عِيدُكُمْ مُبَارَكٌ ( خُطْبَةُ جُمْعَة وَافَقَتْ يَوْمَ اَلْعِيدِ )

سعود المغيص
1444/09/29 - 2023/04/20 14:56PM

الخُطْبَةُ الأُولَى :

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بعدُ عباد الله  :

أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾

أيها المسلمون : عِيدُكُمْ مُبارَك ، وكلَّ عَامٍ وأَنْتُمْ بِخَيْر، ويَومُكُمْ سَعِيد، فأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطِيبُوا الكَلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وأَحْسِنُوا لِوَالِدَيْكُمْ وَأَهْلِكُمْ ووسعوا على أولادكم وأَكْرِمُوا جِيْرَانَكُمْ، وابْتَسِمُوا فِي وُجُوهِ إِخْوَانِكُمْ ،،واِحْذَرُوا الظُّلْمَ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ مِنَ الحِقْدِ وَالحَسَدِ، وَالكِبْرِ، وتَوَاضَعُوا وكونوا عباد الله إخوانا.

والْتَمِسُوا بَهْجَةَ العِيدِ في رِضَا رَبِّكُم، والإقْلَاعِ عَنْ ذَنْبِكُم، والازْدِيَادِ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِكُم..

بَهْجَةُ العِيدِ في رِضَا الوَالِدَيْن، وحُبِّ الإِخْوَة ، وصِلَةِ الرَّحِم ، ورَفْعِ المَظْلَمَة، وإطْعَامِ المِسْكِين، وكِسْوَةِ العَارِي، وإسْعَادِ اليَتِيم، ومُسَاعَدَةِ المَرِيض.. يَفْرَحُ بِالعِيدِ مَنْ طَابَتْ سَرِيرَتُه، وصَدَقَتْ نِيَّتُه ، وحَسُنَ خُلُقُه ، ولَانَ خِطَابُه.

تَقبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكُم، وبارَكَ لَكُمْ في أَعْيَادِكُم، وأدَامَ مَسَرَّاتِكُم، وجَعَلَ سَعْيَكُمْ مَشْكُورًا، وذَنْبَكُمْ مَغْفُورًا، وزَادَكُم في عِيدِكُم فَرْحَةً وسُرورًا. وأعَادَهُ عَلَيْنَا وعَلَيكُمْ وعَلَى المُسْلِمينَ في صِحَّةٍ وسَلامةٍ وعَافِيَة.

أَقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم، ولِسَائرِ المُسلِمينَ والمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاستغْفِرُوهُ وتُوبوا إليه؛ إنَّ ربي غَفُورٌ رَحِيم.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ عباد الله :

اليومُ يومُ فرحٍ وسَعادةٍ، يومُ أُنسٍ وبهجةٍ، فافرَحُوا واسْعَدُوا بيومِكُم، فإنَّ فَرحَكُمْ بهذَا اليومِ عِبادةٌ تُؤجرُونَ عليهَا. اِفرَحُوا بِعِيدِكُم، وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلا تُسرِفُوا، فأَنتُم في عِيدٍ سَعيدٍ بإذنِ اللهِ، اسْعِدُوا أَطفالَكمْ ونِساءَكمْ، ولا تَنسَوا كذَلكَ مَنْ تَحتَ أَيدِيَكُمْ مِنَ الخدمِ والسائقينَ وغيرِهمْ، أَدْخِلُوا عَليهمُ الفرحَ والبهجةَ بهذا العيدِ وأَسعِدُوهُمْ بالهَدايا المُنَاسِبةِ.

عِبَادَ اللهِ : مِنَ الْإِحْسَانِ بَعْدَ رَمَضَانَ: صِيَامُ سِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ؛  قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» .

فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ، وَاشْكُرُوه عَلَى تَمَامِ فَرْضِكُمْ، وَلَازِمُوُا العَمَلَ الصَّالِحَ دَهْرَكُمْ.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « منْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا »

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا، وَاغْفِرْ ذُنُوبَنَا، وَضَاعِفْ أُجُورَنَا، وَأَعْتِقْ رِقَابَنَا، وَرِقَابَ وَالِدِينَا مِنَ النَّارِ .

الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وولي عهده، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِما لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى ،.

(ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسَنةً وفي الآخِرَةِ حَسَنةً وقِنَا عذابَ النار)

عِبَادَ اللَّهِ : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المشاهدات 1955 | التعليقات 0