عيدُ الْحِشْمَةِ والْحَياءِ 1/10/1444هـ
خالد محمد القرعاوي
1444/09/27 - 2023/04/18 23:48PM
عيدُ الْحِشْمَةِ والْحَياءِ 1/10/1444ه
اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! الله أكبرُ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ؛ أفاضَ علينا وأَجادَ، وخصَّنا بالأفراحِ والأعيادِ، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شَهَادَةَ مَنْ آمنَ به وأَسْلَمَ، وأشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ النَّبِيُّ الأَكْرَمُ, حَرِصَ علينا فَعَلَّمَنا وَهَدَانَا، حَقَّاً:(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ؛ والتابعينَ لهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الْمَعَادِ. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقَوُا اللَّهَ يا مُؤْمِنُونَ، وَجَمِّلُوا بَوَاطِنَكُمْ بِالتَّقْوَى:(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ). طَرِيقُ التَقوَى مَن سَلَكَهُ رَشَدَ، وَمَن جَانَبَهُ ضَلَّ وابتعد. وَاعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثُاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أيُّها الْمُسلِمُونَ: عِيدُنا بِحَمْدِ اللهِ عِيدُ فَرَحٍ بِإِكمَالِ العِبَادَاتِ، ودُعَاءُ بقَبُولِها:(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).(وللصائمِ فَرحَتَانِ: إذا أَفطرَ فَرِحَ بِفِطرِه، وإذا لَقِيَ ربَّه فَرِحَ بصومِهِ(.فالحمدُ اللهِ على إتْمَامِ الصِّيامِ، فقد أمَّدَ في أعمَارِنا وَوَسَّعَ فِي أرزَاقِنا، وأمَّنَنا في أوطَانِنِا، وعافانا في أبدَانِنا؛ وَأَنْعَمَ عَلينَا بِأَجْوَاءٍ رَمَضَانِيَّةٍ مُمْطَرَةٍ جَمِيلَةٍ هَانِئةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ لا نُحصي ثَنَاءً عليكَ. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحمدُ.
عِيدُنا عِبَادَ اللهِ: عِيدُ حِشْمَةٍ وَحَيَاءٍ وَعِفَّةٍ. لنْ تُؤثِّرَ بِإذْنِ اللهِ في قِيَمِنَا ولا في مَبَادِئِنَا مَا نَرَاهُ مِنْ تَبَرُّجٍ وَسُفُورٍ مِن شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ لا تُمَثِّلُ مُجْتَمَعَنَا الْمُحَافِظَ الْمُحْتَشِمَ. فَهؤلاءِ زَبَدٌ سَيَذْهَبُونَ قَرِيبًا وَيَعُضُّونَ أَصَابِعَ الْحَسْرَةِ والنَّدَمِ, وَبِإذْنِ اللهِ سَيَثُوبُون إلى دِينِهِمْ وَحَيَاءِهِمْ وَحَشْمَتِهِمْ, وَلَو بَعْدَ حِينٍ. كَيفَ لا يَكُونُونَ كَذَلِكَ وَهُمْ يَأْرِزُونَ إلى دِينٍ خُلُقُهُ الأَعْظَمُ هُوَ الْحَيَاءُ! بَلْ إنَّ مِن صِفَاتِ اللهِ كَمَا قَالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَييِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ». حَدِيثٌ صَحِيحٌ. نَعَمْ دِينُنَا قَائِمٌ على خُلُقِ الْحَيَاءِ كَمَا قَالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا, وَإنَّ خُلُقَ الإسْلامِ الحَيَاءُ». رَوَاهُ ابنُ مَاجَةَ وَصَحَّحَهُ الألبَانِيُّ. وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الحَيَاءُ خَيرٌ كُلُّهُ». وَقَالَ: «الحَيَاءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيرٍ». رَوَاَهَا الإمَامُ مُسْلِمٌ. فَهَلْ مَا تَرونَهُ مِنْ سُفَهاءِ الأَحلامِ, وَقَلِيلِ الحَياءِ, مِمَّنْ يُصَوِّرُونَ أَنْفُسِهمْ وَمَنْ يُحَادِثُونَهُمْ بِكلامٍ بَذِيءٍ وَحَرَكاتٍ مَشِينَةٍ, أَنَّهُمْ أَهْلُ حَيَاءٍ وَحِشْمَةٍ؟! بَلْ مَنْ يَرى وَاقِعَ فَتَيَاتٍ مُغَرَّرٍ بِهِنَّ وَهُنَّ يَتَجَوَّلْنَ بِالْمَقَاهِي والْمَطَاعِمِ وَيُزَاحِمْنَ الشَّبَابَ يُدْرِكُ يَقِينًا أَنَّ ذَلِكَ مُخَالِفٌ لِلْحِشْمَةِ والْفِطْرَةِ والحَياءِ. فلا تَبْأَسُوا وَلا تَيأَسُوا فَدِينُ غَالِبٌ وَظَاهِرٌ وَمَنْصُورٌ بِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ يَقُومُونَ بِحَقِّ الْوِلايَةٍ والتَّرْبِيَةِ وَحُسْنِ الرِّعَايَةِ, فَعَلينَا فِعْلُ الأسَبابِ, ومنَ اللهِ التَّوفِيقُ والهِدَايَةُ. وَأَنْتُمْ تَرَونَ بِحَمْدِ اللهِ السَّوَادَ الأَعْظَمَ مِنْ نِسَائِنَا أَنَّهُنَّ مُحْتَشِمَاتٍ عَفِيفَاتٍ. سَتَرَ اللهُ عَليهِنَّ وَزَادَهُنَّ ثَبَاتًا وَتَوفِيقًا. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَظهَرَ نَبِيُّنا مُحمَّدٌ الفَرَحَ بِالأعيَادِ فَلَبِسَ أحسنَ ثِيابهِ، وأَذِنَ لِلمُسلِمِينَ بَأَنْ يَفرَحُوا، وخيرُ الهَديُ هديُ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. أمَّا مَا فِينا من مُشكِلاتٍ وَأَزَمَاتٍ, وَأَحْزَانٍ، وخَطَايَا، فَلا يَنْبَغِي أنْ تَمْنَعَنا من الفَرَحِ الْمَشرُوعِ، فالابتِلاءَاتُ والهُمُومُ مِن سُنَنِ اللهِ فِي خَلِيقَتِهِ! (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ).
عِبَادَ اللهِ: حَقٌّ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يَعِرُفوا فَضْلَ رَمَضَانَ عَلَيْهِمْ, فَشُكْرًا لَكَ يَارَبُّ على رَمَضَانَ. فَقَدْ عِشْنَا فِيهِ أَعْظَمَ مَعَانِي النَّصْرِ عَلى النَّفْسِ والشَّيطَانِ، وَأَدْرَكْنَا مَعْنَى قَولَ اللهِ تَعَالَى: (إنَّ كَيدَ الشَّيطَانِ كَانَ ضَعِيفًا). فَهَجَرْنَا الْمُلْهِيَاتِ وَأَقْبَلَنا عَلَى الصَّالِحَاتِ. وَلَقَد كَتَبَ اللهُ لنا الخيريةَ بِأَمْرِنا بالْمَعْرُوف ونَهيِنَا عن الْمُنكَرِ! وإنَّ التَّلاومَ لِوجودِ مُنكراتٍ لن يُجديَ شَيئًا، وإنَّ السُّكوتَ سَيَزِيدُ الأَمْرَ سُوءاً فَهُو مَسؤولِيَّةُ الجَمِيعِ، وَنَفْعُهُ وَخَيرُهُ لِصَالِحِ الجَمِيعِ، ألم يَقُلْ مَولانَا :(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبَكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيَكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرَكُمْ).
