عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ 1442-2021
محمد البدر
خُطْبَةِ عَنْ(عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ 1442-2021)
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ ،وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.[النساء:1]﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.[الأحزاب: 70،71]. أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ﴾.اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
يَومُكُم هَذَا هُوَ يَومٌ من أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ إِنَّهُ يَومُ النَّحرِ يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ، وَعِيدُ الأَضحَى، وهو من آخِرُ الأَيَّامِ العَشرِ المَعلُومَاتِ قَالَ تَعَالَى:﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾فاشكروا الله على نعمة بلوغ عِيدُ الأَضحَى المُبَارَكِ ،فبالشكر تدوم النعم وتزول النقم ،قَالَﷺ:«يَومُ الفِطرِ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ» رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فالْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ والعيد فرصة لجمع الشتات وصلة الأرحام قَالَ تَعَالَى:﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.وَقَالَﷺ:«إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ:مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَﷺ:«لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللهِ:يَجمَعُ المُسلِمُونَ بَينَ ذِكرِ اللهِ بِالصَّلاةِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، وَبَينَ التَّقَرُّبِ إِلَيهِ بِذَبحِ الأَضَاحِي وَإِرَاقَةِ دِمَائِهَا وكل أيام منى أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ قَالَﷺ:«أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ»رَوَاهُ مُسلِمٌ.واحذروا من الذّبح لغير الله فهو شِّركَ بالله واجتنبوا الدّعاءِ والاستِعانة والاستِغاثة والاستِعاذة والنذر والتوكُّل والخوف والرجاء ونحو ذلك من العبادة لغير الله ،قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾. وينتهي بنهاية اليوم الثالث عشر .قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ(2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ﴾.وَقَالَﷺ:«إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وليس من السنة ذبح الأضاحي عن الموتى ،فإن نوى بها عن نفسه وعن أهل بيته ونوى عن الأحياء والأموات فيرجى أن يشملهم الأجر إن شاء الله.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الحَمدُ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
عِبَادَ اللَّهِ:نعيش ولله الحمد الأمن والأمان في المملكة العربية السعودية والفضل لله ثم لرجال الحد الجنوبي، فهم في أمسّ الحاجة للدعاء " اللهم إنّا نستودعك جنودنا يامن لا تضيع ودائعه، اللهم احفظهم براً وبحراً وجواً، اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم وانصرهم نصراً عزيزا على من سب أصحاب نبيكﷺعلى من والى إيران وانتهج نهجهم واستن بسنتهم وخالف الكتاب والسنة وآذى المسلمين في اليمن وغيرها.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَﷺ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً , عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ , وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِلَّا السَّامَ , وَهُوَ الْمَوْتُ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فالنحمدالله على أن وفق ولاة الأمر -حفظهم الله- لتأمين لقاح كورونا لكافة الناس بدون أستثناء و بالمجان ، بعدالتأكيد من سلامة اللقاح ومأمونيته عن طريق وزارة الصحةوهيئة الغذاء والدواء لذا نأمل من الجميع أخذ اللقاح حتى تعود الحياة كما كانت ونجتمع صفوفاً متراصة في المساجد وفي الزواجات والمآتم ويزور بعضا البعض في الأعياد والمناسبات وغيرها.
عِبَادَ اللهِ:حافظة على الصلوات ،وأدّوا زكاةَ أموالِكم طيّبةً بها نفوسُكم ،وتعاونوا على غرس العقيدة الصحيحة في الأبناء والاتباع والاقتداء بالنَّبِيِّ ﷺقَالَ تَعَالَى:﴿ لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾وحذروهم من الجماعات المنحرفة وخطورة الأحزاب المدمرة مثل(الرافضة سبابي الصحابة والاخوان المفسدين والتبليغ المبتدعين والصوفية المخرفين المنحرفين وغيرهم)قَالَ تَعَالَى:﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾
وحذروهم من الغلو والتطرف والسفور والخروج عن الشرع والتحلل من أحكامه وقيمه وأفضل مسلك لتجنب هذه الفتن تعليمهم العلمُ الشرعي الصحيح على الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة الصالحين واربطوهم بأقوال العلماء المعتبرين قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الامن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرسول وإلى أُوْلِى الامر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾وجنبوهم البدع وحذروهم منها قَالَﷺ:«مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
عِبَادَ اللهِ:كانﷺيخص النساء في خطبة العيد و لأن الصوت يصلهم ولله الحمد فنقول وبالله التوفيق يا معشرَ النِّساء،اتَّقين اللهَ ،وأطِعن الله ورسوله، وحافِظن على صلاتِكنّ، وأطعنَ أزواجكنّ، وارعَينَ حقوقهم، وأحسِنَّ الجوار، وعليكنّ بتربيةِ أولادكنّ التربيةَ الإسلامية ورعاية الأمانة، وإيّاكنّ والتبرجَ والسفور والاختلاطَ بالرّجال، وعليكنّ بالسِّتر والعفاف؛ تكنَّ من الفائزات، وتدخُلنَ الجنّةَ مع القانتات، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: جاء النَّبِيِّﷺمع بلال إلى النّساء فقرأ :﴿يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلْـٰدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ثم قال:آنْتُنَّ عَلَى ذلِكِ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا:نَعَمْ قَالَ:فَتَصَدَّقْنَ فَبَسَطَ بِلاَلٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قَالَ:هَلُمَّ لَكُنَّ فِدَاءً أَبِي وَأُمِّي فَيُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلاَلٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَﷺ:«إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
واحذرن من بعض المخالفات ومنها لبس العباءات المزخرفة والملونة والخروج بكامل الزينة فالبعض متعطرات ومائلات مميلات تتكسر في مشيها وتتميع وتخضع في قولها والبعض يكثرن المزاح والضحك مع الرجال الأجانب ولا تتحرج من ذلك وبعضهن حاسرات للرأس كاشفات للوجه وتلبس الضيق من الملابس والمزخرفة وتتجول في الأسواق والمنتزهات والحدائق وغيرها ،وكل ذلك يورث الفتنة و النبيﷺ حذر من الذهاب للمسجد بهذه الصفة فكيف بغيره،قَالَﷺ«إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ ﷺ«أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ،وَقَالَﷺ«الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ ,فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
يَقُولُ ابنِ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ:أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ. ا.ت.الا وصلوا..
المرفقات
1626395069_عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ 1442-2021.pdf