عن الترفيه والترويح (2) الشيخ عبدالله علي الغامدي

الفريق العلمي
1438/04/20 - 2017/01/18 19:56PM
[align=justify]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:

عباد الله :

أوصيكم ونفسي بتقوى الله , فمن اتقاه وقاه , وبلّغه رضوانه وهداه , (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا , وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ , وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).

سبق في خطبة ماضية الحديث عن مجالات الترفيه والترويح في عهد النبوة والسلف الصالح وذكر من ذلك (الفروسية والرماية والحداء والارتجاز , والترويح بالمسابقات الرياضية , كالمصارعة وسباق الأقدام والصيد ونحو ذلك .

اخي القائم على حدود الله.

إن الترويح المباح شرعا واسع المساحة , متنوع الأنماط , متعدد الوسائل , مختلف الاتجاهات /متجدد مع الأزمنة /متواكب مع التقنية/ومع كونه كذلك /إلا أنه في جميع أحواله ومساراته/محكوم بضوابط الشرع/محاط بسياج العبودية لله /إذْ الأصل والمتركز في رسالة هذه الأمة المحمدية /القوة في الأخذ والتمسك بتعاليم هذا الدين /القوة في الحق /القوة في البناء والتعمير/القوة في حمل الأمانة /القوة في الجهاد/القوة في التربية والاعداد .

(خذوا ما آتيناكم بقوه واذكروا ما فيه لعلكم تتقون).

(وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين) .
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

ومن بين صنوف القوة هذه /قوة الضبط والامتناع /وكبح الجماح والانخلاع /عن كل متعة عابرة /أو لذة غالبة /أو شهوة مستعرة/أو هوى متبع/أو تقليد أعمى.
والتمسك بهذه الضوابط الشرعية /حال ممارسة الجوانب الترويحية /لا يُعد تضييقا على النفس /ولا حدّا من مجالات الترفيه الواسعة , ولكن لما في ذلك من مصلحة العباد والبلاد /وتحقيقا لمفهوم العبودية المحيط بجوانب الحياة كلها /ولو لم تكن حياة المسلم كذلك/ فما الفرق بينها إذا وبين حياة من ضل عن الهدى (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)00
إن الترويح واللهو/والترفيه واللعب والسياحة /معناها جميعا عند الغرب:

الانعتاق من كل قيد /والخروج على كل سائد والانفلات من كل زمام/والتحرر من كل معوق والانغماس في حمأه الرذيلة/افعل ما شئت كما شئت/مع من شئت متي ما شئت/دون حياء ولا خجل/دون قيم ولا آداب/دون تريث ولا تردد.

واستمع أخي الفطن ماذا يقول أعداء الشرائع ممن لعنهم الله وغضب عليهم ومسخهم فجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت .
قالوا في بروتوكولاتهم ولكي نبعدها - أي الجماهير - عن أن تكتشف بنفسها أي خط عمل جديد/سنلهيها بأنواع شتى من الملاهي والألعاب /ومزجيات للفراغ والمجامع العامة /وهلمّ جرّا وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف , داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى/في كل أنواع المشروعات /كالفن والرياضة وما إليهما/هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل التي سنختلف فيها معه ..الخ .

أيها المؤمنون
فإلى هاتيكم الضوابط الشرعية والأحكام المرعية للترويح والترفيه في ديننا الحنيف:

1- الضوابط المتعلقة بجماعة ورفقة الترويح .

لابد من صحبة صالحة يكون فيها أحدهم كحامل المسك , وإذا أراد الله بعبد خيرا وفّقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين ة الأخلاق السامية , ونزّهه عن صحبة أهل الشهوات والأهواء والبدع .
يقول عليه الصلاة والسلام (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). (في السلسلة الصحيحة 927).

(عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي)

الصحبة الصالحة هي المحضن التربوي الناجح , والبيئة الخصبة المثمرة , ففيها وبها تُقوّمُ الأخلاق , وتهذب الطباع , وتنمّى الطاقات , وتفعّل الجهود , معينة على الخير, صائنة عن الشر , إخوان الصدق دعاة الهدى وأهل التقى.

أما قرأت يوما خطاب المولى سبحانه لنبيه صلوات ربنا وسلامه عليه الذي جاء فيه (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا).

فهل حرصنا عند ترويحنا لأبنائنا على هذا المعنى العظيم , بترغيبهم مشاركة في مراكز صيفية ومكتبات خيرية , وحلقات قرآنية تربوية ؟.
هل تخيرنا لهم أخيارا من أجناسهم , وقريبا من أعمارهم رفقةً وأصحابا عليهم سيما الخير وأخلاق البر؟ .