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
شُكْرًا لَكَ يَارَبُّ على رَمَضَانَ. فَقَدْ عَلَّمْنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّنَا نَرَاهُ، فَأَعْطَانَا دُرُوسَاً عَمَلِيَّةً فِي مُرَاقَبَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَأنَّ وَاعِظَاً يُخَاطِبُنا بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى! فَمَا أَجْمَلَ أَنَّ تَكُونَ تِلْكَ الْمُرَاقَبَةُ مَنْهَجَ حَيَاةٍ لَنا. حُقَّ لنَا أنْ نَفرحَ بعيدِنا، فَنَحنُ في يوم الجَوائِزِ، فَيَا مَنْ أَدَّيتُمْ فَرْضَكُم وَأَطَعْتُمْ ربَّكم، وصُمتُم شَهْركُمْ، أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكِمْ، وثِقُوا بِحُسْنِ جَزَائِهِ وَثوَابِهِ، وَانْشُرُوا الْمَحبَّةَ بَينَكُم، وَتَزَاورُوا وتَبَادَلُوا التَّهَانِيَ والدَّعواتِ. لا نُرِيدُ أَحَداً حَزِينًا! عِشْ مُبْتَهِجًا مُتَفَائِلاً، بإنجَازاتٍ حَقَّقتَها في رَمضَانِكَ! فَقْدْ اكْتَشَفْنَا أنَّ في نُفُوسِنَا خَيراً كَثِيراً، وأنَّنا قادِرُون بإذنِ اللهِ على فِعْلِ الكَثِيرِ لِأنْفُسِنا وَأُمَّتِنَا، فَقَدْ عِشْنَا مع القرآنِ الكريمِ تلاوةً وتدبُّرا، فأدركنا أنَّ القرآنَ الكريمَ هو النَّجاةُ والنُّورُ، وصَدَقَ اللهُ:(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ*يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). فلا يسوغُ لنا أنْ نتخذَهُ وَرَاءَنَا ظِهْرِيَّا. لقد علَّمنا رَمَضَانُ مَعنى البِرِّ والإحسان، فلا تَغفُلُوا عن ذَلِكَ طِيلةَ العَامِ:(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). شُكْرًا لَكَ يَارَبُّ على رَمَضَانَ, فَقد كَشَفَ لَنَا قُوَّةَ صَبْرِنا وعَزِيمَتَنَا على شَهَواتِنا! فَهَجَرنا القَنَواتِ الْمَاجِنَةِ, وَالْمُسَلسَلاتِ السَّخِيفَةِ الهَابِطَةِ الكَاذِبَةِ, وانْقَطَعْنا عن استِرَاحَاتٍ تضرُّ ولا تنفع! لَقَد ابْتَعَدَ كَثِيرٌ مِنْ شَبَابِنَا بحمدِ اللهِ عن الدُّخانِ والشِّيشَةِ بِأنواعِها! لأنَّهُمْ أَدْرَكُوا أنَّهُمْ أَهْلُ عَزِيمَةٍ وَقُوَّةِ إرَادَةٍ! فَمَا أَكْرَمَكَ يَا رَمَضَانُ ومَا أَعْظَمَكَ! وصدقَ اللهُ:(إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا). اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
يا مؤمنون: عِيدُنا كَريمٌ، فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ، أُعفُوا وَاصفَحُوا (أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم). فَقَبْلَ حُسْنِ مَلْبَسِنا دَعوةٌ أنْ نُنَظِّفَ قُلُوبَنَا، اتْرُكُوا أَنْتُمْ فَعَلْتُمْ وَنَحنُ فَعَلْنَا! أَنْتُمْ قُلْتُمْ وَنَحْنُ قُلْنَا! فَكَمْ سَمِعتُم وَسَمِعْنا! عَن أُنَاسٍ امْتَلأَتْ قُلُوبُهُم حِقدًا عَلَى أَقَارِبِهِم، قَاطعُوهُم وَخَاصَمُوهُم , لأَتْفَهِ الأَسْبَابِ، أَو وِشَايَةِ لِئَامٍ، أَو زَلَّةِ لِسَانٍ:(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ). وقالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ). وَأَعْظَمُ العُقُوقِ والْقَطِيعَةِ مَا كَانَ مِن الوَلَدِ لِوَالِدَيهِ! فَاحْذَرْ غَضَبَ الرَّبِّ عَليكَ! فَلن يُرفَعَ لَكَ عِند اللهِ عَمَلٌ! وَلَن تُوفَّقَ لِخَيرٍ! كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(ثلاثةٌ لا يقبلُ اللهُ منهم صَرْفًا ولا عَدْلاً: العاقُّ لوالديه، وَالْمنَّانُ، وَالْمُكَذِّبُ بالقَدَرِ). فَاتَّقوا اللهَ فِي الوَالِدَينِ، وَاغْتَنِمُوا خَيرَهُمَا وَبِرَّهُمَا ورَدِّدوا: رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.
