويُسعِدُها في الدُّنيا والآخرة.

يا أتباعَ محمّدٍ رسولِ الله: احمدوا الله تعالى أنْ هداكم للإسلام، دينِ النجاة، وطريقِ الجنة.

احمدوا الله أن اصطفاكم فجعلكم أتباعَ رسولِهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

لقد سلف قبلكم قومٌ كانوا يرجون ما أنتم عليه من النجاة، بحثوا عن الحق، وجانبوا الشّركَ، وخلعوا الأوثان، وأمَّلوا اتّباعَ نبيٍّ أظلَّهُم زمانُهُ؛ فما كان لهم ذلك.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر اعترافًا بنعمائه، الله أكبر يقينًا بعطائه، الله أكبر شوقًا إلى لقائه، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الأب المسلم، أيتها الأم المسلمة: إن الأسرة الطيبة كالبلدة التي يخرج نباتها بحسبما أُودع فيها من الغراس والنبات والماء الفرات، فإذا بذلتم في ساحة أبنائكم واجتهدتم وقمتم على التربية الإسلامية الصحيحة أثمرت وآتت أُكُلَها طيبةً بإذن بها، وإذا أسلمتم فلذات الأكباد إلى الفارغين والفاسقين وغمرات المسلسلات وأصحاب المذاهب الهدامة والمنحلة قامتْ شجرةٌ خبيثةٌ مُجتثَّةٌ مِن فوق الأرض ما لها من قرار، وصارت ثمراتها الرديئة مسجلةً في صحائف أعمالكم حتى تلقوا ربكم.

فاتقوا الله، اتقوا الله في أولادكم؛ تعاهَدوهم بالنصيحة، وأحيطوهم بالتوجيه، ومُرُوهُمْ بالصلاة والصيام والعفاف والصِّلة والبر، وحذِّروهم مواطنَ المنكراتِ والشُّرور: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).

أيَّتُها المرأةُ المسلمة: إنَّ جمالَ المرأةِ في سِترها، وبهاءَها في حَيائها، ورونقَها في عَفَافها، وصونَها في حِجابها، قال الله تعالى: (وإذا سألتموهنَّ متاعًا فاسألوهن مِن وراء حجاب)، وإنَّ للمرأة الحقَّ في التجمُّل متى كان ذلك محفوفًا بآداب الإسلام وواجباته، قال النبي r: (لعن الله النَّامِصَةَ والمتنمِّصة)؛ يعني: التي تَنْتِفُ مِن شَعر حاجبها أو غيرِها، وقال r: (أيُّما امرأةٍ اسْتَعْطَرَتْ فمرَّت على قومٍ ليجدوا من ريحها فهي زانية).

  الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

اللهم أهلَ الثناءِ والمجد، أدم علينا هذا السَّعد، اللهم أعد علينا العيد بالعفو والعافية والأمن والإيمان، اللهم لك الحمد، أكرمتنا بالصيام وبالقيام وبتلاوة القرآن، اللهم اكتب ذلك لنا في صالح أعمالنا، وثبتنا عليه حتى نلقاك وقد رضيتَ عنا، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، اللهم أدم على هذه البلاد أمنَها ورخاءها، واحفظ عليها دينَها واستقرارَها، اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأتمَّ عليه العافية والتأييد، وأعنه ووليَّ عهده على كلِّ خير.

اللهم أعد علينا رمضان وعيدَه أعوامًا عديدةً وأزمنةً مديدةً ونحن في خيرٍ وعافيةٍ وقبولٍ وأمنٍ، اللهم احفظ عبادك المسلمين في كل مكان، واجعل هذا العيد سعيدًا عليهم ومباركًا يا أرحم الراحمين، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا مِن خِزيِ الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلِّغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، سبحان ربِّك ربِّ العِزَّةِ عمَّا يَصِفون، وسلامٌ على الـمُرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.

 

 

المشاهدات 1052 | التعليقات 3

خطبة عيد الفطر سنة 1442

 


خطبة عيد الفطر سنة 1442


خطبة عيد الفطر سنة 1442