وللعلم فلابد من مراعاة ما يصلح لكل مرحلة عمرية من الأصدقاء ليكون التفاعل إيجابيا ومثمرا
فها هو الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يسرب لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها من هن على شاكلتها وفى سنها من صويحباتها لتلعب معهن.
أما اليوم فان التفت إلى الواقع المرير , ضجّ فؤادك , وضاقت جوانحك كيف لا وانت ترى زمرا من الشباب الكبار وفى رفقتهم ومعهم في سياراتهم وجلوسا في منتزهاتهم غلمان صغار ناهيك عن كون ذلك في ساعات من الليل متأخرة وفي أماكن أحيانا مشبوهة..

أين من هؤلاء آباء وأمهات ؟ أين الراعي وأين الرقيب؟

عندها لأتسأل عن منكرات تقع وفواحش ترتكب وحسبنا الله ونعم الوكيل

يقول عليه الصلاة والسلام (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته )(السلسلة الصحيحة 1636)

ومن أهم ما تلزم الإشارة إليه والتأكيد عليه والمناداة به في الرفقة الترويحية الترفيهية عدم الاختلاط بين الجنسين فكل بمعزل عن الآخر ومنأى عنه درءا للفتنة , وسدا لذرائع الفاحشة وقطعا للطريق على دعاة التغريب والسفور , قال عليه الصلاة والسلام (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). (السلسلة الصحيحة 2701)

ولئن كان الحكم بذلك ساريا في كل ميدان وعلى كل صعيد إلا أنه في مجالات الترويح يزداد حرمة ومنعا , لما يغلب على هذه الممارسات من الممازحة وعدم التكلف والمباسطة وفوران روح النشاط والمرح وتزجية الوقت هنا وهناك , وزوال الكلفة خصوصا في الاحتفالات العامة وفعاليات المناسبات السنوية ونحوها ..

وحتى لا نذهب بعيدا عن واقعنا وأحوال مجتمعنا , جل بطرفك أخي مستور العرض مصون الجناب في أسواق وفرج , وشواطئ وحدائق وساحات وصالات عرض والعاب وملاه ومنتجعات ومعارض ماذا عساك هناك أن ترى من اختلاط مشين وتبرج وسفور , وجلسات عوائل متقاربة جدا , وليس ببعيد عن متابع لمثل هذه الفعاليات ما حصل في ليلة من ليالي هذه الاحتفالات حيث أطفئت الأنوار , وارتفعت أصوات الموسيقى وتوقفت حركة السير في الطرق لكثرة الناس المشاهدين للألعاب النارية وغازية ولضوئية ونحوها , مما اختلط فيه الحابل بالنابل ووجد فيه الشباب الآثم متنفسا تحت ستار الظلام الدامس لتصرفات رعناء واعتداء على حرمات وأعراض (وعلى نفسها جنت براقش), مما اضطر الشرط ومكافحة الشغب من التدخل لحل الإشكلات وفض النزاعات واستنقاذ العوائل من غوائل الشباب .

2- الضوابط المتعلقه بمكان الترويح.

إن المكان الذي يمارس فيه الترفيه له دور هام وأهمية بالغة ,

1- من جهة الاختيار: أخي المباركة أنفاسه: كن على حيطة وحذر من أماكن الترويح والترفيه في المجامع والمناسبات والحدائق المختلطة والشواطئ السافرة وأماكن إقامة الطرب والغناء وصالات السباحة شبه العارية وغير ذلك , مما لايخفى على مثلك النهي عنه 00فحري بالمؤمن أن ينأي بنفسه وأسرته عن كل موطن سوء أو موقع فساد00
قال عليه الصلاة والسلام (قال إياكم والجلوس بالطرقات , قالوا يا رسول الله ما لنا بُدّ من مجالسنا نتحدث فيها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه , قالوا وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )رواه الشيخان.

2- ومن جهة المحافظة والمراعاة.
فمن ذلك عدم إفساد موجداته كالأشجار والأنهار أو الحيوانات والظل أو نحو ذلك فملكية ذلك للجميع وليكن شعارنا "اترك المكان نظيفا كما تحب أن تراه نظيفا".
قال عليه الصلاة والسلام (اتقوا الملاعن الثلاث - أي التي تجلب على فاعلها اللعنة من الله والناس - البراز في الموارد - جمع مورد وهو مجرى الماء- وقارعة الطريق والظل ). ( حديث حسن في صحيح ابن ماجة 328 )
وفي رواية أخرى (من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم) (السلسلة الصحيحة 2298) .(وجبت عليه لعنتهم , فكيف بمن يكون سببا في أذية المسلمين من الشباب والفتيات حيث الإغراءات والمعاكسات والترقيم والخلوات ولربما أشياء أخرى وراء ذلك ..مما لا نسأل الله معه إلا أن يهدي من ضل وزاغ , وانحرف عن جادة العفاف والطهر فخسر وخاب .