مَعَاشِرَ الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ: صَلاتُكُمْ فَرَجُكُمْ ونورُكُم، وَانشِرَاحُ صُدورِكُم، وَتَيسيرِ أُمورِكم, فَلا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شُغلٌ ولا هوى، ولا شَيطَانٌ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
يا أُخْتَاهُ تَيقَّظِي لِدينِكِ ومُستقبلِ حياتَكِ وعرضِكِ، فهُناكَ خُطُوَاتٌ خطيرةٌ تحدثُ في مُجْتَمَعِنَا! فَكُونِي على خَوفٍ وَحَذَرٍ, فَمَواقِعُ التَّوَاصُلِ حَبَائِلُ مَنْصُوبَةٌ! حماكِ اللهُ من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ. وَتَذَكَّرِي نِدَاءَ اللهِ لَكِ:(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ(.فَلو عَمِلتِ بها لَحُزْتِ خَيري الدُّنيا والآخِرَةِ، فَالأَصْلُ قَرَارُكِ في بيتِكِ؛ فاصبري على تَعَبِ الْمَنزِلِ، وكَلَفَةِ التَّربيةِ والزَّوجِ، واحذري الخضوعَ في القولِ ومخالطةَ الرِّجالِ وإبداءَ الزِّينةِ لهم، ابتعدي عن الأَمَاكِنِ الْمُختَلَطةِ فَقَد قَالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (عَلَيكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ).
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
أيُّها الْمُسلِمُونَ: بِحمدِ اللهِ اجتمع لنا اليومَ عِيدانِ فيُشرعُ لِمَن صَلَّى العيدَ أنْ يُصلِّيَ الجُمعَةَ هذا هو الأَفضَلُ، وَلَهُ أنْ يُصليَ ظهرًا فِي بَيتِه؛ فَقد ثَبَتَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رخَّص في عَدَمِ حُضُورِ الجُمُعَةِ لِمَن حَضَرَ العِيدَ، وقال:(قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ). إخْوانِي: لا أحَدَ يَفْهَمُ أنَّهُ يَدَعُ صَلاةَ الظُّهرِ أو يَقصِرُها أو يَجمَعُها كلا، بَلْ يُصَلِّيَها أَربَعَاً بَعدَ دُخولِ وَقتِ الظُّهرِ، وإنَّا إنْ شَاءَ اللهُ مُصَلُّونَ الجُمُعَةَ فِي وَقتِها هُنا.
عِبَادَ اللهِ: لا تُفَرِّطُوا فِي صِيَامَ سِتٍّ من شَوَّالٍ، فَقَدْ كَثُرَ الْمُشَكِّكُونَ بِهَا والْمُزَهِّدُونَ فِي فَضْلِهَا, وَقَد قَالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ).ثُمَّ استَقِيموا على العَمَلِ الصَّالحِ وَاثْبُتُوا على الطَّاعَةِ، وكان من هدي نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُخَالَفةُ الطَّريقِ في العيدِ، قَابِلوا أَهلِيكُم وأَصْحَابِكُمْ وَجِيرَانِكُمْ وَالعَمَالَةِ الوافِدَةِ بالبِشْرِ والتِّرحابِ، ولا يعكِّرْ عليكَ الشَّيطانُ عيدَكَ! وَرَدِّدُوا: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا). اللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائزَه. واجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ. اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه فأعتقت رقابَهم من النَّار. اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان، اغفر لنا ولِولِدِينا ولجميع المسلمينَ، وفِّق ولاة أمورِنا لِما تُحبُّ وترضى. وأصلح أحوال المسلمين، وهيئ لهم قادَةً صالِحينَ مُصلِحينَ، اللهم احفظ حُدُودَنا وجُنودَنا وتقبَّل موتاهم في الصَّالحينَ. اللهم وانصر إخواننا المُستضعفينَ في كُلِّ مكانٍ يا ربَّ العالَمينَ، اللهم واجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا وتوفَّنا وأنت راضٍ عنا يا كريمُ. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار) سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق