عيد الاضحى - مختصرة
عبدالله منوخ العازمي
الخطبة الاولة:
الله أكبر (تسع مرات)، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
الحمد لله جلَّ جلالُه، وعظُم ثناؤه، وتقدَّست أسماؤه، سبحانه وبحمده لا تُحصى نعماؤه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، بعثه الله بالهدى ودينِ الحقِّ فارتفعت به أعلامُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه هم بدور الدجى وسناؤه.
أما بعد: فاتقوا الله عز وجل، فتقواه سبحانه خيرُ زاد، وهي النجاة في يوم المعاد.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، له الخلق والأمر، وله الملك وله الحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، بيده الخيرُ كلُّه، وإليه يُرجع الأمرُ كلُّه.
الله أكبر كبيرًا، لو أن أولَ خلقِه وآخرَهم، وإنسَهم وجنَّهم، كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ منهم، ما زاد ذلك في مُلكه شيئًا، ولو أن أولَ خلقِه وآخرَهم، وإنسَهم وجنَّهم، كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منهم، ما نقص ذلك من مُلكه شيئًا،
الله أكبر كبيرًا، (كلَّ يومٍ هو في شأن)، فيغفرُ ذنبًا، ويفرجُ همًّا، ويكشفُ كربًا، ويجبرُ كسيرًا، ويُغني فقيرًا، ويُعلِّمُ جاهلًا، ويهدي ضالًّا، ويشفي مريضًا، ويعافي مبتلًى، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، وينصرُ مظلومًا، ويقصمُ جبارًا، ويُقيلُ عثرة، ويسترُ عورة، ويؤمِّنُ روعة، ويرفعُ أقوامًا ويضعُ آخرين.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
ثم اعلموا أن كلَّ ما يقعُ في هذا الكون - مما نحبُّ ونكرهُ - هو بتقدير الله عز وجل، وله في ذلك الحكمةُ البالغة، وهو الحكيم العليم، ومن تلك الحكم العظيمة: أن يتميَّزَ أهلُ الإيمان، وتَعظُمَ أجورُهم بصبرهم على الطاعة وصبرِهم عن المعصية.
يقول ربنا سبحانه: (ولَنبلونَّكمْ حتى نعلمَ المجاهدينَ منكمْ والصابرينَ ونبلوَ أخبارَكم).
ايه المؤمنون
فإن من علامات الإيمانِ في قلبِ المؤمن: استنكارُه للمعاصي وضيقُ صدرِه بها، فمن وجد في نفسه ذلك فليحمد الله عز وجل على حياةِ قلبه.
فاصبروا يا عباد الله واثبتوا، واجتهدوا في إصلاح أنفسِكم وأهلِ بيوتكم، ولا تغتروا بكثرة الهالكين، واحمدوا الله الذي عافاكم مما ابتلاهم به، وتذكروا دائمًا وأبدًا أن للحسنةِ ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق،
وأن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبُغضةً في قلوب الخلق، وما ربُّك بظلام للعبيد.
وأبشروا يا عباد الله، فالله سبحانه لا يُصلحُ عملَ المفسدين، ولله العزةُ ولرسولِه وللمؤمنين، والعاقبةُ لعباد الله المتقين، وعدٌ من الله حقٌّ، ومن أصدقُ من الله حديثًا.
أيها المؤمنون: يومُكم هذا أعظمُ الأيام عند الله عز وجل، ومن أعظمِ ما يتقربُ به المؤمنُ إلى ربه في هذا اليوم العظيم: ذبحُ الأضاحي، فهي سنةُ الخليلين إبراهيمَ ومحمدٍ عليهما الصلاة والسلام.
والأفضلُ أن يتولَّى الإنسانُ ذبحَ أضحيته بنفسه إن استطاع، كما فعل النبيُّ ﷺ، وإن وكَّل غيرَه فلا بأس، وليُنْتَبه إلى أنه لا بد أن يكون الموكَّل مسلمًا.
وعلى المضحي أن يُحسن إلى ذبيحته، امتثالًا لقول النبي ﷺ: (إن الله كتب الإحسانَ على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ أحدُكم شفْرَتَه، ولْيُرِحْ ذبيحتَه).
وبعد هذا اليومِ العظيمِ أيامٌ فاضلة، وهي أيامُ التشريق الثلاثة، وقد أمر الله عز وجل بالإكثار من ذكره فيها فقال: (واذكروا الله في أيامٍ معدودات).
عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ...........
الخطبة الثانية :
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أيها المؤمنات: أمهاتُ المؤمنين هنَّ خيرُ النساء، طيباتٌ طاهراتٌ اختارهنَّ الله عز وجل أزواجًا لخير البشر ﷺ، وقد وجَّههن الله عز وجل في كتابه فقال: (وقَرْنَ في بيوتكن، ولا تبرَّجنَ تبرجَ الجاهليةِ الأولى، وأقمنَ الصلاةَ وآتينَ الزكاةَ، وأطعنَ الله ورسولَه)، وهذا التوجيه الإلهيُّ الكريمُ لأمهات المؤمنين أولًا، ولمن سار على دربِهن من نساء المؤمنين إلى يوم القيامة.
فيا من رضيتُن بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ نبيًّا: أَطِعْنَ الله ورسولَه، واحذرنَ من خطواتِ شياطينِ الإنس والجن، فمن تبعهم نالَ خزيَ الدنيا وعذابَ الآخرة.
ومن أرادتِ السلامةَ فلتُشغلْ نفسَها بما ينفع، ولتتركْ متابعةَ أهلِ المعاصي والفجور، من الساقطين والساقطات، فإن لمتابعتهم أثرًا عظيمًا في فساد القلب، وزرعِ محبةِ المعصيةِ فيه، يقول الله سبحانه: (والله يريدُ أن يتوبَ عليكم، ويريدُ الذين يتبعونَ الشهواتِ أن تميلوا ميلًا عظيمًا).
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
هنيئًا لكم بالعيد، وبارك الله يومَكم المجيد، وأدامَ عليكم السعدَ والسُّرور، وأفاضَ عليكم البهجةَ والحُبُور، وتقبَّل منكم الطاعات، وأدامَ عليكم المسرَّات، وغفرَ لكم ذنوبَكم، وأسعدَ بالخيرات قلوبَكم، وحقَّقَ لكم الآمال، ووفَّقَكم لصالح الأعمال.
ثم صلُّوا وسلِّموا على رسول الله، فمن صلَّى عليه صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحان ربك رب العزة ...............
المرفقات
1656845632_عيد الاضحى مختصرة.docx