3- ومن الضوابط ماله صلة بوقت الترويح .

1- وقت الترويح والترفيه المحرم

كأن يُمارس ذلك :
1- في وقت العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والحج ونحوها قال عليه الصلاة والسلام (أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة) (السلسلة الصحيحة 421).
2- كذلك الشأن في العبادات المطلوبة من الإنسان في غير وقت محدد كَبِرّ الوالدين وصلة الرحم والتعلم والدعوة إلى الله تعالى وغيرها .
3- كإهدار الأوقات وتضييع الأعمار في سمر دائم وسفر آثم وسهر مضر .
4- ومن ذلك الترويح الممارس في أوقات العمل الرسمي الذي يأخذ في مقابله الإنسان أجرة إذ لا يجوز اختلاس شيء منها في مزاولة لهو وترفيه وذلك لما فيه من اعتداء على حقوق الآخرين بتعطيل مصالحهم وتأخير منافعهم .

قال سبحانه (ياأيها الذين امنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمه الأنعام) ولفظ العقد هنا شامل لكل عقد صحيح 00
الحمدلله شرع لنا دينا قويما وصراطا مستقيما والصلاة والسلام على من تركنا على محجه بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك 00صلى الله عليه على آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

عباد الله

ب- ومن ضوابط وقت الترويح:

عدم الإفراط في استهلاك الوقت المباح فالمرء عن عمره مسؤول وعن شبابه محاسب كما صح في ذلك الحديث وأثمن وأعز مايملك المؤمن وقته الذي ينبغي أن يشح فيه أشد من شحه في نفقة درهمه وماله

وتأمل حديث أنس رضي الله عنه قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال (كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى ).

وارع سمعك أخي لكلمات رائعة المعنى عميقة المغزى للإمام ابن القيم رحمه الله ساقه في حديثه عن منزلة الغيرة وشمولها لكثير من الأمور, وذكر منها الغيرة على الوقت فقال (الغيرة على ما فات وهى غيرة قاتلة فإن الوقت وَحِيّ التقصي - أي سريع الانقضاء والتصرم- أَبِيّ الجانب بطئ الرجوع , فمن غفل عن نفسه ، تصرمت أوقاته وعظم فواته , واشتدت حسراته 00الخ
أخي الأبي الشهم .

لإن أصبح اللهو واللعب والترفيه والعبث وإهدار الأوقات والأموال في تجزيات مسلية وملاه دائمة طابع الحياة بالغدو والآصال وبالليل والنهار , فذلك خروج بالترويح والترفيه عن طبيعته المقصودة واتجاه بالحياة إلى الضياع والانحراف .

إن الأمم الجادة والنفوس السامية التي تصدق نياتها في بلوغ غايات القوة والتقدم والتفوق لئن جعلت للترويح وقتا , لتجعلن للعمل والجد والنهوض وطلب المعالي أوقاتا وأعمارا 00فكيف وحال الأمة الإسلامية دمٍ مسفوح وعرضٍ مستباح وحمى مغتصب مساجدَ هدمت ودورِ علم دمرت وقرى بل ومدنا عن بكرة أبيها دُمّرت وأحرقت ناهيك عن تأخر علمي وتقني وحضاري مريع ..
أيطيب بعد ذلك أن تسكر الأمة بلهو مُسْتعِر , وترويح مستمر, وترفيه يعج بمناظر الآثام والمعاصي فهل من مدّكر؟!.

أمة العقيدة وحملة الرسالة :

لازال الحديث متصلا بموضوع الترويح والترفية وموقف الإسلام منه وقد ذكر فيما مضي طرف من ضوابط الترويح الشرعية والتي منها : ماله صله برفقة الترويح ومكانه الترويح ووقته . أخي المؤمن :
ومن الضوابط الشرعية للترويح اللباس الساتر:

(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير) إن ستر الجسد ليس مجرد عرف بيئي أو عادة أو تقليد وإنما هو فطرة خلقها الله في الإنسان وشريعةٌ أنزلها للبشر وإلا فما الفرق بين الانسان والحيوان .

وقد حذر عليه الصلاة والسلام بقوله (لا ينظر الرجل الى عورة الرجل ولا المرأة إلي عورة المرأة)

وعن عبدالرحمن بن جُرهد قال كان جرهد هذا من أصحاب الصفة قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذي منكشفة فقال"أما علمت أن الفخذ عورة ".(صحيح سنن أبي داود 4014)
ومن الصنفين الذين هما من أهل النار لم يرهما النبي حال حياته عليه الصلاة والسلام "ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "

وقال عليه الصلاة والسلام "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها " (صحيح الترغيب والترهيب 170).

فهل تعي نساء المسلمين ممن يذهبن لأماكن التخسيس والتسمين والتدليك والمساج وحمامات البخار وصالات الألعاب الرياضية النسائية في بعض الأماكن والمقّار , شدة الوعيد في هذا الحديث 00
إنها سياسة الشيطان وخطته مع البشرية جمعاء , بدءا من أبينا آدم إلى أن تقوم الساعة "فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماوري عنهما من سوءاتهما "

لقد كان لباس آدم وحواء عليهما السلام من ثياب الجنة وزينتها فلما أن أكلا من الشجرة التي نهيا عنها حتى انزاحت عنهما ثيابهما وبدت عوراتهما فطفقا يغطيانها بورق الأشجار ليستر ما انكشف من موضع العفاف والحشمة

إنها الفطرة السليمة التي تستحيي من هتك الستر وظهور المعيب

تأمل أخي أزياء النساء وملبوساتهن ماذا ترى من صرخات الموضة يوما بعد يوم لا تزداد إلا انحسارا وسفورا .. وتبع ذلك ما انجرت عليه ألبسة الشبيبة هداهم الله من سراويل تنحسر عن شئ من الفخذ , ناهيك عن قصات شعر , وسلاسل وخلاخل في الأيدي والأقدام وذلك كله متشبه فيه إما بالنساء وإما بالكفار وقد قال صلى الله عليه وسلم"من تشبه بقوم فهو منهم"( صحيح الجامع 11094) .. وفي الحديث ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري.وفي رواية (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء).

أيها المؤمنون :

والآن مع الحديث عن سلوكيات الترفيه والترويح والتي منها :

1- التفحيط
فكم آذى الشباب المتهورون بسياراتهم كثيرا من المسلمين ودهس من جراء ذلك النزق المحموم من دهس وأصيب بالإعاقة المستدامة من أصيب ..
ثم نسمع بعد ذلك من منظمات حقوق الإنسان العالمية أن هذا الجنوح من الحريات(التفحيط والدرباوية) مضيق عليه الخناق في السعودية 00فما الذي تريده حقوق الإنسان منا أمزيدا من إزهاق الأرواح وترويع الآمنين واختلال موازين الأمن ؟!

أخي المؤمن
ومن ضوابط الشرع الحنيف لمناشط الترويح والترفيه ما يتعلق بتمويله من جهة وما يتكسب من أرباح مالية بعده
فقد أصبح لجانب الترفيه والترويح أثره الاقتصادي على الدول , فقد أصبح الاستثمار من ورائه بالمليارات , وأصبحت الشعوب تصرف عليه ببذخ واسع بل لقد تنازلت الدول عن بعض خصوصياتها ومقومات حضارتها من أجل ذلك حتى وصل الحال الى إباحة الخمور وتقنين البغاء وإتاحة الحرية التامة للشواذ والعياذ بالله كل ذلك من للمحافظة على نسبه السياح ألا تنحسر , فمن الضوابط :

فقد تعمد بعض الدول بفعل الضائقة المالية التي تمر بها الى اجتلاب المال بأي طريق حتى ولو كان على حساب دينها وقيمها وتربية نشئها , لذا تعطي تسهيلات واسعة لاجتلاب أموال الآخرين ،وقد تكون هذه التسهيلات على شكل إعفاءات جمركية أو سياسية أو اقتصادية تتنازل بموجبها الدولة عن جزء من صلاحيتها من أجل الهدف السابق .

والأخطر من ذلك كله حين تكون هذه التنازلات في الميدان الاجتماعي والتربوي والشرعي ،فتتيح بعض هذه الدول لهذا الغزو الاقتصادي أن ينبعث بتربية أجيالها ،وهدم كينونتها الاجتماعية ،ومسلماتها الشرعية ..

إن أمة تريد مجدا تبنيه وعزا تؤثله , ومقاما ساميا تبلغ ذراه 00لاينبغي بل لا يجوز في حقها أن تنفق بل ولا تهدر الأموال الطائلة لمنح جوائز باهضة ومكافاءات عالية لممارسي الرياضة والفن وتهمل من هم قوام حياتها وشريان نهضتها في ميدان الطب والهندسة والطيران والصناعة والإبداع العلمي والتقني وغيرهم لهم العدة والعتاد في الملمات وعند النوازل يصدق ذلك ويؤكده انه حال مرور الامه بأزمات خانقه وكرب قاتله حاسمه لاعتداء غاشم او تسلط ظالم فبمن تعلق الأمة بعد الله آمالها 00 وبمن ترجوا نوالها وخروجها من مآزقها وأزماتها 00إنهم هؤلاء الذين لا يحظون ولا بعشر معشار أولئك 00فهل يستويان مثلا ؟!


الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على الرسول المصطفى والأسوة المجتبى 00صلى الله عليه وعلى آله ومن سار على هداه واقتفي
أمة القران حماة الملة وحراس العقيدة

أما التوجه فمحموم واما الحشد فمتكاثر واما الزحف فمهول واما الإمكانات فمستنزفه ،واما الضجيج والزخم الدعائي والإعلامي فمتنوع جذاب للترويح والترفيه وماذاك إلا لنشعر العالم قاطبة أننا على استعداد للانفتاح عليه واستقبال ما في يديه حتي لا نوصم بعقده التخلف ،أو نرمى بتهمة الرجعية ، كل ذلك بحمد الله:

1- ونحن مستمسكون بعقيدتنا وإن تنازلنا عن ثوابتها .
2- محافظون على أخلاقنا وقيمنا وإن قوضنا أركانها .
3- فأهلا بكل وافد 00ومرحبا بكل قادم 00فنحن في عصر القرية الواحدة /والسلام والتطبيع الشامل

أخي مقتفي الأثر
إن السياحة بمعنى الترويح البريء والتنزه المحافظ والاستجمام المباح00 والفسحة الهادفة، والمشاركة المفيدة كل هذا مسرح للاستئناس الممتع والنزهة البريئة , الخاليان من الصخب واللغب والمأثم والمنكر على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه "ولكن ساعة و ساعة ".

لا كما يقول دهاقنة التحرر والتغريب (ساعة لربك وساعة لقلبك) او (مع المصلين صلي ومع المغنين غني) او (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) لا وربي فما لله لله وما لقيصر فلله , "بل لله الأمر جميعا"
"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين " .

إنهم فئام ممن لا خلاق لهم درجوا عبر أقلامهم ومقابلاتهم على أن يصفوا حال الناس على أنهم في سراديب مغلقة وبيوتات موصدة , فَدَعَوْهُمْ إلى سياحة عابثة وترفيه آثم وفرق غربية مستضافة ووافدة وألعاب وفعاليات غريبة على بيئتنا 00مناقضة لديننا وقيمنا حتى إذا ما أرخى الليل عبر تلك الفعاليات سدوله وسحب اللهو ذيوله وقع الرقص وارتفع الغناء واختلط الحابل بالنابل ..
فهل بالله لمن هذا شأنه من نَجَحْ , أم لليله من صُبُحْ ؟!.

أخي عبد الله
ثم أين العظة والمعتبر في حال من سبقنا في فتح باب الترفيه والسياحة والسينما على مصراعيه , دول لا أقول كافرة فليس بعد الكفر ذنب,ولكن إسلامية فما النتيجة والثمرة وما المحصله والفائدة ؟!.
هل خرجت من أزماتها الاقتصادية ؟!

هل تفوقت وتقدمت حضاريا ؟!

بل والله ما زادتهم عروض الموسيقى والغناء والسينما والرقص والاختلاط إلا ارتفاعا في نسب التحرش والابتزاز والاعتداء على الأعراض وتعاطي المسكرات ونحو ذلك.
يقول ابن القيم رحمه الله "والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب : أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدو وبلوا بالقحط والجدب وولاة السوء والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر والله المستعان". مدارج السالكين(1/496).

وقد حذر سماحة المفتي العام للمملكة" بأن الحفلات الغنائية والسينما فساد"، مشيرا إلى أن السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير ثقافتنا.

وقال "إن الحفلات الغنائية لا خير فيها، فالترفيه بالأغاني ليل نهار، وفتح صالات السينما في كل الأوقات هما مدعاة لاختلاط الجنسين، فهذا كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم".

ختاما :

أيها المؤمنون المتحابون بجلال الله
مما لا يعذر الجهل به شرعا أنه لا يجوز المشاركة في فعاليات واحتفالات ومناشط قد تبيّن وظهر ما يكتنفها من آثام ومنكرات , سواء بكثير سواد جماهيرها , ولا بشراء تذاكرها , ولا حتى بالعمل والتوظيف في قطاعاتها , لقوله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
[/align]
المشاهدات 751 | التعليقات 0